في بعض هذه الدارات المرغوبة جدا في ماليبو ولا سيما من جانب المشاهير، لم يبق سوى هياكل لأبنية كانت مهيبة سابقا، ما يشي بحجم الأضرار اللاحقة. يقدر سعر بعض هذه الدور الفارهة بملايين الدولارات إلا انها محيت بالكامل. ويبدو حي باسيفيك باليسايدس المطل على ماليبو ومنازلها الواقعة على...

هدأت أخيرا الرياح الشديدة التي أججت حرائق الغابات التي اجتاحت أجزاء من لوس انجليس مساء يوم الجمعة، مما جلب بعض الراحة لرجال الإطفاء المنهكين، لكن تم رصد تغيير أكبر هذه الحرائق اتجاهه، مما أدى إلى أوامر إخلاء جديدة.

من السماء التي يغطيها الدخان المتصاعد، تبدو الدور التي حصدتها النيران في بداية ساحل ماليبو الشهير، قليلة جدا فيما الحريق يميل إلى الاستكانة بين صفوف الفيلات الفارهة، لكن المشهد يختلف تماما مع الاقتراب من حي باسيفيك باليسايدس الراقي.

تكثر في هذا الحي الذي يجتاحه حريق هائل الأنقاض المتفحمة التي لا يزال يتصاعد منها الدخان، مع شوارع بأكملها جرفت النيران كل منازلها.

فقد التهم الحريق الرئيسي بين البؤر الكثيرة المستعرة في منطقة لوس أنجليس، حتى الآن حوالى 7700 هكتار في باسيفيك باليسايدس وماليبو.

ويفيد تقدير أولي إلى أن “آلاف” الأبنية دُمرت على ما قالت مسؤولة فرق الإطفاء كريستين كرولي خلال مؤتمر صحافي الخميس.

أحجمت السلطات حتى الآن عن تأكيد معلومات من عدمها، مفادها العثور على بقايا بشرية مرتين في مواقع هذا الحريق.

وشددت كرولي “يمكننا التأكيد أن حريق باسيفيك باليسايدس هو من أكثر الكوارث الطبيعية تدميرا في تاريخ لوس أنجليس”.

يحظر الوصول بشكل شبه كامل إلى هذه المنطقة حتى على المواطنين الذين تم اجلاؤهم منذ الثلاثاء. وتمكن صحافيون من وكالة فرانس برس من التحليق فوقها بمروحية والاطلاع على مشهد الدمار الهائل.

في بعض هذه الدارات المرغوبة جدا في ماليبو ولا سيما من جانب المشاهير، لم يبق سوى هياكل لأبنية كانت مهيبة سابقا، ما يشي بحجم الأضرار اللاحقة.

يقدر سعر بعض هذه الدور الفارهة بملايين الدولارات إلا انها محيت بالكامل.

ويبدو حي باسيفيك باليسايدس المطل على ماليبو ومنازلها الواقعة على شاطئ البحر، مقفرا.

بعض الدور نجت الحريق وبعض الشوارع أفلتت كليا من الدمار. لكن مع الاقتراب من جنوب الحي يتبين أن منازل رائعة استحالت مقابر.

فعلى امتداد الشوارع، لم يبق من المنازل العائلية الضخمة سوى مدخنة أو جذوع أشجار متفحمة جراء النيران.

خلال مؤتمر صحافي الخميس، قال المدعي العام في منطقة لوس أنجليس نايثان هوشمان إن مروره بحي باسيفيك باليسايدس لتفقد منزل شقيقته كان “مشهدا أشبه بنهاية العالم”.

وأكد “لم أشهد كارثة كهذه تحل بمديتنا منذ التسعينات عندما ضربت لوس أنجليس حرائق وفيضانات وزلزال وأعمال شغب”.

وأكد ألبير عزوز قائد مروحية يقوم برحلات في سماء المنطقة منذ قرابة العقد وهو يعاين الدمار من الجو “هذا جنون. لقد اختفت كل تلك المنازل”.

وتجتاح ستة حرائق غابات متزامنة أحياء في مقاطعة لوس انجليس منذ يوم الثلاثاء، وأسفرت عن مقتل 11 شخصا على الأقل وإلحاق أضرار أو تدمير عشرة آلاف مبنى. ومن المتوقع أن ترتفع هذه الخسائر بمجرد أن يصبح الوضع آمنا بما يكفي لرجال الإطفاء لإجراء عمليات تفتيش من منزل إلى آخر.

وليل الجمعة، ذكرت صحيفة لوس انجليس تايمز أن حريق باليساديس على الحافة الغربية للمدينة يأخذ اتجاها جديدا، مما دفع إلى إصدار أمر إخلاء شمل جزءا كبيرا من حي برينتوود وسفوح وادي سان فرناندو.

ونقل تقرير على موقع لوس انجليس تايمز على الإنترنت عن رئيس إدارة الإطفاء في لوس انجليس إريك سكوت قوله لمحطة كيه.تي.إل.إيه المحلية "اشتعل حريق باليساديس بشكل كبير في الجزء الشرقي ويستمر في التحرك باتجاه الشمال الشرقي".

وقبل اندلاع الحريق الأحدث، أعلن رجال الإطفاء عن إحراز تقدم في إخماد حريق باليساديس وإيتون في سفوح التلال الواقعة شرق العاصمة.

وبعد خروجه عن السيطرة لأيام، ورغم جهود مئات رجال الإطفاء في التصدي للحرائق من الجو وعلى الأرض، جرى احتواء ثمانية بالمئة من حريق باليساديس وثلاثة بالمئة من حريق إيتون. وكانت إدارة الإطفاء في كاليفورنيا تدرج مستويات احتواء الحريقين عند الصفر حتى يوم الجمعة.

ومع ذلك، أتى الحريقان الكبيران مجتمعين على 35 ألف فدان، أي ما يعادل مرتين ونصف المرة من مساحة مانهاتن.

ومع نزوح الآلاف وتصاعد الدخان، أعلن مسؤولون أمريكيون حالة طوارئ صحية عامة.

وقال روبرت لونا قائد شرطة مقاطعة لوس انجليس إن نحو 153 ألف شخص ما زالوا تحت أوامر الإخلاء، بينما يواجه 166800 شخص آخرين تحذيرات بالإخلاء، مع فرض حظر تجول في جميع مناطق الإخلاء.

وسارعت سبع ولايات مجاورة والحكومة الاتحادية وكندا إلى إرسال المساعدات إلى كاليفورنيا، إذ زادت الفرق الجوية التي تسقط المياه ومواد إطفاء الحرائق على التلال المشتعلة والطواقم على الأرض لمهاجمة خطوط الحرائق بالأدوات اليدوية والخراطيم.

وقال رئيس إدارة الإطفاء بمقاطعة لوس انجليس أنتوني مارون في مؤتمر صحفي "بفضل تزايد الموارد المخصصة، أصبحت المنطقة في وضع أفضل بكثير مما كنا عليه في وقت سابق من الأسبوع".

ووفقا للهيئة الوطنية للأرصاد الجوية، ستتحسن الظروف في منطقة لوس انجليس خلال مطلع الأسبوع، إذ تتباطأ الرياح المستمرة إلى نحو 32 كيلومترا في الساعة، وتتراوح سرعتها بين 56 و80 كيلومترا في الساعة، وهو ما ينطوي على بعض الهدوء مقارنة بهبات رياح في الآونة الأخيرة بلغت سرعتها 129 كيلومترا في الساعة.

ومع ذلك، يتوقع خبراء الأرصاد الجوية إصدار تحذير آخر يوم الاثنين.

بدورها قالت شركة ساذرن كاليفورنيا إديسون يوم الجمعة إن أجهزة الإطفاء تحقق فيما إذا كان حريق اندلع بإحدى ضواحي لوس انجليس، والذي لا يزال مشتعلا، راجع إلى مشكلة في البنية التحتية للمرافق التابعة للشركة، مضيفة أنه لم يتم البت في الأمر بعد.

وقالت الشركة، وهي وحدة تابعة لشركة المرافق الأمريكية إديسون إنترناشونال، في إفصاح للجهات التنظيمية إنه تم اكتشاف سقوط أحد الموصلات في برج مرتبط بدائرة إيجل روك - سيلمار بجهد 220 كيلو فولت.

وأضافت "لا تعرف شركة ساذرن كاليفورنيا إديسون ما إذا كان الضرر الذي لوحظ قد حدث قبل الحريق أم بعده".

وأشارت ساذرن كاليفورنيا إديسون إلى أن المعلومات الأولية تظهر أنه تم رصد إرسال إشارات عبر الدائرة في الساعة 0611 بتوقيت جرينتش، بينما تم رصد حريق هيرست في حدود الساعة 0610 بتوقيت جرينتش في السابع من يناير كانون الثاني.

وقالت إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا إن حريق هيرست، والذي اندلع في سيلمار بمنطقة سان فرناندو فالي الواقعة شمال غرب لوس انجليس، أتى على ما يزيد عن 770 فدانا وتم احتواء 77 بالمئة منه حتى الآن.

ولم ترد إديسون إنترناشونال بعد على طلب للتعليق أُرسل عبر موقع الشركة على الإنترنت.

وكانت ساذرن كاليفورنيا إديسون قد قالت يوم الخميس إنها تلقت إخطارات من شركات تأمين لحفظ الأدلة المتعلقة بحريق إيتون الذي لا يزال مشتعلا في لوس انجليس، لكنها قالت إن أيا من أجهزة الإطفاء لم تربط بين مرافق التوصيل التابعة للشركة والحريق.

ودمرت خمسة حرائق مستعرة في المنطقة أكثر من عشرة آلاف مبنى، وأتت على ما يقرب من 30 ألف فدان.

وتشير تقديرات شركة أكيو ويذر الخاصة إلى أن الأضرار والخسائر الاقتصادية تتراوح بين 135 مليار دولار و150 مليار دولار، مما ينذر بصعوبة التعافي من الكارثة وارتفاع تكاليف التأمين بالنسبة لأصحاب المنازل.

غضب في لوس أنجليس بعد صدمة الحرائق

بعدما استحالت بمعظمها رمادا، تشهد شوارع ألتادينا دوريات يجريها عسكريون في الحرس الوطني، لكن سكان ضاحية لوس أنجليس هذه يرون أن الجنود أتوا متأخرين.

يقول نيكولاس نورمان البالغ 40 عاما بغضب “لم نر عنصر إطفاء واحدا عندما كنا نحول إخماد النيران في منزلنا بدلاء المياه”.

ويضيف المدرس في تصريح لوكالة فرناس برس “كانوا منشغلين جدا في انقاذ دارات الأثرياء والمشاهير في باسيفيك باليسايدس وقد تركونا نحترق نحن الأشخاص العاديين”.

إلا ان النيران لم تميز بين مواطن وآخر. ففي حي باسيفيك باليسايدس الراقي الذي كان أول منطقة تطالها النيران خلال الأسبوع الراهن، يحمل الأثرياء الضغينة نفسها حيال السلطات.

وتقول نيكول بيري “سلطات مدينتنا تخلت عنا كليا” معربة عن صدمتها الكبرى لنضوب المياه في نقاط التزود بالمياه أو غياب الضغط في الصنابير التي تستخدمها فرق الإطفاء.

باتت دارتها الفخمة كومة من رماد. وبعد الصدمة الأولى، تطالب منسقة الملابس البالغة 32 عاما، بالمحاسبة.

وتؤكد “كان ينبغي اعتماد تدابير للحؤول دون حصول ما حصل. لقد خسرنا كل شيء ولا أشعر بأي دعم من جانب سلطات مدينتنا من جانب رئيس بلديتنا الفظيع وحاكمنا”.

أوقعت الحرائق الكثيرة المتواصلة على مشارف لوس نجليس، 11 قتيلا على الأقل فيما أتت النيران على أكثر من عشرة آلاف مبنى واضطُرت أكثر من مئة ألف شخص إلى مغادرة منازلهم.

وفي تفسير ما حصل، تتحدث السلطات حتى الآن خصوصا عن الرياح العاتية التي بلغت سرعتها أحيانا 160 كيلومترا في الساعة والجفاف المسجل في الأشهر الأخيرة. إلا ان سكان كاليفورنيا المتضررين يعتبرون أن ذلك غير كاف.

ويكثر الجدل والانتقادات من غياب رئيسة بلدية لوس انجليس كارين باس التي كانت في زيارة لغانا عندما انطلقت الحرائق وعدد عناصر الإطفاء المنخفض ونضوب المياه في بعض فتحات المياه المخصصة لمحاربة النيران ونقص في عمليات تنظيف الأحراج.

ويقول جيمس براون المتقاعد المقيم في ألتادينا الذي لا يزال مصدوما بتحول مدينته إلى “ساحة حرب”، “أظن أن السلطات لم تكن بحالة جهوزية بتاتا”.

والجمعة انتقدت رئيسة جهاز الإطفاء في لوس انجليس كريستين كرولي البلدية منددة باقتطاعات في الميزانية طالت جهازها.

وقالت إن “ثمة نقصا متواصلا في الطواقم والموارد والأموال”.

وأشارت إلى ان “حجم المدينة تضاعف منذ 1960 لكن عدد ثكنات الاطفاء تراجع”.

وأوضحت كذلك أنها لم تبلغ بأن أحد الخزانات التي تغذي المنطقة كان فارغا، لأنه أغلق بسبب أشغال.

ووعدت رئيسة البلدية بفتح تحقيق فيما أمر حاكم الولاية غافين نيوسوم الجمعة بـ”تحقيق مستقل” حول عمليات التزود بالمياه في ثاني مدينة في الولايات المتحدة منددا بمشاكل “مثيرة جد للقلق”.

والتحدي كبير لهذا الثنائي الديموقراطي، فأكثر ولايات البلاد تعدادا للسكان والمعروفة ب”غولدن ستايت” تعتبر منارة لليسار الأميركي.

 ويصب الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب قبل أيام قليلة على عودته إلى البيت الأبيض، الزيت على النار.

فقد ندد ترامب ب”عدم كفاءة وسوء إدارة” الرئيس الديموقراطي الحالي جو بايدن والحاكم نيوسوم. وهو لم يتردد في نشر معلومات خاطئة أكد من خلالها أن كاليفورنيا تفتقر إلى المياه بسبب السياسات البيئية الديموقراطية التي تحول مياه الأمطار لاستخدامها في حماية “نوع غير مفيد من الأسماك”.

لكن في الواقع تتأتى غالبية المياه المستهلكة في لوس انجليس من نهر كولورادو وتستخدم في القطاع الزراعي كأولوية.

هذا الاستغلال السياسي يثير غيظ بعض الناجين في ألتادينا.

يقول روس رامسي متنهدا وهو يزيل الرماد من بين انقاض منزل والدته “هذا أمر معتاد لدى ترامب، يحاول إثارة جدل من خلال معلومات خاطئة”.

ويرى المهندس المعماري البالغ 37 عاما “من السابق لأوانه توجيه أصابع الاتهام إلى أي طرف” مضيفا “يجب أن نركز على الناس الذين يحاولون استعادة حياتهم وإيجاد السبل لمساعدتهم”.

ومضى يقول “بعدها يمكننا أن نستوضح الأمور بالوقائع والمعطيات الصحيحة”.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع في البيت الأبيض إن المشهد “أشبه بساحة حرب وعمليات قصف”.

وبين الذين فقدوا منازلهم، الممثل ميل غيبسون. وقال ل”نيونايشن” إنه مصدوم للغاية لخسارته منزله في ماليبو.

وحذرت ديان كريسويل من الوكالة الفدرالية للاستجابة للكوارث الطبيعية من أن الوضع “لا يزال خطرا جدا”.

ويقدر عدد الأشخاص الذين طلب منهم إخلاء مناطقهم بمئات الآلاف.

ونشرت تعزيزات عسكرية أيضا فيما أوقف عشرات الأشخاص.

وقبل قرار فرض حظر التجول، عمد مواطنون إلى تسيير دوريات لحماية ما تبقى من أحيائهم.

ودعت السلطات سكان كاليفورنيا إلى الاقتصاد في استهلاك المياه لأن ثلاثة خزانات تغذي محطات مكافحة الحرائق فرغت.

واضطرت السلطات إلى الاعتذار بعدما أرسلت أوامر إخلاء عن طريق الخطأ إلى هواتف سكان يومي الخميس والجمعة في لوس أنجليس.

من جهة أخرى، أعلنت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية فتح تحقيق بعدما اصطدمت مسيرة بطائرة ناقلة للمياه وألحقت بها أضرارا من دون أن يسفر ذلك عن اصابات.

والرياح التي تهب راهنا معروفة باسم “سانتا آنا” وهي مألوفة في فصلي الخريف والشتاء في كاليفورنيا. لكن خلال الأسبوع الحالي بلغت حدة غير مسبوقة منذ العام 2011، على ما أفاد خبراء الأرصاد الجوية.

وتشكل هذه الرياح كابوسا للإطفائيين لأن كاليفورنيا عرفت سنتين ماطرتين جدا أدتا إلى إنعاش الغطاء النباتي الذي يبس الآن بسبب الشتاء الجاف الذي تشهده المنطقة.

ويشير علماء بانتظام إلى أن التغير المناخي يزيد تواتر الظواهر الجوية القصوى.

غضب الطبيعة الأم 

حتى مع استمرار النيران في جنوب كاليفورنيا في شق مسار مدمر، الجمعة، وسعي مسؤولين بالإطفاء إلى تقييم الأضرار وتحديد كيف بدأت الحرائق، ظل سؤال أكبر يلوح في الأفق: هل كان من الممكن التقليل من هذا المستوى من الدمار بطريقة أو بأخرى، أم أن هذا ببساطة هو الوضع الجديد؟ طبيعي في عصر الكوارث المرتبطة بالمناخ؟

تشير مراجعة CNN للتقارير الحكومية والمقابلات مع أكثر من عشرة خبراء إلى أن الإجابة النهائية هي مزيج من الاثنين معا.

وقال الخبراء إن حتى الصنابير التي تعمل بكامل طاقتها لم تكن كافية لمكافحة حرائق بحجم تلك التي اندلعت هذا الأسبوع، خاصة عندما توقفت الموارد الجوية، مثل المروحيات والطائرات ذات الأجنحة الثابتة عن التحليق بسبب الرياح، في حين قال خبير الموارد المائية في جامعة كاليفورنيا، غريغ بيرس: "لا أعرف نظام مياه في العالم مجهز لهذا النوع من الأحداث".

ومع ذلك، كان من الممكن أن تساعد الصنابير العاملة بكامل طاقتها في تقليل بعض الأضرار، أو إنقاذ منزل هنا، أو إطفاء الجمر هناك.

ووصف مسؤولو مدينة ومقاطعة لوس أنجلوس الحرائق بأنها حدث "عاصفة متكاملة" حيث منعتهم قوة الإعصار التي تصل سرعتها إلى 100 ميل في الساعة من نشر طائرات مهمة كان من الممكن أن تسقط المياه ومثبطات الحرائق على الأحياء التي اجتاحها الجفاف، وكان إجماع الخبراء الذين قابلتهم شبكة CNN هو أن الجمع بين تلك الرياح والظروف الجافة غير الموسمية والحرائق المتعددة التي اندلعت الواحدة تلو الأخرى في نفس المنطقة الجغرافية جعل الدمار واسع النطاق أمرًا لا مفر منه.

ومع ذلك، كان من الممكن أن يتخذ البشر بعض الخطوات لتقليل تأثير غضب الطبيعة الأم، ومن المحتمل أن الإدارة غير المتسقة للنباتات، والبنية التحتية القديمة والمنازل، ونقص التخطيط ساهمت في الحرائق.

ووعدت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، بإجراء تحقيق كامل. وقالت: "كونوا مطمئنين... سنقوم بالتأكيد بإجراء تقييم للنظر فيما نجح وما لم ينجح، ولتصحيح - أو مساءلة - أي شخص، إدارة، فرد، إلى آخره".

وأعلن خبير التقييم في لوس أنجلوس، جيف برانغ، أن أضرار لحقت بما لا يقل عن 10000 عقار بسبب الحرائق في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية.

وقال برانغ، صباح الجمعة: "القضايا المالية ستصبح قريبا قضية رئيسية لضحايا الحرائق".

وأضاف أن السكان الذين تكبدوا خسار في ممتلكاتهم تزيد عن 10000 دولار قد يكونون مؤهلين للحصول على الإعفاء من ضريبة الممتلكات بموجب برنامج "المصائب والكوارث" في الولاية.

وأكد برانغ: "يبدو من الواضح أننا قد نحتاج إلى مساعدة تشريعية لضمان أقصى قدر من الفوائد للضحايا".

وحث برانغ السكان المتضررين على التواصل مع مكتبه للحصول على خدمات مجانية والمساعدة في تقديم المطالبات.

ومن جانبها، تعهدت عمدة لوس أنجلوس كارين باس، الجمعة "بإعادة البناء بقوة" بعد الحرائق. وقالت: "يجب التخلص من الروتين والبيروقراطية".

وأكدت كارين باس: "لن نتبع الطرق القديمة في القيام بالأشياء. سنجري تغييرات في النظام والمضي قدما باستراتيجيات وسياسات جديدة".

رعب حرائق لوس أنجلوس

ما قد لا تعلمه عن حرائق لوس أنجلوس.. من نسبة الاحتواء إلى عدد الهكتارات الممحوة من الخريطة إليك أين يقف الوضع الآن:

حريق منطقة باليسايدس: 21,317 فدانًا، تم احتواء 8% منه

حريق منطقة إيتون: 14,117 فدانًا، تم احتواء 3% منه

حريق منطقة كينيث: 1052 فدانًا، وتم احتواء 50% منه

حريق منطقة هيرست: 771 فدانًا، وتم احتواء 70% منه

حريق منطقة ليديا: 395 فدانًا، وتم احتواء 98% منه

حريق منطقة آرتشر: 19 فدانًا، احتواء 0%

وحذرت دائرة إطفاء كاليفورنيا من أنه من المتوقع أن تعاود الرياح نشاطها خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقد يكون هناك حدث رياح سانتا آنا في أوائل الأسبوع المقبل، مما يؤدي إلى هبوب رياح حارة وجافة وقوية يمكن أن تؤجج لهيب أي حرائق مستمرة.

* المصدر: وكالات+رويترز+فرانس برس+سي ان ان

اضف تعليق