يعرف الاعتداء النفسي على انه استعمال للعبارات الكلمات والألفاظ المسيئة والتي تحمل صور السخرية والاستهزاء والسب والشتم من قبل الوالدين أو من المحيط الخارجي والأفراد المحيطين بالشخص نفسه، ويشكل والعنف النفسي يشكل أحد جوانب التعدي على حياة الأشخاص الآخرين من أطفال أو نساء أو رجال...

عند عامة الناس يفهم العنف على انه الاعتداء الجسدي على شخص بأية وسيلة او طريقة كانت، اما الذي يمعن النظر في دهاليز الحياة وشعبها يجد ان ضرباً من ضروب الاعتداء لم يسلط عليها الضوء كثيراً وهو الاعتداء المعنوي او الاعتداء النفسي نظراً للأثار النفسية التي يتركها على من يقع عليه الاعتداء، فما هو الاعتداء النفسي وما هي صوره واثاره على الفرد.

يعرف الاعتداء النفسي على انه استعمال للعبارات الكلمات والألفاظ المسيئة والتي تحمل صور السخرية والاستهزاء والسب والشتم من قبل الوالدين أو من المحيط الخارجي والأفراد المحيطين بالشخص نفسه، ويشكل والعنف النفسي يشكل أحد جوانب التعدي على حياة الأشخاص الآخرين من أطفال أو نساء أو رجال.

عادة ما يصدر الاعتداء المعنوي من الافراد عديمي الوعي او فلنقل قليلي الوعي، ومن هذا النقطة تحديداً يعطي المتعدي الحق لنفسه بالتجاوز على الاخرين لعدم وعيه بالأثر النفسي الذي يجنيه المعتدى عليه، لذا فالحرب التي يصدر فيها سلوك الاعتداء المعنوي هي حرب غير عادلة لوجود شخص متهور يحاول فرض سطوته بهذه الطريقة وأخرى ضعيف لا حول ولا قوة له.

من الواقع

 أحد طلبتي في مرحلة الدراسة الإعدادية لاحظت انخفاض مستواه العلمي بشكل ملحوظ مما اثار لدي دافع البحث عن الأسباب التي تسببت بذلك، فاستثمرت علاقتي الطيبة به فاستنطقته لأحصل على بعض المفاتيح لحالته واستعنت بمصادر أخرى عبرها تمكنت من الوصول الى مكمن الخلل وهو ان والده يوبخه قياماً وقعوداً لم يترك مناسبة للانتقاص منه الا وفعل، وبذا جعل منه انسان محطم نفسياً لا يقوى على تحمل مسؤولياته الحياتية الكثيرة ومنها مسؤولية التحصيل الأكاديمي.

هذا العنف (الخفي) المتكرر ربما بشكل يومي، الذي يصيب نفسية الإنسان ليس جسده بالإرهاق الشديد والألم مما يجعله يعاني منه غالباً بصمت والذي يقوده بالتالي إلى الانكماش والانكفاء نحو الذات، قاتلاً فيه ومقصياً أفضل طاقاته وإبداعاته، مما ينسحب بالتالي إلى طريقة تعامله مع محيطه الصغير أو الكبير، والى عدم التحسب لردود أفعاله التي تتسم غالباً بسمات الطيش والتهور مفضية بالتالي به وبغيره إلى دوامة التطرف والعنف.

يأخذ الاعتداء اللفظي صورة المزاح في بعض حالاته، فقد يحدث كثيراً في بعض التجمعات اللاإنسانية ان بعضهم يتم انتقاصه من طريقة تحدث أحدهم او طريقة تحدث أبناء منطقة معينة بداعي المزاح معهم مما يعرضهم للأحراج والاذى النفسي، فحتى وان لم يعلقوا عليه لكنهم بدون أدنى شك انهم ممتعضين منه ومما قاله، وهذا الامر مستشري في مجتمعنا للأسف. 

وحتى التحدث بتكبر من بعض الطبقات ذات المكانة الاجتماعية او العلمية او السياسة او اية انسان يمتلك علو كعب لمن هو اقل منه هو شكل من اشكال العنف اللفظي الذي يشيع في مجتمعنا وكأننا مجتمع لا يمت للإسلام واخلاقه وتعاليمه بصلة.

كيف يواجه هذا العنف؟

لنقلل من الخطر النفسي الناجم عن الاعتداء اللفظي يجب فعله من قبل المعتدى عليه رفض تسلط النخب وسخريتها وايقافها عن التعدي ومطالبته بالاعتذار او عكس السلوك عليه، اذ من المفيد ان تعامل الانسان الغير واعي للأذى الصادر عن سلوكه وحين يرى انه تعرض للأحراج والاذى يكف عما يقوم به. 

كما على المجتمع ان يرفض كل صور السلوكيات الاعتداءات اللفظية مهما كان منبعها ومهما كانت صفة من يقوم به ليستحي ويرتدع وبالتالي تصبح قاعدة تحكم المجتمع ليحمى الجميع من الجميع بدلاً من السماح بإنتهاك قيم الإنسانية وقوانينها التي تبقي الانسان محترماً كريماً. 

اضف تعليق