أقامت مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام في كربلاء حلقة نقاشية عن تحولات الإعلام العراقي بين الواقع والمأمول بين (2014 -2015). قدم للحلقة النقاشية بعد الترحيب بالحضور مدير الجلسة حيدر المسعودي قائلا: انه من الإجحاف ان ننكر تقدم حالة الحريات الإعلامية في العراق فأن زمن الديكتاتوريات التي تصنع الإعلام على مقاسها قد ولى وصوت الصحفيين ماعاد ممكنا خنقه، ولم تكن أحداث عام 2014 والتي احتلت المشهد الإعلامي على قدر أمنيات المتفائلين. فقد شهد العام الماضي عمليات استهداف للصحفيين بين قتل وتهديد مما يعد تراجعا ومؤشرا مزعجا على المسيرة الديمقراطية، مما يتطلب تسليط الضوء على تلك التحديات وما هو مأمول عام 2015 من اجل حماية الإعلام بشكل عام.
وتناولت الحلقة محورين للنقاش بهذا الخصوص، الأول قدمه الدكتور بدر السلطان من جامعة بابل في ورقة عمل بعنوان "الوقوف على أهم التحديات التي واجهت الإعلام في العراق في 2014، استعرض فيه بعض المراحل التاريخية التي مرت بها المؤسسات الإعلامية منذ العهد الملكي ولغاية 2003 وقال إن الإعلام العراقي بقي مسجونا ومرتبطا بالدولة والمؤسسات الحكومية لغاية 2003 حيث تم كسر هذه الحواجز للدخول في فضاء واسع على مستوى الفضائيات والراديو، وأضاف أن الفوضى السياسية هي التي انتجت فوضى إعلامية وأصبحت وسائل الإعلام العراقية مربوطة بشكل او باخر بايديولوجيات سياسية او دينية او طائفية وحسب قوة المال.
من جهته قدم الدكتور كامل القيم أستاذ الإعلام في جامعة أهل البيت محوره الثاني في ورقة عمل بعنوان "الإعلام العراقي وأزمات المرحلة.. رؤية مستقبلية " وقال إن وسائل الإعلام تناست حقها في الحصول على المعلومة وبين إن في بلدان كثيره في العالم يعتبر من اهم الحقوق هو التعرف على مايجري في أروقة الاجتماعات السياسية والحكومية. وانتقد القيم قانون حماية الصحفيين وقانون حرية التعبير عن الراي والتظاهر السلمي.
وأضاف ان الفقر الاول في العراق هو في انتاج الافكار ونحن بحاجة ان نهندس مجتمع يرصد مايحصل وينقله للراي العام وتنشيط ثقافة الصحافة الاستقصائية.
وشارك في المداخلات والنقاشات عدد كبير من الباحثين والإعلاميين بينهم الصحفي ماجد الخياط رئيس وكالة أنباء كربلاء للأخبار والذي اعترض على تجاهل دور الصحفيين العراقيين في رصد وملاحقة الفساد وأشاد بدور الصحفيين بتغطية العمليات القتالية للجيش والحشد الشعبي ضد هجوم داعش وولادة نوع جديد من الصحافة وهي المراسل الحربي.
وتحدث تيسير الأسدي رئيس تحرير وكالة نون الخبرية عن المعاناة والصعوبات التي يوجهها الصحفي أمام مافيات المؤسسات والدوائر الحكومية في الحصول على المعلومة الصحيحة والجديدة.
من جهته قال مرتضى معاش رئيس مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام ان صحافة اليوم تبحث عن معايير وأسس مهنية نقيم مستواها على أساس تقدم الصحافة الاستقصائية وصحافة الرأي. وأضاف أن مشكلتنا في العراق ان القوانين فيه تشرع للقمع وليس لحماية الحريات في حين تأتي القوانين في الأنظمة الديمقراطية للحصول على حقوق الناس وحمايتها. لكي يتحول الإعلام إلى إعلام منتج وحقيقي ويتحول إلى إعلام معاصر نحتاج الى تعاضد ثلاثة اشياء مهمة "الإعلام والاقتصاد وعلم النفس ".
اضف تعليق