الى ان زلات اللسان تشبه الى حد كبير الاحلام فهي تعبر عن رغبات مكبوتة لكن لم تحين لها الفرصة للخروج الى فضاء الوجود، وان الأشخاص الذين لديهم احتمالية التعرض إلى صدمات كهربائية كانوا أكثر عرضة لارتكاب الأخطاء اللفظية المتعلقة بالصدمة او ربما متعلقة بأمور نود اخفاءه عنوة...
في احاديثنا اليومية تصدر كلمات تخالف موضوع الحديث وتبعد كل البعد عنه كذكر اسم معين او ذكر حادثة معينة لم يفترض انها لم تذكر سيما في مثل هذا الوقت، على سبيل المثال اثناء جلوسي مع صديق مقرب نطق جملة لم اكن اتوقعها وقد تلقفتها اذني بصدمة هو لم يكن يريد ان يقل ما قاله لمعرفة لان هذا الامر سيفتح باب من العتاب ان لم يحدث مشكلة بين طرفين كانت قد اسدلت الستار عنها منذ فترة بعيدة هذا حصل بفعل ما يعرف بـ(زلات اللسان).
عرَف فرويد زلات اللسان أنها "خطأ في الكلام أو الذاكرة يحدث نتيجة تداخل رغبات وأفكار مكبوتة في اللاوعي في العقل الباطن، وليست أخطاء بريئة وتخرج إلى الوعي على هيئة زلات".
اذن هذه هي فلتات اللسان التي تخرج من فم الانسان لتجعله عرضة للانتقاد ربما تضع بعض الزلات صاحبها والمتلقي أيضًا في حرجٍ كبير، وربما تنتهي علاقات دامت طويلاً بسبب زلة لسان، هناك من الزلات ما كانت سبباً في صراعات وأحداث عظمى في الحياة البشرية.
كذلك قد تتحول في بعض الأحيان إلى مادة للضحك، او تكون سبباً في نشوء خلاف عائلي او مجتمعي او على مستوى الوظيفة او الدراسة او اي مجال يمارس فيه الانسان عمله، فزلات اللسان لا يمكن اعتبارها كلمات عابرة عند البعض بينما البعض الاخر لا يعيرها لها اهمية ولا قيمة.
العلاقة بين كمية الكلام الذي يصدر من الانسان وبين فلتات لسانه طردية، فقد تزداد احتمالية حدوث زلات اللسان كلما تحدث الإنسان مدة طويلة، وهناك احصائية تقول" تقع زلة أو اثنتين كل 1000 كلمة، بما أن معدل الكلام الطبيعي 150 كلمة في الدقيقة، يعني ذلك أننا نقع في زلة لسان بمعدل مرة كل 7 دقائق ومن 7 إلى 22 زلة لسان في اليوم.
أجري استاذ علم النفس في جامعة هارفرد (دانيال وينجر) تجربة علمية بخصوص زلات اللسان فطلب من عينة بحثه التحدث في كل ما يجول في أذهانهم لمدة خمس دقائق، بعد ذلك طلب عدم التفكير نهاية وقت المحاضرة او وقت المختبر النفسي الذي هم فيه ومتى سيتمكنون من الخروج الى المنزل، وكانت النتيجة أنهم فكروا في الخروج بمعدل مرة في الدقيقة، وحين طلب من التحدث مرة اخرى ظهرت من عدد منهم مطالبات بالإفصاح عن موعد الخروج، من ذلك استنتج صعوبة قمع الأفكار وكلما أردنا ذلك طفت على سطح تفكرنا، وربما كانت سبباً في فلتات اللسان.
لذا يخلص علم النفس إلى أن العقل اللا واعي قد يلعب دوراً كبيراً في حدوث زلة اللسان، لكن ليس كما اعتقد فرويد أن اللاوعي يحتوي فقط على الغرائز الجنسية والدوافع الشريرة والعدوانية وأنه المتحكم في الإنسان وهذه نقطة الاختلاف في تفسير فرويد للاوعي مع المدارس النفسية الاخرى.
وتوصل باحثون نفسيون من جامعة كاليفورنيا في دراسة اجروها الى ان زلات اللسان تشبه الى حد كبير الاحلام فهي تعبر عن رغبات مكبوتة لكن لم تحين لها الفرصة للخروج الى فضاء الوجود، كما اثبتوا أن الأشخاص الذين لديهم احتمالية التعرض إلى صدمات كهربائية كانوا أكثر عرضة لارتكاب الأخطاء اللفظية المتعلقة بالصدمة او ربما متعلقة بأمور نود اخفاءه عنوة.
في الخلاصة سيدي القارئ الكريم نقول: تؤثر الرغبات المكبوتة والافكار في عمليات العقل اللاواعي وهو ما يخرج الكلمات التي يراد لها الخروج بالخروج على هيئة هفوات، وليس هناك طريقة للتحكم بمثل هذه الهفوات او ايقافها لأنها خارج اطارة الارادة.
اضف تعليق