لا نقرأ نتائج اعدام الشيخ النمر على ضوء ردود الفعل المنددة بجريمة الاعدام وان كان لها دفع باتجاه فعل مضاد بل علينا قياس حجم النتائج المقبلة بمقدار ما للنمر من قاعدة شعبية في المناطق الموالية له واحتمال حدوث ثورة لا توقف شرارتها وهنا السؤال فيما اذا كانت سلطات آل سعود قد حللت جيدا هذه المعطيات قبل اقدامها على تنفيذ فعلها وبناءا على ذلك هناك عدة احتمالات.
الاول: ان النظام قرأ الموقف الشعبي جيدا بالاتجاه المضاد واحتمل ردود افعال قد لا تحمد عقباها ولكنه عول على اجهزته في قمعها وبالتعاون مع قوات (دول التعاون الخليجي او التحالف الاسلامي) وتجربة (درع الجزيرة ) كما حدث ويحدث حاليا في البحرين. ولكن هذه القراءة تجاهلت استمرارية ثورة البحرين السلمية لحد الآن برغم التنكيل بها واعتقال رموزها وعلى رأسهم الشيخ علي السلمان فما يحدث في البحرين يحدث في السعودية .
الثاني: ان السلطات تجاهلت نتائج ردود الفعل من انصار الشيخ النمر سواء في الداخل او الخارج وبعد ان تأكد لديها ان الردود لا تخرج عن الاستنكار والتنديد ليس الا وبعد ان نعرف الموقف الايراني والاسلامي عامة من حادثة منى وكان المتضرر الاكبر فيها الجانب الايراني وملابسات اختفاء سفيرها السابق في لبنان غضنفر آبادي في الحادثة والذي ُسلم لطهران بعد مدة طويلة جثة هامدة ولم يعرف لحد الآن حقيقة ما حدث ولم تعير أي اهتمام لاسيما بعد الاعتقال الطويل للنمر ومحاولة جس النبض السابقة بإعلان اعدامه من اجل استكشاف ما يحدث وهي بذلك اخذت صك الغفران لاسيما وان ردود التنديد والتحذير لم تتجاوز خطوطها السلمية.
الثالث: الورقة الغربية الداعمة للسلطات في الرياض لاسيما الامريكية منها اعطت زخما باتجاه اعدام الشيخ النمر وكل المعارضين وهي بذلك تضرب ردود الفعل عرض الحائط وان كانت هناك نتائج عكسية ومن هنا فهي تنبي سياستها تجاه المعارضين على هذا الاساس.
وجاء فعل الاعدام ليعطي رسالة مباشرة للحكومة الايرانية وكل هؤلاء الذين يمثلون ما يسمونه (الهلال الشيعي) ان قتلكم حلال ما دمتم تعارضون سياساتنا وعقيدتنا وهي بذلك طبقت وبصورة مباشرة امام العالم اجمع ما يصدر من شيوخها ومساجدها بتكفير الشيعة والتحريض على قتلهم وان كل رافضي على حد وصفهم دمه مستباح بحجة الارهاب او اثارة الفتن او التحريض.
وجاء اعدام الشيخ النمر حاملا معه رسالة اخرى لكل من يفكر ان يجمع السنة والشيعة تحت راية واحدة والشيخ النمر احد رموز الشيعة الكبار وبعد فشل المشروع الصهيوامريكي وهابي في المنطقة على يد المقاومة والخسائر وتدمير الكثير من الخيوط الداعشية وخسائرها المتتالية لاسيما في العراق وسوريا واليمن وهذا لا يحتاج الى وثائق بقدر ما للواقع من صور اوثق بعد ان ضاعت فلسطين بين افكاك المشروع الصهيوني نتيجة التواطئ الفاضح بينها وبين اسرائيل في الكثير من المجالات وعلى رأسها القضية الفلسطينية والمفترض ان تكون من اولويات العرب قبل غيرهم .
ومن نتائج ما حدث تعميق الفتنة الطائفية لاسيما وان الحرب باتت مكشوفة ولم يعد للسر فيها أي مكان واعطاء اشارة خضراء لإعدام الشيخ علي سلمان في البحرين وكل المعار ضين لسياسات حكام الخليج, وثورة لا توقف في المناطق السعودية برغم محاولة اطفائها وترهيبها وهي بذلك قد فتحت جبهة ثالثة بعد البحرين والجبهة التي ندمت عليها في اليمن ولا ننسى ان الحكم اعطى دليلا واضحا لا لبس فيه بان النظام السعودي يمارس القتل والترهيب و ينحر بالسيف وكعادته يتشبه بداعش الارهابي كما اشارالى ذلك السيد مقتدى الصدر في بيانه بخصوص جريمة الاعدام.
اضف تعليق