تثير تداعيات تغير المناخ العديد من المخاوف حول تغيرات كبيرة قد يشهدها العالم خلال السنوات المقبلة، وفي مقدمتها ذوبان الأنهار الجليدية ورفع مستويات المياه في البحار؛ ما يهدد العديد من المدن الساحلية والدول الجزرية، وتختلف سيناريوهات ذوبان الأنهار الجليدية في القارة القطبية الجنوبية حسب نماذج الدراسة...
تثير تداعيات تغير المناخ العديد من المخاوف حول تغيرات كبيرة قد يشهدها العالم خلال السنوات المقبلة، وفي مقدمتها ذوبان الأنهار الجليدية ورفع مستويات المياه في البحار؛ ما يهدد العديد من المدن الساحلية والدول الجزرية، وتختلف سيناريوهات ذوبان الأنهار الجليدية في القارة القطبية الجنوبية حسب نماذج الدراسة التي توثق بطرق متنوعة موجات الحر وهبوب الهواء البارد، وما إلى ذلك من تداعيات تغير المناخ، وأظهر تحليل جديد أن "أسوأ سيناريو" لذوبان تلك الأنهار الجليدية يُعد أقل حدة بكثير من تقديرات الأمم المتحدة الحالية، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتوقُّع الأمم المتحدة حول ذوبان ما يسمى بالأنهار الجليدية المعروف بسيناريو "يوم القيامة" في القارة القطبية الجنوبية؛ أن سيُسهِم ذلك في رفع مستويات سطح البحر العالمية بمقدار قدمين (0.6096 مترًا) قبل عام 2100، ويتوقع النموذج، الذي تعترف الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة (IPCC) بأنه "منخفض الاحتمال"، أن يؤدي الذوبان إلى رفع مستويات سطح البحر بمقدار 15.24 مترًا بحلول عام 2300.
ذوبان الأنهار الجليدية
تصف 3 نماذج مناخية جديدة متطورة، أُنتجت بدعم من مؤسسة العلوم الوطنية الأميركية المستقلة the National Science Foundation، نموذج الأمم المتحدة للأنهار الجليدية هذا بأنه "متطرف" و"غير مرجّح".
في المقابل، تتنبأ سيناريوهات جديدة أكثر واقعية، كشفت عنها عمليات محاكاة "ذوبان الجليد" الجديدة، بأن الأنهار الجليدية من غير المرجح أن تتفكك في التفاعل المتسلسل المخيف، بحسب تقرير لصحيفة ديلي ميل البريطانية (dailymail).
وكانت خسائر الجليد من نهر ثويتس الجليدي في تلك المنطقة مسؤولة عما يقرب من 4% من ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي، لكن النماذج الجديدة تشير إلى أن السيناريو الأسوأ غير مرجح، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويستند هذا السيناريو الأسوأ من تقرير اللجنة الدولية للتغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة إلى سيناريو حيث يستمر عدد سكان البشرية وحرق الفحم في الازدياد، إلى جانب سيناريو "العمل كالمعتاد" لبقية استعمال الوقود الأحفوري في العالم.
وأطلق العلماء على هذا السيناريو المستقبلي "عالي الانبعاثات" اسم "آر سي بي 8.5" RCP8.5، وهو السيناريو الأسوأ والأكثر دراماتيكية الذي وضعه الفريق الدولي المعني بتغير المناخ؛ إذ يتوقع العلماء أن فلوريدا بأكملها تقريبًا سوف تغمرها مياه طوفان عالمي من المد والجَزر المحيطي بحلول عام 2300.
وسوف تتحول شبه جزيرة ولاية فلوريدا "صن شاين" بأكملها، باستثناء شريط من الأراضي المرتفعة الداخلية من غينزفيل إلى بحيرة أوكيتشوبي، إلى مدن ساحلية مغمورة بالمياه، وبعبارة أخرى، يُعد هذا هو السيناريو الأكثر تطرفًا.
و"يعتمد صناع السياسات والمخططون على هذه النماذج وهم ينظرون في كثير من الأحيان إلى المخاطر العالية لتداعيات تغير المناخ"، وفقًا للباحث في فيزياء الجليد الجليدي بجامعة دارتموث، ماثيو مورليغيم، وطوّر فريقه 3 نماذج لذوبان الجليد قادرة على محاكاة تراجع نهر ثويتس الجليدي بدقة أعلى من أحدث نموذج منخفض الدقة من اللجنة الدولية للتغيرات المناخية، بحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية (dailymail).
واستعملت الدراسة الجديدة، التي نشرت يوم الأربعاء 21 أغسطس/آب الجاري، في مجلة ساينس أدفانسز Science Advances، نموذجًا حاسوبيًا أنشأته جامعة دارتموث بالتعاون مع مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا وجامعة كاليفورنيا في إيرفين.
تقويض النتائج
على الرغم من أن توقعات نماذج اللجنة الدولية للتغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة قوضت هذه النتائج؛ فإنها لم ترسم صورة وردية تمامًا للقارة الواقعة في أقصى جنوب كوكب الأرض.
ولاحظ عالم الجليد من جامعة إدنبرة الدكتور دان غولدبرغ، وهو أحد المؤلفين المشاركين في الورقة الجديدة الذي كان أستاذًا زائرًا في دارتموث، أن نهر دومزداي الجليدي من المرجح أن يستمر في التراجع إلى الداخل بطرق لا يمكن التنبؤ بها هذا القرن.
وقال الدكتور غولدبر: "من المرجّح أن يتراجع نهر ثويتس بصورة غير مستقرة في القرون المقبلة، ما يؤكد الحاجة إلى فهم أفضل لطريقة استجابة النهر الجليدي لارتفاع درجة حرارة المحيط وانهيار الجرف الجليدي من خلال النماذج والمراقبة المستمرة".
وعمل غولدبرغ مع الأستاذة المساعدة في الهندسة في دارتموث الدكتورة هيلين سيروسي، فضلًا عن باحثين من جامعات ميشيغان وإدنبرة ونورثمبريا وغيرها على هذا النموذج.
وحرصت الدكتورة سيروسي على التأكيد على أن أحد المكونات الرئيسة فقط في نموذج الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ كان خاطئًا: وهو طريقة توقع سلوك الجرف الجليدي للجليد فوق المحيط المفتوح، الذي يُسمى آلية عدم استقرار جرف الجليد البحري (MICI). وقالت الدكتورة سيروسي: "نحن لا نشكك في التوقعات القياسية الراسخة التي يستند إليها تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في المقام الأول".
اضف تعليق