من الاهمية ان يكرس الانسان عند كبره جزءاً من وقته للمشاركة بالنشاطات الدينية الصلاة بالمسجد وقراءة القرآن وزيارة الاماكن الدينية التي تمده بالطاقة الايجابية، وبهذه الامور المعنوية والنفسية يمكن لأي انسان ان يشغل نفسه ويبتعد بنفسه عن الم الوحدة وعذابها...

كنا نسمع ان كبار السن في اوربا وامريكا وحتى بعض البلدان الآسوية والعربية يربون الحيوانات في كبرهم للاستئناس بها، ولم نعير اهمية لما نسمعه على اعتبار ان الامر ليس بقريب منا في بلدانا، لكن اليوم بدأت معالم مشكلة شعور كبار السن بالوحدة في بلداننا العربية تنتشر بشكل ملفت للنظر، فما هو تأثير الوحدة على الانسان؟، وكيف نوقف هذا الشعور لدى كبار السن ليشعروا بالامن النفسي؟

مثال واقعي

الكثير من الموظفين تجدهم يشغلون وظائفهم بكل همة ونشاط وكأنهم لا يزالون في عمر الثلاثينات، وحين يصلون الى سن التقاعد الذي لا مفر منه يجبرون على الجلوس في منازلهم وبعد فترة وجيزة ترى ان اغلبهم تعرض الى صنف من صنوف الامراض والسبب هو رفضهم للوحدة التي فرضت عليهم ونالت من صحتهم النفسية وبالتالي تأثرت الصحة الجسمانية لديهم.

الشعور بالوحدة واحد من اكثر المشاعر الانسانية الما وثقلا على النفس البشرية والذي يقلل من ارصدة الصحة النفسية للإنسان اذا ما شعر بها، وهو ما يدفع الكثير من الناس ممن يشعرون بها الى سلوكيات غير سوية وخطيرة على حياتهم كالانتحار على سبيل المثال، وهذا المآل يمثل مصدر قلق كبير لذا يجب ان لا يستهان بهذه المشكلة ولا يستخف بها.

ما مدى انتشار الوحدة بين كبار السن؟

تشير الدراسات النفسية التي اجريت للتحري عن نسبة شعور كبار السن بالوحدة إلى أن 10٪ من كبار السن يعانون من الوحدة التي تهدد صحتهم الجسدية والعاطفية، وتؤثر الوحدة على صحة الدماغ بنفس طريقة الإجهاد المزمن، كلاهما يسبب استجابة سلبية من جهاز الغدد الصماء وجهاز المناعة هذا يجعل الجسم أكثر عرضة لتطوير أمراض مختلفة وماهو يستدعي البحث عن طرق لايقاف هذا الشعور غير المريح.

العلاقة بين تدهور الصحة الجسدية والوحدة هي علاقة تبادلية، فعند تدهور الصحة الجسدية يصبح كبير السن أكثر عزلة عن الآخرين، كما أن العزلة والوحدة قد تزيد من تدهور الصحة الجسدية لدى كبار السن، وهذا ما نلحظه للاسف في الكثير من العوائل التي لا تعي صعوبة الشعور بالوحدة لدى آبائهم وكيف هم يتألمون.

يعاني الأشخاص الذي يقبعون تحت مظلة الوحدة من الألم العاطفي، ويمكن أن يؤدي فقدان الإحساس بالاتصال بالآخرين والمجتمع إلى تغيير الطريقة التي يرى بها الشخص العالم، بل وقد يشعر الشخص الذي يعاني من الوحدة المزمنة بالتهديد وعدم الثقة بالآخرين وحتى ذويه من الدرجات القريب الابناء والزوجة لعدم وقوفهم معه في مثل هذا العمر الذي يتطلب عناية ورعاية خاصتين.

وهذا الالم العاطفي يزيد من استجابات الانسان لعوامل نفسية كثيرة فيغدو الانسان متوتراً ويتحول ذلك التوتر الى الم جسدي وعندما يستمر ذلك لفترة طويلة، يمكن أن يؤدي إلى التهاب مزمن وقد يؤدي الى انخفاض المناعة، وبالتالي يمكن أن يزيد هذا من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة ويمكن أن يجعل الشخص أكثر عرضة لبعض الأمراض الاخرى.

كيف يحمي المسن نفسه من الوحدة؟

اول ما يمكن ان يحمي كبار السن من الم الوحدة هو الاندماج بنشاطات اجتماعية عبر الانخراط في جماعات جديدة سيما حين يغادر مكان عمله او ينتقل الى مكان سكن جديد، فمثل هذه الجماعات تمنحه زخماً روحياً للانتاج ومواصلة الحياة.

ومن الجيد ان يلتفت الانسان لنفسه في عند الكبر ويشغلها بالسفر وممارسة الهوايات التي لم يكن يسعفه وقته لممارستها ومنها قراءة الكتب او متابعة التلفاز، كما من الجيد ان يمارس المسن الرياضة ليملئ وقته ويحمي جسمه من التعب الذي سينال منه شيئاً فشيئاً وصولاً الى مراحل الانهيار الكامل.

ومن الاهمية ان يكرس الانسان عند كبره جزءاً من وقته للمشاركة بالنشاطات الدينية الصلاة بالمسجد وقراءة القرآن وزيارة الاماكن الدينية التي تمده بالطاقة الايجابية، وبهذه الامور المعنوية والنفسية يمكن لأي انسان ان يشغل نفسه ويبتعد بنفسه عن الم الوحدة وعذابها.

اضف تعليق