انعكاس بالرهاب الاجتماعي على الانسان يتجلى في عدم تحقيقه تطوراً في المهارات الاجتماعية، تراجع في مستوى التعليم والعمل مما يؤثر على النجاح المهني، ومن ثم تفضيل العزلة وتجنب المواقف الاجتماعية، العرضة للاصابة بالاكتئاب المزمن، بينما انعاكاسات الخجل تكمن في التفرد بصديق واحد أو حتى بدون أي أصدقاء، والشعور الدائم بالوحدة والتوتر...
لم يك الغالبية من الناس يفرقون بين الرهاب الاجتماعي والخجل وكانوا يرون ان كلا الاثنين خجلاً، ظناً منهم ان الرهاب الاجتماعي هو احدى صنوف الخجل او صورة له لذلك لم يقيموا له وزناً ولم بفكروا بضرورة معالجته او اخذ النصحية من المختصين على اعتبار انه ليس مشكلة نفسية على الاطلاق، لكن المختص يميز بينهما عبر المظاهر التي تنتج منهما وعبر انعكاسهما على الشخصية الانسانية.
استمر اللبس طويلاً بين هذين المصطلحين حتى جاء عام 1980 وظهر عبارة الرهاب الاجتماعي في الوثائق التشخيصية والإحصائية للاضطرابات النفسية الذي حدد ان هذا المصطلح يختلف تماماً عن الخجل، مع ذلك اننا لا نكر وجود تشابه في بعض الجزئيات بينهما مما قد يؤدي الى هذا التداخل الذي يجعل الاخرين يتسائلون عن كون اضطراب الرهاب الاجتماعي هو نفس تركيبة الخجل، وكيف يمكن ان نميز بينهما.
هل يؤدي الخجل الى الرهاب الاجتماعي؟
يعتقد النفسيون ان الرهاب الاجتماعي هو أقصى درجات الخجل المرضي، وليس من المستغرب أن تتطور الشخصيات ذات المستوى العالي من الخجل في الطفولة إلى الرهاب الاجتماعي في المستقبل اذا لم يشخص تشخيصاً موضوعياً بغية ايجاد علاجات نفسية وتربوية تبعد المصاب عن الغوص طويلاً تحت مياه هذه العلة النفسية التي لو استمرت ستفقد الانسان جزء كبير من صحته النفسية.
نستطيع التميز بين الخجل والرهاب الاجتماعي عبر عدة امور منها تعريفهما ومظاهرهما والانعكاسات التي يتسبب كل منها وهي كالتالي:
الفرق من حيث التعريف
يعرف الرهاب الاجتماعي بأنه كقدر كبير من الخوف، والحرج، والمهانة في الحالات القائمة على الأداء الاجتماعي، إلى درجة أن الشخص المتضرر بهذا الاضطراب يحاول تجنب هذه الحالات بشكل تام، أو تحملها بقدر عال من الضغط، حيث أن أعلى مستويات القلق والخوف تسبب التجنب وتفادي المواقف، حتى الأنشطة التي يرغب الناس الانضمام إليها.
اما الخجل فهو حالة نفسية تلازم الانسان وتمنعه من مواجهة الموقف ويختلف عن الرهاب بكونه سمة اصيلة وليست مكتسبة وفي بعض حالته يكون ايجابياً وليس سلبياً على الدوام كما هو الحال بالنسبة للرهاب الاجتماعي.
الفرق في التفاعل الاجتماعي
لكون الخجل سمة شخصية مستقرة في الانسان قد تستمر معه طوال حياته قد ينتج عنها بعض القيود الا ان لا يمكن اعتباره اضطراباً نفسياً، والشخص الخجول يكون قادراً على التفاعل الاجتماعي وعلى الرغم من أنه لا يشعر بالأمان على سبيل المثال، يمكن للشخص الخجول أن يذهب إلى تجمع عائلي معين على الرغم من كونه يخجل من هذه التجمع، لكن الشخص المُصاب بالرهاب الاجتماعي سيتجنب الذهاب من الأساس لان الرهاب الاجتماعي يشير الى مستوى عال من الخوف من التعامل مع المواقف الاجتماعية، مما ينتج عن ذلك تجنبها بطريقة مستمرة.
الفروق في التغيرات الفيسولوجية
الانسان الخجول تظهر عليه علامات معينة مثل التعرق واحمرار الوجه واضطراب الجهاز الهضمي عند التعرض لموقف مخجل، اما المصاب بالرهاب الاجتماعي فأنه يشعر بعدم انتظام دقات القلب، وصعوبة التنفس، ونوبات القلق الشديد التي يمكن أن تحدث ليس فقط عند مواجهة الموقف بل أثناء تخيله قبل التعرض له مما يدفعه الى تفضيل عدم الاشتراك سلفاً.
الفروق من حيث الانعكاسات
انعكاس بالرهاب الاجتماعي على الانسان يتجلى في عدم تحقيقه تطوراً في المهارات الاجتماعية والسلوكلية، تراجع في مستوى التعليم والعمل مما يؤثر على النجاح المهني، الاعتياد على المخاوف الاجتماعية، ومن ثم تفضيل العزلة وتجنب المواقف الاجتماعية، العرضة للاصابة بالاكتئاب المزمن.
بينما انعاكاسات الخجل تكمن في التفرد بصديق واحد أو حتى بدون أي أصدقاء، والشعور الدائم بالوحدة والتوتر، اضاعة الكثير من الفرص وعدم الدخول في انشطة ومسابقات لكي لا يكون محط انظار الاخرين، كما يحاول الجلوس في مكان لايراه في احد اضافة الى عدم الاشتراك في الاحاديث التي تدور في المجلس، هذه ابرز الاختلافات بين الخجل والرهاب الاجتماعي لمن شاء ان يعرف.
اضف تعليق