الفيس بوك ساحة واسعة ينزل فيها الجميع، فتكشف سلوكياتهم ومنشوراتهم فيها عن وجوههم الحقيقية ومعادنهم وأفكارهم وأخلاقهم ومستوياتهم الثقافية، ولا نعد ما نكتبه هنا اليوم تدخلاً شخصياً في أمور شخصية وجدناها في تلك الساحة المزدحمة، لاسيما إذا تعلق الامر بالمثقفين والشخصيات العامة المعروفة كالإعلاميين والكتاب...
الفيس بوك ساحة واسعة ينزل فيها الجميع، فتكشف سلوكياتهم ومنشوراتهم فيها عن وجوههم الحقيقية ومعادنهم وأفكارهم وأخلاقهم ومستوياتهم الثقافية.
ولا نعد ما نكتبه هنا اليوم تدخلاً شخصياً في أمور شخصية وجدناها في تلك الساحة المزدحمة، لاسيما إذا تعلق الامر بالمثقفين والشخصيات العامة المعروفة كالإعلاميين والكتاب بل حتى مربيي الأجيال ونقصد الأساتذة الجامعيين .. فالإعلامي اوالكاتب ينتقد السلطة والوضع العام ويرشد المجتمع الى السلوكيات الصائبة، فكيف لاينتقد نفسه أولاً ويصلحها قبل أن يطالب بإصلاح المجتمع وتشخيص عيوب الحكومات ؟!
كذلك لاتقتصر وظيفة الأساتذة الجامعيين على تعليم الطلبة فقط وإنما تربيتهم، فكيف بمَن يرشد الناس ويربي الجيل أن يسمح لنفسه بارتكاب أخطاء سلوكية تهز من صورته أمام الآخرين لاسيما طلبته.
نقول هذا ونحن نرصد بعض الحالات التي تمثل مأخذاً على بعض المنتمين الى النخبة المثقفة اوالمحسوبين عليها:
ـ يثير بعض الإعلاميين والكتاب النعرات العِرقية والطائفية من خلال نشرهم وبشكل مستمر نكاتاً تستهدف بعض القوميات والطوائف، ويتتبعون عثرات أفراد او فئات من هذه القومية اوتلك الطائفة، وينشرونها في صفحاتهم، ليقوم أصدقاؤهم بالتعليق بكلمات وجمل تعبر عن تأييدهم لمرض الاستهزاء بالغير مبررين ذلك بأنهم يضحكون لمجرد الضحك وإن على الآخر أن يتمتع بروح رياضية!.
هنا يبرز سؤال .. هل يتعامل ناشرو النكت المعيبة ومؤيدوهم، بروح رياضية إذا كانت النكتة تستهدف أشخاصهم ؟! وهل نفدت النكات العادية حتى لايحلو الضحك إلاّ مع النكت التي تسخر من هذا الشعب او تلك الطائفة ؟!
بل أليست نكتة تثير السخرية أن ينزل أولئك الإعلاميون والكتاب الى مستوى الجهلة في حين ينبغي لهم أن يقوموا هم برفع الجهلة الى مستوى الوعي.
ـ يحول بعض الإعلاميين اوالكتاب اوالأدباء اوالأساتذة الجامعيين أنفسهم الى أضحوكة وموضوع شبهة حين نجدهم يعلقون بكلمات تملق وشهوة على صورة امرأة جميلة ( غير محتشمة غالباً )، يطلبون ودها وهُم لايعرفون شيئاً عنها سوى اسم وصورة، والأدهى إذا كان صاحب الصفحة رجلاً متخفياً وراء اسم وصورة امرأة، بقصد نصب فخ للاهثين وراء المتعريات وشبه المتعريات لمجرد إشباع حاجة جسدية او سد نقص معين، او حين يتواصلون مع صفحات غير لائقة تماماً مكرسة للصور والأفلام الأباحية . وقد يبررون تكالبهم على هذه الأمور على أنه حرية شخصية، لكن هذه الحرية تكشف عن رخص رغباتهم وقد تفقدهم احترام الآخرين كزملائهم ومعجبيهم، او تجعل زميلاتهم المحترمات يتخوفن من إضافتهم او يقمن بإلغاء صداقتهم . او حتى قد تطلب عائلاتهن منهن إلغاء زملائهن (أصحاب الشبهة ) من قوائمهن.
أليس الأفضل بأولئك أن يفتشوا عن معنى الحرية الشخصية التي تضمن احترام الذات؟
ولماذا نخسر ثقة الأصدقاء والزملاء المحترمين من أجل أن ندخل التأريخ الفيسبوكي من أضعف أبوابه ؟.
ـ يثير استغرابنا واستهجاننا أن يتبادل بعض الرجال مزحاً غير لائقة، تظهر للملأ في الصفحات الرئيسة من الفيس بوك، مما قد يخدش حياء النساء .. او حين ينشرون صوراً قد توحي بتعليقات غير لائقة، وبالفعل تأتي التعليقات خادشة للحياء يباركها ناشرو الصور ويتفاعلون معها , والطامة حين يكون أولئك من الإعلاميين او الكتاب .. بعضهم في الضوء يكتب للوطن وينتقد واقع البلد والفساد وغياب الامن وضعف الخدمات، وبعضهم حاصل على جوائز إعلامية !! بينما في ظلمة الفيس بوك ينشرون ماهو مخزٍ، فيقللوا من قيمة ماكتبوه في الضوء!
ـ مختصر الكلام .. إن بعض المثقفين كشفوا من خلال سلوكياتهم ومنشوراتهم في الفيس بوك عن حقيقة واحدة، وهي أنهم أميون.
اضف تعليق