انتشرت هستيريا جماعية وتوجس من الإصابة بالفيروس المميت، وانزوى البشر في عزلة اجتماعية ليتجنب بعضهم الاخر، كان لكل دولة طقوسها للتعامل مع جثامين المتوفين فعادة المسلمين الصلاة على الجثة من قبل رجل دين كما يُلقي اقارب المتوفي نظرة الوداع الأخيرة، ومنهم من يقبله أو يلامسه...
انتشرت هستيريا جماعية وتوجس من الإصابة بالفيروس المميت، وانزوى البشر في عزلة اجتماعية ليتجنب بعضهم الاخر، كان لكل دولة طقوسها للتعامل مع جثامين المتوفين فعادة المسلمين الصلاة على الجثة من قبل رجل دين كما يُلقي اقارب المتوفي نظرة الوداع الأخيرة، ومنهم من يقبله أو يلامسه، كذلك جرت العادة بتغسيل الجثة بالماء مع السدر، والبخور والكافور، لكن كل هذه الطقوس تغيرت مع تفشي فيروس كورونا، ليدخل المزاج العام في مرحلة تعود على نمط حياة مختلف عن الأنماط السابقة.
كان الموتى من ضحايا هذا الفيروس الذي تفشى عالمياً، وتجاوز عدد الوفيات على مستوى العالم ثلاث آلاف ضحية، قد دفنوا وحيدين بدون وداع الاحباء ولا شواهد لقبورهم، أضحت وسائل التواصل الاجتماعي هي المكان الوحيد للإعلان عن حالات الوفاة، واستقبال التعازي تزامنًا مع الغاء مراسيم العزاء خوفاً من تفشي عدوى الفيروس بين المعزين.
اعتاد العراقيين من الطائفة الشيعية دفن المتوفين في مقبرة وادي السلام، في محافظة النجف، لينال المتوفى شفاعة الامام علي (ع)، كما شجعت أقوال للدفن في مقبرة النَّجف، منها: "ما من مؤمن يموت في شرق الأرض وغربها إلا قيل لروحه الحقي بوادي السَّلام"، ففي تربة النَّجف يُعفى دفينها من العذاب.
لقد بدأ الايرانيين اول مرة في القرن الثامن عشر دفن موتاهم في النجف، وسايرهم العراقيين في القرن التاسع عشر، الذين كانوا بدورهم يدفنون امواتهم سابقاً في التلال الاثرية المرتفعة التي تسمى (اليشن) من اجل حمايتها من الفيضانات او نبش الضواري.
وأصبح لنقل الجنائز ودفنها شبكة اقتصادية كبيرة، فالدَّفن صار مهنة للعديد مِن الأُسر النجفية، وازداد نشاطهم خلال الحروب الطائفية وتفشي الارهاب بعد 2003، ومع ارتفاع ضحايا الفيروس، اتخذت وزارة الصحة طرق وقائية من ضمنها، دفن جثامين المتوفين تحت اشراف طبي، الاء الجاف، طبيبة تعمل لدى مشفى كركوك العام، تكشف عن طريقة دفن ضحايا فيروس "كورونا المستجد"، تقول: "بأن جثمان المتوفى لا تُسلم إلى ذويه، مع تغطية الجثمان بشكل كامل، واجراء عملية الدفن تجري تحت اشراف طبي، لأن الفيروس يبقى نشط لعدة ساعات حتى بعد وفاة المصاب، على الرغم من ان الفيروس يخرج بالسعال عند الكائن الحي وينتشر نتيجة ملامسة المصاب للأسطح ويعدي، بينما لا يستطيع الخروج من رئة المتوفى لكن يتم دفن الجثة في اراضي معزولة عن المناطق السكنية وبعمق معين تجنباً لنبش الجثة او القبر من قبل الحيوانات والضواري".
تضيف الاء، "منذ انتشار الفيروس وزارة الصحة تعاملت بشكل جيد للسيطرة على الوباء، كما قامت بتوفير المستلزمات الأساسية من الكمامات والكفوف وأدوات الوقاية والتعقيم، اما عن آلية فحص المصاب بالفيروس او من يشك بتعرضه للعدوى في محافظة كركوك، يتم اجراء التحليل المناسب وقياس درجة حرارة الجسم وعند الشك بأي حالة يتم اخذ عينة الدم من المصاب وارسالها الى بغداد، لأن الجهاز المسؤول عن الكشف والذي يدعى (بي سي ار)، متوفر في مركز محافظة بغداد فقط.
يقول الصحفي "علي احمد"، الامر يحتاج الى فتاوى من المراجع الدينية حتى تكون ابلغ تأثيرا وانتشارًا لكي يتقبلها المواطنين، من ناحية التزامهم بالحجر الصحي او تقبلهم لحالات دفن الجثة حصريًا من قبل وزارة الصحة لا ذوي المتوفى، مع زيادة الجهود من قبل المؤسسات الحكومية لتوفير المقابر الخاصة".
في وقت سابق نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير عن فيروس " كورونا المستجد"، وكيف يتحول إلى مرض أكثر خطورة: يقول البروفيسور جون ويلسون، الرئيس المنتخب للكلية الملكية الأسترالية للأطباء وطبيب الجهاز التنفسي، “إن النتائج الخطيرة للإصابة بالفيروس تكمن في الوصول إلى الالتهاب الرئوي، ويضيف البروفيسور يمكن تصنيف الأشخاص الذين يصابون بكوفيد-19 إلى أربع فئات:
اولا: المصابون الأقل خطورة، هم الأشخاص الذين لا يحتاجون لعلاج سريري، والمصابين بالفيروس ولكن ليس لديهم أعراض.
ثانيا: أولئك الذين يصابون بعدوى في الجهاز التنفسي العلوي، وهو ما يعني أن الشخص يعاني من الحمى والسعال، وربما أعراضا أخف مثل الصداع أو التهاب الملتحمة، ويقول: " يزال الأشخاص الذين يعانون من أعراض طفيفة قادرين على نقل الفيروس، ولكن قد لا يكونون على علم به".
ثالثا: أكبر مجموعة من أولئك الذين يصابون بالفيروس، وهم الأشخاص الذين ربما يتوجب اصطحابهم إلى المستشفيات والعمليات الجراحية، وهم أولئك الذين يُطورون نفس الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا التي عادة ما تمنعهم من العمل.
رابعا: أولئك الذين سيصابون بمرض شديد يتميز بالالتهاب الرئوي.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن "كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، أو مشاكل في القلب والرئة أو مرض السكري، هم أكثر عرضة للإصابة بالأعراض الخطيرة".
اضف تعليق