الصحافة في العراق مستخدمة بشكل سيئ للغاية وعندما تكون معي فأنت جيد لكن حين تتجرأ وتنتقدني سيكون عليك تقبل اللعنات مني، ولن أقف معك.
قانون العقوبات 111 وبقرار من مجلس قيادة الثورة المنحل الذي كان صدام حسين رئيسا له تصدر أحكام على الصحفيين، ولطالما توسلنا لإلغاء تلك القوانين التي تأكل كل شيء، وتبتلع الأمل مثل أفعى ضخمة تلتف على جسد الضحية فتعصره وتبتلعه ويغيب، ولايظهر ثانية.
تعرضت الصحافة العراقية للعديد من الإنتهاكات المميتة والمخزية على مدى العقد المنصرم، وبحسب إحصاءات المرصد العراقي للحريات الصحفية فإن 416 صحفيا قتلوا منذ العام 2003 وحتى اليوم، بينما حوكم العشرات وغرموا، وهناك صحف وفضائيات وإذاعات أغلقت أو دفعت أموالا طائلة لجهات شبه حكومية، وأعيق العشرات من الصحفيين وهجروا دون أن تقدم الحكومة العراقية على إجراء ينهي معاناة الصحفيين الذين إنقلبت عليهم الإدارات وسرحتهم ليلاقوا مصيرا معتما وغامضا في ظروف صعبة للغاية وبحجج التقشف وعدم كفاية التمويل المالي.
قانون العقوبات 111 الذي تجري وفقا له محاكمات على الصحفيين ويعاقبون ويسجنون كان من المهم أن ينتهي، لكن المؤسسة السياسية العراقية والسلطة التشريعية بالذات لم تجرؤ على تحرك يلغيه، وإذا قال أحد السياسيين، إن هذا القانون لم يعد له من قيمة ولاداع لإصدار قرارات بشأنه، وإن مجلس قيادة الثورة الذي كان يصدر القوانين قد تم حله وصار من الماضي فلماذا يتم محاكمة الصحفيين على أساسه وبناءا عليه؟ شيء غريب.
الحكم القضائي الأخير الذي صدر على مالك البغدادية عون حسين الخشلوك، ومقدم البرامج فيها أنور الحمداني، يثير العديد من الأسئلة عن مستقبل الصحافة في العراق خاصة حين يكون مايطرح صحيحا بخصوص الفاسدين والمؤسسات المنحرفة عن مسار الديمقراطية والمستخدمة لتحقيق منافع خاصة فلايبدو ان الحكومة جادة في دعم الصحافة العراقية او على الأقل تركها وشانها فهناك ملاحقات عديدة وتجاوزات وحرب تشن على الصحفيين من الاجهزة الامنية والمؤسسات الرسمية والمنظمات العنفية والسياسيين والمسؤولين الكبار بدعاوي مختلفة ومتباينة وبدوافع سياسية بحتة.
القضية ليست مرتبطة بنوع العاطفة والوجدان، بل بمبادئ عامة وقيم صحفية، فماتقوم به البغدادية في الغالب هو مهاجمة المسؤولين الفاسدين، وهم يمتلكون السلطة والتأثير، بينما تمضي القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى في طريقها، ومنها من يعمل على الطائفية ويحرض على العنف فقط.
البغدادية لم تعلن أنها الناطق الرسمي بإسم داعش، بينما يعمل سياسيون بنظام القطعة مع هذا التنظيم، ووصلت الوقاحة ببعض السياسيين أن يقول، إننا نلتقي مع داعش ببعض سلوكياته. وتعمل وسائل إعلام على الترويج لداعش وللطائفية وللتحريض ولم يتحرك أحد عليها، مع إننا وفقا لمبادئ الصحافة التي نؤمن بها لانريد أن تتعرض أي مؤسسة الى الضغط والتخويف والملاحقة.
اضف تعليق