ان نسبة اصابة النساء اعلى بكثير من نسبة الرجال المصابين لكونهن بصورة عامة أكثر الفئات اهتماماً بمسألة العطور ومتابعة كل جديد منها الى الجد الذي يجعلن مدمنات على العطور هنا يصبح مصدراً للخطورة والضرر عليهن ولابد من العمل على معرفة الاسباب من وراء هذا الهوس والعمل على ايقافه...
جميعنا نتفق على امر وهو ان الانسان لابد له من ان يتجمل بالقدر الطبيعي الذي يغطي عيوبه، ويمكن الجزم ان محاولة الانسان لاخفاء عيوبه امر قديم بقدم الانسان لكن بأختلاف الوسائل والاشياء المستخدمة في التجميل، ومن ابرز العيوب التي يجب ان يلتفت اليها الانسان ويعالجها هي مسألة رائحة الجسم غير المرغوب بها سيما في فصل الصيف وفي جو حار مثل جو العراق، ومن اجل ذلك يشتري انواع العطور والامور الاخرى من اجل عدم الظهور بمظهر الانسان غير النظيف وهذا امر طبيعي بل وواجب على الانسان فعله.
اما غير الطبيعي في هذا الموضوع فهو وصول الانسان الى مستوى عال من الحب للعطور يجعله مهوساً بها، فينفق من اجل ذلك اموال كبيرة رغم عدم كون متمكناً مادياً، وهذه الحالة تجعله يبحث عن العطور في كل مكان يكون فيه سيما اماكن التسوق، اذ ان اول ما يجذب انتباهه هو العطور وبكل انواعها، فماهي اسباب هوس العطور؟، ولماذا يجب ان نتركه؟
يعرف هوس العطور سلوك إدماني يتمثل في التعلق النفسي بالعطور سواء عن طريق شمها او ادمان شراؤها بصور مبالغة فيها بحاجة اليها او من دون حاجة.
كيف نتعرف على مهوسي العطور؟
حين تتوفر العلامات السلوكية التالية فهي دلائل واضحة على ان المتصف بها مهوس بالعطر، واهم هذه العلامات هي:
يعاني المصاب بهوس العطور من اصابته بهوس النظافة الى حد الوسواس القهري فيحاول ان يغطي على انعدام النظافة التي يعتقدها بالعطور، والعلامة الثانية هي ان المصاب بهوس العطور يضع كميات كبيرة من العطور على ملابسه فيتعدى المستويات المعقولة ثم يتدرج الامر الى تجربة شم العطور ويتزايد معدل الشم الى ان يصل الى اكثر من خمس مرات في اليوم.
وعادة ما يكون مهوس العطور شابح العين حول اية اعلان او خبر له علاقة بالعطور فتجده يتابعها بشغف شديد وترقب ملحوظ يختلف عن اهتمامته بملابسه واو غيرها من الامور الخارجية له، وقد تجده يحمل معه اكثر من قنينة عطور في حقيبته او وضع قنينة في كل مكان تواجد في مثلا في العمل وفي السيارة وغير ذلك من الاماكن، هذه العلامات جميعها علامات هوس بالعطور .
يعاني مدمن العطور رغبة قوية في شراء العطر، بغرض توافر عدد كبير من العطور لديه، وفي إحدى الحالات تم رصد ما يتجاوز 50 زجاجة عطر لدى الشخص الواحد المدمن للعطور، ومن الممكن أن يشتري بكل دخله عطوراً، ويفقد السيطرة على نفسه بمجرد مروره أمام أحد محال العطور، وربما اشترى نفس العطر المتوافر لديه.
تقول الدراسات النفسية التي اجريت على المهوسين ان نسبة اصابة النساء اعلى بكثير من نسبة الرجال المصابين لكونهن بصورة عامة أكثر الفئات اهتماماً بمسألة العطور ومتابعة كل جديد منها الى الجد الذي يجعلن مدمنات على العطور هنا يصبح مصدراً للخطورة والضرر عليهن ولابد من العمل على معرفة الاسباب من وراء هذا الهوس والعمل على ايقافه.
ماذا وراء هوس العطور؟
احد الاسباب الرئيسة لاصابة بهوس العطور هو ان النساء يتخذن منه مصدراً للتنفيس عن الضغوط التي يتعرضن لها بصورة دائمة واو شبه دائمة، فهو مع المكياج يعتبر هواية لهن، اما السبب الاخر بالنسبة للمهوسين من الجنسين هو احتمالية كون الانسان محروماً من هذه الامور في الماضي وعند التمكن سيحاول تعويض ذلك الحرمان بأفراط، و يعتقد البعض ان العطور ذات الماركات الغالية الاثمان مقياساً للتميز المجتمعي فيسيرون بهذا الاتجاه.
مبررات مغادرة سلوكيات هوس العطور:
ثمة مبررات منطقية تدعو المهوسين الى مغادرة الهوس المرضي واهمها ان الهوس يؤدي الى الاعتياد الذي بدونه يشعر الانسان بالنقص وفي حالة عدم التمكن من الشراء سيذهب بأتجاه السرقة او غيرها من الامور لتوفير الاموال للشراء، والمبرر الثاني هو العبئ الاقتصادي الذي تسبب بهذه الهوس فما ينفق على العطور يفضل ان ينفق الجزء الاكبر منه على متطلبات حياتية اخرى، علاوة على ذلك يؤدي التشبع الزائد بالعطور الى مخاطر صحية مثل ضمور بخلايا المخ وخلل في وظائف الكبد وتأثير سلبى شديد على الذاكرة كما تشير الدراسات، وهذه هي مبررات كافية لان يقتنع الانسان بمغادرة هذا الهوس المؤذي.
اضف تعليق