أقام مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية الكائن في مدينة كربلاء المقدسة حلقة نقاشية اقتصادية تحت عنوان (الاقتصاد العراقي عام 2015 بين الواقع والطموح) بحضور عدد من النخب الرسمية والأكاديمية وممثلي منظمات المجتمع المدني، وقدم للحلقة وأدارها مدير المركز الدكتور خالد العرداوي الذي ابتدأ حديثه في الترحيب بالباحثين والمختصين والمهتمين في الشأن الاقتصادي والذي أكد أن هذه الحلقة تعقد في ظل ظرف خطير ووقت عصيب يمر به الاقتصاد العراقي جنبا إلى جنب مع التحديات الأمنية والسياسية. وقدمت في هذه الحلقة النقاشية ورقتان بحثيتان:
الأولى بعنوان (تحليل متغيرات الاقتصاد العراقي) قدمها الدكتور عباس كاظم جاسم الدعمي التدريسي في كلية الإدارة والاقتصاد/جامعة كربلاء تطرق فيها إلى العجز في الموازنة والى عدد من الحلول لمعالجتها منها: تقليل ضغط الإنفاق الحكومي إلى اقل ما يمكن وخاصة مخصصات الدرجات الخاصة والوزراء وغيرهم، إجبار المصارف التجارية (الحكومية والأهلية) على الاحتفاظ بنسبة 10% من احتياطاتها المودعة لدى البنك المركزي العراقي، كذلك إصدار اذونات الخزانة قصيرة الأجل ولمدة ثلاثة أشهر وبأسعار فائدة منخفضة، وإنشاء صندوق الثروة الاقتصادية من الإيرادات العامة بما فيها النفط، تنويع مصادر الإيرادات، تنشط القطاع الخاص وغيرها من الحلول التي عرضها.
والثانية بعنوان (التطورات الاقتصادية العالمية والعربية والمحلية) أعدها الدكتور هاشم جبار الحسيني المتخصص في إدارة الموازنات العامة من كلية الإدارة والاقتصاد/جامعة كربلاء، تحدث فيها عن أسعار النفط وتذبذبها في الفترة الأخيرة ووصولها إلى مستوى القاع وتأثيرها على الاقتصاد العراقي، وذكر النفقات في الموازنة العراقية التي قسمها إلى جزأين: نفقات رأسمالية ونفقات ريعية، وعرف النفط على أنه عبارة عن سلعة متاجرة وهي عرضة للطلب والعرض ومتوقع أن يحدث الانخفاض في سعره في فترة معينة والارتفاع أيضا.
بعد إكمال الباحثين عرض أوراقهم البحثية فتح مدير الحلقة الدكتور العردواي باب النقاش والحوار حولهما مع الحضور. فحرص الأستاذ ناصر حسين فتحي رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس محافظة كربلاء في مداخلته على الإشارة إلى الموارد الوفيرة التي يتمتع بها العراق عدا مورد النفط والتي هي بحاجة إلى إعادة تنظيم وإدارة في استغلالها وتوجيهها لخدمة الاقتصاد العراقي. ومن جانبه الشيخ مرتضى معاش رئيس مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام تطرق إلى المشكلة الراهنة التي تعانيها الاقتصاديات الريعية ومنها الاقتصاد العراقي الذي يعتمد بصورة كاملة على النفط وهي مشكلة الحرب على الحصص في الأسواق العالمية ومن يبيع ارخص لضمان الأسواق له، كذلك تحدث عن مسألة النفط الصخري الذي أقدمت بعض الدول المتطورة في التكنولوجيا على إنتاجه في استخراجه وكيفية تأثيره على النفط المستخرج في دول الخليج وغيرها من الدول، وان قيمة تكاليف استخراج النفط الصخري والتي تعادل 50 دولارا هو السقف المتوقع لأسعار النفط.
أما النائبة البرلمانية السابقة الدكتورة عقيلة عبد الحسين الدهان فتسأل عن مكامن الحل للاقتصاد العراقي هل هي في داخل العراق أم في خارجة؟ وأين السياسات الاستراتيجية التي رسمت لتطويره بعد عام 2003؟ وأين الموازنات الانفجارية التي وضعت في الأعوام السابقة وما النتائج التي تحققت في بنية العراق التحتية والعمرانية والاستثمارية والمجتمعية التي حدثت على ضوئها؟.
وبعد نهاية الحلقة النقاشية ختم مدير الحلقة النقاشية الدكتور خالد العرداوي مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الستراتيجية بالقول أن وقائع هذه الحلقة بأوراقها البحثية ومداخلاتها وتعقيباتها وتوصياتها سوف تصدر في كتاب شامل يحمل عنوان (العراق عام 2015) وذكر الحديث المأثور عن الإمام علي عليه السلام (لا كثير مع إسراف ولا قليل مع احتراف) وشكر الباحثين والحضور على تجشمهم العناء والحضور والتفاعل مع موضوع الحلقة وعطائهم الذي تميز في الكثير من الأفكار والحلول للازمة المالية العراقية وواقع الاقتصاد العراقي.
اضف تعليق