يخبرني احد زملائي ان احد ابناءه يرمي ملابسه عند دخوله الى المنزل بعد عودته من المدرسة او من أي مكان آخر، ويقول انهم حاولوا معه مراراً لتغير هذا السلوك لكنهم لم يفلحوا في ذلك، وهو ما يجعلهم في حيرة من امرهم حيال التعامل مع ما يعتقدون انه مشكلة كبيرة...
رغبة الاهل بتربية ابنائهم تربية نموذجية تصطدم بواقع مختلف وعندها لا تتحقق امنايتهم وهو مايعرضهم للشعور بالاحباط، وتزاد الصعوبات كلما تقدم الطفل بالعمر لكون سلوكيات الأطفال تتصف بالنشاط وإلازعاج، ومن السلوكيات التي يقمون بها والتي تزعج الوالدين هو السلوك الفوضوي، فلماذا يتصرف الطفل بطريقة فوضوية؟، وما هي الحلول الممكنة للحد من فوضوية الاطفال؟
ما هو السلوك الفوضوي عند الأطفال؟
يعرف السلوك الفوضوي على انه مجموعة من الاستجابات التي تشترك في كونها تسبب اضطراباً في مجريات الأمور، أو تحول دون تأدية شخص آخر لوظائفه، وهي نتاج عدم الانضباط وغياب الشعور بالمسؤولية وعدم فهمها من قبل الطفل.
وفي الغالب يكون الطفل الفوضوي عنيد جداً غير انه ليس في كل الحالات يحاول يحاول التخريب او ازعاج اهله غير انه لايعي وقع سلوكياته الفوضوية على والديه او اخوانه وجميع من معه في المكان سواء في المنزل او المدرسة او في أي مكان آخر، لذا يجب التعامل معه بطرق تربوية بعيداً عن الانتقام والتهور الذي يزيد الطين بلة ولن يأتي بحلول وماي تفعله تلك الحلول القاسية هي التنافر بين الطفل وابويه وتلك هي المشكلة.
مثال واقعي
يخبرني احد زملائي ان احد ابناءه يرمي ملابسه عند دخوله الى المنزل بعد عودته من المدرسة او من أي مكان آخر، ويقول انهم حاولوا معه مراراً لتغير هذا السلوك لكنهم لم يفلحوا في ذلك، وهو ما يجعلهم في حيرة من امرهم حيال التعامل مع ما يعتقدون انه مشكلة كبيرة، لكون الابن لا يكترث لما يقولون ويقابل الحاحهم بالعناد والرفض الكبير.
اشارة
ما تجدر الاشارة اليه هي ان الفوضوية هي لا تقتصر على عمر معين فيمكن ملاحظته عند الكبار والصغار، وغالباً ما يعاني الأهل من السلوك الفوضوي عند الأطفال على اعتبار ان فوضوية الكبار هم من يتحملها او انها قابلة للتعديل في وقت اسرع لكونهم يخجلون من اقرانهم او ممن معهم في المنزل او العمل وهو ما يجعلهم يفضلون ان يبدون اكثر تنظيمياً وانضباطاً.
ما هي صفات الطفل الفوضوي؟
اذا توفرت هذه السلوكيات جميعها او اغلبها فهذا يعني ان الطفل فوضوي، ومن اهم هذه السلوكيات مايلي:
يضع ملابسه وكتبه وكل ما يتعلق به أي مكان من المنزل ولا يضعها في اماكنها الطبيعية التي يفترض ان توضع فيها، كنا انه يتمرد على أوامر الأهل والمعلمين ولا ينصاع الى توجيهاتهم ولا يتعامل معها بجدية، ويظهر الطفل الفوضوي اضطرابات سلوكية كالكذب والعنف وغيره.
يميل الى بعثرة الاشياء المنظمة في المنزل وهو ايضاً سريع الانفعال ويعتدي على الاطفال من حوله، ويسخر من القوانيين وقواعد السلوك سواء في المنزل او في المدرسة ويعتبر من يوجهه ليس له الحق في ذلك او ان الامر غير ملزم له وهو بهذا يتعامل معها ببرود وعدم جدية.
لماذا يكون الطفل فوضوي؟
لعد اسباب محتملة يكون الطفل فوضوي منها:
احتمالية ان يكون والديه او اقرانه فوضويين وبالتالي يكتسب هذا السلوك منهم، اذ ان مرحلة الطفل من اكثر المراحل التي يكتسب فيها الطفل سلوكيات وبوصرة سريعة جداً.
والسبب الثاني هو محاولته التعبير عن الغضب والرغبة في الاستقلال، حيث يميل الطفل إلى عدم الاهتمام بالنظافة والترتيب والنظام مدفوعاً برغبة داخلية في الانتقام من الوالدين لرغبته في أن يستقل بقراراته ويبتعد عن فرض القرارات والتعليمات عليه.
وثالث الاسباب المحتملة هو ان الطفل ينشأ في بيئة غير مستقرة نفسيًا تكثر فيها المشاحنات والخلافات كل ذلك له أثر سلبى على الطفل.
ما الحل؟
الحل يمكن في خطوات علمية ذات طابع نفسي وبخطوات يقوم بها الابوين من اهمها:
تطبيق مايعرف بالتربية بـ( العاقبة) وهي ان يحرم الطفل من الاشياء المحببة لديه في كل مرة يقصر فيها، شريطة ان يكون تهاون في الامر وهو مايجعل الطفل يفكر في ترك السلوكية الخطأ، على سبيل المثال حين يبعثر ملابسه وكتبه يحرم من مشاهدة مباراة كرة القدم او الكارتون الذي يحبه ويتم اعلامه ان ذلك حصل لكون قام بهذه السلوكية الفوضوية.
وعلى الوالدين ان يكونان منضبطين ومبتعدين عن الفوضى في المنزل لان الاطفال يتبعون اثارهم ويعتبرونهم قدوة لهم فما الداعي لمحاولات الضبط ان كان الآباء يقمون بنفس السلوك وهل يجدي ذلك نفعاً؟، وبهاتين السلوكيتين يمكن تعديل سلوك الطفل الفوضوي.
اضف تعليق