متوسط درجة الحرارة العالمية لشهر تموز 2023 بلغ أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق، فيما تشير الأدلة إلى أنه كان الأكثر احترارا منذ 120 ألف سنة. كما تم تحطيم الأرقام القياسية لدرجات حرارة سطح البحر العالمية، حرارة الصيف الشديدة والتلوث في جنوب العراق يشيران إلى أن حقبة الغليان العالمي قد حلت...
قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وشركاؤها إن متوسط درجة الحرارة العالمية لشهر تموز /يوليو 2023 بلغ أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق، فيما تشير الأدلة إلى أنه كان الأكثر احترارا منذ 120 ألف سنة على الأقل.
وسجل الشهر الماضي الذي شهد موجات حر وحرائق غابات عبر العالم، حرارة جو أكثر سخونة ب0,72 درجة مقارنة مع أشهر تموز/يوليو في السنوات الممتدة بين 1991 و2020.
وخلال مؤتمر صحفي عقد في جنيف، قالت سامانثا بورغيس، نائبة مدير خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للمفوضية الأوروبية إنه تم تأكيد أن متوسط درجة الحرارة العالمية لشهر تموز /يوليو 2023 كان "الأعلى على الإطلاق بالنسبة لأي شهر"، حيث يُقدر أنه كانت حوالي 1.5 درجة مئوية أكثر دفئاً من المتوسط في الفترة من 1815 إلى 1900، أي ما قبل عصر الصناعة.
وأشارت السيدة بيرغس إلى موجات الحر التي اجتاحت مناطق متعددة حول العالم خلال الشهر المنصرم.
واستناداً إلى تحليل البيانات المعروف باسم السجلات الوكيلة، والتي تشمل رواسب الكهوف، والكائنات المتكلسة، والشعاب المرجانية والأصداف، أشارت العالمة لدى خدمة كوبرنيكوس إلى أن العالم "لم يكن بهذا الدفء منذ 120 ألف عام".
كما تم تحطيم الأرقام القياسية لدرجات حرارة سطح البحر العالمية، بعدما ارتفعت درجات الحرارة "بشكل غير عادي" في نيسان /أبريل الماضي، والذي تسبب في ارتفاع درجة حرارة سطح البحر في تموز / يوليو إلى حوالي 0.51 درجة مئوية فوق متوسط 1991-2020.
من جهته، أشار كريس هيويت، مدير خدمات المناخ لدى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى توقعات الوكالة الأممية في أيار/ مايو باحتمال أن تكون إحدى السنوات الخمس المقبلة واحدة من أكثر الأعوام دفئا على الإطلاق، وذلك "بنسبة 98 في المائة." وذكر أن المنظمة رجحت بنسبة 66 في المائة أن تتجاوز درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية فوق معدل ما قبل عصر الصناعة في الفترة نفسها، فيما أكد أن ذلك التغيير سيكون "مؤقتا".
وحذرت السيدة بورغيس من أن أي زيادة من هذا القبيل، حتى ولو كانت مؤقتة، سيكون لها "عواقب وخيمة على كل من الناس والكوكب المعرضين لأحداث مناخية متطرفة أكثر تواتراً وشدة." وقالت إن ذلك يؤكد "الحاجة الملحة لجهود طموحة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، والتي تعد المحرك الرئيسي وراء هذه الأرقام القياسية".
وقال السيد هيويت إنه من المهم أيضاً الإشارة إلى أن الفترة من 2015 إلى 2022 كانت "الأعوام الثمانية الأكثر دفئا" وفقا لسجلات تعود إلى ما لا يقل عن 170 عاما، على الرغم من ظروف ظاهرة النينيا التي كانت السائدة في المحيط الهادئ والتي "عادة ما تكبح جماح متوسط درجات الحرارة العالمية وتخمدها قليلا".
وأضاف المسؤول لدى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن "اتجاه الاحترار على المدى الطويل مدفوع بالزيادة المستمرة في تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي" والتي وصلت جميعها إلى مستويات قياسية.
وتعود بيانات كوبرنيكوس إلى أربعينات القرن الماضي، لكنّ العلماء قادرون على وصف مناخ الماضي البعيد بدقة.
كانت هذه النتيجة جد متوقعة. فقد قال العلماء اعتبارا من 27 تموز/يوليو أن من "المرجح جدا" أن يكون تموز/يوليو 2023 أكثر الأشهر حرا على الاطلاق.
ودفع ذلك الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش إلى القول إن البشرية انتقلت من مرحلة الاحترار المناخي لتدخل "مرحلة الغليان العالمي".
أحوال جوية قصوى
واضافت بورغيس "شهدنا للتو مستويات قياسية جديدة على صعيد الحرارة العالمية للجو ولسطح المحيطات أيضا في تموز/يوليو. هذه المستويات القياسية لها تداعيات كارثية على الأفراد والكوكب لتعرضهم لأحوال جوية قصوى أكثر تواترا ووطأة".
بدأت مؤشرات الاحترار المناخي الناجمة عن النشاطات البشرية ولا سيما استخدام مصادر الطاقة الاحفورية من فحم وغاز ونفط، تظهر متزامنة عبر العالم.
وهي واضحة في اليونان التي اجتاحت أجزاء منها حرائق كبيرة فضلا عن كندا التي شهدت أيضا فيضانات واسعة، فضلا عن حر خانق في جنوب أوروبا وشمال إفريقيا وجنوب الولايات المتحدة وجزء من الصين التي انهمرت عليها بعيد ذلك أمطار طوفانية.
وخلصت الشبكة العالمية "ورلد ويذرز اتريبيوشن" (WWA) إلى أن موجات الحر الأخيرة في أوروبا والولايات المتحدة "كانت لتكون شبه مستحيلة" من دون تأثير النشاط البشري.
وأشار مرصد كوبرنيكوس إلى أن الأطواف الجليدية في انتاركتيكا سجلت أصغر مساحة لشهر تموز/يوليو منذ بدء عمليات الرصد عبر الأقمار الاصطناعية وبلغت نسبة تراجعها 15% أقل عن معدل ذلك الشهر.
وتابعت بورغيس أن "2023 حتى الآن هي ثالث أكثر السنوات حرا مع 0,43 درجة مئوية فوق المعدل المسجل في الفترة الأخيرة" ومع "متوسط حرارة عالمية في تموز/يوليو أعلى ب1,5 درجة عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية".
يكتسي مستوى 1,5 درجة مئوية أهمية رمزية عالية لأنه الهدف الأكثر طموحا المحدد في اتفاق باريس للمناخ المبرم العام 2015 للحد من الاحترار المناخي. لكن العتبة المدرجة في هذا الاتفاق الدولي تشمل معدلات وسطية على سنوات عدة وليس على شهر واحد.
وأضافت بورغيس "مع ان كل ذلك موقت، يظهر ذلك الضرورة الملحة لاستكمال الجهود الطموحة لخفض انبعاثات غازات الدفيئة في العالم التي تعتبر السبب الرئيس لهذه المستويات".
وقد يحطم العام 2023 مستويات قياسية أخرى.
وقال كريس هيويت، مدير خدمات المناخ في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، "لا نرى أي فترة استراحة في ظروف الحرارة الحالية" وسيكون العام 2024 على الأرجح من أكثر الأعوام حرا.
المحيطات سجلت حرارة قياسية
وحطمت المحيطات العالمية رقمًا قياسيًا جديدًا في الحرارة السطحية هذا الأسبوع مع بلوغها 20,96 درجة مئوية.
وقالت متحدثة لوكالة فرانس برس إن حرارة سطح المحيطات "بلغت 20,96 درجة مئوية في 30 تموز/يوليو" 2023 وفقا لقاعدة بيانات المرصد ERA5 في حين أن الرقم القياسي السابق بلغ 20,95 درجة مئوية في آذار/مارس 2016.
تتعلق هذه البيانات بالمحيطات الواقعة بين خطي العرض 60 شمالًا وجنوبًا، ومن ثم فهي لا تشمل المناطق القطبية.
تمتص المحيطات 90% من الحرارة الزائدة من نظام الأرض الناتج عن النشاط البشري خلال العصر الصناعي ويستمر تراكم الطاقة هذا في الزيادة مع تراكم غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.
وصف بيرس فورستر، الأستاذ في جامعة ليدز في المملكة المتحدة، بيانات كوبرنيكوس بأنها "قوية جدًا" مشيرًا إلى أنه تم تأكيدها من خلال ملاحظات الأقمار الاصطناعية وقراءات درجة الحرارة مباشرة في البحر من على متن السفن والعوامات.
وقال الأستاذ المتخصص في تغير المناخ "تشكل موجة الحرارة التي تضرب المحيطات تهديدًا مباشرًا لبعض الكائنات البحرية، ونحن نرصد علامات ابيضاض المرجان في فلوريدا كنتيجة مباشرة لذلك، وأتوقع المزيد من العواقب السلبية".
في الأسبوع الماضي، سُجل في شمال الأطلسي متوسط حرارة لم يسبق قياسه من قبل مع بلوغ حرارة المياه السطحية القياسية 24,9 درجة مئوية في المتوسط في 26 تموز/يوليو، وفقًا لبيانات وكالة مراقبة المحيطات والغلاف الجوي الأميركية (NOAA). عادة، تصل درجات الحرارة في شمال الأطلسي عمومًا إلى ذروتها في أيلول/سبتمبر.
منذ آذار/مارس، وهو الشهر الذي يبدأ فيه انتشار الدفء في مياه شمال الأطلسي بعد الشتاء، يتحرك منحنى درجات الحرارة أعلى بكثير من السنوات السابقة، مع اتساع الفجوة بشكل أكبر في الأسابيع الأخيرة. ومن ثم، أصبح شمال الأطلسي نقطة مراقبة رمزية لارتفاع حرارة محيطات الكوكب تحت تأثير الاحتباس الحراري الناجم عن غازات الدفيئة.
قبل أيام قليلة، تجاوز البحر الأبيض المتوسط سجله الحراري اليومي مع تسجيله 28,71 درجة مئوية في المتوسط، وفقًا لمركز الأبحاث البحرية الرئيسي الإسباني.
استمرار ظاهرة النينيو في الشتاء
وقال مرصد كوبرنيكوس "نتوقع أن تكون نهاية العام 2023 حارة نسبيا بسبب تطور ظاهرة إل نينيو".
وتؤدي هذه الظاهرة المناخية الدورية فوق المحيط الهادئ إلى ارتفاع إضافي في الحرارة.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية إن هناك احتمالية بنسبة 90 بالمئة لاستمرار ظاهرة النينو في فصل الشتاء في النصف الشمالي للكرة الأرضية.
وظاهرة النينو هي ارتفاع في درجات حرارة سطح المحيط في شرق ووسط المحيط الهادي.
وقال مركز التنبؤات المناخية التابع للحكومة الأمريكية إن هناك احتمالية بنسبة 95 بالمئة لاستمرار الظروف المرتبطة بظاهرة النينيو في فصل الشتاء في النصف الشمالي للكرة الأرضية اعتبارا من ديسمبر كانون الأول 2023 وحتى فبراير شباط 2024.
وذكر المركز "في يوليو، استمرت ظاهرة النينيو كما هو واضح من ارتفاع درجات حرارة سطح المنطقة الاستوائية من المحيط الهادي فوق المعدل المتوسط".
العراق يبدأ حقبة الغليان العالمي
من جهته قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن حرارة الصيف الشديدة والتلوث في جنوب العراق الذي كان يزوره يشيران إلى أن "حقبة الغليان العالمي" قد حلت.
وجاءت تعليقات تورك في ختام زيارة للعراق استغرقت أربعة أيام التقى خلالها بعدد من القادة وزار أنحاء في البلاد بينما بلغت درجات الحرارة أحيانا 50 درجة مئوية. وتناول تورك خلال زيارته ملف حقوق الإنسان مع التركيز على تغير المناخ.
وعن زيارته للبصرة المنتجة للنفط في جنوب العراق، قال تورك في مؤتمر صحفي ببغداد "عند وقوفي في هذه الحرارة الحارقة... ومع استنشاق الهواء الملوث بسبب الكثير من مشاعل الغاز المنتشرة في المنطقة، اتضح لي أن حقبة الغليان العالمي قد بدأت بالفعل".
وتقول الأمم المتحدة إن العراق من أكثر الدول عرضة لتغير المناخ في العالم.
وأدى تراجع هطول الأمطار إلى جانب سوء إدارة الموارد المائية إلى جفاف مستمر منذ سنوات. وقالت وزارة الموارد المائية إن مستويات المياه هذا العام وصلت إلى أدنى مستوياتها المسجلة.
وتراجع منسوب المياه في نهري العراق الرئيسيين دجلة والفرات وأصبح أقل من أن يحافظ على الزراعة التي ازدهرت على ضفافهما سابقا.
وقال تورك "ما يحدث هنا هو نافذة على مستقبل قادم الآن لأجزاء أخرى من العالم إذا واصلنا الفشل في الاضطلاع بمسؤوليتنا في اتخاذ إجراءات وقائية ومخففة لحدة تغير المناخ".
وقال تورك لفرانس برس في بغداد في ختام زيارة دامت أربعة أيام، إن "ارتفاع درجات الحرارة والجفاف وفقدان التنوع البيئي، (أمور) باتت واقعاً. هي بمثابة إنذار إلى العراق والعالم أجمع"، مضيفاً "حينما نشاهد أوضاع تلك المجتمعات، فنحن نشاهد مستقبلنا".
للعام الرابع على التوالي، يواجه العراق، البلد الخامس الأكثر تأثّراً بالتغير المناخي في العالم بحسب الأمم المتحدة، موجة جفاف.
ويعود ذلك إلى تراجع نسبة الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، لكن السلطات تحمّل جزءا من المسؤولية إلى سدود تبنيها الجارتان تركيا وإيران على منابع دجلة والفرات، ما يسبب انخفاضاً في منسوب الأنهر التي تعبر العراق.
وفي تموز/يوليو، حذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من أن منطقة الأهوار التاريخية في جنوب العراق تشهد "أشدّ موجة حرارة منذ 40 عاماً"، متحدثةً كذلك عن تراجع شديد لمنسوب المياه.
واستعاد تورك تعبيراً استخدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الشهر الماضي، حيث قال إن العالم قد دخل في "عصر الغليان"، مضيفاً أنه "هنا (في العراق)، نعيش ذلك، ونراه كلّ يوم".
وجعل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من مكافحة التغير المناخي واحدة من "أولويات" حكومته، لكن ناشطين بيئيين يحذرون من ضعف التحرّك في هذا الصدد.
وخلال مؤتمر صحافي في بغداد، أعرب تورك عن قلقه من "معلومات تفيد بأفعال عنف وترهيب وتهديدات بالقتل" ضدّ هؤلاء الناشطين.
ومن بينهم، جاسم الأسدي، وهو ناشط بيئي منخرط في العمل على الحفاظ على أهوار جنوب البلاد، وتعرّض للخطف من قبل مجهولين لمدّة أسبوعين في شباط/فبراير.
درجات حرارة قياسية في اسبانيا
مع بلوغ موجة الحر ذروتها في إسبانيا واحتراق آلاف الهكتارات في البرتغال، وضعت شبه الجزيرة الأيبيرية التي هي في الخطوط الاولى في مواجهة ارتفاع حرارة الارض في أوروبا، في حالة تأهب وقد تسجل درجات حرارة قياسية.
ويتوقع أن تبلغ موجة الحر، وهي الثالثة هذا الصيف، ذروتها في إسبانيا مع مستويات حرارة قد تصل إلى 44 درجة مئوية في بعض الأماكن.
وذكرت الوكالة أن "متوسط درجة الحرارة التي سجلت في إسبانيا قد تكون قياسية لهذا التاريخ منذ عام 1950. ومن المحتمل أن يكون أحد الأيام الخمسة الأشد حرارة في شهر آب/أغسطس منذ 73 عاما".
وضعت 11 منطقة في مستوى الانذار الأحمر المرادف للخطر الشديد: ثلاث مناطق في الأندلس (جنوب) واثنتان في مدريد واثنتان في كاستيلا لا مانشا(وسط) وثلاث في إقليم الباسك (شمال) وواحدة في كاستيا ليون (شمال).
وضعت معظم أنحاء البلاد تقريبا باستثناء السواحل، في حال تأهب لكن بمستويات أدنى.
يعتبر الخبراء أن تكاثر موجات الحر هذه وكذلك مدتها الأطول وشدتها، من عواقب تغير المناخ.
تضررت شبه الجزيرة الأيبيرية بشدة من ارتفاع حرارة الارض وموجات الحر والجفاف الذي يسببه أو يزيده حدة مما يؤدي الى اندلاع الحرائق.
في أقل من أسبوع احترق حوالي 15000 هكتار في البلدين وخاصة في البرتغال حيث خلفت الحرائق أضرارا ودمارا.
اعلن الحريق الذي اندلع في منطقة اوديميرا (جنوب) "تحت السيطرة" بعد ان دمر 8400 هكتار فى خمسة أيام حسب تقديرات جديدة، وفق ما أعلن قائد الحماية المدنية فيتور فاز بينتو في مؤتمر صحافي.
ولا يزال ألف من عناصر الإطفاء المدعومين من 359 آلية و15 طائرة، في حال تأهب بسبب "احتمال إعادة اشتعال الحرائق خلال النهار".
تم إجلاء ما يقارب 1500 شخص ومعالجة 42 آخر من قبل خدمات الطوارئ. وتوقعت فرق الإطفاء صباح الأربعاء تحسنا بسبب الأحوال الجوية المواتية.
تراهن التوقعات على ارتفاع معدل رطوبة الهواء وانخفاض درجات الحرارة خاصة على الساحل بحيث ستتراجع الى ما دون الثلاثين درجة مئوية.
ومع ذلك لا يزال خطر نشوب حرائق مرتفعا، مع توقع تسجيل الحرارة بين 32 و38 درجة مئوية في المناطق الداخلية من البلاد.
قال خواكين دييغيز صاحب مسكن ريفي قريب "نقلنا الزبائن إلى فندق في الكانتارا لكننا هنا مضطربون وقلقون لأن ثمة غابة ضخمة فيها أشجار بلوط عمرها قرن وهذا أمر يحزننا للغاية".
أفادت تقديرات أولية عن تدمير مساحة 350 هكتارا مما يجعل منه ثالث أكبر حريق في الأيام الأخيرة في إسبانيا، بعد حريق غابات أتى على 573 هكتارا في بورتبو في كاتالونيا(شمال شرق)، وحريق آخر دمر 450 هكتارا قرب بوناريس في الأندلس (جنوب).
وفقا لتقديرات موقتة أتت الحرائق على مساحة 100 ألف هكتار في 2023 في إسبانيا والبرتغال، مقابل أكثر من 400 ألف في عام 2022.
درجات الحرارة المرتفعة تهدد حياة الأطفال
من جهتها قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن ثلاثة أرباع الأطفال في جنوب آسيا يتعرضون لدرجات حرارة عالية للغاية، مقارنة بواحد فقط من كل ثلاثة أطفال على مستوى العالم، وحثت السلطات على بذل المزيد لحمايتهم.
وفي تحليل تقدر اليونيسف أن 76 في المائة من الأطفال دون سن 18 في المنطقة – أي ما يعادل 460 مليون طفل - يتعرضون لدرجات حرارة عالية للغاية حيث تتجاوز درجات الحرارة الـ 35 درجة مئوية على مدى 83 يوما أو أكثر سنويا.
لقد كان شهر تموز/ يوليو الشهر الأكثر احتراراً على مستوى العالم الذي تم تسجيله على الإطلاق، مما أثار المزيد من المخاوف بشأن مستقبل الأطفال، بمن فيهم أولئك الذين يعيشون في جنوب آسيا، حيث من المتوقع أن يواجهوا موجات حر متكررة وشديدة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تغير المناخ.
وقال سانجاي ويجيسكيرا، المدير الإقليمي لليونيسف لجنوب آسيا: "مع بلوغ الغليان العالمي، تُظهر البيانات بوضوح أن حياة ورفاه ملايين الأطفال في جميع أنحاء جنوب آسيا مهددة بشكل متزايد بموجات الحر ودرجات الحرارة المرتفعة".
وفقا لمؤشر اليونيسف للمخاطر المناخية للأطفال لعام 2021، فإن اليافعين في أفغانستان وبنغلاديش والهند وجزر المالديف وباكستان معرضون لخطر شديد للغاية من آثار تغير المناخ.
وأعرب السيد ويجيسكيرا عن قلقه الخاص بشأن "الرضع والأطفال الصغار والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والنساء الحوامل لأنهم أكثر عرضة لضربات الشمس وغيرها من الآثار الخطيرة".
في أجزاء من إقليم السند بجنوب باكستان، بما في ذلك جاكوب آباد، المدينة الأكثر احترارا في العالم لعام 2022، وصلت درجات الحرارة إلى الأربعينيات خلال شهر حزيران / يونيو، مما عرّض 1.8 مليون شخص لمخاطر صحية شديدة على المديين القصير والطويل.
وأتت درجات الحرارة الحارقة هذه بعد أقل من عام من الفيضانات المدمرة التي غمرت معظم أجزاء جنوب السند في آب /أغسطس الماضي.
بما أن الأطفال لا يستطيعون التكيف بسرعة مع التغيرات في درجات الحرارة، فإنهم غير قادرين على إزالة الحرارة الزائدة من أجسامهم، مما قد يفاقم وضعهم حتى في موسم الأمطار.
يمكن أن يسبب ذلك أعراضاً وأمراضاً مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم، وسرعة ضربات القلب، والتشنجات، والصداع الشديد، والارتباك، وفشل الأعضاء، والجفاف، والإغماء، والغيبوبة عند الأطفال الصغار؛ ضعف النمو العقلي عند الرضع، ونكسات في النمو مثل الخلل الوظيفي العصبي وأمراض القلب والأوعية الدموية.
كما تواجه النساء الحوامل مخاطر عديدة، بما فيها الانقباضات المبكرة، وارتفاع ضغط الدم، والنوبات، والولادات المبكرة، والإملاص.
بالنسبة للأطفال الصغار، يمكن أن تساعد أكياس الثلج أو المراوح أو رذاذ الماء في خفض درجة حرارة أجسامهم، بينما يمكن أن يساعد الغمر بالماء البارد الأطفال الأكبر سنا.
في نهاية المطاف، الأطفال والمراهقون والنساء الأكثر ضعفاً هم من يدفعون الثمن الأبهظ لظواهر الطقس المتطرفة.
وفي هذا السياق، قال السيد ويجيسكيرا: "الأطفال الصغار ببساطة لا يستطيعون تحمل الحر. ما لم نتحرك الآن، سيستمر هؤلاء الأطفال في تحمل وطأة موجات الحر الأكثر تواتراً وشدة في السنوات القادمة، من دون أي ذنب".
كيفية التغلب على الحرارة
أثناء ارتفاع درجات الحرارة، تحث اليونيسف العاملين في الخطوط الأمامية والآباء والأسر ومقدمي الرعاية والسلطات المحلية على حماية الأطفال و"التغلب على الحرارة" من خلال اتباع الخطوات التالية:
الحذر والحماية من الإجهاد الحراري. اتخاذ التدابير الوقائية والتعرف على الإجهاد الحراري ومعرفة الإجراءات التي يجب اتخاذها؛
تحديد الأعراض بسهولة. التعرف على أعراض الأمراض المختلفة المرتبطة بالحرارة المرتفعة التي يحتاج مقدمو الرعاية والمجتمعات والعاملين في الخطوط الأمامية إلى معرفتها؛
التصرف فوراً للحماية. تعلم إجراءات الإسعافات الأولية التي يحتاج مقدمو الرعاية والعاملين في الخطوط الأمامية إلى اتخاذها لإعادة توازن حرارة الجسم على المدى القصير؛ والذهاب إلى المنشآت الصحية. يجب على العاملين في الخطوط الأمامية والعائلات ومقدمي الرعاية التعرف على أعراض الإجهاد الحراري على الفور، وخاصة علامات ضربة الشمس، والمساعدة في نقل الأشخاص المتضررين إلى المرافق الصحية.
اضف تعليق