q

(وكالة النبأ الاخبار): نشر موقع ويكيليكس، الجمعة، ما يقارب 60 ألف برقية دبلوماسية قال إنها مسربة من وثائق المؤسسات الدبلوماسية السعودية.

وأشار الموقع في بيان أصدره أنه بصدد نشر أكثر من 500 ألف من وثائق الدبلوماسية السعودية على الانترنت، في خطوة تشابه التسريبات الكبيرة التي نشرها الموقع من برقيات وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2011.

وتحمل الوثائق، التي عرضها الموقع باللغة العربية، في أعلاها شعارات وعناوين مثل "المملكة العربية السعودية" أو "وزارة الخارجية"، حمل بعضها صفات "عاجل" أو "سري". وحملت واحدة من هذه الوثائق المنشورة، على الأقل، عنوان السفارة السعودية في واشنطن.

ويقول مراقبون إن هذه الوثائق، ستلقي الضوء على آلية عمل مؤسسات الدولة السعودية، وربما على التنافس السعودي الإيراني في المنطقة، ودعم السعودية للمعارضة السورية والجماعات الارهابية فيها أو بعض الجماعات والشخصيات السياسية في العراق، أو الحكومة التي يدعمها الجيش في مصر، فضلا عن معارضة الرياض للاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وتقول "وكالة أسوشييتد برس" أنها "فحصت العديد من هذه الوثائق وهي نتاج عمل إداري، وهي وثائق مرسلة عبر الإيميل أو الفاكس، وإن المتحدث باسم ويكيليكس كريستن هرافنسن يقول إنه واثق من صحة هذه الوثائق."

ولم يتضح بعد كيف حصل الموقع على هذه الوثائق، على الرغم من أنه أشار في بيانه إلى هجوم إلكتروني أخيرا على وزارة الخارجية السعودية، شنته مجموعة تطلق على نفسها اسم "الجيش اليمني الإلكتروني".

وقد رفض المتحدث باسم الموقع توضيح ما ورد في البيان في هذا الشأن أو القول إن قراصنة إلكترونيين هم من سربوا هذه الوثائق الى الموقع.

وأضاف المتحدث "إن جزءا من سياستنا ألا نناقش مصدر المواد" القادمة الينا".

من جانبه "جوليان أسانج"، ناشر ويكيليكس، قال بأن برقيات السعودية تميط اللثام عن "نظام دكتاتوري" لم يحتفل فقط بقطع راس 100 شخص هذا العام، بل أيضا أصبح يشكل تهديدا لنفسه وجيرانه.

وقال الموقع "ورغم الانتقادات الموجهة للملكة في ملف حقوق الإنسان، إلا أنها تعد من الحلفاء المقربين من الولايات المتحدة " وأضاف الموقع ان السعودية "من بين أكبر الدول التي تملك احتياطيا نفطيا، ومن أكبر منتجي النفط أيضا، مما جعل لها تأثيرا كبيرا في الساحة الدولية ".

ويقول موقع ويكيليكس بأن الوثائق التي بدأ بنشرها تشير تبين أيضا البيروقراطية والمركزية الشديدة التي كانت تدار بها المملكة السعودية.

ومن المتوقع ان تلقي هذه الوثائق المسربة بعضا من الضوء على العلاقات بين الولايات المتحدة التي تفتخر بديمقراطيتها وبحمايتها لحقوق الانسان وبين السعودية وهي بلد يتعرض باستمرار لانتقادات الغرب بشأن حقوق الانسان.

كما يتوقع ان تكشف هذه الوثائق عن طبيعة العلاقة بين المملكة وتنظيم "داعش "، إن وجدت وكذلك عن علاقة المملكة والمعارضة السورية الى جانب خفايا العلاقات بين مصر والسعودية قبل الإطاحة بالرئيس محمد مرسي وخلال الفترة التي تلت ذلك.

وقال وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل في إحدى الوثائق بشأن تصريحات الشيخ العريفي عن المرجع الديني السيد علي السيستاني، إن "الشيخ العريفي لا يعمل في الدولة وليس له أي صفة رسمية ولا يمثل إلا نفسه، وبالتالي فأن إصدار بيان يوضح موقف المملكة لا مبرر له كون الوقت أصبح متأخرا جدا عليه".

وتوضح وثيقة ثانية، بأن الخارجية السعودية توافر اليها معلومات عن طريق سجين سعودي في العراق تتضمن تحذيرا من المشاركة في القمة العربية في بغداد خشية استهداف المشاركين فيها، فكان رد الوزير الفيصل بأن "الوفد متواجد، وقتها، في العراق يرافقه حرس لحمايته، والله خير الحافظين".

فيما تتضمن الوثيقة الثالثة برقية مرفوعة من الاستخبارات الى الخارجية تتضمن معلومات حصول العراق، من خلال تحقيقات مع معتقلين سعوديين، على أسماء ثمانية مشايخ سعوديين تعتزم الحكومة العراقية محاكمتهم في حال تشكيل محكمة دولية ضد المحرضين على العنف بالعراق، وفيما توضح البرقية أن هؤلاء المشايخ مناصرين للمملكة، وكان رد الخارجية بأن "سبب الخطوة العراقية توقيع المشايخ بيانا يدعون فيه للجهاد في العراق"، وشدد على "ضرورة تحرك المملكة بشكل سريع واستخدام نفوذها دوليا لمنع تشكيل المحكمة الدولية".

كما بينت وثيقة رابعة، أن "رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين المحامي خليل الدليمي قدم طلبا يرغب من خلاله قبول استضافته وعائلته للإقامة في المملكة"، مشيرة الى أن "المعلومات أوضحت أن الدليمي بعثي الاتجاه وهو ضابط سابق ومن الموالين لصدام وله اتصالات واسعة مع مختلف القيادات الحزبية البعثية، ويعد حلقة وصل بين القيادة العراقية السابقة والقيادات العراقية البعثية في الأردن وسوريا".

وكشفت الوثيقة الخامسة، أنه "تم تخصيص مبلغ مالي قدره ملونا ريال دعما لمؤسسة البر والخدمات الاجتماعية التابعة للحركة الإسلامية في كردستان العراق، ويصرف المبلغ بمعرفة رئاسة الاستخبارات العامة"، موضحة أنه "بسبب تأييد رئاسة الاستخبارات لسلامة منهج الحركة ومواقفها الايجابية تجاه المملكة".

وفي الوثيقة السادسة تشير الخارجية السعودية الى أن "رئيس هيئة الأركان العراقي الفريق بابكر زيباري زار إيران قبل انسحاب القوات الأمريكية من العراق حاملا رسالة تحذيرية للإيرانيين، وكان رد الفعل الإيراني إزاءها باردا، لان معلومات زيباري معروفة لديهم"، لافتة الى أن الرسالة كانت "اطلاع وزير الخارجية هوشيار زيباري ورئيس هيئة الأركان العراقي بابكر على منصات صواريخ تحت الأرض، في القاعدة الأمريكية في قطر، موجهة الى إيران".

ففي احدى الوثائق التي تم ارسالها من الخارجية السعودية الى سفارة المملكة في واشنطن، وقد حملت تعريف "سري وعاجل للغاية" تقول من خلالها الخارجية من ان عشرات الطلاب السعوديين وعدد من الدول الخليجية الأخرى قد زاروا السفارة الإسرائيلية في واشنطن كجزء من البرنامج الدولي لإعداد القادة.

وقالت الوثيقة ان الطلاب السعوديين استمعوا الى شرح من موظفي السفارة الإسرائيلية وطرحوا الأسئلة والتقطوا الصور التذكارية هناك. وطلبت الخارجية السعودية من سفارة المملكة في واشنطن بإعداد تقرير عاجل حول الامر.

ومن بين الوثائق التي تم الكشف عنها اليوم مستند من عام 2012 يشهد على تحفظ سعودي بشأن مفاوضات النووي مع إيران. فقد أوضح مستند أرسل من السفارة السعودية في طهران الى الخارجية في الرياض، ان "رسائل أمريكية تصل إيران عبر وسيط تركي مجهول تحمل كثيرا من الغزل نحو طهران".

وكشف في وثيقة أخرى أرسلت عام 2012 من السفارة السعودية في أبو دبي الى الخارجية في الرياض، تقول ان دولة الامارات العربية تمارس الضغط الهائل على حكومة مصر الجديدة كي لا تقدم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك الى المحاكمة بعد ان تم عزله في يناير من عام 2011.

ومن مراسلات السفارة السعودية مع وزارة الخارجية في الرياض يكشف ويكيليكس عن وثائق مثيرة للاهتمام كالوثيقة الصادرة عن السفير السعودي في مصر، أحمد بن عبد العزيز قطان، وفيها يقول إن أمريكا ساومت الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في الدخول في حرب العراق مقابل التوريث والتفاهم بشأن الديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني في مصر، لكن حسني مبارك رفض ذلك كما رفض قبلها التورط في الحرب في أفغانستان.

وتطرقت إحدى الوثائق التي نشرت يوم أمس إلى أن السعودية كانت قد رفضت إصدار شهادة وفاة لزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، الذي قتلته القوات الخاصة الأمريكية في منطقة حدودية بين الباكستان وأفغانستان.

أما في الملف اليمني وخلال الحرب السادسة التي شنها علي عبد الله صالح على صعدة بمعاونة السعودية فتشير الوثيقة التالية:

بتاريخ 24 ديسمبر 2009 من الرياض الساعة السادسة وست دقائق مساء.

درجة السرية للتقرير: سري.

في جولة للأمير خالد بن سلطان بالأمس على الحدود السعودية اليمنية صرح الامير لمراسلين محليين ان الجيش السعودي يملك الان السيطرة الكاملة على منطقة الحدود وان عمليات القتال الرئيسية انتهت.

واضاف "ان ما نفعله الان ارجاع الامور على الحدود الي طبيعتها"، واشار "الي ان القوات السعودية ستبقي بالمنطقة الحدودية كي تزيل وتمنع اي وجود للمتسللين"

وأعلن الامير في اول اعلان رسمي للخسائر السعودية منذ بدء العمليات العسكرية في بدايات نوفمبر وهي... 73 قتيل و470 جريح و26 مفقود.

ولقد تناهي الي السفارة بعض الشائعات والاقاويل التي تتردد خلال الأسبوعين الماضيين على ان الملك عبد الله غاضب بشدة من عدم انتهاء العمليات العسكرية بعد.

ان المعارك مع الحوثيين ستدرس بعناية خلال الاشهر المقبلة بما اظهرته من اوجه للقصور في الجيش السعودي.

وان هذا الضغط السياسي هو سبب اعلان الامير خالد بعد وجود قناعة لدي القيادات السياسية بأنه تم إنزال العقوبة الكافية على الحوثيين.

وفي خضم ذلك وبعد انتشار الوثائق قالت الوزارة عبر حسابها على "تويتر"، "عزيزي المواطن الواعي تجنب الدخول إلى أي موقع بغرض الحصول على وثائق أو معلومات مسربة قد تكون غير صحيحة، بقصد الإضرار بأمن الوطن".

وخلال الأربعين عاما الماضية تولى سعود الفيصل وحده إدارة الشؤون الخارجية للمملكة السعودية، ما جعله يحتل الرقم القياسي في تولي منصب وزير الخارجية على مستوى العالم، الأمر الذي انعكس أيضا على السياسة الخارجية للمملكة السعودية.

وكان موقع "ويكيليكس" سرب، أمس الجمعة، حوالي 7 ألف وثيقة للخارجية الأمريكية، مشيرا إلى أن باقي الوثائق البالغ عددها نحو 500 ألف سيتم نشرها تباعا في الأيام القليلة القادمة.

يذكر ان ويكيليكس تعهد بنشر 500.000 وثيقة تكشف الدور السعودي في العراق وسوريا.

اضف تعليق