رغم قوة ائتلاف المعارضة والأزمة الاقتصادية الخانقة والغضب الشعبي الواسع النطاق عقب زلزال شباط نجح الزعيم التركي الذي قضى أطول فترة في الحكم في هزم منافسه العلماني كمال أوغلو في الدورة الثانية لكن الفارق البالغ أربع نقاط كان الأقل الذي يحققه إردوغان في أي انتخابات، ما يؤكد على الاستقطاب...
احتفل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأنصاره يوم الاثنين بالفوز الانتخابي الذي مكَنه من تمديد حكمه ليدخل عقدا ثالثا بينما استعدت المعارضة التركية، التي كانت متفائلة في فترة من الفترات بإمكانية الفوز، "لأيام صعبة" في ظل ما تتوقعه من حكم سلطوي متزايد.
ورغم قوة ائتلاف المعارضة والأزمة الاقتصادية الخانقة والغضب الشعبي الواسع النطاق عقب زلزال شباط/فبراير، نجح الزعيم التركي الذي قضى أطول فترة في الحكم في هزم منافسه العلماني كمال كيليتشدار أوغلو في الدورة الثانية من الانتخابات الأحد.
لكن الفارق البالغ أربع نقاط كان الأقل الذي يحققه إردوغان في أي انتخابات، ما يؤكد على الاستقطاب الذي سيواجهه الرئيس المحافظ ذو الخلفية الإسلامية في ولايته الرئاسية الثالثة والأخيرة.
حاول إردوغان تبني نبرة تصالحية في خطابه بمناسبة الانتصار أمام الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا خارج القصر الرئاسي في أنقرة، داعيا الأتراك "للاتحاد والتضامن".
وخلال خطاب النصر أكد أردوغان أن "الشعب كلفه برئاسة الجمهورية لخمس سنوات أخرى" داعيا إلى التوحد "حول أهدافنا وأحلامنا الوطنية".
"الانتخابات انتهت. يجب الآن تضميد جروح ضحايا الزلزال"
وقال أردوغان من شرفة القصر الجمهوري بأنقرة إن "العدل هو أساس الملك في حكمنا ولن نغير هذا المبدأ"، مشيرا إلى أن تركيا "تصدت للقيود والعراقيل والدسائس وأن الشعب التركي نجح في إثبات نضجه".
وبهذا الفوز الخامس على التوالي، يكون أردوغان قد حطم الرقم القياسي للبقاء على رأس السلطة في تاريخ تركيا الحديث، إذ أمضى عشر سنوات رئيسا للوزراء في ظل نظام برلماني، ومثلها رئيسا للجمهورية عدل خلالها الدستور للتحول إلى نظام رئاسي، وسيمنحه هذا الانتصار خمسة أعوام أخرى. وإضافة إلى فوزه بالانتخابات الرئاسية، فلقد استطاع أيضا حزبه (العدالة والتنمية) أن ينتزع الأغلبية في البرلمان ليحافظ بذلك على النظام الجمهوري الذي أسسه في 2017 والذي كانت تطمح المعارضة إلى إعادته إلى نظام برلماني.
انتخابات غير عادلة
وأما كيليتشدار أوغلو فتعهّد "مواصلة الكفاح" ضد إردوغان وحزبه "العدالة والتنمية" الذي هيمن على المشهد السياسي التركي منذ العام 2002.
ووصف منافسه كمال كليتشدار أوغلو الانتخابات بأنها "أكثر انتخابات غير عادلة منذ سنوات" لكنه لم يشكك في النتيجة. ومنح الفوز الانتخابي أردوغان تفويضا لمواصلة سياساته التي تسببت في الآونة الأخيرة في استقطاب في تركيا وتعزيز موقع بلاده كقوة عسكرية في المنطقة.
واعتُبرت الانتخابات أكبر تحد سياسي يواجهه أردوغان إذ كانت المعارضة واثقة من قدرتها على الإطاحة به والتراجع عن السياسات التي ينتهجها بعد أن أظهرت استطلاعات رأي أن أزمة الارتفاع الحاد في تكلفة المعيشة أضعفت موقفه.
لكنه تمكن من الحصول على 52.2 بالمئة من الأصوات بينما حصل كليتشدار أوغلو على 47.8 بالمئة. وعزز ذلك من صورته كشخص لا يُهزم في دولة أصبح الانقسام فيها عميقا وأعاد هو تشكيل سياساتها الخارجية والاقتصادية والأمنية.
واحتفلت صحف موالية للحكومة، هي جزء من مشهد إعلامي يغلب عليه التأييد لأردوغان ودعم حملته الانتخابية، بفوزه. وجاء عنوان صحيفة الصباح التركية "فاز رجل الشعب... فتحنا الباب لقرن تركيا".
وقال ألتاي شاهين، وهو عامل بناء في إسطنبول، "إنها نتيجة جيدة لأن طيب أردوغان قائد جيد ويعرف ما يريده الناس. إذا كان الناس يصوتون له منذ 20 عاما فهو بالتأكيد زعيم ناجح".
وقالت صحيفة حريت اليومية بجوار صورة للحشود الضخمة التي اجتمعت خارج القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة خلال الليل لتستمع لخطابه بعد الفوز "النصر حليف أردوغان مجددا... والرابحة هي تركيا".
وقال أردوغان للحشود في خطاب النصر "الرابحة هي ديمقراطيتنا... الوقت قد حان لوضع خلافات وصراعات فترة الانتخابات جانبا ولأن نتحد حول أهداف أمتنا".
وتولي أردوغان الحكم لخمس سنوات أخرى تعتبر ضربة كبرى للمعارضة التي اتهمته بتقويض أسس ديمقراطية وبالاستحواذ على سلطات أكبر فأكبر للرئاسة وهي اتهامات ينفيها. وكان كليتشدار أوغلو قد وعد بأن يأتي "بربيع" جديد للبلاد إذا فاز.
وقالت هوليا يلدريم، وهي محامية، "أنظر إلى الناس من حولي ممكن كانوا يؤيدون المعارضة وأجد أن كلهم ممتعضون... نسينا أي ربيع في هذا البلد، يجب أن نأتي نحن بربيعنا الخاص لأن الناس سعداء على ما يبدو بالشتاء".
أيام صعبة للمعارضة
رغم أنه دعا للوحدة، واصل أردوغان الضرب على وتر أساسي استخدمه في حملته الانتخابية واتهم كليتشدار أوغلو والمعارضة بالتحيز لإرهابيين دون أن يقدم دليلا.
والحزب الرئيسي الموالي للأكراد هو ثالث أكبر حزب في البرلمان وهو من بين أحزاب المعارضة المناهضة لأردوغان ومتهم بأن له صلات بمسلحين أكراد وهو ما ينفيه ذلك الحزب.
وقال أتيلا يسيلادا المحلل لدى جلوبال سورس بارتنرز "بالنسبة للمعارضة فالأيام القادمة صعبة جدا" متوقعا المزيد من التحركات القضائية بحق الحزب الكردي، وقال إن من غير الواضح إن كان تحالف المعارضة سيبقى كما هو.
وستقلق هزيمة كليتشدار أوغلو على الأرجح حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي إذ تسببت صلات أردوغان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إثارة مخاوفهم. وهنأ بوتين "صديقه العزيز" أردوغان بالنصر.
فوز أردوغان مدد حكمه الأطول لتركيا منذ أسس مصطفى كمال أتاتورك دولة تركيا الحديثة بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية قبل قرن وهي ذكرى لها أثر سياسي قوي من المقرر أن يتم إحياؤها في أكتوبر تشرين الأول.
وناشد أردوغان، زعيم حزب العدالة التنمية الذي له جذور إسلامية، الناخبين التصويت له بالاعتماد على خطاب قومي ومحافظ في حملة انتخابية خلافية حولت الانتباه بعيدا عن المشكلات الاقتصادية.
وقال أحد أنصار أردوغان المحتشدين خارج القصر الرئاسي "النصر لنا.. ما أسعدنا. مع السلامة يا سيد كمال (كليتشدار أوغلو). الحمد لله.. الإسلام فاز".
وقال كليتشدار أوغلو، الذي تعهد حال فوزه بوضع البلاد على مسار أكثر ديمقراطية وتعاونا، إن التصويت أظهر إرادة لدى الكثير من الأتراك على تغيير الحكم السلطوي "الذي كل ما يعنيه هو أن تقف الدولة على ساقي رجل واحد".
وأربك أداء أردوغان القوي معارضيه الذين اعتقدوا أن الناخبين سيعاقبونه على استجابة الدولة التي اتسمت في البداية بالبطء لكارثة الزلازل التي حلت بها في فبراير شباط وقُتل فيها أكثر من 50 ألفا.
لكن بعد الجولة الأولى في 14 مايو أيار والتي شملت انتخابات برلمانية، خرج حزب العدالة والتنمية بأكبر عدد من الأصوات في عشرة أقاليم من أصل 11 ضربتها الزلازل مما ضمن له التمتع بأغلبية برلمانية مع حلفائه.
وأفاد الأكاديمي بورا إييمايا البالغ 28 عاما فرانس برس في اسطنبول "علمتنا الأجيال السابقة أن نكافح.. لن نخسر أو نفقد الأمل في هذا البلد بسبب انتخابات واحدة.. سنقاوم ونقاتل حتى النهاية".
وقال البائع المتجول غورسل أوزكوك (65 عاما) لفرانس برس في أنقرة "فاز الشخص المفيد لبلدنا. أشعر بالسعادة نظرا لمعتقداته. لا أهمية للأمور الأخرى. البلد أولا".
وعنونت صحيفة "صباح" الموالية للحكومة على صفحتها الأولى الاثنين "فاز رجل الشعب".
وأكد إمره بركر من مجموعة أوراسيا الاستشارية أنه بعدما حشد ائتلافا ضم ناخبين قوميين ومحافظين ومتديّنين، "سيؤكد (إردوغان) على سياساته الشعبوية.. الاستقطاب السياسي موجود وسيبقى".
أولويات اقتصادية
ويعد التخفيف من حدة أسوأ أزمة اقتصادية تعصف بتركيا منذ تسعينات القرن الماضي من أبرز أولويات إردوغان.
واستند إردوغان على سنوات من التنمية عبر مشاريع بنى تحتية وازدهار قطاع البناء لاكتساب شعبية هائلة وقاعدة انتخابية مخلصة لم تتخلى عنه.
لكن نسبة التضخم باتت تجاوز 40 في المئة، وهو أمر فاقمته جزئيا سياسة إردوغان غير التقليدية القائمة على خفض معدلات الفائدة في محاولة للتخفيف من حدة ارتفاع الأسعار.
وهبطت الليرة لمستوى متدن قياسي جديد أمام الدولار وسجلت 20.08. وفقدت العملة التركية 90 بالمئة من قيمتها في العقد المنصرم بسبب أزمة في العملة وتضخم منفلت.
والخسائر الأحدث في قيمة العملة مدفوعة بالغموض الذي يكتنف ما يعنيه فوز أردوغان للسياسة الاقتصادية. وألقى معارضون لسياساته بمسؤولية الانخفاض الحاد في قيمة العملة على نهج اقتصادي غير تقليدي اتبعه شمل خفض أسعار الفائدة وهو ما كانت المعارضة قد تعهدت بالتراجع عنه.
وقال أردوغان إن التضخم الذي بلغ ذروة 24 عاما وسجل 85 بالمئة العام الماضي قبل أن يبدأ في التراجع هو القضية الأكثر إلحاحا بالنسبة له في تركيا.
ويشير محللون إلى أن تعهّدات إردوغان خلال حملته زيادة الإنفاق وتمسكه بمعدلات الفائدة المنخفضة ستفاقم الضغط على احتياطات البنوك من العملات والليرة التي تراجعت مقابل الدولار الاثنين.
ورأى تيموثي آش من "بلو باي لإدارة الأصول" أن "النموذج الحالي غير قابل للاستدامة"، مشيرا إلى عشرات مليارات الدولارات التي ضخها المصرف المركزي لدعم الليرة.
وحذر من أنه في حال رفض إردوغان التراجع عن موقفه حيال معدلات الفائدة والتخلي عن الليرة، "فقد يصبح الوضع سيئا".
وما زالت جهود إعادة البناء في جنوب شرق تركيا في مراحلها الأولى بعد زلزال شباط/فبراير الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص ودمّر مدنا بأكملها.
وفاقمت الكارثة الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها تركيا إذ خسر مئات الآلاف مصادر رزقهم بين ليلة وضحاها فيما خفض خبراء توقعاتهم للنمو في تركيا للعام 2023، بينما تقدّر كلفة الأضرار بأكثر من مئة مليار دولار.
موازنة في العلاقات الدولية
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين من أوائل قادة العالم الذين سارعوا لتهنئة إردوغان، علما بأن الرئيس التركي البالغ 69 عاما يواجه العديد من المعضلات الدبلوماسية.
وكتب الرئيس الأمريكي جو بايدن على تويتر "نتطلع لمواصلة العمل معا كحلفاء في حلف شمال الأطلسي على القضايا الثنائية والتحديات العالمية المشتركة". وقال مكتب أردوغان إن الرئيس التركي ونظيره الأمريكي سيتحدثان هاتفيا في وقت لاحق.
وتعرضت العلاقات الأمريكية مع تركيا لعدة عقبات منها رفض أردوغان انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي وعلاقة أنقرة الأوثق بموسكو والخلافات المتعلقة بسوريا.
وينتظر شركاء تركيا في حلف شمال الأطلسي موافقتها على طلب السويد الانضمام إلى التحالف الدفاعي الذي تقوده واشنطن.
وعرقل إردوغان المسعى متهما ستوكهولم بإيواء شخصيات من المعارضة التركية يشتبه بارتباطهم بمجموعات كردية محظورة.
ويتوقع مراقبون أن يواصل إردوغان لعب دور الوسيط بين روسيا والغرب، بما يصب في مصلحة أنقرة.
وقال غالب دالاي من معهد تشاتام هاوس "خمس سنوات جديدة في ظل حكم إردوغان تعني المزيد من الموازنات السياسية بين روسيا والغرب".
وأضاف "ستنخرط تركيا والغرب في تعاون براغماتي أينما أملت المصالح ذلك" ولن تنضم إلى العقوبات الغربية على موسكو ردا على حرب أوكرانيا، وستسعى إلى علاقات مربحة اقتصاديا.
ولا تزال العلاقات مع سوريا فاترة بعدما دعمت تركيا فصائل مسلحة مناهضة للرئيس بشار الأسد خلال الحرب. وفشلت محادثات جرت مؤخرا برعاية روسيا في تحقيق اختراق باتّجاه تطبيع العلاقات.
يتزامن الاثنين أيضا مع ذكرى غزو القسطنطينية من قبل العثمانيين، وهي مناسبة تحمل أهمية رمزية بعد فوز إردوغان ونيل حليفه اليميني القومي أغلبية في البرلمان.
ردود الافعال
هنأت ميرال أكشينار زعيمة الحزب الصالح التركي المعارض الرئيس رجب طيب أردوغان على فوزه بجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية اليوم الأحد، لكنها قالت إنها ستواصل مسيرتها كمعارضة.
وأضافت أكشينار في تصريحات من أنقرة أن النتائج أظهرت أن هناك درسا كبيرا يحتاج أردوغان إلى تعلمه، مشيرة إلى أنها تأمل في أن يكون أردوغان رئيسا لجميع الأتراك.
وهنأ رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يوم الأحد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفوزه في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة.
وأكد سوناك مجددا على العلاقة القوية بين المملكة المتحدة وتركيا كشريكين اقتصاديين وحليفين في حلف شمال الأطلسي، وفقا لما ورد في بيان أصدرته الحكومة.
وهنأ المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إعادة انتخابه رئيسا لتركيا في جولة الإعادة التي أجريت يوم الأحد.
وقال شولتس على تويتر إن تركيا وألمانيا شريكان وحليفان وثيقان.
وأضاف أن هناك ارتباطا وثيقا بين "الشعبين الألماني والتركي وبين اقتصاديهما".
وقال إن الجانبين يرغبان سويا في تعزيز جدول أعمالهما المشترك بقوة دفع جديدة.
وهنأ رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على فوزه في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التركية يوم الأحد.
وقال ميشيل على تويتر "تهانينا لك يا أردوغان على إعادة انتخابك رئيسا لتركيا. أتطلع للعمل معك مرة أخرى لتعميق أواصر العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في السنوات المقبلة".
ونشرت فون دير لاين تغريدة هي الأخرى لتهنئة أردوغان على الفوز.
وقالت على تويتر "أتطلع لمواصلة بناء العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. يكتسي تعزيز هذه العلاقات أهمية استراتيجية لكل من الاتحاد الأوروبي وتركيا من أجل خدمة شعبينا".
تركيا مرشحة رسميا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكن مفاوضات الانضمام التي بدأت عام 2005 متوقفة منذ عدة سنوات.
والعلاقات معقدة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، لكن الأخيرة تظل شريكا أساسيا للتكتل، لا سيما في ما يتعلق بالهجرة.
واعتبر بوتين الذي عمل مؤخرا عن كثب مع نظيره التركي، أن فوز أردوغان هو "النتيجة المنطقية لعملكم المتفاني بصفتكم رئيسا للجمهورية التركية"، مضيفا أن الانتصار "دليل واضح على دعم الشعب التركي لجهودكم".
كما شدد الرئيس الروسي خصوصا إلى "الجهود" التي بذلها أردوغان "في تعزيز سيادة الدولة واتباع سياسة خارجية مستقلة".
وتحظى تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بنفوذ في مجالات استراتيجية مهمة لموسكو، كما تؤدي دور الوسيط في النزاع الأوكراني.
بدوره هنأ الرئيس الأمريكي جو بايدن الأحد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إعادة انتخابه، وقال عبر تويتر "أتطلع إلى مواصلة العمل معا بصفتنا حليفين في الناتو بشأن القضايا الثنائية والتحديات العالمية المشتركة".
بدوره، قدم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تهانيه إلى أردوغان عبر تويتر قائلا "أتطلع إلى استمرار عملنا مع الحكومة التي اختارها الشعب التركي".
إيمانويل ماكرون من أوائل القادة الأوروبيين الذين هنؤوا أردوغان، قائلا إن فرنسا وتركيا تواجهان "تحديات هائلة تخوضانها معا".
ومن بين هذه "التحديات"، أشار ماكرون عبر تويتر إلى "عودة السلام في أوروبا ومستقبل تحالفنا الأوروبي الأطلسي والبحر المتوسط"، مضيفا "مع الرئيس أردوغان الذي أهنئه سنواصل المضي قدما".
وهنأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أردوغان معربا عن أمله في "تعزيز" العلاقات بين كييف وأنقرة، ولا سيما لضمان "الأمن" في أوروبا.
وقال زيلينسكي عبر تويتر "نأمل في مزيد من تعزيز الشراكة الاستراتيجية لصالح بلدينا وكذلك تعزيز تعاوننا من أجل أمن واستقرار أوروبا".
أدت تركيا دورا حاسما في إبرام وتمديد الاتفاق الذي يتيح لأوكرانيا تصدير حبوبها عبر البحر الأسود.
ورحب رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون بإعادة انتخاب أردوغان قائلا إن "أمننا المشترك يمثل أولوية للمستقبل".
السويد مرشحة للانضمام إلى الناتو، لكنها تواجه رفضا من تركيا التي تتهمها بإيواء "إرهابيين"، ولا سيما أعضاء في حزب العمال الكردستاني.
وهنأ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أردوغان، وقال في تغريدة "أتطلع إلى مواصلة عملنا والتحضير لقمة الناتو في فيلنيوس في تموز/يوليو".
وبعث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية بـ"أصدق التهاني، وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد" لرجب طيب أردوغان والشعب التركي.
تدهورت العلاقات بين الرياض وأنقرة لأكثر من ثلاث سنوات بعد اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول نهاية عام 2018. واتهم أردوغان حينها "أعلى مستويات الحكومة السعودية" بإصدار أمر الاغتيال، وقد مهد وقف القضاء التركي المحاكمة بشأن القضية العام الماضي للتقارب بين القوتين الإقليميتين.
أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس فقد هنأ أيضا أردوغان، وفق ما أفاد ستيفان دوجاريك المتحدث باسمه في بيان.
وقال دوجاريك إن الأمين العام "يتطلع لمزيد من تعزيز التعاون بين تركيا والأمم المتحدة".
اضف تعليق