حين يحضر ذكر الامام علي عليه السلام في اية سلوكية من السلوكيات الانسانية المختلفة تسقط كل المقارنات ويكف الناس عن الوصف وحينها تعجز الكلمات عن المديح لشخصية اثرت الدنيا بعلمها وورعها وزهدها وعدالتها واخلاقها وانسانيتها، فهو اروع نموذج انساني خلقه الله وهو ابهى صورة للأدمية التي يريدها الله في عباده...
حين يحضر ذكر الامام علي عليه السلام في اية سلوكية من السلوكيات الانسانية المختلفة تسقط كل المقارنات ويكف الناس عن الوصف وحينها تعجز الكلمات عن المديح لشخصية اثرت الدنيا بعلمها وورعها وزهدها وعدالتها واخلاقها وانسانيتها، فهو اروع نموذج انساني خلقه الله وهو ابهى صورة للأدمية التي يريدها الله في عباده، فماذا نقول وانت مبتدأ الكلام ومنتهاه.
في ذكرى فوزه اود ان استحضر في نفوس وعقول قراءنا الكرام مواقف علي الحاكم التي شرفت الدنيا قبالة حكامنا الحاليين التي شوهت وجه الحياة وجعلتها مملة بل ودنست الارض التي يمشون عليها لفرط الاساءات التي صدرت منهم.
من السلوكيات التي سلكها العظيم علي عليه السلام حين اصبح خليفة للمسلمين انه كان يتخذ من المسجد مقراً له لأداء واجباته الكلف بها لرعيته ولم يقم ببناء مكان فخم او قصر على غرار كل الحاكمين وحين ينتهي من اعماله لرعيته يطفئ السراج وان بقي في المكان لئلا يستغل ماله غيره في خدمة اعماله الخاصة.
بينما حاكمنا الحاليين فأن اكبر همومهم عند تسنم اي منصب هو الحصول على اكبر قدر من المكاسب المادية من سيارات فارهة وقصور وامور ترفية اخرى تظهرهم بمظهر الترف والافضلية على باقي الناس، كما يسخرون كل مستلزمات المكان لخدمتهم وخدمة عوائلهم، فأين هم من علي؟
كان علي عليه السلام يوزع الحقوق على رعيته بالتساوي ولم يزيد احد على اساس الوساطة او القرب منه، وجميعنا سمع تعامله مع اخيه عقيل حينما طلب منه اين يعطيه مبلغ من المال وكيف كواه بيده ليجعله على بينة بعاقبة الامر وهو ابن امه وابيه ولم يعين مسؤولاً على اساس القرابة او النسب او الصداقة، بينما يسارع حكامنا ومسؤولينا الى تعين ذويهم واصدقاءهم في افضل الاماكن عند بداية تسنم ليظفروا بامتيازات يحلمون بالحصول عليها لو خرقوا الارض طولا، فأين هم من علي؟
كان علي عليه السلام يرعى المعوزين مادياً ونفسياً فحين كان يوزع الصدقات او الهبات عليهم في سواد الليل فرغم العناء الذي يصيبه نتيجة التنقل في الظلام الا انه التزم بهذا الامر وقد علل ذلك بعدم حبه لرؤية الناس وهم في حالة حرج تسبب لهم الذل ويرى هو في نفسه عز المسؤول، بينما تعج مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام بالصور والفيديوهات لمسؤولين ومنظمات لا انسانية وهم يوزعون فتات لا يكاد يذكر وهم بذلك يصغرون الناس وينالون من كرامتهم، فأين هم من علي؟
كان علي عليه السلام يأكل قرص من خبز الشعير وملح واحيانا قليل من التمر وكان يرتدي ثياب مرقعة فهو القائل (رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها) وكان مقتنعاً بعيشه وراضياً وهو امير المؤمنين وخليفة المسلمين، بينما يبذح غالبية حكامنا ومسؤولينا الاموال الكبيرة يومياً في المطاعم ومراكز التسوق والمتاجر لشراء افضل انواع الاطعمة والالبسة التي تكفي لعيش عوائل كاملة اعياها الفقر، هكذا يتصرفون حين يملكون المال فأين هم من علي؟
لم يسمح علي لاحد من خاصته او ولاته ان يسيئ الادب مع الاتباع بحجة انه القوي او المسؤول وبالتالي يجري حكم القوي على الضعيف، بل انه لا يسمح حتى بالسلوكيات المحللة لكنها تخل في سمعة الحاكم وحادثة سحب يده حاكمه في البصرة لقبوله دعوة وليمة خير دليل على الالتزام العال الذي يكان يعمل به ابان حكمه للامة، بينما يتفاخر حكامنا ومسؤولينا بكم الدعوات التي تقدم لهم وبنوع الطعم الذي يقدم اليهم ويعدونه تكريماً لهم وهو امر مدعاة للفخر فأين هم من علي؟
هكذا عاش العظيم علي بن ابي طالب حياته وحين اقترب اجله رفض الموت ككل الناس، فرغم علمه بأنه سيلقي حتفه في هذه الليلة ورغم اداركه للخطر الذي يحيط به الا نه اصر على تأدية فروضه كما اعتاد ولم يمنعه خوف ولا خشية وذهب الى المسجد بكل ثقة واطمئنان نفسي ولم يأتي بجيش لحمايته وهو قادر على ذلك، بينما يختبأ حكامنا الجبناء خلف حصون منيعة من الجيش وتقلهم السيارات (المصفحة) من مكان لآخر والقلق يسيطر عليهم لعلمهم بأنهم مسيئين لاتباعهم ومقصرين بحق الاتباع.
حكامنا ومسؤولينا هكذا يتصرفون وهكذا تصرف علي عليه السلام، فهل بينهم وبين علي من شبه؟، قطعاً لا فهو المتفرد في كل شيء فالسلام عليك سيدي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً.
اضف تعليق