أصبح دعم السيارات الكهربائية أحد أسباب الجدل الدائر مؤخرًا في أميركا، في ظل الإضراب الأخير لعمّال صناعة السيارات، وسط الاستعداد للانتخابات الرئاسية، بينما كان منافسوه الجمهوريون يتجادلون خلال مناظرتهم التمهيدية الثانية، ذهب دونالد ترمب إلى مقرّ اعتصام عمال السيارات في ميشيغان، في محاولة لكسب الناخبين من ذوي الياقات الزرقاء، من خلال انتقاد الرئيس جو بايدن ودفعه للسيارات الكهربائية...
أصبح دعم السيارات الكهربائية أحد أسباب الجدل الدائر مؤخرًا في أميركا، في ظل الإضراب الأخير لعمّال صناعة السيارات، وسط الاستعداد للانتخابات الرئاسية.
بينما كان منافسوه الجمهوريون يتجادلون خلال مناظرتهم التمهيدية الثانية، ذهب دونالد ترمب إلى مقرّ اعتصام عمال السيارات في ميشيغان، في محاولة لكسب الناخبين من ذوي الياقات الزرقاء، من خلال انتقاد الرئيس جو بايدن ودفعه للسيارات الكهربائية.
وجاءت رحلة المرشح الجمهوري بعد يوم من أن أصبح بايدن أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يسير في خط اعتصام، عندما انضم إلى نقابة "يونايتتد أوتو وركرز" لعمال صناعة السيارات في ديترويت، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويأتي قرر ترمب بتخطّي مناظرة أخرى مع احتفاظه بصدارة قوية في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، حتى في الوقت الذي يواجه فيه 4 لوائح اتهام جنائية منفصلة في 4 ولايات مختلفة.
يبيعكم للصين
قال ترمب في شركة دريك انتربرايزز، وهي شركة توريد قطع غيار السيارات غير النقابية في بلدة كلينتون، على بعد نحو نصف ساعة خارج ديترويت: "لن أسمح بموت صناعة السيارات الأميركية تحت أيّ ظرف من الظروف".
وحاول ترمب، في خطابه يوم الأربعاء (27 سبتمبر/أيلول 2023)، تصوير بايدن على أنه معادٍ لصناعة السيارات والعاملين فيها، مستعملًا خطابًا متطرفًا للادّعاء بأن الصناعة "تتعرض للاغتيال"، بحسب ما نقلته وكالة أسوشيتد برس.
وأصرّ على أنّ تبنّي بايدن للسيارات الكهربائية -وهو عنصر رئيس في خطّته للطاقة النظيفة- سيؤدي في النهاية إلى فقدان الوظائف، ما يزيد من مخاوف بعض عمال السيارات الذين يشعرون بالقلق من أن السيارات الكهربائية تتطلب عددًا أقلّ من الأشخاص لتصنيعها، وأنه لا يوجد ما يضمن أن المصانع التي تنتجها ستنضم إلى النقابات.
وقال ترمب أمام حشد من الناس محاطين بالأعلام الأميركية ومنصات قطع غيار السيارات: "إنه يبيعكم للصين، إنه يبيعكم للمتطرفين البيئيين واليسار الراديكالي".
كما قلّل من أهمية الإضراب، في الوقت الذي تطالب فيه نقابة "يونايتد أوتو وركرز" بزيادة الأجور وأسابيع عمل أقصر وتأكيدات من كبار شركات صناعة السيارات في البلاد بأن وظائف السيارات الكهربائية الجديدة ستنضم إلى النقابات.
وبينما قال ترمب، إنه يدعم العمال، ويأمل أن يحصلوا على صفقة جيدة، قال أيضًا، إن أيّ اتفاق لن يكون مهمًا إذا دخلت حدود التلوث المقترحة حيز التنفيذ.
وقال: "أنتم جميعًا في صفوف الاعتصام وكل شيء، لكن لا يوجد فرق كبير فيما تحصلون عليه، لأنه في غضون عامين ستكونون جميعًا عاطلين عن العمل".
ترمب يناقض نفسه!
بينما صوّر ترمب نفسه على أنه مؤيد للعمال، اشتبك مرارًا وتكرارًا مع قيادة النقابات، وحاول أن يجعل أعضاء النقابات ينقلبون على قادتهم.
وفي مقطع فيديو نُشر مؤخرًا خلال حملته الانتخابية، حثّ ترمب عمال صناعة السيارات على عدم دفع مستحقات النقابات، وادّعى أنّ قادتهم "حصلوا على بعض الصفقات لأنفسهم".
قبل ساعات فقط من زيارة ترامب، نشرت نقابة "يونايتد أوتو وركرز" مقطع فيديو بصفحتها في فيسبوك، احتجاجًا على إغلاق المصانع من قبل شركات صناعة السيارات في ديترويت، والذي تضمَّن لقطات من عام 2017 لترمب وهو يخبر حشدًا في شمال أوهايو أن وظائف السيارات ستعود.
وبعد ذلك بعامين، أغلقت شركة جنرال موتورز مصنع تجميع ضخمًا في لوردستاون بولاية أوهايو، ما أدى لخسارة آلاف الوظائف.
ومع ذلك، حثّ ترمب النقابة مرارًا وتكرارًا على تأييده، وفي وقت ما توجَّه مباشرةً إلى رئيس نقابة "يونايتد أوتو وركرز" شون فاين.
وبينما حجبت النقابة دعمها لبايدن بعد تأييدها له عام 2020، ظهر فاين إلى جانب بايدن خلال زيارته يوم الثلاثاء (26 سبتمبر/أيلول 2023)، وانتقد ترمب مرارًا وتكرارًا.
وقال فاين: "لا أعتقد أنه يهتم بالطبقة العاملة.. أعتقد أنه يهتم بطبقة المليارديرات، ويهتم بمصالح الشركات.. أعتقد أنه يحاول فقط إرضاء الناس وقول ما يريدون سماعه، وهذا أمر مؤسف".
إضراب عمال السيارات في أميركا
بدأت الإضرابات المستهدفة التي شنّتها نقابة "يونايتد أوتو وركرز" ضد شركات صناعة السيارات الثلاث الكبرى -جنرال موتورز وستيلانتس وفورد- في منتصف ليل 14 سبتمبر/أيلول، وتوسعت منذ ذلك الحين إلى 38 مركزًا لتوزيع قطع الغيار في 20 ولاية.
تطالب النقابة بزيادة قدرها 36% في الأجر العام على مدار 4 سنوات، كما طالبت بـ32 ساعة أسبوعيًا مع 40 ساعة من الأجر وعودة زيادة أجور تكلفة المعيشة، من بين مزايا أخرى، وفق ما رصدته منصة الطاقة.
وتريد أيضًا أن يُسمح لها بتمثيل العمال في 10 مصانع لبطاريات السيارات الكهربائية، والتي يُبنى معظمها من خلال مشروعات مشتركة بين شركات صناعة السيارات وصانعي البطاريات في كوريا الجنوبية.
في حين إن بايدن لم ينفّذ تفويضًا للسيارات الكهربائية، فقد وضع هدفًا يتمثل في أن يكون نصف مبيعات السيارات الجديدة كهربائيًا بحلول عام 2030.
واقترحت إدارته أيضًا حدودًا صارمة جديدة لتلوث السيارات، والتي ستتطلب أن يكون ما يصل إلى ثلثي المركبات الجديدة المبيعة كهربائية بحلول عام 2032، أي ما يقرب من 10 أضعاف مبيعات السيارات الكهربائية الحالية.
اضف تعليق