المراهقة من وجهة نظر نفسية

يظهر على الفرد تحولاً نفسياً واضحاً عبر المزاج والعلاقات الاجتماعية والسلوكيات العامة في التعامل مع الاخرين، وذلك يحصل بفعل افراز الجسم لهرمونات لم يألفها سابقا، فحين تظهر الدورة الشهرية عند الاناث يكون لها ردة فعل معقدة، تكون عبارة عن مزيج من الشعور بالمفاجأة والخوف والانزعاج...

يعرف علم النفس المرهقة على انها الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، وتعرف بيولوجياً، على أنها انتقال جسدي يتميز ببداية سن البلوغ وانتهاء النمو الجسدي.

سيكولوجية المراهقة

المراهقة هي المرحلة التي تعقب مرحلة الطفولة وصولاً الى اكتمال الرجولة والانوثة، وفترة المراهقة تقابلها مرحلة التعليم الثانوي واحياناً يصل الى السنوات الاولى من المرحلة الجماعية وتحديداً الى قرابة سن 24 كحد أقصى. 

هذه المرحلة من أهم مراحل النمو في حياة الفرد، حتى إن بعض العلماء يعدونها بدء ميلاد جديد للفرد، وتختلف بداية هذه المرحلة ونهايتها باختلاف الأفراد والجماعات اختلافا كبيرا، واختلاق الطقس وعوامل اخرى تحدد بداية المراهقة ونهايتها وحتى سلوكياتها.

هذه المرحلة من اخطر المراحل التي يمر بها الانسان ضمن اطوار الانتقالات المختلفة المستمرة وصولاً مرحلة الكمال الانساني الرشيد، والخطر يكمن في التحولات السريعة والعنيفة غير المفهومة والتي يصعب التعامل معها، اذ يتعرض الإنسان فيها إلى صراعات متعددة داخلية وخارجية تجعله غير متوازن في احياناً عديدة.

كيف تقسم المراهقة؟

تقسم مرحلة المراهقة الى ثلاث فترات زمنية وهي:

المرحلة الأولى للمراهقة تمتد مابين (11-14 عاما)، وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة في جسم الانسان.

المرحلة الوسطى للمراهقة تمتد بين (14-18 عاما)، وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية التي بدأت في المرحلة الاولى.

المرحلة المتأخرة للمراهقة تمتد من(18-21)، حيث يصبح الشاب أو الفتاة إنساناً راشداً بالمظهر والتصرفات العامة.

ما هي علامات بداية المراهقة؟

ثلاث تحولات تبرز على الانسان نستدل عبرها على دخوله في مرحلة المراهقة، وهذه التحولات الثلاث هي: 

يظهر على الفرد تحولاً نفسياً واضحاً عبر المزاج والعلاقات الاجتماعية والسلوكيات العامة في التعامل مع الاخرين، وذلك يحصل بفعل افراز الجسم لهرمونات لم يألفها سابقا، فحين تظهر الدورة الشهرية عند الاناث يكون لها ردة فعل معقدة، تكون عبارة عن مزيج من الشعور بالمفاجأة والخوف والانزعاج، كما ان الذكور يكون لديهم شعور بالمسؤولية حين يصلون الى مرحلة المراهقة وبداية البلوغ.

ويظهر على الفرد في مرحلة المراهقة تحولاً جسدياً حيث تظهر قفزة سريعة في النمو فيزداد الطول الوزن ويستع الكتفان عند الذكور، بينما وعند الإناث يتسع الوركان بالنسبة للكتفين والخصر، مع ظهور الشعر لدى الاثنين.

التحول الثالث الدال على الوصول الى المراهقة هو النضوج الجنسي الذي يتحدد عن الاناث بظهور الدورة الشهرية، أما عند الذكور، فالعلامة الأولى للنضوج الجنسي هي زيادة حجم الخصيتين وعلامات اخرى.

ما هي مشكلات المراهقة؟

تختلف مرحلة المراهقة عن سواها من المراحل العمرية الاخرى للانسان ببروز بعض المشكلات والتحديات السلوكية لدى المراهقين ومن ابرزها:

ان المراهق يعاني من وجود صراع داخلي فهو يصارع ذاته بين الاستقلال عن اهله او الاعتماد عليهم، ويصارع من اجل الحصول انجازات عالية ناتجة من طموحاته في المقابل هو مقصر في التزامته تجاه نفسه، كما انه لديه صراع غرائزه وبين مححدات وقيم المجتمع التي ترفض مايريد، كما ان يعيش صراع صراع ثقافي بين جيله الذي يعيش فيه بما له من آراء وأفكار والجيل السابق.

ثاني المشكلات التي تظهر في سلوك المراهق هو ميله الى التمرد على والديه ويرى انه لا يفهمونه لذا يحاول الانسلاخ ومغادرة ماريده اهله منه كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرده وتمايزه، وهذا يستلزم معارضة لسلطة الأهل وهنا يبدأ الصدام بينه وبينه اهله ومعلميه.

 ومن مشكلات المراهقة ان الفرد فيها يكون عصبياً وحاد الطباع، ومن خلال عصبيته وعناده يريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، ويكون متوتراً بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به.

كما ان المراهق يتولد لديه انطواء وشعور بالخجل، اذ ان طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه فتزداد حدة الصراع لديه، ويلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء والخجل.

كيف يجب يعامل المراهق؟

يجب ان يفهم الوالدين والمربين والمعلمين ان فترة المراهقة مرحلة عابرة يجب ان لا يصار فيها الى ارغام المراهق على الامتناع عن امر بالقوة لانه عنيد وسيكسب الرهان، ومن الافضلية بمكان اشراكه في المناقشات العائلية ليشعر بالاحترام وبالتالي يتقبل النقد ويغير من سلوكياته.

وينفع تشجيع النشاط الترويحي الموجه والقيام بالرحلات والاشتراك في مناشط الساحات الشعبية والأندية لتبديد الطاقة السلبية لديهم وبالتالي يكونون اسوياء وغير متعبين، وبهذه الامور البسيطة نضمن ابقاءهم في دائرة السلامة والابتعاد عن المشكلات السلوكية والنفسية في مرحلة المراهقة المتعبة.