تصدر تنظيم "داعش" الارهابي، قائمة منتهكي حرية الصحافة في العالم خلال الأشهر الماضية. كما لعبت منظمات وجماعات عرقية ودينية ومافيات وأجهزة أمن وسلطات حكومية دوراً مشابهاً لدور التنظيم الإرهابي.
ولم يتمكن العاملون في السلطة الرابعة من مزاولة مهنتهم بالشكل الذي يتلائم والواجب المنوط بهم. كذلك عمدت بعض الجهات الحكومية الى تقييد حريتهم ومنعهم من تغطية اغلب الأحداث.
في العاشر من حزيران 2014 قام تنظيم "داعش" الإرهابي، بإنتهاكات كبيرة ضد الصحفيين، سبقها بوضع قوائم بأسماء مصورين ومراسلين. القائمة ضمت أسماء 40 صحفيا من مدينة الموصل غادر معظمهم الى محافظات ودول أخرى.
بعض الصحفيين الذين وضعهم تنظيم "داعش" في قائمة لقتلهم، إنتقلوا الى محافظات أكثر أمنا، أو لجأوا الى إقليم كردستان العراق. رغم ذلك لم يتمكن بعضهم من الهرب، فوقع ضحية بيد عناصر التنظيم الإرهابي، الذي هاجم مؤسسات محلية في مدينة الموصل.
إعدام مصور
في العاشر من حزيران 2014 أقدم التنظيم الإرهابي على إعدام المصور رعد العزاوي وشقيقه وإثنين من أبناء وإثنين من أبناء منطقته بعد شهرين من إختطافهم شرق تكريت.
العزاوي متزوج ولديه أطفال، وسبق أن عمل في المكتب الإعلامي لمحافظ صلاح الدين، فضلاً عن عمله في قناة سما صلاح الدين.
وفي السابع أعلن التنظيم نيته تنفيذ حكم الإعدام به ذبحاً دون ذكر التاريخ على الملأ، ولكن تم إبلاغ مواطنين إن التنفيذ سيكون في ناحية العلم.
لجنة حماية الصحفيين الدولية أشارت في وقت سابق، إلى أنه في أواخر العام الماضي وقعت تسع جرائم قتل جديدة في غمرة تمرد جماعات مسلحة، فكسرت هدوء سنتين على صعيد العنف الفتاك الذي يستهدف الصحافة في العراق.
إصابات لمراسلين ومصورين
وأصيب نهاية العام الماضي، مصور قناة الإشراق الفضائية أحمد البياتي في منطقة الإسحاقي بمحافظة صلاح الدين. البياتي أصيب في كتفه برصاص قناص أثناء تغطيته للعمليات العسكرية هناك.
كما أصيب مراسل قناة العراقية حيدر شكور بجروح أثناء تغطيته المعارك التي تخوضها القوات الأمنية العراقية في قضاء بيجي شمال بغداد.
وكان المراسل حيدر شكور قد أصيب في ظهره بثلاث شظايا من جراء تفجير عبوة ناسفة أثناء قيامه بتغطية أخبار المعارك الجارية مع عصابات داعش في الخطوط الأمامية للقضاء، إضافة الى إصابات لحقت بمراسلي قناة الحرة عراق ميثم الشيباني وهادي العنبكي، والصحفي في المركز الخبري لشبكة الإعلام العراقي على الفهداوي، وزميليه علي جواد وعلي مفتن، ومراسل قناة المسار حيدر العوادي، وإعتقال لمراسل قناة دجلة في بابل أحمد الجاسم.
قائمة بصحافيين مطلوبين
وأصدر تنظيم "داعش" نهاية العام الماضي، قائمة بأسماء أربعين صحافياً وبشكل مفاجئ. كما أصدر التنظيم وثيقة حدد فيها 11 نقطة للعمل الصحافي ضمن ولاية نينوى تحت شروط أشبه ما تكون بوضع حبل المشنقة على رقبة الصحافي، ومصادرة حرية التعبير في نقل الأحداث.
وإعتقل التنظيم الإرهابي في حي سومر جنوب الموصل، الأخوين أحمد رافع وإيثار رافع، اللذان يعملان بقناة سما الموصل الفضائية، كما إعتقل الصحافي ياسر الحاج أحمد محمود الذي يعمل مهندساً بالبث المباشر من منزله في حي الميثاق.
وتعرض المصور الصحافي ياسر القيسي في حي الإنتصار جنوب الموصل، للخطف ولم يعلن التنظيم عن أسبابه.
وبقي مصير الصحفيين مجهولاً، ولم يعط التنظيم الإرهابي أية معلومات عن أسباب الخطف ومصير المخطوفين.
نائب رئيس إتحاد الصحفيين العرب ونقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي قال للمرصد العراقي للحريات الصحفية، إن "ملف جرائم داعش يجب أن يحول الى المحكمة الجنائية الدولية، وقد عملنا على تهيئة كافة الوثائق التي تدين داعش وسنقدمها الى المحاكم الدولية بالتعاون مع الحكومة العراقية".
وأضاف إن "نقابة الصحفيين العراقيين والمرصد العراقي للحريات الصحفية دعيا كافة الصحفيين العراقيين الذين يتعرضون الى إعتداءات الى التوجه الى القضاء، وملاحقة المعتدين، والذين يتطاولون عليهم ويمنعونهم من التغطية الصحفية".
ودعا اللامي مجلس النواب العراقي الى "المزيد من الدعم للصحفيين، ومنع أي محاولة لتمرير قوانين من شأنها تقييد الحريات العامة والخاصة، أو التضييق على الصحفيين بأي شكل من الأشكال".
المرصد العراقي للحريات الصحفية يشيد بتجربة المراسل الحربي الذي نجح في تغطية العمليات العسكرية أثناء مرافقة القوات الأمنية التي تقوم بواجبات عسكرية في جبهات الحرب ضد داعش خلال السنة الماضية والنصف الأول من العام الجاري.
وبرغم جرح العشرات منهم وإستشهاد آخرين إلا إن ماقاموا به يشير الى قدرة المؤسسات الإعلامية والصحفية في العراق على الدفع بمزيد منهم الى ميدان التجربة الصحفية الصعبة وهم مسلحون بالخبرة والمران والمعرفة والشجاعة ليكونوا على قدر المسؤولية خلال الفترة المقبلة ويهيئوا السبيل لزملاء يأتون من بعدهم ويمارسون دورهم في ميادين العمل الصحفي المختلفة سواء في أطار التغطية الحربية، أو تقصي الحقائق عن حالات الفساد، أو أثناء العمل الميداني اليومي لحساب صحف وفضائيات ووكالات أنباء وإذاعات.
الزميل هشام بو زرقون الصحفي في قناة الشروق الجزائرية والذي عمل في العراق للفترة من 15 أكتوبر وحتى نهاية ديسمبر من العام 2014 تحدث للمرصد العراقي للحريات الصحفية عن تجربته كمراسل حربي في العراق ومشاركته في تغطية عديد المعارك التي خاضتها القوات العراقية والحشد الشعبي ضد داعش، قائلاً إن "تجربته نوعية للغاية وهي اول تجربة من نوعها لنقل وقائع الحرب في هذا البلد حيث كان الى جانبي العديد من المراسلين والمصورين الحربيين، وهي تجربة مختلفة عنها في الخارج فقد كنت في بلدي الجزائر أعيش تصورات لم تكن حقيقية، ووجدت نقيضها في الداخل العراقي حيث المراسل الحربي يؤدي دورا صحفيا محترفا".
واضاف "شاهدت وعرفت كيف يتخرج المراسلون الحربيون من خلال تغطيتهم الصحفية، وهذا مادفع نقابة الصحفيين العراقيين الى تكريمهم".
مصطفى سعدون مدير المرصد العراقي لحقوق الإنسان، وهو منظمة محلية غير حكومية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة قال للمرصد العراقي للحريات الصحفية، إن ماتعرض له الصحفيون العراقيون خلال العام المنصرم وبعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على أجزاء من البلاد يعد خطيرا للغاية حسب المعايير الدولية لحرية التعبير ونوع الإنتهاكات تلك، وفاقم من عمليات الإستهداف المنظم لهم.
سعدون أضاف، إن الصحفي العراقي يعمل في بيئة هي الأخطر في العالم حيث إنه مستهدف من سلطات حكومية وجماعات عنف منظم مما دفع عديد منهم الى مغادرة البلاد، أو تغيير مناطق سكناهم، في وقت عجزت الحكومة العراقية عن توفير الحماية لهم، وهذا مؤشر خطير على تردي واقع حرية التعبير في العراق.
المرصد العراقي للحريات الصحفية وثق العشرات من حالات الإعتداء والإعتقال والضرب والقتل والمحاكمات التي قامت بها داعش ضد الصحفيين، ومثلها جهات رسمية ومتنفذون وضباط شرطة ومؤسسات دولة من 3 مايو عام 2014 حتى 3 مايو من العام الجاري 2015.
ولم يلحظ المرصد العراقي للحريات الصحفية أي تطور في ملف الحريات لمنع تكرار الإعتداءات والإنتهاكات، أو تقديم متهمين الى المحاكمة. شهد العراق مئات حوادث الإعتداء والقتل منذ العام 2003 حتى اليوم، لكن السلطات لم تقدم مذنبا واحدا بشكل حقيقي ومباشر لينال جزاءه العادل، ويكون ذلك مدعاة للثقة في تجنب المزيد من حوادث القتل التي تطال الصحفيين سواء الذين يقتلون في سجون داعش، أو يعدمون بعد محاكمات صورية يشكلها التنظيم، أو الذين يتم إستهدافهم من مراسلين ومصورين ومدونين .
الموصل
في 4/ 7/ 2014 أعدم تنظيم داعش الصحفية والناشطة والمدونة ومقدمة البرامج في تلفزيون الموصلية ميسون الجوادي بعد إتهامها بالعمل ضد سياسة التنظيم وقيامها بنشاطات إعلامية تطلبت إعتقالها ومحاكمتها وفق تعاليم التنظيم ثم إعدامها.
في 13/10/ 2014 أعدم تنظيم داعش الصحفي مهند العكيدي، وهو مقدم برامج بعد خطفه من منزله.
في 18/2/2015 أعدم تنظيم داعش المصور الصحفي عدنان عبد الرزاق بتهمة التخابر بعد إختطافه من منزله.
في 20/2/2015 أعدم تنظيم داعش مراسل وكالة شفق نيوز الصحفي قيس طلال.
في يناير 2015 اعدم تنظيم داعش الصحفي أحمد محمود الذي يعمل في قناة الموصلية.
في يناير 2015 أعدم التنظيم الصحفي عصام محمود مراسل فضائية سما الموصل رميا بالرصاص.
في 16/3/2015 أعدم تنظيم داعش الصحفي فاضل الحديدي مدير تحرير جريدة الموصل بعد ثمانية أشهر من الإحتجاز في ناحية القيارة جنوب الموصل رميا بالرصاص.
في 23/3/2015 أعدم تنظيم داعش مراسل قناة الموصلية علاء مازن عبدالله رميا بالرصاص.
في 26/ 4/2015 أعدم تنظيم داعش الصحفي ثائر العلي رئيس تحرير صحيفة رأي الناس بعد عشرين.
الأنبار
في 31/12/2015 قتل المصور الصحفي عماد عامر لطوفي بعبوة ناسفة عند مرافقته القوات الأمنية في مهمة تغطية صحفية غرب الأنبار.
في 2/1/2015 أعدم تنظيم داعش الصحفي والمدون سهيل نجم مقدم البرامج في قناة الأنبار الفضائية بعد عودته وأسرته من منفى قسري في الشرقاط شمال تكريت، وهو أول صحفي يعدم على يد التنظيم في العام 2015.
صلاح الدين
في 6/9/2014 أقدم تنظيم داعش على إعدام المصور الصحفي في قناة سما صلاح الدين رعد العزاوي بعد إعتقاله من قرية سمرة شرق تكريت على خلفية إتهامات بالتحريض ضد وجود التنظيم في محافظة صلاح الدين.
بغداد
في 15/6/2014 سقط الزميل خالد علي حمادة مصور قناة العهد الفضائية بينما أصيب زميله المراسل معتز اللامي في مدينة الخالص شمال بغداد بعد مواجهة مع تنظيم داعش.
في 18/11/ 2014 أصيب المراسل التلفزيوني حيدر شكور الذي يعمل لحساب قناة العراقية في بيجي عند مرافقته للقوات الأمنية وقد أجريت له عملية جراحية معقدة في حينه.
في 27/11/2014 أصيب أحمد البياتي مراسل قناة الإشراق الفضائية بجروح خطرة أثناء تغطيته معارك في منطقة الإسحاقي في 26/12/2014 تعرض الزميلان علي جواد وعلي مفتن الى إصابة من سلاح قناص عندما كانا يرافقان القوات الأمنية في معارك ضد داعش في صلاح الدين.
في 18/2/2015 تعرض مراسل قناة الغدير الصحفي أحمد البديري الى إعتداء جسيم من قبل عناصر أمن في مركز نهرين للأبحاث والدراسات السياسية بينما كان يغطي مؤتمرا يقيمه المركز.
في 27/3/2015 تعرض الزميل علي رشيد مراسل قناة الفرات الفضائية الى إصابة بالغة عندما كان يرافق القوات الأمنية في تكريت.
في 24/4/2015 تعرض الزميل حكمت الصافي مقدم البرامج في تلفزيون الإشراق الى طعنات بالسكين من قبل مجهولين عندما كان يقوم بزيارة عمل الى مدينة بابل جنوب العاصمة العراقية حيث إعترضه مسلحون عند عودته الى بغداد وحاولوا إختطافه وحين قاومهم قاموا بطعنه في منطقة القلب حيث أجريت له عملية جراحية لإنقاذ حياته.
اضف تعليق