لدى هؤلاء الأشخاص إحساس بأنهم انفصلوا عن أجسادهم ويمكنهم رؤية وسماع الأطباء والممرضات من حولهم، وكانت لديهم القدرة على الإبلاغ عما كان يفعله الأطباء لهم بزاوية 360 درجة لا يمكن تفسيرها. وغالبًا ما يراجع هؤلاء شريط حياتهم بأكملها، ويتذكرون الأفكار والمشاعر والأحداث التي لا يستطيعون عادةً تذكّرها، ويبدأون...
قد تحدث "تجربة الاقتراب من الموت" عندما يعيد الأطباء شخصًا إلى الحياة بعد أن تتوقف ضربات القلب، ويتوقف التنفس، أي ما يحدث عندما يموت الشخص لأي سبب، وليس فقط أثناء نوبة قلبية.
وإذا كانَ الموت هوَ مغادرة الروحِ للجسدِ مِن دونِ العودةِ إليه، فإنَّ الاقترابَ منَ الموت يعني مُغادرةَ الروحِ ثمَّ العودةَ للجسدِ مِن جديد.
ومعَ أنَّ هذا الأمرَ لا يمكنُ التثبّتُ منه بشواهدَ حسّيّةٍ إلّا أنّ هناكَ الكثيرَ ممَّن عاشوا هذهِ التجربة.
وحظيت تجربة الاقتراب من الموت باهتمام كبير بين من يؤكد على أنها حقيقة علمية ومن يرى أنها مجرد نسج من الخيال، لكن النظريات العلمية والمنهجية تؤكد على مصداقيتها وكونها واقعة فعليا.
فتضافرُ القصصِ التي يرويها العائدونَ منَ الموت هيَ الدليلُ الوحيدُ على حصولِها بالفعل، فلم يخلُ مجتمعٌ أو ثقافةٌ تقريباً ممَّن عاشوا هذهِ التجربةَ ورووا ما شاهدوه في ذلكَ العالم، وقد انتشرَت هذه القصصُ في هذا العصرِ بسببِ الانترنت ووسائلِ التواصلِ الاجتماعي.
وقد أضحَت هذهِ التجاربُ موردَ اهتمامٍ وتساؤلِ الكثير؛ وذلكَ لأنَّ الفضولَ يدفعُ الجميعَ لمعرفةِ ما يحصلُ للإنسانِ بعدَ الموت.
والوصفُ المشتركُ بينَ جميعِ مَن مرّ بهذهِ التجربةِ هو أنّ أرواحَهم تنفصلُ وتحلّقُ بعيداً عن أجسادِهم، ومعَ ذلكَ يبقونَ بكاملِ الشعورِ والإدراكِ وبشكلٍ أفضل ممّا كانَ عليهِ حالُهم وهُم داخلَ أجسادِهم.
ففي اللحظةِ التي تنفصلُ فيها أرواحُهم تنكشفُ أمامَهم الأشياءُ مِن دون أيّ قيودٍ زمانيّةٍ ومكانيّة، فيرونَ ويسمعونَ ويشعرونَ بكلِّ شيءٍ دونَ أيّ عائقٍ يمنعُهم مِن ذلك.
وأوضح الدكتور سام بارنيا، وهو طبيب العناية المركّزة بالمركز الطبي "NYU Langone Health" الذي بحث في هذه الظاهرة لعقود من الزمن، أن الملايين من الأشخاص قد أبلغوا عن تجارب اقتراب من الموت منذ اختراع الإنعاش القلبي الرئوي، في عام 1960.
وبارنيا هو المؤلف الرئيسي لدراسة جديدة تهدف إلى الكشف عما يسميه "الوعي الخفي" للموت عن طريق قياس النشاط الكهربائي في الدماغ أي عندما يتوقف القلب، ويتوقف التنفس.
وقال بارنيا: "يقوم العديد من الأشخاص بالإبلاغ عن التجربة ذاتها، أن وعيهم أصبح أكثر حدة ووضوحًا، وذلك بينما يحاول أطباء مثلي إنعاشهم لأننا نعتقد أنهم ماتوا".
وأضاف: "لدى هؤلاء الأشخاص إحساس بأنهم انفصلوا عن أجسادهم ويمكنهم رؤية وسماع الأطباء والممرضات من حولهم، وكانت لديهم القدرة على الإبلاغ عما كان يفعله الأطباء لهم بزاوية 360 درجة لا يمكن تفسيرها".
وغالبًا ما يراجع هؤلاء شريط حياتهم بأكملها، ويتذكرون الأفكار والمشاعر والأحداث التي لا يستطيعون عادةً تذكّرها، ويبدأون في تقييم أنفسهم استنادًا إلى مبادئ الأخلاقيات والقيم.
وأوضح بارنيا أن التجربة بمثابة "فهم شامل لسلوكهم طوال حياتهم حيث لم يعد بإمكانهم خداع أنفسهم".
ويراود الأشخاص خلال تلك التجربة رؤى روحية يمكن تفسيرها بطرق مختلفة استنادنا إلى معتقداتهم الدينية.
وفي الدراسة المنشورة الخميس في الدورية العلمية "Resuscitation"، تتبعت فرق من العاملين المدربين في 25 مستشفى بالولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وبلغاريا الأطباء إلى غرف العناية المركزة، حيث كان المرضى "موتى من الناحية الفنية"، وفقًا لما قاله بارنيا.
وبينما قام الأطباء بإجراءات الإنعاش القلبي الرئوي، قامت الفرق البحثية بتركيب أجهزة قياس تركيز الأكسجين والنشاط الكهربائي على رأس الشخص الذي يُوشك على الموت. واستغرق متوسط محاولة الإنعاش بين 23 و26 دقيقة. ومع ذلك، وجدت الدراسة أن بعض الأطباء استمروا في أداء إجراءات الإنعاش لمدة تصل إلى ساعة.
وقال بارنيا: "رغم كون الإنعاش حالةً متوترة وصعبة للغاية، إلا أن فرقنا البحثية المستقلة نجحت في تنفيذ الإجراءات من دون التدخل في الرعاية الطبية للمرضى".
وأشار بارنيا إلى أنه تم قياس نشاط الدماغ على فترات مدتها دقيقتين أو ثلاث دقائق، عندما كان على الأطباء التوقف عن عملية الضغط على الصدر أو الصدمات الكهربائية لمعرفة ما إذا كان قلب المريض سيستأنف نشاطه.
وتابع: "عندما لا نرى حركة، ويسود الصمت. عندها نأخذ القياسات لنرى ما يحدث".
وقال بارنيا: "لقد وجدنا أن أدمغة الأشخاص الذين يمرون بالموت قد أصبحت مسطحة، وهو أمر متوقع".
وأضاف: "لكن من المثير للاهتمام أنه حتى بعد مرور ساعة على بدء عملية الإنعاش، رأينا طفرات - ظهور النشاط الكهربائي في الدماغ، وهو الأمر ذاته الذي يحدث عند التحدث أو التركيز بعمق".
وشملت تلك الطفرات موجات "غاما"، و"دلتا"، و"ألفا"، و"بيتا"، وفقًا للدراسة.
وعاد إلى الحياة 53 شخصًا فقط من أصل 567 شخصًا في الدراسة، أي نسبة 10% فقط. ومن بين هؤلاء، أجريت مقابلات مع 28 شخصًا منهم لمعرفة ما يمكنهم تذكّره من هذه التجربة.
وأبلغ 11 مريضًا فقط عن وعيهم أثناء عملية الإنعاش القلبي الرئوي، بينما أبلغ 6 فقط عن "تجربة الاقتراب من الموت".
ومع ذلك، تم تصنيف تلك التجارب إلى جانب شهادات 126 ناجيًا من السكتة القلبية لم يشاركوا في الدراسة.
وقال بارنيا: "تمكنا من أن نظهر بوضوح شديد أن تجربة الموت- الشعور بالانفصال عن الجسد، ومراجعة شريط حياتك، والانتقال إلى مكان يشبه المنزل، ثم الإدراك أنك بحاجة للعودة - كانت متسقة جدًا بين الأشخاص من جميع أنحاء العالم".
بالإضافة إلى ذلك، أجرت الدراسة مقارنة بين إشارات الدماغ المسجلة وإشارات الدماغ التي أجرتها دراسات أخرى حول الهلوسة والأوهام البصرية، ووجدت أنها مختلفة للغاية.
وأضاف: "تمكنا من الاستنتاج أن تجربة الموت التي تم تذكرها هي حقيقية. وهناك علامة في الدماغ قمنا بتحديدها. وهذه الإشارات الكهربائية لا يتم إنتاجها كخدعة لدماغ يحتضر، وهذا ما قاله العديد من النقاد".
وكان بعض الخبراء في المجال أقل اقتناعا بنتائج الدراسة، التي قدّمت لأول مرة خلال جلسات علمية في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2022 وانتشرت بوسائل الإعلام على نطاق واسع.
من جانبه، قال الدكتور بروس جريسون، وهو أستاذ فخري في الطب النفسي وعلوم السلوك العصبي بجامعة فرجينيا: "هذا التقرير الأخير عن موجات الدماغ المستمرة بعد السكتة القلبية قد تم تضخيمه بشكل غير متناسب من قبل وسائل الإعلام. وفي الواقع، لم يُظهر الباحثون أي ارتباط بين موجات الدماغ هذه والنشاط الواعي".
وقال جريسون لـ CNN عبر البريد الإلكتروني، إن "هؤلاء المرضى الذين مروا بتجارب الاقتراب من الموت لم يظهروا موجات الدماغ المذكورة، وأولئك الذين أظهروا موجات الدماغ المذكورة لم يبلغوا عن تجارب الاقتراب من الموت".
وقام جريسون وطبيب القلب الدكتور بيم فان لوميل، وهو باحث وكاتب هولندي في تجارب الاقتراب من الموت، بتقديم تعليقات إلى الدورية العلمية لنشرها مع الدراسة الجديدة.
وأشارا إلى بيان الدراسة بأن "اثنين من الأشخاص الـ 28 الذين تمت مقابلتهم لديهما بيانات مخطط كهربية الدماغ، ولكنهم لم يكونا من بين أولئك الذين لديهم تذكر معرفي واضح".
وأوضح جريسون: "كل ما أظهرته (الدراسة) هو أنه لدى بعض المرضى نشاط كهربائي مستمر في الرأس يحدث خلال الفترة التي أبلغ فيها مرضى آخرون عن تعرضهم لتجارب الاقتراب من الموت".
وقال بارنيا إن الدراسة لم تكن قادرة على مطابقة النشاط الكهربائي مع تجربة الاقتراب من الموت لدى المريض ذاته.
واعتبر بارنيا أن " العينة لم تكن كبيرة بما يكفي، إذ أن غالبية المشاركين لم ينجو. هذه هي حقيقة الأمر".
وتابع: "من بين أولئك الذين عاشوا ولديهم مخططات كهربية للدماغ يمكن قراءتها، أظهر 40٪ منهم أن موجات أدمغتهم انتقلت من الخط الثابت إلى إظهار علامات طبيعية للوضوح".
وأضاف بارنيا أن الأشخاص الذين يعيشون غالبًا ما يكون لديهم ذكريات متجزأة أو ينسون ما عاشوه بسبب التخدير الثقيل في وحدة العناية المركزة.
وأكدّ بارنيا: "غياب السجل لا يعني أن هناك غيابًا للوعي. وفي نهاية المطاف، ما نقوله هو أننا أمام مجهول عظيم. نحن في منطقة مجهولة. والأمر الرئيسي هو أن هذه ليست هلوسة، بل هذه تجربة حقيقية ترافق الموت".
عبور النفق إلى الضوء
توسّل الطبيب مريضة "كوفيد-19" بايج دينر حتى تغمض عينيها وتنام، لكنها رفضت الإصغاء إليه. كانت مذعورة.. وأجابته "إذا نمت فلن أستفيق".
وحدث ذلك في إحدى ليالي أكتوبر/ تشرين الأول 2021، عندما كانت دينر تكافح من أجل بقائها وبقاء جنينها البالغ 24 أسبوعًا على قيد الحياة. وأُدخلت وحدة العناية الفائقة في مستشفى ديلاوير بعدما تم تشخيص إصابتها بـ"كوفيد-19". وخسرت 13 كيلوغرامًا خلال 12 يومًا بعدما وضعت على جهاز التنفس الصناعي. وفي مرحلة ما قال لها الطبيب إن نسبة نجاتها المتوقعة تبلغ 5%.
وحاولت دينر تهدئة روعها عندما دخل الطبيب الغرفة. كل نفس تتنشقه بات مؤلمًا، ولم تتمكن من إيقاف صوت طنين آلات المراقبة لأن الطبيب طلب منها الإصغاء إليه، قائلًا: "عليك النوم"، ومتابعًا: "إذا لم تتمكن من النوم ستموتين. لا يمكنك التعافي بلا أن تستريحي".
وقاومت دينر رعبها وأغمضت عينيها. وخالت أنها النهاية.. لكن هذه كانت فقط بداية قصتها.
ويمكن لجميع الأشخاص الذين قرأوا حول موضوع تجارب الاقتراب من الموت تصور ما حدث لدينر بعدها، مثل عبور نفق ترى نورًا في آخره، وسماع موسيقى سماوية، وترحيب الأحبة الذين فارقوا الحياة قبل سنوات. إنها شبيهة بالقصص التي رواها جميع من اختبروا ذلك، والتي نقع عليها في أكثر الكتب مبيعًا مثل "90 دقيقة في السماء" و"برهان الجنة".
لكن "كوفيد-19" في السنتين المنصرمتين استحدث نوعًا جديدًا من تجارب الاقتراب من الموت، رواها أشخاص مثل دينر، الذين عادوا إلى الحياة ليرَوا أعجوبة وتيرة الحياة اليومية الاعتيادية: مثل أن تكون قادرًا على تذوق وشم القهوة، وحضن طفل مجددًا، ورؤية شروق الشمس من جديد.
وتحوّل هؤلاء الأشخاص روحيًا ليس من خلال إلقائهم نظرة على مرحلة ما بعد الحياة، بل جراء ما شاهدوه في هذه الحياة، حين كانوا يكافحون للبقاء أحياء بعد معاناتهم من "كوفيد-19".
وهذا النوع من القصص لا يحصد إمكانية توثيقه في كتاب أو انتاج فيلمًا عنه. ويتواجد أشخاص مثل دينر، 41 عامًا، اختبروا هذه القصص المذهلة التي في وسعها مساعدتنا جميعًا.
وكتبت دينر على "فايسبوك" بعد فترة قصيرة من خروجها من المستشفى في ديسمبر/ كانون الأول: "أفكر غالبًا كيف أننا نتعامل مع الأمور على أنه مسلّم بها"، متابعة: بدءًا من القدرة على المشي، أو التثاؤب، والتنفس".
الملائكة تحيط بنا
وقبل أن تمرض، كانت دينر عبارة عن كتلة من الطاقة. فهي تسعى لإنهاء دراسة الدكتوراه في مجال الطب الشرقي، بعدما حصلت على شهادة جامعية في مجال العلاقات العامة. وكانت أمًّا، وصحافية سابقًا، واختصاصية تدليك تعيش بمنطقة لينكولن في ديلاوير، ومعالجة بالطاقة (ريكي). حتى أنها قطعت وسط أمريكا مرة مشيًا مع حقيبة ظهر فقط، قائلة: "كنت في ذروة طاقتي".
وأوضحت: "عندما تكون مريضًا جدًا، تكون في وضعية العجز"، مضيفة: "تعتمد على أشخاص وغرباء حتى يبقونك حيًا".
ولم تشك دينر للحظة أنه سينتهي بها المطاف في المستشفى، فهي تلقت أول جرعة من اللقاح، وكانت على وشك تلقي الجرعة الثانية السنة الماضية عندما أصيبت بـ"كوفيد-19". وبينما كانت بين الحياة والموت في وحدة العناية الفائقة، بدأت باختبار ذهان وحدة العناية الفائقة حيث يبدأ المرضى بالهلوسة، ويرتعبون، ويفقدون الصلة بالوقت والمكان.
وقالت: "لم أكن أشعر بطفلي يتحرك، لأنني لم أكن أشعر بأي شيء"، متابعة: "خلت أنني فارقت الحياة".
وأرسلت دينر التي لا تعلم إذا كانت على قيد الحياة أم لا رسالة نصية إلى صديقها كريغ مول، وهو زميل تدليك علاجي، ومهتم بالأشكال الروحية البديلة.
وتلقى مول رسالة منها بعدما انقطعت أخبارها مدة 12 يومًا جاء فيها: "أعتقد أنني فارقت الحياة. لا أشعر بجسدي. على الأرجح أني شبح". فأجابها: "أنت على قيد الحياة. ثقي بي.. أنت تعانين منذ 12 يومًا".
وأرسل لها ترنيمة تأمل تقليدية حتى تغنيها وتهدئ من شعورها بالخوف، وجاء فيها: "أحبك. أنا آسف، سامحيني، شكرًا".
وتعافت دينر، وأنجبت طفلًا يتمتع بصحة جيدة في ديسمبر/كانون الأول، وأطلقت عليه اسم "سورن".
لكن دينر ما برحت تواجه تحديات كبرى. فهي لا يمكنها تناول طعامها، أو ربط حذائها، أو تغيير ملابس سورن، لأنها تعاني من ألم دائم في يديها. وتعاني من مشاكل في المشي، كما تحتاج إلى علاج حتى تتعلم البلع مجدّدا. وفقدت إحساسها بالتذوق والشم، وهي تخضع حاليَا لعلاج فيزيائي بشكل متواصل. وتعتمد كثيرًا على ابنتها إيزابيلا، 15 عامًا، لمساعدتها.
وقالت إيزابيلا إنه "أمر صعب. لن أكذب"، مضيفة أنه "من الصعب رؤية شخص يعاني.. لكنّني ممتنة أنها ما برحت على قيد الحياة لتطلب المساعدة".
وقد يكون جسم دينر ضعيفًا، لكن أحلامها كبيرة. فهي تملك مركزًا للتدليك ورياضة اليوغا، لكنها ترغب بالحصول على شهادة في الطب الشرقي حتى تساعد الآخرين. وتفكر بالانتقال إلى مدينة صغيرة من أجل تقديم رعاية طبية هناك.
وبالنسبة إلى دينر، لا يزال يتواجد سر فيما يخص شدة مرضها لا يمكنها الإجابة عليه: "لماذا بقيت على قيد الحياة، فيما كثر رحلوا"؟
وأكدّت: "أُعطيت فرصة ثانية للحياة. يجب عليّ عيش حياتي بطريقة تكرّم من لم يحصلوا عليها، وكل الأشخاص الذين لن يمشوا، أو يتحدثوا، أو يتنفسوا بمفردهم".
اضف تعليق