على الرغم من أن المقارنة بين البيتكوين والذهب تُسهل فهم استخدامات البيتكوين المتنوعة، إلا أن السؤال الأهم يظل قائمًا: أيهما يعد استثمارًا أفضل؟ وفقًا لتقرير موتلي فول، المالي المتخصص في تقديم المشورة المالية، يبدو أن أحد الأصول يتمتع بميزة واضحة على الآخر...
منذ ظهور البيتكوين قبل 15 عامًا، شهدت العملة المشفرة تطورًا ملحوظًا، حتى أصبحت من أبرز الأصول في القرن الحادي والعشرين. وقد واجه المستثمرون تحديات في فهم طبيعة البيتكوين ومدى جدواها كاستثمار، وغالبًا ما يُشبهونها بالذهب الرقمي لتسهيل الفهم.
على الرغم من أن المقارنة بين البيتكوين والذهب تُسهل فهم استخدامات البيتكوين المتنوعة، إلا أن السؤال الأهم يظل قائمًا: أيهما يعد استثمارًا أفضل؟ وفقًا لتقرير «موتلي فول»، المالي المتخصص في تقديم المشورة المالية، يبدو أن أحد الأصول يتمتع بميزة واضحة على الآخر.
تتبع جذور الذهب
بحسب تقرير «موتلي فول»، فقد تبدلت قيمة الذهب عبر العصور بشكل كبير، إذ أنه استُخدم كعملة لآلاف السنين، ولكنه تحول في النهاية إلى الملاذ الآمن خلال الاضطرابات الاقتصادية في السبعينيات. ومع ارتفاع معدلات التضخم إلى أرقام ذات خانتين، اكتسب الذهب شهرة كوسيلة فعالة للحفاظ على الثروة ومقاومة انخفاض قيمة الدولار.
وقد أثبت الذهب نجاحه خلال تلك الفترة، حيث ارتفعت قيمته من أقل من 300 دولار للأوقية إلى حوالي 2600 دولار، بزيادة تقدر بـ 700٪، وهو ما كان كافيًا لتجاوز التضخم الشديد في ذلك الوقت.
من هذا الأداء البارز، ربما نشأت فكرة الذهب كمخزن للقيمة. ومع ذلك، لا يزال السبب وراء استمرار هذه الفكرة غير واضح. ومع اقتراب نهاية عقود من التضخم منذ السبعينيات، كان أداء الذهب متواضعًا. من عام 1980 حتى نهاية عام 2023، كان العائد الإجمالي المعدل للتضخم للذهب مخيبًا للآمال بنسبة -4٪، وهو ما يُعد أداءً ضعيفًا لأصل يُفترض أنه يحمي من التضخم.
مقارنة بالبيتكوين
قد تكون هناك عدة عوامل أدت إلى تراجع الذهب، مثل قوة الدولار بشكل عام مقارنة بالسبعينيات، وأسعار الفائدة المعتدلة التي شجعت المستثمرين على الاستثمار في أصول تُنتج الأرباح. وبينما يظل تحديد السبب الدقيق لهذا التراجع صعبًا، فإن الواضح هو أن الفكرة السائدة عن الذهب كمخزن للقيمة تتلاشى.
وأشار التقرير إلى أنه «مع الأخذ في الاعتبار غياب بيانات تمتد لعقود من الزمن بالنسبة للبيتكوين، قد يكون من غير العادل مقارنة أداء الذهب على مدى 50 عامًا. للتعرف إلى الأداء الأخير».
في العقد الماضي، حقق الذهب عائدًا معدلاً للتضخم بنسبة 30٪، أي بمعدل سنوي يبلغ 2٪ فقط. في المقابل، شهدت البيتكوين ارتفاعًا في قيمتها بأكثر من 3,700% مع عوائد سنوية تبلغ 44% بعد تعديل التضخم.
غالبًا ما يشير المدافعون عن الذهب والمنتقدون للعملات المشفرة إلى التقلبات الكبيرة التي شهدتها البيتكوين خلال تاريخها. ومع ذلك، يمكن أن تكون هذه التقلبات مفيدة أيضًا. فالتقلبات نفسها التي تسببت في خسائر كبيرة للبيتكوين كل بضع سنوات هي التي ساعدت في تحقيق أدائها المتميز في هذا القرن. وهناك دلائل تشير إلى أن تقلبات البيتكوين تقل مع نضوج السوق.
وبالنظر إلى المدى الطويل، يمكن اعتبار تقلبات البيتكوين ميزة. بالنسبة للمستثمرين الذين يخططون للاستثمار على مدى سنوات أو عقود، وليس أشهر، فإن البيتكوين يُعد خيارًا ممتازًا بسجله الحافل وإمكاناته الطويلة الأمد.
الأسباب الحقيقية وراء كون البيتكوين أفضل من الذهب
بينما يتضح أن البيتكوين يتفوق على الذهب من حيث القيمة السوقية، هناك عدة خصائص تجعل البيتكوين مخزنًا للقيمة يتماشى مع متطلبات العصر الحديث. وفقًا لتقرير «موتلي فول»، يبرز العرض المحدود للبيتكوين كأحد أبرز هذه الخصائص. بينما يُعتقد أن الذهب مورد محدود، فإن كميته قابلة للزيادة من خلال التنقيب والاكتشافات الجديدة. في المقابل، يُعد الحد الأقصى لعدد البيتكوين، والذي يبلغ 21 مليون وحدة، ثابتًا ولا يمكن تغييره.
يُشير التقرير إلى أن اللامركزية والأمان هما من الخصائص الجذابة للبيتكوين، مما يجعلها بديلاً متفوقًا للذهب. تُدار البيتكوين عبر شبكة بلوكتشين موزعة حول العالم، مما يوفر للمستثمرين الأمان بأن أموالهم محمية بتقنية لا يمكن اختراقها، ولا يمكن لأي حكومة أن تُقلل من قيمتها أو تُصادرها، وهو ما لا يمكن للذهب أن يضمنه.
في النهاية فإنه في عالم يزداد رقمنة وتتناقص فيه قيمة العملات الورقية، يبرز البيتكوين كاستثمار يُقدم حرية مالية حقيقية، خالية من التلاعب النقدي. ليس فقط أثبت البيتكوين قدرته على تجاوز الذهب كمخزن متميز للقيمة، بل إنه يُعتبر الأصل الأمثل لتأمين وتنمية الثروة في العصر الحالي.
اضف تعليق