هاريس -منذ تولّيها مهام المدّعية العامة لولاية كاليفورنيا- حرّكت دعاوى قضائية ضد هذه الشركات، وحاكمت شركة خطوط أنابيب بسبب تسرب النفط، وحققت مع شركة إكسون موبيل بتهمة تضليل الجمهور بشأن تغير المناخ، ويثير هذا السجل اهتمامًا عميقًا لدى قطاع الطاقة في الولايات المتحدة، وخاصة شركات النفط والغاز...
تترقب شركات النفط والغاز الأميركية مواجهة صعبة مع نائبة الرئيس جو بايدن المرشحة للرئاسة، كامالا هاريس، بالنظر إلى سجلّها الحافل في مكافحة مصادر التلوث وتحقيق العدالة البيئية.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن هاريس -منذ تولّيها مهام المدّعية العامة لولاية كاليفورنيا- حرّكت دعاوى قضائية ضد هذه الشركات، وحاكمت شركة خطوط أنابيب بسبب تسرب النفط، وحققت مع شركة إكسون موبيل بتهمة تضليل الجمهور بشأن تغير المناخ.
ويثير هذا السجل اهتمامًا عميقًا لدى قطاع الطاقة في الولايات المتحدة، وخاصة شركات النفط والغاز، ونشطاء المناخ، وسط تنافس نائبة الرئيس فجأة على ترشيح الحزب الديمقراطي بعد أن تخلّى الرئيس جو بايدن عن محاولة إعادة انتخابه، يوم الأحد 21 يوليو/تموز الجاري (2024).
وينظر المحللون إلى رئاسة هاريس المحتملة على أنها أكثر عدوانية من بايدن في مواجهة شركات النفط والغاز، بسبب التلوث ومعالجة العدالة البيئية.
محاسبة قطاع النفط والغاز
يقول النائب الديمقراطي من ولاية كاليفورنيا موطن كمالا هاريس، جاريد هوفمان، في مقابلة: "إنها نوع القائد الذي سيحاسب قطاع النفط والغاز، وهذا ما نحتاج إليه الآن". وأضاف: "إنها بالتأكيد ستستمر وتبني على نجاح إدارة بايدن فيما يتعلق بالمناخ والطاقة النظيفة"، حسبما نشرته وكالة بلومبرغ (Bloomberg).
ولا يرجّح بعض المراقبين أن تقوم هاريس بتحولات كبيرة عن نهج بايدن بشأن تغير المناخ، رغم أن معارضتها للحفر البحري والتكسير المائي الهيدروليكي تشير إلى أنها ستكون خصمًا شرسًا لصناعة النفط عند حصولها على ترشيح الحزب الديمقراطي وفوزها بانتخابات الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ويقول المحللون والمدافعون عن البيئة، إن نهج هاريس تجاه تطوير النفط والغاز يجعلها أكثر صرامة من بايدن، الذي تحرّك لوقف مبيعات عقود إيجار النفط البحرية مؤقتًا في الأسبوع الأول من تولّيه منصبه، ولم يفِ بوعد حملته الانتخابية بحظر النفط الجديد تمامًا، وترخيص مشروعات الغاز في الأراضي والمياه العامة.
وقال المدافعون عن البيئة، يوم الأحد 21 يوليو/تموز الجاري، إن هاريس لن تتزعزع عن موقفها ضد شركات النفط والغاز، وأوضح عضو حملة مؤسسة "350 أكشن" 350 Action، الدولية التي تعمل على إنهاء عصر النفط والغاز وبناء الطاقة المتجددة، جيف أوردور: أن "نائبة الرئيس هاريس لديها تاريخ في مجابهة شركات النفط الكبرى".
معركة هاريس ضد شركات النفط والغاز
أصرّت كامالا هاريس على معركتها في كاليفورنيا ضد شركات النفط عندما قامت بحملتها الانتخابية للرئاسة في عام 2019، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأفادت منصة المناخ في موقع حملتها الرئاسية: "تعلم كامالا أننا بحاجة إلى مواجهة شركات النفط الكبرى للفوز في هذه المعركة، وهذا بالضبط ما فعلته طوال حياتها المهنية".
في ذلك الوقت، حددت هاريس خططًا لتعزيز إنفاذ القانون البيئي الفيدرالي و"محاسبة الملوثين"، بما في ذلك عن طريق توجيه وزارة العدل "لمعالجة التلوث التراكمي والتراثي".
وقد يعني هذا النطاق مراقبة شركات النفط والغاز للانبعاثات التاريخية لثاني أكسيد الكربون الذي يؤدي إلى الاحتباس الحراري المرتبط باحتراق النفط والغاز.
ووعدت حملتها بأن "كامالا ستعطي الأولوية للصحة العامة، وستجبر الملوثين على تحمُّل مسؤولية الضرر الذي يسبّبونه من خلال زيادة العقوبات على الشركات التي يتبيّن أنها لا تمتثل للقوانين الفيدرالية".
التركيز على العدالة البيئية
ركّزت كامالا هاريس على العدالة البيئية، سواء في ولاية كاليفورنيا بعملها مدّعية عامة، أو عندما مثّلت الولاية في مجلس الشيوخ الأميركي.
على سبيل المثال، بصفتها المدّعية العامة الأعلى في الولاية، انضمت هاريس إلى دعوى قضائية تتحدى المستودع المقترح في مقاطعة ريفرسايد وسط مخاوف من أنها قد تؤدي إلى زيادة حركة مرور شاحنات الديزل والتلوث إلى المجتمع المجاور.
وخلال وجودها في الكونغرس، تعاونت هاريس مع النائبة ألكسندريا أوكازيو كورتيز، وهي ديمقراطية من نيويورك، لدعم تشريع من شأنه أن يجبر الحكومة على تقييم تأثير مشروعات القوانين واللوائح في الخطوط الأمامية وذوي الدخل المنخفض، التي غالبًا ما تتحمل عواقب وطأة التلوث.
وعلى الرغم من أن هاريس قد تضفي المزيد من القوة على بعض المعارك حول الطاقة والبيئة، فمن غير المرجّح أن يختلف برنامجها كثيرًا عن برنامج بايدن، الذي جعل مكافحة تغير المناخ أولوية قصوى في البيت الأبيض، حسبما نشرته وكالة بلومبرغ (Bloomberg).
وقال المدير الإداري لشركة "كليرفيو إنرجي بارتنرز" (ClearView Energy Partners LLC) الاستشارية في واشنطن، كيفن بوك، إن وظيفتها الأولى –التي بالنسبة لأيّ ديمقراطي يسعى للحصول على الترشيح الرئاسي للحزب– ستكون الحفاظ على سياسة بايدن.
وقال بوك، إنه بينما يمكن للمرشح الجمهوري دونالد ترمب استعمال مجموعة من الصلاحيات لتغيير سياسات المناخ في عهد بايدن، يمكن لهاريس تثبيت هذه التغييرات، مضيفًا: "نتوقع أن تكون هذه الأولوية رقم 1 لرئاسة هاريس، وهي الدفاع عن إرث بايدن”.
اضف تعليق