الرحلة كانت فرصة لاستكشاف ثقافات جديدة، والتأمل في المعاني العميقة التي تحملها مدينة كربلاء. إنها مدينة تروي قصصًا عن الإيمان، وتُظهر كيف يمكن للجوانب الروحية أن تتقاطع مع الحياة اليومية. نتطلع جميعًا إلى مهرجان العام المقبل، على أمل أن يكون أكثر تنظيمًا وثراءً، ليبقى رمزًا للترابط الثقافي والإنساني...
لا شيء يضاهي شعور استكشاف مهرجان عالمي يعكس تنوع الثقافات، ويوفر فرصة ذهبية للانغماس في تجارب مميزة وفريدة. هذا الشعور قادني إلى مهرجان كربلاء الدولي للتسوق الشامل لعام 2025، الذي يُعد من أبرز المحافل التي تجمع بين الثقافات العربية والإسلامية في مدينة الإمام الحسين عليه السلام. في هذه الرحلة، وجدت نفسي محاطًا بأجواء نابضة بالحياة، حيث تلاقت ألوان البضائع وروائح الأطعمة وزحمة الزائرين، وكان لكل ركن في المهرجان قصة تروى.
لقاء مع السيدة وعدية عجة الجليحاوي
بينما كنت أتجول بين أروقة المعرض المليئة بالمحال التجارية والأجنحة المختلفة، لفت انتباهي وجود عضو مجلس محافظة كربلاء المقدسة السيدة وعدية عجة الجليحاوي. كانت تتحدث عن أهمية ضم عدة دول إلى هذا الحدث السنوي، مما يعكس التنوع الثقافي والتجاري فيه. أثناء حديثها، أشادت السيدة وعدية بالتجربة وأكدت أنها تسوقت من المعرض واشترت بضائع تخدم احتياجاتها، وأضافت: "هناك أشياء ليست موجودة في بلدنا، وهذا المهرجان فرصة رائعة للحصول عليها." كان من الواضح أن رسالتها تحمل في طياتها ترحيبًا حارًا بالزائرين والعارضين، الذين يعتبرون كربلاء وطنًا ثانيًا لهم.
التعرف على الدول المشاركة
بعد اللقاء، واصلت جولتي لاكتشاف أجنحة الدول المشاركة. المهرجان ضم مجموعة متنوعة من الدول العربية والإسلامية مثل العراق، سوريا، الأردن، اليمن، باكستان، الهند، وإيران. كل جناح كان يعكس ثقافة بلده من خلال الصناعات اليدوية، الملابس التقليدية، الأطعمة المميزة، والمنتجات الفريدة التي تعكس هوية الشعوب المشاركة.
كان جناح العراق يعرض صناعات محلية تمثل تاريخ البلاد، بينما قدم جناح سوريا الحرف اليدوية الجميلة مثل الفخار والمنتجات النحاسية. أما جناح اليمن، فقد تميز بالمنتجات التقليدية مثل العسل اليمني والبخور،
فيما أذهل جناح باكستان الزوار بالملابس المطرزة والمجوهرات التقليدية. كذلك، كانت الهند تقدم أصنافًا من التوابل والزخارف، في حين أبهرت إيران الزوار بالسجاد الفاخر والحلويات المحلية.
آراء الزوار وتجربة المعرض
الزائرون عبروا عن إعجابهم بالتجربة واعتبروها فرصة للتسوق والترويح عن النفس في أجواء عائلية ممتعة. بالنسبة لكثير من العائلات، المهرجان لم يكن مجرد سوق، بل كان مكانًا لاكتشاف ثقافات جديدة وتجربة منتجات لا تتوفر في الأسواق المحلية. كان واضحًا أن المعرض قد نجح في جمع الناس من مختلف الخلفيات والجنسيات تحت سقف واحد.
التحديات التي واجهت المشاركين
على الرغم من الأجواء المبهجة، إلا أن بعض العارضين لم يخفوا التحديات التي واجهوها. أبرز المشكلات التي طرحت كانت ارتفاع تكاليف الحجز وعدم وجود إعلانات كافية للترويج للمعرض. أشار أحدهم إلى أن توقيت المعرض لم يكن مثاليًا بسبب قربه من امتحانات الطلبة، مما أثر على عدد الزائرين. كما أشار آخرون إلى ضرورة تحسين التنظيم لتوفير بيئة أفضل للعارضين والزوار على حد سواء. ومع ذلك، أكد المشاركون أنهم يحبون العودة إلى كربلاء بسبب مكانتها الروحية والرمزية، مما يجعل المشاركة في المهرجان تجربة خاصة.
علامة مميزة لمدينة كربلاء
من الجدير بالذكر أن هذا المهرجان يُقام للمرة الثامنة على التوالي في كربلاء، مما جعله حدثًا سنويًا ينتظره العارضون والزوار بشغف. بدأ المهرجان كفكرة بسيطة، لكنه تطور ليصبح علامة مميزة للمدينة، يجذب المشاركين من مختلف أنحاء العالم.
كان مهرجان كربلاء الدولي للتسوق الشامل لعام 2025 أكثر من مجرد معرض؛ كان نافذة تطل منها كربلاء على العالم، ومسرحًا يبرز التنوع الثقافي والتجاري. ورغم التحديات والمفارقات، فإن روح التعاون بين الدول المشاركة والزائرين أضفت على المهرجان طابعًا فريدًا.
بالنسبة لي، هذه الرحلة كانت فرصة لاستكشاف ثقافات جديدة، والتأمل في المعاني العميقة التي تحملها مدينة كربلاء. إنها مدينة تروي قصصًا عن الإيمان، وتُظهر كيف يمكن للجوانب الروحية أن تتقاطع مع الحياة اليومية. نتطلع جميعًا إلى مهرجان العام المقبل، على أمل أن يكون أكثر تنظيمًا وثراءً، ليبقى رمزًا للترابط الثقافي والإنساني في قلب العالم الإسلامي.
اضف تعليق