q
19196

شبكة النبأ: راقب مرصد الحريات الصحفية بقلق بالغ خلال الشهرين الماضيين، أوضاع الصحفيين والإعلاميين في محافظتي الموصل وصلاح الدين، ممن لم يتمكنوا من مغادرة المحافظتين والهرب قبل سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" على مناطق شاسعة منها.

 مرصد الحريات الصحفية ومن خلال اتصالاته المستمرة بعدد من الاعلاميين داخل المحافظتين تحقق بشكل تام، من قيام تنظيم "داعش" باعتقال عدد منهم وتعذيبهم وتفجير او الاستيلاء على منازل تعود لهم ومصادرة كل مقتنياتهم بما فيها ملابسهم وملابس أسرهم بالكامل حتى الاطفال منهم.

وتفيد المعلومات التي حصل عليها مرصد الحريات الصحفية من داخل المحافظتين عن قيام تنظيم داعش بتعميم بيانات مختومة بختم "الدولة الاسلامية" مفادها اصدار اوامر الى جميع عناصر التنظيم بتصفية الاعلاميين المتواجدين في المحافظتين ومصادرة جميع ممتلكاتهم بتهمة "قيامهم بتضليل صورة الدولة الاسلامية لصالح الحكومة العراقية".

وفي الوقت الذي يعرب فيه مرصد الحريات الصحفية عن قلقه الشديد من المصير الذي ينتظر الاعلاميين والصحفيين في محافظتي الموصل وصلاح الدين يبين ان هناك محاولات من قبل مرصد الحريات الصحفية ومنظمات دولية شريكة لتامين بعض المساعدات لإخراج عدد من الاعلاميين من المحافظتين وتامين بيئة امنه لهم قدر المستطاع.

الا ان مرصد الحريات الصحفية، يجد ان ما يقوم به حاليا، غير كاف لاحتواء ازمة الاعلاميين والصحفيين في محافظتي الموصل وصلاح الدين. وان جهوده بحاجة الى اسناد ودعم  من الحكومة العراقية ومجلس النواب ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة.

وفي الوقت الذي يتحفظ فيه مرصد الحريات الصحفية على نشر اسماء بعض الاعلاميين المعتقلين من قبل تنظيم الدولة الاسلامية، حرصا على سلامتهم، وذلك لوجود مفاوضات خاصة في محاولة لإطلاق سراحهم ينشر بعض الوقائع التي حصل عليها وفقا لشهادات من اصحابها او ذويهم.

في22/6/ 2014 قامت عناصر داعش باختطاف المصور الصحفي الحرهشام الحرباوي في منطقة المجموعة الثقافية شمالي مدينة الموصل، بعد ان عرضت قناة  "التغيير" ثلاثة تقارير مصورة من مدينة الموصل.ويبدو ان داعش حصلت على معلومات تفيد بان من صور المادة فيديويا لتلك تقارير هو الحرباوي.

عناصر "داعش" ووفقا لمعلومات مؤكدة حصل عليها مرصد الحريات الصحفية من صحفيين محليين، قاموا باقتياد الحرباوي إلى سجن مديرية مكافحة الارهاب سابقاً. والذي بات يستخدم من قبل عناصر "داعش" كمعتقل رسمي لهم،  وهناك جرى التحقيق مع الحرباوي عن كيفية تصويره لتلك التقارير دون علمهم واخذ موافقة مسؤولي "الهيئة الإعلامية" للدولة الاسلامية.

واشارت المعلومات التي حصل عليها مرصد الحريات الصحفية فقد تعرض الحرباوي للتعذيب  بشكل مريع على يد عناصر داعش. وتم اطلاق سراح الحرباوي في  الثاني من تموز عام 2014 اي بعد 10 ايام من اختطافه. بعد اجراء العديد من الوساطات من قبل شيوخ عشائر ودين والتماس عناصر "داعش" لاطلاق سراحه بعد ان كانت تنوي تصفيته جسديا هو وافراد عائلته .

وفي 29/6/ 2014  قام عدد من عناصر داعش  باختطاف الصحفي جمال المصري وهو مقدم برامج في قناة الموصلية، وابنه الكبير بعد مداهمة منزله. اطلق سراح ابنه في اليوم التالي بينما ابقى عناصر داعش المصري محتجزا بهدف التحقيق معه .

نجل المصري قال لمرصد الحريات الصحفية،  انه فوجئ لدى عودته لمنزلهم بوجود عناصر داعش وقد احتلت المنزل وصادرت جميع ممتلكاتهم من اثاث البيت والاموال والمصوغات الذهبية والسيارة التي كانوا يمتلكونها وحتى ملابسهم  وقاموا بطردهم . وحتى هذه اللحظة لم يتوصل مرصد الحريات الصحفية عن اية معلومات تفيد بنية التنظيم اطلاق صراح المصري.

بعض الاعلاميين المتابعين لنشاط المصري ابلغوا مرصد الحريات الصحفية  انه يبلغ من العمر خمسين عاماً  وقد عمل مقدما للبرامج السياسية في قناة الموصلية، وانه كان يدير حوارات مع قيادات من الاجهزة الامنية ، منتقدا خلالها افعال الجماعات المسلحة .

وفي ذات اليوم 29 /6/2014 قام عناصر من داعش بمداهمة بيت مقدمة البرامج في قناة الموصلية ميسلون الجوادي واقتادوها إلى احد سجون النساء المستخدمة من قبلهم  لاعتقال النساء وسط مدينة الموصل، ووفقا للمعلومات المتوفرة لدى مرصد الحريات الصحفية حتى الان، ان الجوادي تعرضت للتعذيب على يد عناصر داعش وحتى الان لم يتم اطلاق سراحها.

وفقا لمعلومات وفرها صحفيون من مدينة الموصل فان الجوادي، تبلغ من العمر اربعون عاما  وقامت بترشيح نفسها خلال انتخابات مجلس النواب العراقي التي جرت في الثلاثين من نيسان الماضي ضمن قائمة "إئتلاف العراق" التي يترأسها احمد الجبوري وهو تحالف منبثق من محافظة نينوى .

في 15/8/2014 اختطف الصحفي احمد خلف الدليمي المعروف صحفيا باسم احمد الوطني، في محافظة صلاح الدين، وحتى الان لم يتمكن مرصد الحريات الصحفية من التوصل الى معلومات حول ظروف اختطافه او مصيره.

 28/8/2014 قام عناصر من الدولة الاسلامية بتطويق منطقتي سكن الاعلاميين مروان ناجي جباره وخميس محمد كحروت،  وتوجهوا الى منزليهما وقاموا بتفجيرهما . بعد اخراج افراد عائلتيهما بالملابس التي يرتدونها فقط.

مرصد الحريات الصحفية ووفقا لعدد من الاتصالات داخل مدينة الموصل بهدف الوقوف على تطورات وضع الاعلاميين والصحفيين داخل المحافظة . اكتشف بان الدولة الاسلامية  بدأت بالفعل بفتح ملفات العديد من الصحفيين الذين كانوا يعملون في عدد كبير من وسائل الإعلام المحلية والاجنبية المرئية والمسموعة والمقروءة سواء داخل محافظة الموصل وصلاح الدين اوخارجهما . وبالاخص العاملين منهم في قنوات فضائية.

وأبلغ صحفيون عراقيون يعملون في وسائل إعلام عراقية مختلفة، مرصد الحريات الصحفية، إنهم تلقوا منشورات تتضمن عبارات تهديد بالتصفية من تنظيم الدولة الإسلامية ولايتي الموصل  وصلاح الدين عدا عن نشر أسمائهم وتعميمها على المجموعات القتالية التابعة للتنظيم هناك والصحفيون هم :

مروان ناجي جبارة / مدير قناة سما صلاح الدين الفضائية.

علي الحمداني / مراسل قناة الفيحاء الفضائية.

خميس محمد كرحوت / مراسل قناة العهد الفضائية.

ضياء الجبوري / صحفي حر.

اخلاص خضير خليفة / مراسل قناة الفيحاء الفضائية.

هاتف الثلج / مراسل لوكالة اجنبية وصحف عربية.

جمال البدراني / مراسل  قناة الشرقية.

ايمن الناظم / مراسل قناة الشرقية.

بشار البدراني / مصور قناة الشرقية.

الاعلاميون المذكورة اسمائهم في اعلاه تقلوا تهديدات بالتصفية في حال عدم اعلانهم التوبة والعمل لصالح الدولة الاسلامية وابراز نشاطها بصورة ايجابية. ولم يقتصر الامر عليهم بل طالت التهديدات ذويهم ايضا .

وعممت "الدولة الاسلامية" منشورا بأسماهم في مدينة تكريت، طالبة من مجاميعها بالعمل على ملاحقتهم وتصفيتهم.

وقال  الصحفي عدي الحمداني، الملقب علي الحمداني، لمرصد الحريات الصحفية  "في اول يوم احتل فيه قضاء بيجي من قبل عناصر داعش، تم تفجير منزل شقيقي وبعدها بأيام تم العثور على مناشير وكتب مطبوعة تعود للدولة الاسلامية  وكان اسمي ضمن قائمة ضمت اسماء عدد من الاعلاميين والصحفيين في محافظتي الموصل وصلاح الدين.

وذكر الحمداني، ان "المنشور الذي احتوى اسمائنا كمطلوبون للدولة الاسلامية بتهمة وصفها بالإرهابية والتكفيرية "، ويضيف الحمداني انه تلقى اتصالا من احد عناصر التنظيم يهدده ويتوعده وافراد عائلته بالقتل مالم يعلن التوبه ويعمل لصالح الدولة الإسلامية.

مرصد الحريات الصحفية يدعو الأجهزة الأمنية والجهات الحكومية والإدارات الصحفية لفعل كل ما يمكن من أجل حماية هؤلاء الصحفيين وغيرهم ممن يتعرضون للمزيد من التهديدات والتحديات العنيفة من قبل عناصر الدولة الاسلامية.

ويعبر مرصد الحريات الصحفية عن بالغ القلق من تردي أوضاع الصحفيين في عدد من محافظات العراق والتهديدات بالتصفية التي تصلهم من عدد من المنظمات المسلحة على خلفية التغطيات الإعلامية التي يقومون بها في تلك المحافظات ويطالب الحكومة العراقية بالعمل على تأمين حماية ملائمة لهم وتوفير ضمانات السلامة الكاملة في مواجهة المخاطر المحدقة بهم. ويدعو وسائل الإعلام التي يعملون لحسابها المساعدة في تخفيف الضغوط المترتبة على تلك التهديدات والتي يعاني منها هولاء الزملاء وأسرهم.

اضف تعليق