الشعور بالذنب هو احساس داخلي يشعر به الفرد حين يرتكب عملا ينتهك قيمة أخلاقية او دينية او اجتماعية، ينشأ عن صراع بين (الضمير) و(الأنا) يقوم فيه الضمير بدور القاضي لينزل بالأنا العقوبة المناسبة التي تترواح بين لوم الذات الى الانتحار في بعض الحالات....
الشعور بالذنب هو احساس داخلي يشعر به الفرد حين يرتكب عملا ينتهك قيمة أخلاقية او دينية او اجتماعية، ينشأ عن صراع بين (الضمير) و(الأنا) يقوم فيه الضمير بدور القاضي لينزل بالأنا العقوبة المناسبة التي تترواح بين لوم الذات الى الانتحار في بعض الحالات.
والشعور بالذنب حالة نفسية تتضمن مشاعر الأسف والندم والضيق والحزن مصحوبة بتأنيب الذات او ادانتها على فعل قام به الفرد كان خاطئا او مشينا مثل الحاقه الأذى بشخص بريء او سرقه او رشوة او تجاوز معايير اجتماعية اواقترافه فعلا جنسيا يخالف معتقداته الاخلاقية.
وهنالك اكثر من تفسير لهذه الحالة،فبعض النفسانيين يرون ان الشعور بالذنب ينشأ عن رغبة غير واعية لدى الفرد في ايذاء الآخرين تتضمن دوافع الانتقام او الحسد او الغيرة،وادراكه على مستوى الوعي أن رغباته ودوافعه هذه تتعارض مع قيم المجتمع وتقاليده..ومن هذا التضاد ينشأ الشعور بالذنب.فيما يرى آخرون :ان الناس يحترمون القانون لا بدافع الخوف فحسب وانما ايضا لأنهم يشعرون بالذنب حين يخرجون عليه،ولا يمكنهم التخفيف عنه الا بعفو تمنحه السلطة ،يكون مشروطا بندم المذنب وعودته الى الخضوع بعد ايقاع العقوبة به وتقبله لها.
والجديد في الأمر ان الباحثين توصلوا الى ان الشعور بالذنب يكون سببا في الأصابة بأمراض نفسية،وتحديدا:الكآبة والقلق ولوم الذات الشديد وكره النفس وتدني احترام الشخص لنفسه.
غير ان الشعور بالذنب يمكن ان يكون له دور ايجابي في عملية ادامة العلاقات الاجتماعية والتكيف مع الآخرين ،حين يدرك الفرد انه ارتكب خطئا او الحق اذى بآخرين ويعمد الى اصلاحه بما ينال رضاهم.وهذا يعني ان الفرد الذي احس بالذنب بسبب خطأ او تصرف غير لائق ارتكبه وسعى الى تصحيحه ،دلّ ذلك على انه يمتلك ضميرا حيا وصحيا .غير ان هذا لا يحصل لدى الساديين(الذين يتلذذون بايقاع الألم في الآخر)ولا عند المجرمين السيكوباث ولا عند الطغاة امثال صدام حسين الذي استمر ببناء قصره القريب من منطقة الجعيفر في نفس الوقت الذي كانت فيه الطائرات تقصف الجنود على طريق الكويت-بصرة-ناصرية حين عاد جيشه مهزوما.
والذي قد لا تعلمه عزيزي القاريء ان الشعور بالذنب يؤدي الى الاصابة بعدد من الامراض الجسمية مثل قرحة المعدة ومرض الشريان التاجي والذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم وتهيج القولون.
ربما ستقول: لو كان هذا الكلام صحيحا لكان نصف المسؤولين في مؤسسات الدولة مصابون بهذا الأمراض لنهبهم مال اليتامى والفقراء ونجيبك: نعم، ولكن هذه الأمراض لا تصيب الا من لديه ضمير!!.
اضف تعليق