ان العامل الاقتصادي هو الأكثر أهمية في العزوف عن الزواج، فالحالة الاقتصادية للرجل هي الأساس في تكوين الأسرة، ومعظم الشباب يعزفون عن الزواج لعجزهم عن تأمين معيشة كريمة لأسرهم، لأنهم يعانون من البطالة أو يشتغلون في أعمال مؤقتة، اما السبب الثاني فهو غلاء المهور وارتفاع متطلبات الزواج وعدم واقعية الاهل...
الزواج الذي اريد له ان يكون احد ركائز الاستقرار العائلي والضبط المجتمعي باتت مهدد بالغياب، اذ يميل الكثير من الشباب ولدواع سنمر على ذكرها الى تفضيل العزوبية على الزواج وبالتالي غياب ركن مهم من اركان الحياة الهادئة المستقرة، وفي مقالنا هذا سنحاول الاحاطة بالاسباب التي تزيد من نسب العزوبية بين الشباب، وماهي الاثار النفسية والاجتماعية التي يولدها العزوف؟، وكيف نواجه هذا الامر؟
في العراق على سبيل المثال تنتشر ظاهرة عزوف الشباب وتتزايد نسبها يوم بعد آخر مما يجعلها ازمة تواجة البناء المجتمعي والاسري، وتهدد عراه بالتفكك، وهذا ما يراد له من قبل دول ومؤسسات وجهات لادينية، اذ يجري العمل على ابعاد الشباب عن الكثير من الروابط الدينية والاجتماعية السائدة سيما الشباب العربي المسلم بهدف احداث تغير فكري وعقائدي وبالتالي تحقيق اهداف تلك الجهات ومراميها.
ما هي عائدات العزوبية المجتمعية والنفسية؟
اول العائدات السلبية التي تنتج من العزوبية هو انتشار الفساد بين الشباب سيما في الاماكن التي يختلط فيها جنسي الشباب كأماكن العمل والدراسة وغيرها، فمن المستحيل ان يستطيع الانسان ان لا شبع هذه الحاجة الانسانية الضرورية والتي لو غابت سيغيب معها الاتزان النفسي، ومن هنا يمكننا القول ان غالبية الذين يفضلون العزوبية يغترفون من شريعة آخرى لاشباع ضمأهم وبذا انتشر الزنى والرذيلة.
العائد السلبي الآخر هو غياب احد اهداف الزواج وهو ادامة النسل ليبقى بني البشر في تواصل لتأدية الغرض من وجودهم في الحياة، فبدون الزواج حتماً سيتأثر هذا الهدف السماوي وهذا الذي لن يرضاه مشرع السماء.
اما العازبين فيعيشون حالات نفسية غير طبيعية، حيث تحيط بهم الكثير من الازمات النفسية مثل الاحباط من الفشل في عدم تكوين عائلة تحتضنه ويحتضنها وتوفر له قدراً من الرعاية والاهتمام والحب، اضافة الى اليأس وغياب الهدف لعدم امتلاكه ما يسعى الى اشباع حاجته فهم يعيشون حالة من الضياع والتخبط، ووسط هذين الامرين يبقى الاعزب يعاني نفسياً حتى وان اشبع حاجته الجنسية بطرق غير مشروعة.
لماذا يعزفون عن الزواج ؟
يجب على هذا السؤال المختص النفسي الدكتور (محمد صالح) التدريسي في جامعة بغداد بقوله "ان العامل الاقتصادي هو الأكثر أهمية في العزوف عن الزواج، "فالحالة الاقتصادية للرجل هي الأساس في تكوين الأسرة، ومعظم الشباب يعزفون عن الزواج لعجزهم عن تأمين معيشة كريمة لأسرهم، لأنهم يعانون من البطالة أو يشتغلون في أعمال مؤقتة".
اما السبب الثاني فهو غلاء المهور وارتفاع متطلبات الزواج وعدم واقعية الاهل وفرضهم على من يتقدم للارتباط ببناتهم اموراً كثيرة بدافع المظاهر الباذخة والتباهي امام الاخرين من الناس، مع تجاهل كيفية تأمين الشباب هذه المطالب وهو يشكل سببا آخراً لارتفاع نسب العزوبة بين اوساط الشباب.
وتتكون لدى الكثير من الشباب كنتيجة للصور الذهنية التي يحتفظون بها عن حالات زواج فاشلة توجس لدى الكثير من الشباب وانعدام الثقة بالنساء وبالتالي يفضلون عدم الدخول في مثل هذه المشكلات، وهذا احد الاسباب للعزوف ايضاً.
كيف يواجه هذا العزوف؟
المواجهة تكمن في عدة امور منها تحمل الشاب لمسؤوليته وعدم الهروب منها بداعي العامل الاقتصادي، فالحياة مجهدة ولا شيئ يأتي من دون معاناة او تعب، وعلى الاهل مساعدته في التحضير للزواج سيما وانه لم يتحمل المسؤولية سابقاً عبر تقديم الدعمين المادي والمعنوي الذين يساعدانه على التأهل للزواج.
وعلى اهالي الفتيات ان يتقون الله فيما يرفضونه من مهور ومتطلبات للزواج وعدم تحميل الشباب فوق طاقتهم ونبذ المظاهر الدخيلة على مجتمعنا مما يسهل العملية ويدفع بالشباب الى بناء حياتهم المستقرة المريحة لا العكس.
وعلى الشباب ان لا يتخذوا من التجارب السابقة شماعة يعلقون عليها سبب ابتعادهم عن الزواج، فلكل حالة ظروفها وما حصل ما احدهم ليس بالضرورة ان يحصل معهم وماعليهم هو التوكل على الله وهو المعين والمسير، وبذا يمكن ان تواجه ازمة العزوف عن الزواج لدى الشباب.
اضف تعليق