في أوروبا حيث يزداد الاحتباس الحراري بنسبة تبلغ ضعف المعدل العالمي، تعاني العديد من البلدان في بداية الصيف ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة منذ عدة أيام، مما ألحق أضرارا بالمحاصيل الزراعية وأزعج السائحين الذين باتوا يبحثون عن مكان يستظلون تحته. لكن عاصفة حرارية جديدة أطلق عليها اسم شارون ضربت...
يُتوقّع أن تتخطى درجات الحرارة مستويات قياسية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية الاثنين وأن يتسبب ذلك بحرائق غابات، في تجلٍّ جديد لظاهرة التغيّر المناخي.
كان شهر حزيران/يونيو هو الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقًا لوكالة كوبرنيكوس الأوروبية ووكالة ناسا الأميركية. بعد ذلك، كان الأسبوع الأول بكامله من شهر تموز/يوليو هو الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقًا للبيانات الأولية الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وشددت هذه المنظمة على أن الحرارة هي أحد أخطر الأحداث المرتبطة بالطقس. ففي الصيف الماضي، تسببت درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا وحدها في وفاة أكثر من 60 ألف شخص، وفقًا لدراسة حديثة.
وأصدرت دول في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية تحذيرات صحية وأجرت عمليات إجلاء للسكان.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية إن أوروبا قد تسجّل هذا الأسبوع أعلى درجة حرارة فيها على الإطلاق تحديدًا في جزيرتَي صقلية وسردينيا الإيطاليتَين حيث من المتوقّع أن تصل الحرارة إلى 48 درجة مئوية.
وقالت البرازيلية ليلو دا كوستا روزا (48 عامًا) خلال زيارتها روما "أعاني حقًا بسبب الحرارة. اشتريت مروحة صغيرة ومظلّة وزجاجات مياه".
في الفاتيكان، احتشد 15 ألف شخص الأحد رغم ارتفاع الحرارة في ساحة القديس بطرس للمشاركة في صلاة التبشير الملائكي التي تلاها البابا فرنسيس، مستخدمين مظلّات ومراوح.
من بين هؤلاء الكاهن فرنسوا مبيمبا (29 عامًا) الذي قال "نتصبب عرقًا، وكأننا في الجحيم".
في اليابان، أصدرت السلطات تحذيرات لعشرات الملايين من سكانها من التعرض لضربة شمس في 20 مقاطعة من مقاطعات البلاد الـ47، بعدما سُجّلت درجات حرارة شبه قياسية في أجزاء كبيرة منها.
وحذّرت قناة "إن إتش كي" اليابانية من أن ارتفاع الحرارة يهدّد الحياة فيما تلامس عتبة 40 درجة مئوية في العاصمة طوكيو ومناطق أخرى.
وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية تجاوز درجة الحرارة القياسية البالغة 41 درجة مئوية والتي سُجّلت في مدينة كوماغايا في العام 2018.
وسجلت بعض المناطق اليابانية أعلى درجات حرارة منذ أربعة عقود، بما في ذلك بلدة هيرونو في محافظة فوكوشيما حيث بلغت 37,7 درجة مئوية.
في الولايات المتحدة، توّقعت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية (NWS) أن تبلغ موجة الحر "واسعة النطاق وشديدة الوطأة" ذروتها في الولايات الجنوبية والغربية، وتأثر أكثر من 80 مليون شخص بتحذيرات الحرّ الشديد أو التحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة.
وسجّلت منطقة وادي الموت بولاية كاليفورنيا الأميركية، وهي واحدة من أكثر المناطق سخونة في العالم، درجة حرارة شبه قياسية وصلت إلى 52 مئوية بعد ظهر الأحد.
في غضون ذلك، تكافح فرق الإطفاء في ولاية كاليفورنيا لإخماد عدة حرائق غابات بما فيها حريق في مقاطعة ريفرسايد اجتاح أكثر من ثلاثة آلاف هكتار وأدى إلى إجلاء أعداد كبيرة من السكان.
حرّ قاتل
في أوروبا، حيث يزداد الاحتباس الحراري بنسبة تبلغ ضعف المعدل العالمي وفقًا لخبراء، نبّهت السلطات الإيطاليين إلى ضرورة الاستعداد "لأشدّ موجة حر في الصيف وأيضًا واحدة من أشدّ موجات الحرّ على الإطلاق".
وأصدرت إيطاليا إشعار تنبيه أحمر يضع 16 مدينة في حالة تأهب بما فيها روما وبولونيا وفلورنسا.
من المتوقع أن تسجّل روما الاثنين 40 درجة مئوية وما يتراوح بين 42 و43 مئوية الثلاثاء لتحطم درجة الحرارة القياسية التي سُجّلت في آب/أغسطس 2007 وبلغت 40,5 مئوية.
ويتواصل إغلاق الأكروبوليس في أثينا لليوم الثالث على التوالي خلال ساعات ذروة الحرارة.
في رومانيا، يُتوقّع أن تلامس الحرارة 39 درجة مئوية الاثنين في معظم أنحاء البلاد.
في إسبانيا، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الاثنين أن البلد سيسجّل "درجات حرارة عالية بمستويات غير طبيعية" بالنسبة لهذا الموسم، مشيرة إلى أنها قد تتجاوز 44 درجة مئوية في مدينة قرطبة في الأندلس في الجنوب.
في الصين، أعلنت خدمات الأرصاد الجوية الاثنين تسجيل 52,2 درجة مئوية في شمال غرب البلد الأحد وهي درجة حرارة قياسية لمنتصف تموز/يوليو.
ونقلت صحيفة "إل ميساجيرو" اليومية عن كلاوديو كاساردو، عالم الأرصاد الجوية والأستاذ بجامعة تورينو، قوله إن "التغير المناخي الجاري يجعل مثل هذه المعدلات أكثر تواترًا وأكثر حدة مقارنة بالماضي، حتى مقرنة بالسنوات الأخيرة".
وُضعت الخدمات الصحية والطبية في جميع أنحاء البلاد في حالة تأهب لتقديم الرعاية للأكثر ضعفًا والتدخل في دور رعاية المسنين.
بدورها، تواجه إسبانيا وشرق فرنسا وألمانيا وبولندا موجة حارة واسعة.
من بين بلدان البحر الأبيض المتوسط، تعاني اليونان أيضًا من موجة حارة اضطُرت السلطات لليوم الثاني إلى إغلاق الأكروبوليس في أثينا خلال الساعات التي ترتفع فيها الحرارة.
وفي حين أن درجات الحرارة المتوقعة في أثنيا تتراوح بين 40 و41 درجة مئوية، غير أن "درجة الحرارة الحقيقية التي يشعر بها الجسم ... أعلى بكثير من ذلك" على قمة الأكروبوليس، وفق ما صرحت به وزيرة الثقافة والرياضة اليونانية لينا مندوني الجمعة.
وبالفعل، شعر بعض زوار الأكروبوليس بإعياء خلال الأيام الأخيرة. ونشر الصليب الأحمر اليوناني فرقة عند سفح الأكروبوليس لتوزيع "ما لا يقل عن 30 ألف زجاجة من المياه" وتقديم المساعدة للسياح.
وقررت السلطات إبقاء معظم المتنزهات والمساحات الخضراء في أثينا مغلقة أيضًا السبت.
في شمال إفريقيا، يشهد المغرب سلسلة من موجات الحر منذ بداية الصيف. وعليه صدرت إنذارات حمراء في عدة ولايات.
وفي آسيا، تعاني بعض مناطق الصين، بما في ذلك العاصمة بكين، من موجة حر شديدة.
وفي الولايات المتحدة، ارتفعت درجة الحرارة في فينيكس، عاصمة ولاية أريزونا، الجمعة فوق 43 درجة مئوية لليوم الخامس عشر على التوالي، وفقًا لهيئة الأرصاد الأميركية.
عاصفة حرارية
وفي أوروبا، حيث يزداد الاحتباس الحراري بنسبة تبلغ ضعف المعدل العالمي وفقًا لخبراء، تعاني العديد من البلدان في بداية الصيف.
وقالت السلطات في جزيرة لا بارما الإسبانية إنها أجلت ما لا يقل عن أربعة آلاف شخص بعد اندلاع حريق غابات وخروجه عن نطاق السيطرة.
وتشهد إسبانيا وإيطاليا واليونان ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة منذ عدة أيام، مما ألحق أضرارا بالمحاصيل الزراعية وأزعج السائحين الذين باتوا يبحثون عن مكان يستظلون تحته من أشعة الشمس.
لكن عاصفة حرارية جديدة أطلق عليها اسم شارون ضربت المنطقة قادمة من شمال أفريقيا يوم الأحد، وهو ما يمكن أن يرفع درجات الحرارة إلى أكثر من 45 درجة مئوية في أجزاء من إيطاليا هذا الأسبوع.
وأصدرت خدمة أخبار الطقس الإيطالية (متيو.إت) تحذيرا يوم الأحد قائلة "علينا الاستعداد لعاصفة حرارية شديدة ستغطي البلاد بأكملها يوما بعد يوم".
وأضافت "في بعض الأماكن، ستُكسر درجات الحرارة القياسية المسجلة في الماضي".
وإلى جانب العاصمة الإيطالية، صدرت تنبيهات صحية في مدن فلورنسا بوسط البلاد وباليرمو في صقلية وباري في جنوب شرق إيطاليا.
وتشهد إسبانيا بداية موجة حر جديدة، بعد أسبوع خانق شعرت بعواقبه جزيرة لا بالما في جزر الكناري، حيث أتى حريق على خمسة آلاف هكتار من الأراضي في نهاية هذا الأسبوع، ما أدى إلى إجلاء اربعة آلاف شخص.
وقالت باتريسيا سانشيز (37 عاماً)، العضو في الهلال الأحمر الإسباني "أشعر بالعجز وأنا أشاهد كل شيء يحترق، وإخلاء قريتين كاملتين".
وأجبر ثوران بركاني دمّر الجزيرة في 2021 السكان على النزوح. وقالت المسعفة "الأشخاص الذين فقدوا كل شيء فعلاً بسبب البركان (تاجوغايت) والذين اضطروا إلى إعادة بناء حياتهم في شمال الجزيرة (...) قد يفقدون كل شيء مرة أخرى".
أمطار قاتلة
رغم موجة الحرّ، شهدت أجزاء من آسيا هطول أمطار غزيرة.
في كوريا الجنوبية، كافح عناصر الإنقاذ الأحد للوصول إلى أشخاص محاصرين في نفق غمرته المياه بعد هطول أمطار غزيرة في الأيام الأخيرة تسببت بفيضانات وانزلاقات تربة أودت بحياة 37 شخصًا على الأقلّ ولا يزال تسعة أشخاص مفقودين على اثرها.
في شمال اليابان الأحد، عُثر على جثة رجل في سيارة غمرتها المياه، بعد أسبوع من مقتل سبعة أشخاص في ظروف جوية مماثلة في جنوب غرب البلد.
في شمال الهند، تسببت الأمطار الموسمية المتوصلة في مقتل ما لا يقل عن 90 شخصًا بعد حرّ شديد.
يكثر حدوث الفيضانات وانهيارات التربة خلال الأمطار الموسمية التي تشهدها الهند بالعادة، لكن الخبراء يقولون إن التغيّر المناخي يزيد من تواترها وشدّتها.
على الصعيد الدبلوماسي، أجرى المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري الاثنين في بكين محادثات مع نظيره الصيني شيه تشن هوا، ما يشكل استئنافا للحوار حول ملف المناخ البالغ الأهمية بالنسبة للبلدين، أكبر مسببين للتلوث في العالم.
تعتبر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن المناخ هو أحد المجالات التي يمكن أن تتعاون فيها قوتان تدور بينهما منافسة حادة.
يصعب أن يُعزى حدث مناخي معيّن إلى التغيّر المناخي، لكن العديد من العلماء يشددون على أن الاحترار العالمي - المرتبط بالاعتماد على الوقود الأحفوري - هو السبب في موجات الحرّ الشديد.
حرائق في كاليفورنيا
واستيقظ أكثر من 80 مليون أميركي الأحد على تحذيرات أو توصيات بسبب ارتفاع الحرارة في أنحاء الولايات الغربية والجنوبية حيث تجاوزت درجات الحرارة مستويات قياسية.
وحذّرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من "موجة حرّ واسعة النطاق وشديدة الوطأة" في قسم كبير من غرب البلاد وجنوبها، مع توقّع استمرار ارتفاع درجات الحرارة في الأسبوع المقبل، ما يزيد المخاطر الصحية على ملايين السكان.
وقالت الهيئة في تقرير صباح الأحد "من المتوقع تسجيل درجات حرارة عالية قياسية على نطاق واسع، فضلاً عن درجات حرارة دنيا يومية تحطّم المستويات القياسية في أجزاء من الجنوب الغربي، على طول ساحل الخليج الغربي، وفي جنوب فلوريدا".
أما في مدينة إمبريال في كاليفورنيا، فقد بلغت الحرارة المستوى القياسي البالغ 46 درجة.
وفي ولاية أريزونا، سجّلت مدينة فينيكس على مدى 16 يوماً متتالياً حرارة تزيد عن 43 درجة، ووصلت عصر السبت إلى 48 درجة ولم تنزل عن 32 درجة ليلاً.
وتكرّرت موجات الحرّ بوتيرة أسرع وبشكل أكثر حدّة في مدن أميركية كبرى، بمعدل ستّ مرات سنوياً خلال العقدين الأولين من القرن الحالي مقارنةً بموجتين سنويا خلال ستينيات القرن الماضي، وفق وكالة حماية البيئة الفدرالية.
وقال مكتب هيئة الأرصاد الجوية في لاس فيغاس عبر تويتر إنّ "موجة الحرّ هذه ليست حرارة صحراء معتادة"، مشيراً إلى أنّ "طول مدّتها، ودرجات الحرارة القصوى خلال النهار، والليالي الدافئة" غير مألوفة.
وفي كندا التي تشهد درجات حرارة دافئة إثر أشهر من هطول الأمطار بمعدل دون المتوسط، بلغت مساحة الأراضي التي دمرتها حرائق الغابات مستوى سنويا قياسيا وصل حتى السبت إلى 24,7 مليون هكتار.
وقال الباحث في وزارة الموارد الطبيعية الكندية يان بولانجيه لوكالة فرانس برس "نسجل هذا العام أرقام أسوأ من أكثر التوقعات تشاؤما".
ورغم صعوبة عزو حدث مناخي معيّن إلى تغيّر المناخ، يشدّد العلماء على أنّ الاحترار العالمي المرتبط بالإنسان مسؤول عن تزايد موجات الحرّ وتكثّفها.
وفي صحراء وادي الموت بولاية كاليفورنيا، ينهمك رجال الإطفاء في مكافحة عدة حرائق مستعرة منذ الجمعة.
ويقول عالم المناخ دانييل سوين من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، إن درجات الحرارة يمكن أن تصل هناك أو حتى تتجاوز أعلى درجات حرارة للهواء قيست على نحو موثوق على وجه الأرض وبلغت 54,4 درجة مئوية في نفس المكان في عامي 2020 و2021، وفقًا للعديد من الخبراء.
وفي المقابل تتعرض مناطق أخرى في الولايات المتحدة لخطر سوء الأحوال الجوية.
ونبّهت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من أنّ "عواصف رعدية قوية إلى شديدة، وأمطارا غزيرة وفيضانات ممكنة في العديد من المواقع، خصوصاً في نيو إنغلند المتخمة" بسبب هطول أمطار مؤخرًا.
تسبب الدخان الناجم عن الحرائق في كندا، حيث ما زالت أكثر من 500 حريق خارجة عن السيطرة، بتلوث الهواء في شمال شرق الولايات المتحدة في حزيران/يونيو.
والتهمت الحرائق أكثر من عشرة ملايين هكتار هذا العام، وهي مساحة غير مسبوقة في تاريخ البلاد. ويتوقع أن تزداد هذه المساحة المنكوبة مع اشتعال 906 حرائق السبت في البلاد، منها 570 حريقاً خارج السيطرة، وفقاً للأرقام الوطنية الصادرة عن مركز رصد حرائق الغابات في كندا.
وقال أنتوني فرنانديز (29 عامًا) القادم من تكساس في الولايات المتحدة "نظرًا إلى الحر، أعتقد أننا يجب أن نكون مدركين وأن نبقى في الداخل قدر الإمكان".
وأضاف "لدي انطباع بأنه في كل مرة نزور فيها مكانًا ما، تحدث موجة حر أو كارثة طبيعية".
توهج شمسي قوي يوم الاثنين
بدورهم قال علماء روس إن من المتوقع حدوث نشاط قوي للتوهج الشمسي يوم الاثنين والذي قد يتداخل مع الاتصالات ذات الموجات القصيرة وذلك بعد أن رصدوا ثلاث توهجات على الشمس يوم الأحد.
وقال معهد فيدوروف للجيوفيزياء التطبيقية في موسكو إن من الممكن حدوث توهجات من الفئة إكس (أضخم التوهجات) بما في ذلك توهجات بروتون وإن من المتوقع أن تؤدي إلى انقطاع موجات الراديو القصيرة.
والتوهجات من الفئة إكس هي أكبر الانفجارات في الأنظمة الشمسية ويمكن أن تتسبب في حدوث عواصف إشعاعية طويلة الأمد. وتوهجات البروتون هي عاصفة من جزيئات الطاقة الشمسية تتكون أساسا من البروتون.
وتحدث التوهجات الشمسية عندما تتشابك خطوط المجال المغناطيسي داخل وحول الشمس. ويمكن أن تؤثر على المجال المغناطيسي للأرض مع احتمال إتلاف الأقمار الصناعية ومعدات الاتصالات وفقا لما ذكرته إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا).
وفي عام 2022 تسببت عاصفة مغناطيسية أرضية ناجمة عن موجة كبيرة من الإشعاع من الشمس في إتلاف 40 قمرا صناعيا لشركة سبيس إكس والتي كانت قد أطلقت قبل وقت قصير.
وقال معهد فيدوروف إنه تم رصد ثلاث توهجات شمسية يوم الأحد استمرت إحداها لمدة 14 دقيقة وصاحبها عطل في اتصالات الراديو.
كيف يبدو الصيف في الخليج؟
فيما يسجّل العالم درجات حرارة قياسية، يقول المواطن المصري عصام جنيدي الذي يكسب قوته من غسيل السيارات في الخليج، وهو من أكثر مناطق الكوكب حرا، إن الصيف في الإمارات العربية المتحدة يبدو أكثر شدة هذا العام.
وقال جنيدي الذي يغسل السيارات مقابل 25 درهما (6,80 دولارات) في ظل درجات حرارة تتجاوز 40 مئوية كل يوم "هذا الصيف أصعب قليلا من السنوات الأخرى".
وأضاف "بين 12 ظهرا والثالثة بعد الظهر أو الثالثة والنصف لا يمكننا العمل".
والإمارات الغنية بالنفط والتي تستضيف قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) هذا العام حيث سيحاول العالم تعزيز استجابته لاحترار المناخ، معتادة على فصول الصيف التي لا تحتمل.
خلال هذه الفترة، تكون الشوارع مقفرة، ولا يجوبها سوى العمال المهاجرين، وهم يد عاملة رخيصة. ويحظى العديد من العمال بفترة راحة إجبارية في أكثر ساعات النهار حرا.
وهذا الأمر مماثل في كل أنحاء الخليج. في البحرين، قد يحطّم متوسط درجات الحرارة في تموز/يوليو الرقم القياسي البالغ 42,1 درجة مئوية المسجل في العام 2017.
وقبل أسبوعين، أقام أكثر من 1,8 مليون مسلم مراسم الحج في السعودية في ظل درجات حرارة وصلت إلى 48 درجة مئوية فيما عولج الآلاف من الإجهاد الحراري.
وفي الكويت التي دائما ما تسجّل أعلى درجات الحرارة في العالم، يحذر خبراء من أن الحرارة قد تتجاوز 50 درجة مئوية في الأسابيع المقبلة.
بالإضافة إلى تصنيف الأسبوع الماضي الأكثر حرا على الإطلاق في كل أنحاء العالم، تخنق موجة رطوبة منطقة الخليج.
وقال أحمد حبيب المتخصص في الأرصاد الجوية في المركز الوطني للأرصاد في الإمارات لوكالة فرانس برس "خلال الأسبوع الماضي، كانت الحرارة مرتفعة إلى حدّ ما وتراوحت في المناطق الداخلية بين 45 إلى 49 درجة مئوية لكن الشعور بدرجات الحرارة جعل الناس تتساءل ما إذا كانت درجات الحرارة أعلى (من المعدل)".
وأضاف "أسباب الشعور بأن درجات الحرارة عالية هي الارتفاع في الرطوبة النسبية أي كميات بخار الماء. فارتفاع الرطوبة النسبية إلى جانب درجات حرارة عالية أصلًا تعطي شعورًا بأن الحرارة أكثر ارتفاعًا مما هي فعليًا".
وأوضح "الكتلة الهوائية القادمة من بحر عمان أو من الخليج العربي كانت محملة ببخار الماء نتيجة مرورها فوق مسطحات مالية وهذا الأمر يزيد نسبة الرطوبة على الدولة بشكل عام. وصلت الحرارة المحسوسة إلى أكثر من 55 أو حتى بين 55 و60 درجة مئوية في بعض المناطق".
وتعد الحرارة الشديدة في الخليج والرطوبة العالية مزيجا خطيرا، ففي مثل هذه الظروف يكافح جسم الإنسان لتبريد نفسه عن طريق تبخير العرق على الجلد.
وقال حبيب "ننصح المواطنين بتعويض السوائل وألا يتعرضوا لأشعة الشمس بشكل مباشر".
تعد منطقة الخليج واحدة من الأماكن القليلة التي سجّلت مرارا درجات حرارة فوق 35 درجة مئوية بمقياس ترمومتر البُصيلة المخضّلة، وهي عتبة بقاء الإنسان التي يمكن بعدها أن يكون الإجهاد الحراري قاتلا في غضون ساعات، بغض النظر عن العمر والصحة واللياقة البدنية.
ولهذا السبب يحذّر الخبراء من أن التغير المناخي المتسارع سيجعل أجزاء من منطقة الخليج غير صالحة للعيش بحلول نهاية هذا القرن.
وفي الكويت، قال خبير الأرصاد الجوية عيسى رمضان إن "ارتفاع درجات الحرارة خلال العام الماضي كان ملحوظا".
وأوضح لوكالة فرانس برس "يتوقع أنه اعتبارا من منتصف الشهر حتى 20 آب/أغسطس، سيكون هناك ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة التي قد تتعدى 50 درجة مئوية في الظل".
من جهة أخرى، قد تصل الرطوبة إلى 90 في المئة في البحرين بحلول نهاية الأسبوع، مع درجات حرارة قصوى تتراوح بين 42 و44 درجة مئوية وفقا للتوقعات الجوية الرسمية.
يتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في الخليج إلى مستويات مدمرة إذا ترك احترار المناخ دون رادع، بحسب باراك الأحمد من كلية تي إتش تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد ودومينيك روي من مؤسسة كلايمت ريسيرتش.
في العاصمة الإماراتية أبوظبي، سيرتفع عدد الأيام التي تزيد فيها درجات الحرارة عن 40 درجة مئوية بنسبة 98 في المئة بحلول العام 2100 إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية 3 درجات مئوية، وفقا للنتائج التي نشرها في حزيران/يونيو "فايتل ساينز"، وهو تحالف يضم مجموعات حقوقية تعمل على وفيات العمال المهاجرين في الخليج.
وأظهرت النتائج أيضا أن ارتفاع درجات الحرارة 3 درجات مئوية ستجعل الكويت والبحرين والسعودية تشهد 180 يوما في السنة درجات حرارتها تزيد عن 40 مئوية بحلول نهاية القرن.
وقال الأحمد ل"فايتل ساينز"، "قد تؤثر هذه الظروف على المجتمعات البشرية بشكل خطير وبطرق بدأنا للتو نفهمها".
وتؤثر الحرارة الشديدة والرطوبة بشكل كبير على الحياة اليومية لكثر في الخليج من بينهم آلاف سائقي الدراجات النارية من جنوب آسيا الذين يجوبون مدنها لتوصيل طلبيات الطعام وطرود أخرى.
وقال المواطن المصري محمد رجب، وهو أحد هؤلاء لوكالة فرانس برس في أحد شوارع دبي "مهنتنا صعبة".
وأضاف "نحاول دائما تجنب وهج الشمس المباشر".
اضف تعليق