q
للعقل الانساني عمليات عديدة يمارسها من اجل ان يتم الانسان رسالته التي خلق من اجلها، وقد اهتم العلماء بالأنشطة العقلية اهتماماً كبيراً سيما علم النفس الذي يعد العلم المختص في هذا المجال الذي يدرس العمليات العقلية ومنها عملية الادراك التي هي اليوم مثار حديثنا، فما هو الادراك؟، وكيف يتكون؟، وماهي فوائده او اهميته؟...

للعقل الانساني عمليات عديدة يمارسها من اجل ان يتم الانسان رسالته التي خلق من اجلها، وقد اهتم العلماء بالأنشطة العقلية اهتماماً كبيراً سيما علم النفس الذي يعد العلم المختص في هذا المجال الذي يدرس العمليات العقلية ومنها عملية الادراك التي هي اليوم مثار حديثنا، فما هو الادراك؟، وكيف يتكون؟، وماهي فوائده او اهميته؟

يعرف علم النفس الادراك عملية عقلية نفسية، تساعد الإنسان على معرفة عالمه الخارجي، والوصول إلى معاني ودلالات الأشياء، وذلك عن طريق تنظيم المثيرات الحسية، لتفسيرها وصياغتها في كليات ذات معنى، وعرف الادراك ايضاً انه العمليات التي تتم بها معرفة الفرد لبيئته الخارجية التي يعيش فيها ولحالته الداخلية، أي اعطاء معنى للمحسوسات، وتحديد دلالة للشيء المدرك يتم بواسطة معرفة ما حولنا من اشياء عن طريق الحواس مثل الصوت الذي نسمعه ليس مجرد صوت بل يتم تفسيره على انه صوت سيارة او غير ذلك.

كيف تحدث عملية الإدراك ؟

مخلص عملية الأدراك هي ان الانسان يتحسس الاشياء ومن ثم يقوم بتحليلها وبالتالي يدركها ويعي ماهيتها، والعلاقة بين الاحساس والادراك علاقة طردية أي في اتجاه واحد وهذا يعني أن الشرط الأساسي لحدوث الإدراك هو حدوث الإحساس أولاً وهنا تظهر أهمية العنصر العقلي في عملية الإدراك فلولا اشتراك العقل مع عمل الحواس لما حصل الإدراك.

يعتبر الادراك من اكثر العمليات العقلية تعقيداً لكونه يعتمد على اشراك الحواس الخمس جميعاً لإدخال المعلومات إلى الدماغ ومن ثم ربطها بمخزون المعرفة السابقة لإعطاء التفسيرات واصدار القرارات التي تخص حياة الانسان وهو غاية في الاهمية والخطورة في الوقت ذاته، وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى قيمة الإدراك للإنسان في قوله ( وما أدراك ما يوم الفصل).

هل لاختلاف سلوك الناس من فرد لآخر علاقة باختلاف إدراكهم للأشياء ؟

يؤثر وعي الانسان وثقافته على نوع الادراك الذي يحصل في عقله فنوع المدخلات هي التي تحدد بالضرورة نوع المخرجات ومدى نضجها ومنطقتيها، فالذي يمتلك من الوعي الحقيقي عادة يكون ادراكه للأمور مقبول ومبني على اسس ومعطيات مقبولة اما الذي لا يمتلك مستوى عال من الوعي فأنه تفسيره النتاج من ادراكه يكون غير منطقي ومغلوط في اغلب الحالات مع محاولة اثبات انه الافهم والاقرب لفهم الواقع.

ماذا لو غاب الادراك عنا؟

الادراك يجعل الانسان يشعر بمن حوله من اناس وحيوانات ونباتات ومظاهر البيئة الطبيعية كالرياح وبرودة الجو وحرارته وغياب وشروق الشمس والليل والنهار، وبالأدراك يبصر الانسان معنى الحياة وعبره ايضاً تحدد طبيعة استجابات الفرد نحو هذه المثيرات وكيفية التفاعل معها وسلسلة الأحداث والوقائع التي تليها، وهذا يفسر لنا الاختلاف في استجابات الأفراد نحو هذه المثيرات الخارجية، وبدون هذا الادراك سيصبح الانسان جامداً ككل الجامدات التي لا ينتظر منها التطور على عكس طبيعة الانسان الساعية دوماً الى احداث ماهو جديد.

اهمية الادراك:

تظهر اهمية الادراك جلية بالنسبة للانسان عبر المهام التي يؤديها للانسان وهي:

الادراك يوجه السلوك ويحدد وجه الانسان بعد ذلك أذ ان سلوكنا يرتبط بصورة كبيرة على كيفية ادراكنا للأشياء، وهذا هو الدور الذي تؤديه البيئة في التربية، ثاني الامور التي تكشف اهمية الادراك هو انه يعتبر وسيلة توصل الانسان ببيئته فلا يستطيع ان يحافظ على حياته إلا اذا ادرك الاخطار التي تهدد حياته.

والاهمية الثالثة تأتي من ارتباط الادراك بشخصية الفرد وتوافقه الاجتماعي، فالواقع ان السلوك الاجتماعي للفرد حيال الاخرين يتأثر الى حد كبير بإدراكه لهم، وكلما كان ادراك الشخص دقيقا كان السلوك الاجتماعي سويا، فالشخص الذي يدرك ان هناك خطر على حياته يبتعد عن مصدر الخطر، وبهذه الاهمية يمكننا اعتبار الادراك لا غنى للانسان عنها في حياته.

اضف تعليق