q

أصدرت منظمة العفو الدولية، بمناسبة استضافة البحرين لسباق فورمولا واحد، تقريرا جديدا اتهمت فيه المملكة الخليجية بارتكاب "انتهاكات معممة" بحق المعارضين لاسيما "التعذيب والاعتقال التعسفي والاستخدام المفرط للقوة.

وذكرت المنظمة أنه بعد أربع سنوات على انطلاق الاحتجاجات التي تقودها المعارضة الشيعية، "فشلت السلطات في تبني إصلاحات أساسية لوضع حد للقمع بالرغم من التأكيدات المتكررة لحلفائها الغربيين أنها تعمل بصدق من أجل حقوق الإنسان".

واعتبرت المنظمة أن السلطات في البحرين تحاول أن تعطي صورة "تقدمية" لكنها "تخفي حقيقة أكثر مرارة" وهي أن "القمع منتشر".

وخلص التقرير إلى أن البحرين تنتهج حملة منظمة "تقشعر لها الأبدان" ضد المعارضة، كما ضم التقرير شهادات لمعتقلين سابقين تعرضوا للتعذيب.

وقالت المنظمة "بالرغم من الوعود التي قطعتها البحرين لمراعاة حقوق الإنسان فيها، إلا أنها ما زالت تمنع حق التظاهر كما أنها تزج بالمعارضين السياسيين في السجون".

وجاء تقرير أمنستي في 79 صفحة وتضمن شهادات لمعتقلين، يبلغ عمر بعضهم 17 عاماً، وصفوا فيها ظروف اعتقال وتعذيب وتهديد.

وقال نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، سعيد بومدوحة، إنه " بعد مرور 4 سنوات على الثورة التي شهدتها البحرين، فإن القمع ما زال منتشراً في البلاد، كما أن انتهاكات قوات الأمن مستمرة أيضاً".

وأضاف أن "المعتقلين يتعرضون لتعذيب ممنهج للحصول على اعترافات قبل عرضهم على المحكمة".

وقال أحد المعتقلين السابقين للمنظمة إنه "تم غرز العديد من المسامير داخل جسده خلال فترة اعتقاله".

وأشار بومدوحة إلى أنه في الوقت الذي تتجه أنظار العالم إلى البحرين خلال استضافتها سباق فورمولا واحد خلال عطلة نهاية الأسبوع، فإن القليل منهم سيلاحظ أن الصورة التي أرادت البحرين توصيلها للناس كدولة إصلاحية "ليست إلا قناع زائف".

وكانت السلطات البحرين قد تعاملت بشدة مع الاحتجاجات التي قادتها الغالبية الشيعية بعد اندلاع انتفاضة ضد نظام الحكم في 14 فبراير/ شباط 2011.

ومنذ بدء الاحتجاجات في البحرين في عام 2011 قتل نحو 89 شخصاً، غالبيتهم من الشيعة، في اشتباكات مع قوات الأمن، واعتقل المئات وأُحيلوا إلى المحاكمة، بحسب منظمات حقوقية.

ومازال علي سلمان، زعيم حركة الوفاق المعارضة، قابعا في السجن على خلفية مزاعم محاولة إسقاط النظام في البحرين.

واعتقل سلمان بعد إعادة انتخابه كرئيس للحركة المعارضة التي حضت على الخروج في مظاهرات يوميا في القرى الشيعية في البحرين. بحسب بي بي سي.

وتطالب الأغلبية الشيعية المعارضة بإصلاح النظام السياسي بحيث يحصل الشيعة على دور أكبر في تسيير شؤون الحكومة التي يسيطر عليها السنة.

وتستضيف البحرين الأسطول الأمريكي الخامس، وهي أيضا إحدى دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا، مما يجعلها حليفا حيويا للغرب.

ويزداد التوتر في المملكة التي يتعمق فيها الانقسام الطائفي، وهناك هوة متنامية بين الحكومة السنية، ومناوئيها من السكان الشيعة.

وتنفي السلطات البحرينية بشكل مستمر ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان مشددة على أن القوانين البحرينية تحمي حرية التعبير وحقوق الإنسان، فيما تشدد على أنها تواجه خصوصا المجموعات العنيفة السنية والشيعية على حد سواء.

وتقول السلطات إن المعارضة التي تطالب رسميا بقيام ملكية دستورية، ضيعت فرصة الحوار الوطني، مشددة في نفس الوقت على أن البلاد اعتمدت بعد بدء الاحتجاجات تعديلات دستورية تعزز الحياة الديمقراطية. بحسب فرانس برس.

اكبر جريمة تعذيب جماعية

من جهتها وصفات تقارير محلية ان ما حدث في الاسابيع القليلة الماضية من ممارسات بشعة ضد السجناء غير مسبوق في تاريخ البحرين. فحتى في أسوأ حالات التعذيب التي اعقبت الاحتلال السعودي لم يحدث ان حوصر السجناء في غرف ضيقة وتم رشهم بالغازات الكيماوية والخانقة. كما لم يتم منعهم من دخول السجون المبنية وابقاؤهم في العراء اياما تحت اشعة الشمس الحارقة. ولم يتم استخدام خراطيش الماء وادخالها في ارجلهم وافخاذهم.

وأضافت هذه التقارير انه تعذيب من الدرجة الاولى يفوق في قسوته ووحشيته اساليب التعذيب الاخرى. لكنها هذه المرة تتم بشكل يبدو وكأنه "اجراء طبيعي" لمواجهة "شغب" في السجن.

وذكر نشطاء وشهود إن قوات الأمن التابعة للنظام استخدمت الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية ضد مئات السجناء الشيعة (المحكومين بتهم سياسية)، في سجن "جو"، سيء الصيت، في محاولة لإخماد اشتباكات اندلعت بعد اعتداء حراس الأمن على أهالي السجناء خلال زيارة أقاربهم في السجن الذي يقع بمنطقة نائية إلى الجنوب من العاصمة المنامة، مما أسفر عن إصابة عشرات السجناء بجروح بعضها خطيرة، وذكرت مصادر مطلعة ان (14) سجين شيعي في عداد المفقودين ويخشى على سلامتهم، مع الإشارة الى استلام ضباط من الأردن "مرتزقة" الاشراف على السجن.

يذكر أن هذا الاعتداء (على السجناء الشيعة) لم يكن الأول من نوعه، حيث سبق وأن أصيب (40) سجين باعتداء قوات النظام عليهم في وقت سابق من عام 2013.

وتداول نشطاء صورة لأحد المعتقلين الشيعة بسجن "جو المركزي" سيء الصيت، بينت احتراق ذراعه بعد إصابته بإحدى القنابل الصوتية التي ألقتها عناصر "المرتزقة" على المعتقلين، وطالب أهالي المعتقلين بالكشف عن مصير أبنائهم وتقديم توضيحات حول واقعة تعذيب المعتقلين بالهراوات والكلاب البوليسية، بعد توارد أنباء عن إصابات عديدة جراء ممارسات القمع والتعذيب والانتهاكات التي قامت بها "المرتزقة" في الأيام الأخيرة بحقّ السجناء.

وأشارت أنباء إلى أن المعتقل الشيعي "طالب علي" (38 عام) تعرض للنهش من قبل كلاب بوليسية، بالإضافة إلى إصابة بليغة في رأسه، وإصابات متفرقة نتجت عن الضرب المبرح الذي تلقاه على يد قوات الدرك الأردني خلال اقتحامها سجن جو المركزي، بعد أن نقل من مبنى العزل المحتجز فيه إلى الباحة الخارجية للسجن، ويؤكد مقربون من "طالب" إنه يعاني من كسور في أصابعه، وآلاما شديدة في ظهره نتيجة للضرب الذي تعرض له، مشيرة إلى أنه طلب الذهاب إلى عيادة السجن إلا أن القوات الأردنية التي تشرف على أمن السجن حاليا رفضت طلبه.

وفي سياق متصل أقدمت سلطات النظام على فصل أطفال شيعة ممن لم يتجاوزوا الحادية عشر من العمر من مدارسهم وحرمانهم من التعليم بسبب ترديدهم شعارات تتهم النظام بالديكتاتورية، وذكر نشطاء ان السياسية التي تتبعها سلطات النظام في فصل الطلاب الشيعة بسبب تعبيرهم عن آرائهم في الحكم لم تكن الأولى، فقد فصلت عشرات الطلاب من مدارس (الدير، شهركان، يثرب، مدينة حمد، الحورة) في الأعوام السابقة.

كما أصيبت امرأة شيعية برصاص "الشوزن"، المحرم دوليا، في قرية "المصلى" غربي المنامة لدى تفريق قوات الأمن التابعة للنظام تظاهرة نسائية كانت تطالب بإطلاق سراح المعتقلين، ووصفت الإصابة، بحسب شهود، على انها "خطيرة"، وتعرضت نساء اخريات لاعتداء من قبل قوات الامن بالضرب، فضلا عن رش مادة تسبب العمى المؤقت، إضافة الى اعتقال عدة أشخاص لدى تنفيذ الشرطة سلسلة من الاقتحامات على المنازل بعد تحطيم أبوابها أثناء ملاحقة المحتجين.

وتشهد البحرين البالغ عدد سكانها 1,3 مليون نسمة وهي حليف مقرب لواشنطن ومقر للأسطول الأمريكي الخامس، حركة احتجاجات منذ شباط/فبراير 2011 يقودها الشيعة.

ووضعت السلطات في آذار/مارس 2011 حدا بالقوة لحركة احتجاج في دوار اللؤلؤة في المنامة استمرت شهرا في خضم أحداث الربيع العربي.

 

اضف تعليق