الكتب بجديدها تمثل خارطة طريق تتحدث امام الاديب وكل مهتم بالثقافة باستمرار، لأن العقل الابداعي في كل مكان في العالم لم يتوقف عن انتاج الاعمال الادبية كالرواية والقصة والشعر وغيرها، وكذلك ينتج اعمالا فكرية وعلمية ومن مختلف الاختصاصات التي تغني الحياة وتديم عجلتها باتجاه الافضل والاجمل، لتتجاور كل هذه الاجناس وتكون بمثابة مائدة ثقافية متكاملة...
يعيش المثقفون والمهتمون بالثقافة اجواء ثقافة ونفسية خاصة اثناء اقامة معارض الكتب، والأدباء من بين المثقفين الذين يجدون بإقامتها اكثر من سبب يجعلهم ينتظرونها بلهفة، فهي مناسبة للاطلاع على اكبر عدد من المؤلفات الجديدة التي تقدمها دور النشر المختلفة، وايضا التعرف الى اصحاب دور النشر وعقد الاتفاقيات لطبع الكتب معهم، هو ما يحصل كثيرا.
الكتب بجديدها تمثل خارطة طريق تتحدث امام الاديب وكل مهتم بالثقافة باستمرار، لأن العقل الابداعي في كل مكان في العالم لم يتوقف عن انتاج الاعمال الادبية كالرواية والقصة والشعر وغيرها، وكذلك ينتج اعمالا فكرية وعلمية ومن مختلف الاختصاصات التي تغني الحياة وتديم عجلتها باتجاه الافضل والاجمل، لتتجاور كل هذه الاجناس وتكون بمثابة مائدة ثقافية متكاملة امام الاديب الذي يتعامل مع الحياة من خلال نصه، وهذه ليست بالمهمة السهلة، لاسيما لمن يكتبون نصا مواكبا لتطورات العصر ومشكلات الانسان التي يتناولها وبشكل دقيق اصحاب الاختصاصات الثقافية والعلمية التي تأتي بنتاجاتهم دور النشر.
وبذلك تصبح معارض الكتب بمثابة وسيلة لحصول الاديب على خارطة طريق لنصوصه المستقبلية، اذ لاغنى للأديب اليوم عن معرفة آخر التطورات العلمية والثقافية التي باتت تغيّر في امزجة الناس واشكال حيواتهم، الأمر الذي يفرض عليه ان يكون مواكبا لهذه التطورات وله اطلالة مقبولة عليها ولانقول ان يكون خبيرا او عالما فيها!.
قبل ايام تحدث اليّ صديق وهو يتناول نماذج لقصص الاطفال التي رآها تقليدية وما زالت تراوح مكانها على مستوى الموضوعة التي تتناولها ومنذ عقود، مشيرا الى مسألة اتفقت معه فيها تماما، اذ قال ان الطفل اليوم يتعامل مع اجهزة معقدة، كالكومبيوتر والموبايل ويتجول بين قنوات اليوتيوب، وبذلك فان رؤيته للحياة وهو في سن مبكرة لاتتجاوز العاشرة او اكثر، تختلف تماما عن الطفل في عمره قبل ثلاثين او اربعين سنة، وبذلك يجب على اديب الاطفال ان يضع هذا الأمر في حساباته وهو يتجول بين عوالم الطفل بنصه الحديث.. الأمر نفسه مع القاص والروائي الذي يتعرض من خلال نصه الى مشكلة عائلية او ازمة يعيشها فرد او مجموعة من البشر.
اذ عليه ان يستحضر اسقاطات العصر وضغوطاته التي تستدعيها معطيات العلوم الجديدة، لأنها مهما كانت ايجابية وتجعل الحياة اسهل فان لها اسقاطات مختلفة على سلوك الافراد والجماعات، وهو ما يتحصل عليه الاديب من خلال الكتب التي تتعرض لمثل هكذا مشاكل لتغني عدّته المعرفية والفكرية اثناء المعالجة، وبهذا التكامل يمكن انضاج الرؤى وجعلها اكثر وهجا وفائدة، كون الاجناس الكتابية، العلمية منها والانسانية باتت تتكامل وتقترب من بعضها اكثر من اي مرحلة سابقة، لما بات لها من تماس مباشر مع حياة الانسان وكشوفات الكون الحديثة .. لذلك فإن معارض الكتب تمثل خارطة طريق لكل من يبحث عن خارطة اوضح وادق لكي يصل الى هدفه بشكل سليم ومعبّر اكثر.
شيء آخر جميل جدا توفره معارض الكتب هو لقاءات الادباء والمثقفين سواء ممن هم في الداخل او زملائهم الذين يأتون من الخارج، والندوات الثقافية والحوارات التي على هامشها.
اضف تعليق