شكلت التطورات الحربية في سوريا خلال الآونة الأخيرة، ضغوطات كبيرة على الرئيس السوري بشار الأسد، قد تجعله بحاجة إلى أصدقائه أكثر من أي وقت مضى، فقد بات اكثر من نصف الاراضي السورية خارجة عن سيطرته، إذ تمثل هذه الفترة واحدة من أصعب الفترات بالنسبة للأسد منذ السنة الأولى أو الثانية للصراع في سوريا قبل خمس سنوات تقريبا، فقد خسر مناطق كبيرة في محافظة إدلب لصالح الارهابين الذين يفترض على نطاق واسع أنهم تلقوا مزيدا من الدعم من لدن بعض الدول الاقليمية التي تريد خروج الأسد من السلطة، وفي نفس الوقت زاد مقاتلو تنظيم داعش الارهابي الضغط عبر مهاجمة مناطق تسيطر عليها الحكومة في وسط سوريا، ووقع أحدث هجوم لهم على منطقة تدمر التاريخية.
إذ يرى الكثير من المحللين أن سوريا باتت بحاجة الى حلفائها اكثر من اي وقت مضى ولاسيما إيران الحليف العسكري والمالي الاقليمي الابرز لدمشق، وارسلت مستشارين عسكريين لمؤازرة الجيش السوري في النزاع المستمر منذ اكثر من اربع سنوات، لذا فإن التنسيق والتعاون المشترك ضروري ومهم في مختلف المجالات ومنها الاقتصادية والعسكرية بسبب حساسية المرحلة التي تمر بها سوريا حالياً.
ويرى بعض المحللين أن احتمال انهيار النظام السوري سيشكل ورقة ضغط جديدة على إيران في سبيل تغير موازين القوى وذلك من خلال إجبارها على الرضوخ لقرارات جديدة تدعوها الى التخلي عن بعض حلفائها الأقوياء الذين يشكلون خطرا مباشرا على امن وسياسة إسرائيل، من جانب آخر شكك البعض بهذا السيناريو لعدة أسباب منها: ان إيران لا يمكن ان تقوم بمثل هكذا مغامرة في هذا الوقت الحساس، خصوصا وأنها تخوض أكثر من معركة وباتجاهات مختلفة، فلا يبدو أن الانتكاسات فرضت تغييرا في الاستراتيجية من جانب الأسد أو أهم حلفائه إيران وروسيا، كما يبدو أن أيران لم ولن تغير موقفها تجاه سوريا، على الرغم من المحاولات والجهود الحثيثة لبعض الدول الإقليمية لتغير مسار العلاقات الايرانية- السورية من خلال دعم الجماعات الارهابية لتغيير موازين الصراع السوري.
ويرى اغلب المحللين بأن هناك دوافع عديدة لتمسك ايران بسوريا ابرزها حاجة ايران لحليف في الشرق الأوسط بعد تمدد الجماعات الارهابية وخاصة داعش، إذ تشكل سوريا خط الدفاع الأمامي لإيران بعد العراق في منطقة الشرق الاوسط، كما تعد سوريا اهم مشتري لصادرات الأسلحة الروسية، فضلا عن العلاقات الاقتصادية المتمثلة بشركات النفط والغاز الروسية وصفقات العقود الضخمة مع الحكومة السورية، حيث تراجعت كافة مؤشرات الاقتصاد السوري نتيجة لتراجع الدخل في قطاعات السياحة، الذي يعد من أحد القطاعات التي يعتمد عليها اقتصاد البلد، وتراجع قيمة العملة –الليرة - والاستثمار إلى أدنى مستوياته وذلك كنتيجة مباشرة للاضطراب السياسي والاقتصادي المستمر حتى الان.
كما ترى ايران في سورية حليفاً عسكرياً لها، لأنها تدرك بأن هنالك أجندة غربية تهدف الى ضرب مصالحها في المنطقة من خلال إقصاء حلفائها عن مركز القرار، وهذا من شانه ان يضعف النفوذ الايراني بشكل عام، فعلى الرغم من كل الضغوط والانتقادات الدولية ما زالت ايران متمسكة بمواقفها اتجاه سوريا، وعليه في ظل الصراع الحربي السياسية بين الدول الكبرى المتصارعة والمهتمة بالهيمنة على سوريا، سيؤثر على مجريات الإحداث في البلاد على نحو خطير، ويلتهب صراع النفوذ والهيمنة الذي يحرك بوصلة المصالح المشترك بين الحلفاء، مما يبقى مشهد الأزمة السورية مستمرا ودون نهاية مرتقبة.
دعم ايران لسوريا ركن اساسي
على صعيد ذي صلة اعلن الرئيس السوري بشار الاسد خلال استقباله مسؤولا ايرانيا كبيرا ان دعم طهران لبلاده يشكل "ركنا اساسيا" في عملية "محاربة الارهاب" التي تقوم بها بلاده، واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ان الاسد استقبل علي اكبر ولايتي، مستشار مرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي، الذي يزور دمشق قادما من بيروت.
وهو ثالث مسؤول ايراني يلتقيه الاسد في دمشق خلال اسبوع بعد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي ورئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية الايرانية السورية رستم قاسمي.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن الاسد قوله "ان الدعم الذي تقدمه الجمهورية الاسلامية الايرانية للشعب السوري شكل ركنا اساسيا في المعركة ضد الارهاب، بينما تستمر دول اخرى في المنطقة وعلى رأسها السعودية وتركيا بدعم الارهابيين الذين يرتكبون ابشع الجرائم بحق المواطنين السوريين". بحسب فرانس برس.
واعتبر الاسد "ان محور المقاومة تكرس على الصعيد الدولي، ولم يعد بإمكان اي جهة تجاهله"، مشيرا الى ان "النقطة الاهم التي تحققت لصالح هذا المحور مؤخرا هي الانجاز الايراني في الملف النووي"، ورحبت دمشق بالاتفاق الاطار الذي توصلت اليه طهران والقوى العظمى حول الملف النووي في بداية نيسان/ابريل، واعتبرت ان من شأنه المساهمة في "تخفيف حدة التوتر في المنطقة والعالم".
ونقلت "سانا" عن ولايتي قوله "ان الحرب العالمية الصغيرة التي تشن على سورية هي بسبب دورها المفصلي في محور المقاومة وان من يشنون هذه الحرب كانوا يسعون الى فرط عقد هذا المحور"، واعتبر "ان صمود الشعب والقيادة السورية أفشل هذه المساعي وساهم في جعل هذا المحور اقوى واكثر ثباتا"، وجدد عزم بلاده "على الاستمرار في الوقوف مع سورية ودعمها بكل ما يلزم لتعزيز المقاومة التي يبديها الشعب السوري".
وكان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي اكد دعم بلاده "الثابت والمستمر" لدمشق، مؤكدا وجود "خلافات جوهرية وجدية مع الولايات المتحدة بخصوص قضايا المنطقة"، وفي محاولة واضحة لطمأنه المسؤولين السوريين بان اي اتفاق في الملف النووي لن يتم على حساب التحالف معهم، قال "حساب المفاوضات النووية ينفصل بشكل كامل عن حساب القضايا الاخرى في المنطقة"، وقالت سانا ان اللقاء بين الاسد وولايتي شهد "تطابقا في وجهات النظر في ما يتعلق بالموقف من قضايا المنطقة والتأكيد على اهمية العلاقة الاستراتيجية بين البلدين والتي تشكل احد الاركان الاساسية في مواجهة المشاريع الغربية واوهام احياء الامبراطوريات لدى بعض الدول الاقليمية"، وذكرت سانا ان هدف زيارة قاسمي الذي يشغل ايضا منصب مستشار النائب الاول للرئيس الايراني هو "توقيع اتفاقيات جديدة تعزز قاعدة التعاون" بين البلدين.
من جهته اكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي في مؤتمر صحافي عقده في دمشق، ان دعم بلاده لسوريا "ثابت ودائم"، واصفا تدريب واشنطن لمقاتلي المعارضة بـ"خطأ استراتيجي"، وقال بروجردي في ختام زيارة الى سوريا استمرت يومين "اتينا الى سوريا لنعلن بأن الدعم للحكومة والشعب السوري ثابت ودائم ونحن نفخر بدعم مقاومة تتصدى للكيان الصهيوني المجرم". بحسب فرانس برس.
واضاف "لدينا علاقات وثيقة واستراتيجية مع سوريا وهناك تواصل يجري بين وزيري دفاع البلدين"، وزار وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج طهران نهاية نيسان/ابريل الماضي،
واشاد بروجردي "بالمقاومة التي تحلت بها القيادة السورية على مدى اربع سنوات". وبارك "انتصارات الجيش السوري والمقاومة"، في اشارة الى مقاتلي حزب الله اللبناني في منطقة القلمون الواقعة شمال دمشق على الحدود مع لبنان، وتمكنت قوات النظام السوري وحزب الله من السيطرة امس على اعلى تلة استراتيجية في القلمون تشرف على الحدود اللبنانية والسورية، وذلك بعد معارك مع مقاتلي جبهة النصرة وفصائل اسلامية انتهت بانسحاب هؤلاء.
وتخلل زيارة بروجردي الى دمشق لقاءات مع الرئيس بشار الاسد ورئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي ووزير الخارجية وليد المعلم ومسؤولين آخرين، وقال المسؤول الايراني ردا على سؤال حول تدريب واشنطن لمقاتلي المعارضة المعتدلة "نرى اليوم ان دخان هذه الممارسات السلبية يعمي أبصارهم اذ لا يوجد ارهابي جيد وارهابي سيء فالارهاب يبقى ارهابا اينما حل”، واضاف "ترتكب اميركا وحلفاؤها في الغرب خطأ استراتيجيا بعد أن عملوا على ايفاد الاف الأشخاص من الغرب لينضموا إلى الإرهابيين في سوريا".
دمشق وطهران توقعان اتفاقيات اقتصادية
من جهة اخرى تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين شملت قطاع الكهرباء والصناعة والنفط والاستثمار، وذكرت سانا ان "سوريا وايران وقعتا (اليوم) عدة اتفاقيات في مجالات الكهرباء والصناعة والنفط والاستثمار" خلال زيارة قاسمي الذي يشغل ايضا منصب مستشار النائب الاول للرئيس الايراني والذي لا يزال في سوريا. بحسب فرانس برس.
ولم تعط تفاصيل اضافية عن هذه الاتفاقات. الا انها كانت اوردت ان رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي بحث مع قاسمي "سبل تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وتوقيع اتفاقيات جديدة" تتناول "سد حاجة السوق السورية من المشتقات النفطية والأدوية والأجهزة الطبية للمشافي وقطع الغيار للمعامل والمنشآت السورية ومحطات الطاقة الكهربائية والصوامع والمطاحن وتأمين احتياجات القطاع التمويني والزراعي والموارد المائية"، واعتبر الحلقي ان البلدين "يشكلان فضاء اقتصادياً واحداً ينبغي تنميته وتطويره من أجل تحقيق تكامل اقتصادي بين البلدين"، كما اشار الى ان الشركات الإيرانية "ستكون لها الأفضلية في مرحلة البناء والإعمار بالتشاركية مع الشركات الوطنية السورية".
مطالب الاطاحة بالاسد تذكي اراقة الدماء
من جانبه قال وزير خارجية ايران ان مطالب دول غربية وعربية للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد أذكت سنوات من اراقة الدماء لا ضرورة لها لانها حالت دون اجراء مفاوضات حول تسوية سياسية، ورفض وزير الخارجية محمد جواد ظريف أيضا تلميحات الي أن متشددي تنظيم الدولة الاسلامية كانوا قادرين على اجتذاب مجندين جدد بسبب انتهاكات جيش الاسد في الحرب الاهلية التي دخلت عامها الخامس. بحسب رويترز.
وقال ظريف الذي يزور نيويورك لحضور اجتماع للامم المتحدة بشأن معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية "الناس الذين يتهمون حكومة سوريا والذين يقولون ان حكومة سوريا مسؤولة عن دماء كثير من الناس عليهم ان يخلوا بانفسهم ويفكروا في الاسباب التي منعت وقفا لاطلاق النار في سوريا قبل سنوات قليلة"، وقال ظريف متحدثا في جامعة نيويورك "الشيء الوحيد الذي منع وقف اطلاق النار ... كان شرطا مسبقا" بألا يكون الاسد طرفا في أي حكومة انتقالية في سوريا، وقالت فدريكا موجيريني منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي ان النجاح في التوصل الى اتفاق نووي بين طهران والقوى العالمية الست يمكن ان يفتح الطريق امام ايران للعب دور بناء في حل ازمات المنطقة.
وأشار ظريف الى ان ايران -وهي حليف للاسد- يجب ان تكون طرفا في أي محادثات بشأن سوريا. وقال "آخرون يحاولون استبعاد ايران وهو ما يضر بمصلحتهم"، واضاف قائلا "لا يمكنك ان تبلغ (السوريين) ان هذا الشخص يجب ألا يكون طرفا في مستقبلكم أو ان الشخص الاخر يجب ألا يكون طرفا في مستقبلكم... هذا سيمنع حدوث المفاوضات"، وتقول حكومات غربية وعربية انه يجب استبعاد الاسد من أي مرحلة انتقالية، وقال ظريف ان ايران منفتحة على "كل الخيارات" لكن عملية السلام يجب ان يقودها السوريون.
حزب الله يحارب في مناطق جديدة
في سياق متصل يقول الصحفي والمحلل اللبناني سالم زهران المقرب من الجماعة إن هذه المناطق الجديدة تشمل محافظة إدلب الشمالية الغربية حيث خسر الاسد مدينة بكاملها أواخر مارس آذار. ويقول الاسد إن الدعم التركي للمسلحين شكل العامل الأبرز في سقوط مدينة ادلب عاصمة المحافظة التي تحمل نفس الاسم، وقال زهران إن دمشق ردت "بالاستعانة بأصدقائها أكثر" مضيفا أن "النظام السوري أصبح منخرطا بشكل تام في خيار أن يكون شريكا مع حزب الله"، وخلال تغطية التلفزيون السوري الرسمي للقتال في القلمون ذكر للمرة الأولى دور حزب الله في الحرب. بحسب رويترز.
وقال رستم قاسمي رئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية الإيرانية السورية إن ايران "لن تدخر أي جهد في المجال الاقتصادي يمكن السوريين من تعزيز قوتهم" حسبما ذكرته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا).
وقال عصام الريس الناطق الرسمي باسم ائتلاف "الجبهة الجنوبية" لجماعات معارضة رئيسية في جنوب سوريا إن معركتهم الآن ضد النفوذ الايراني، وأضاف أنهم يتوقعون المزيد من تقدم مقاتلي المعارضة لكن لا يمكنهم أن ينسوا ان الجماعات المسلحة التي تدعم الاسد لم تتخل عنه، وفي الشمال أنشأ ائتلاف جماعات المعارضة الذي نجح في الاستيلاء على مدينة ادلب وبلدة جسر الشغور القريبة غرفة عمليات مشتركة تهدف إلى الاستيلاء على الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة في حلب، ويعتبر هذا تحولا مثيرا في اتجاه الرياح بالمقارنة بالوضع في فبراير شباط حين شن الجيش السوري وحلفاؤه هجوما كبيرا لتطويق الجزء الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في المدينة المقسمة.
الاتحاد الاوروبي يريد ان تلعب ايران دورا ايجابيا في سوريا
الى ذلك عبرت فيدريكا موجيريني منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي عن الامل بأن تلعب ايران دورا مهما وإيجابيا في مسعى جديد للامم المتحدة لاستئناف المفاوضات الرامية لانهاء اربعة اعوام من الحرب في سوريا.
وقال ستيفان دي ميستورا مبعوث الامم المتحدة الى سوريا انه سيبدأ اجتماعات في مايو ايار مع ممثلين للحكومة وجماعات المعارضة السورية والقوى الاقليمية بما في ذلك ايران لتقييم امكانية التوسط لايجاد نهاية للحرب. بحسب رويترز.
وقالت موجيريني ان من الضروري ان تصل المحادثات النووية بين ايران والقوى العالمية الست الى نهاية ناجحة وهو ما قد يعزز دور ايران الاقليمي بطريقة بناءة، واضافت قائلة "افضل نهج محتمل يمكن ان يكون لدينا هو .. من ناحية ان تكون هناك نتيجة ايجابية للمحادثات النووية حتى يمكننا التأكد من انهم لا يمكنهم ان يطوروا سلاحا نوويا، "ومن ناحية اخرى دعوة ايران الى لعب دور رئيسي -رئيسي لكن ايجابي- في سوريا على وجه الخصوص لتشجيع النظام على (دعم) عملية انتقال يقودها السوريون" في اشارة إلى خطة للامم المتحدة ترجع الى عام 2012 لانتقال سياسي في سوريا لم تجد طريقها الي التنفيذ حتى الان.
وتنتهي المهلة المحددة للتوصل الى اتفاق نووي نهائي مع ايران في الثلاثين من يونيو حزيران. وتوصلت ايران والقوى الكبرى الست الى اتفاق مبدئي في الثاني من ابريل نيسان، وطلب الامين العام للامم المتحدة بان جي مون من دي ميستورا في وقت سابق هذا الشهر ان "يركز بشكل اكبر كثيرا على اعادة اطلاق عملية سياسية" في سوريا، وتدعم ايران الرئيس السوري بشار الاسد وهو حليف قوي لها، واشارت موجيريني الى ان إشراك ايران ضروري. وقالت "إدرك تماما مخاوف دول عربية كثيرة في المنطقة بشان دور ايران... لكنني مقتنعة ايضا بانه سيكون من السذاجة تصور ان دولة مثل ايران يمكن ببساطة ان ان تختفي من الخريطة".
اضف تعليق