التعاطف مع الذات هو ان يتعامل الانسان مع نفسه بقبول وتفهم في الأوقات الصعبة والاعتراف بأن ارتكاب الأخطاء هو جزء من حياة الإنسان، وان يكون لطيفاً مع نفسه بعيداً عن النقد الذاتي السلبي، بالإضافة إلى معرفة أفكاره ومشاعره المؤلمة بدلاً من تجنبها، ويتضمن التعاطف مع الذات معاملة الشخص لنفسه كما يعامل شخصا آخر وقت حزنه...
في اوقات الازمات يواجه نفسه بقساوة، فيأنبها ويلومها وقد يصل الامر الى جلدها وتحقيرها مما يدفع الى احتقار الذات والحط منها وهذا الامر يخسر الانسان قدراً كبيراً من احترامه لذات وبالتالي خسارة الصحة النفسية، قبالة هذا التعامل يحاول البعض ان يخففون الوطئة على ذواتهم والابتعاد عن تحميلها اكثر مما تتحمل وبذا يتصالح مع ذاته ويؤمن لنفسه افضلية نفسية بالمقارنة مع الاخرين وهذا هو الذي يعرف بالتعاطف مع الذات.
التعاطف مع الذات هو ان يتعامل الانسان مع نفسه بقبول وتفهم في الأوقات الصعبة والاعتراف بأن ارتكاب الأخطاء هو جزء من حياة الإنسان، وان يكون لطيفاً مع نفسه بعيداً عن النقد الذاتي السلبي، بالإضافة إلى معرفة أفكاره ومشاعره المؤلمة بدلاً من تجنبها، ويتضمن التعاطف مع الذات معاملة الشخص لنفسه كما يعامل شخصا آخر وقت حزنه.
اكبر ازمات الانسان يمكن ان تحل حين ينظرها اليها على انها نقطة بداية للتحول الايجابي الذي يقوي الانسان ويجعله منتجاً للأفكار بدلا من قتل الهمة التي تموت معها الكثير من اهداف الانسان وغاياته، بينما حين ينهزم امامها صوب الرضا بالممكن ومحاولة البقاء عليه دون تطويره خشية المرور بخسارة اكبر لئلا يتجه الانسان لجلد ذاته في كل مرة يخفق فيها.
التعاطف مع الذات يمنح الانسان فرصة لقبول نفسه كما هي بعيداً عن مؤثرات الصدمة والالم وبالتالي يساعده على تحمل المشاعر المؤلمة مثل الحزن واليأس والقلق والغضب والتوتر، اذ يؤدى الى زيادة شعوره بالسعادة وتحسين صورته الذاتية وتعزيز تقديره لذاته وتحقيق المرونة والقدرة على التكيف وتقليل الضغوط النفسية التي تعيق تقدم ونمو الانسان نفسياً وصولاً الى الغايات الانسانية السامية.
كيف نتعاطف مع ذواتنا؟
عدة استراتيجيات نعمل بها نحن البشر اذا ما اردنا ان نتعاطف مع ذواتنا املاً في التشافي من الازمات النفسية ومن اهم هذه الامور ما يلي:
ينبغي للانسان ان يدرك كون التوتر والاحباط والخسارة والالم هي جزيئيات الحياة المكونة لها ولابد من تقبل هذا الامر لندخل في مساحة من اللطف مع أنفسنا ولا نضع أنفسنا في صدام مع واقع الحياة، فالإنسان لم يخلق كاملاً، والأخطاء والهنات سمة أساسية من سمات البشر، لذلك فإن التعاطف مع الذات جزءاً ضرورياً من حياتنا فهو يعني إدراك أنك تفعل ما بوسعك تجاه نفسك وتجاه ما حققته وتجاه ما لديك من امكانات.
على الانسان ان يعامل ذاته بذات الطريقة التي يعامل بها صديق او قريب منه عند تعرضه لمواقف الفشل والرفض او اي موقف مزعج، فتختار الكلمات المناسبة والاسلوب المقنع لترويض النفس عن الجنوح والقنوط والوصول بها مراحل التسامي لتخطي الازمات فلو توقف الانسان عند كل ازمة كثيراً فأنه سيفقد البوصلة سيما اذا جن عليه ليل الشعور بالفشل الدائم والذي حطم الكثير من الناس داخلياً وابعدهم عن مسرح الحياة.
ثم على الانسان الذي يواجه مشكلة ما ان يعي انه ليس الوحيد الذي يعاني من هذه المشكلة والغالبية من البشر يشعرون بالأذى نتيجة لعدم بلوغهم الكمال الذي ينشدونه، وبدلاً من الانسحاب أو عزل نفسه، عليه تقدير أن الآخرين يشعرون أيضاً بنفس المشاعر في بعض الأحيان وبذا يواسي نفسه ويصبرها حتى يصل الى مرحلة التعافي وبالتالي التخطي.
وفي مسار تخطي الازمات يفضل ان يبتعد الانسان الاستماع الى كل الذي يقال فالناس في الكثير من الاحيان تكون منشغلة بالتسقيط والنيل من الناجحين فربما انت احد الناجحين لكن لا يروق لهم ان يروك على هذا الحال من التميز فيرموك بالحجر فأنتبه وتمحص الكلام والمتكلم وابحث عن الدوافع من وراء الكلام، وبهذه الاستراتيجيات يتعاطف الانسان مع ذاته ويحترمها ولا يصل الى حالة تدني تقدير الذات.
اضف تعليق