يرتكب بعض الصحافيين ـ من المبتدئين او الذين يقضون سنوات في العمل الصحافي من غير أن يطوروا أدواتهم ـ أخطاءً في صياغة الموضوعات القائمة على إجراء لقاءات مع أشخاص او تدوين أحاديثهم او الكتابة عنهم اعتمادا على معلومات أرشيفية، وتتسبب تلك الأخطاء بالتباس في فهم القارئ...
يرتكب بعض الصحافيين ـ من المبتدئين او الذين يقضون سنوات في العمل الصحافي من غير أن يطوروا أدواتهم ـ أخطاءً في صياغة الموضوعات القائمة على إجراء لقاءات مع أشخاص او تدوين أحاديثهم او الكتابة عنهم اعتمادا على معلومات أرشيفية، وتتسبب تلك الأخطاء بالتباس في فهم القارئ، فضلا عن التسبب بالإحراج للشخصيات وخلط الأوراق ما يجرد الموضوع الصحافي من الموضوعية وربما الجدوى أيضاً، حيث أنّ البعض يكتب بطريقة تؤدي الى خلطه بين الكلام او الرأي الصادر عن الشخصية التي يدور حولها الموضوع ورأيه هو، من هنا نضع بعض النصائح التي تعد من البديهيات في عالم الصحافة ويمكن أن تجنب هذا البعض مسألة افتقاد كتاباته الدقة:
ـ جمع معلومات وافية عن الشخصية المراد إجراء لقاء معها، كي تأتي الأسئلة دقيقة، والانتباه الى تسجيل الأجوبة بدقة او قراءتها بدقة أيضا إذا حصل الصحافي عليها مكتوبة كي يبني عليها موضوعه بما لايسمح بتحريف معلومة وإن كان بلا قصد.
ـ إذا كان الصحافي يروم الكتابة عن شخصية من خلال المعلومات الأرشيفية فقط، فلابد له من الانتباه الى مدى مصداقية المعلومات التي يجمعها من المصادر، ومنها شبكة الأنترنت ذلك أن مانقرؤه فيها ليس صحيحا بالضرورة، من هنا يتوجب توخي الحذر قبل الكتابة، وذلك بالتأكد من مدى صحة المعلومات الأرشيفية بعرضها على الشخصية المعنية. وإذا كان من المتعذر الإتصال بالشخصية كأن تكون متوفاة فيفضل الإتصال بذويها او معارفها للتأكد من المعلومات، وفي حال تعذر الإتصال وكان لابد من الكتابة عنها فمن المهم إسناد المعلومة الى مصادرها كأن يقول مثلا : وفقا للمصدر الفلاني (يُذكر بدقة)، علما بإنّ إسناد المعلومات الى مصادرها امر يجنب الصحافي او الكاتب تبني معلومات هو غير متأكد منها كما إن ذكر المصدر يصب في الأمانة الصحافية واحترام الملكية الفكرية.
ـ ينبغي الانتباه الى صياغة الكتابة الى أقصى الحدود، فلا يكتب الصحافي فكرة تدور في ذهنه هو وينسبها الى الشخصية التي يجري معها المقابلة، او التي ينوي الكتابة عنها، لأنه بذلك يقوِّلها ـ بتشديد الواو ـ ما لم تقل، كأن يستمع الى الشخصية من غير أن يسجل كلامها بدقة او قد يسجله لكنه يتبع خياله في الكتابة، وينتج عن ذلك صياغة الصحافي كلام الشخصية بمفردات نابعة من فهمه هو وليس ما قالته الشخصية وبلغة لاتمت بصلة الى اسلوبها ومفرداتها، وقد يلتقي الصحافي شخصية يراها تستحق الحصول على امتياز ما، فيكتب أنها تتمنى الحصول على ذلك ـ في الوقت الذي لم تقل الشخصية ذلك ـ ويسبب هذا النوع من الفوضى الكتابية بالحرج للشخصية، وتُظهِر جهل كاتب الموضوع بأهمية الاستماع الجيد وبأبسط قواعد الكتابة الصحافية.
ـ من العوامل الأساسية لكتابة دقيقة، الإلمام باللغة من خلال التثقيف اللغوي الذاتي والاستعانة بالمصادر اللغوية، كي يلم الصحافي بلغته جيدا ويدرك أين يضع هذه المفردة او تلك تجنباً لتحريف المعنى والناجم عن استخدام مفردة في غير محلها قد تقلب المعنى تماما.
ـ من المحبذ تجنب الصحافي الكتابة وهو مرهق، حتى لايرتكب أخطاءً غير مقصودة بسبب فقدان التركيز.
ـ من المهم مراجعة الموضوع المكتوب أكثر من مرة قبل دفعه للنشر.
اضف تعليق