أدى انهيار بنوك سيجنتشر بنك Signature، وسيلكون فالي بنك SVB، وسيلفرجيت Silvergate، الصديقة لقطاع للعملات المشفرة، خلال الأسابيع الماضية، إلى إعادة الحديث حول معايير وأدوات تقييم أداء وكفاءة البنوك، ويعد فحص كفاءة وأداء البنك تقييما شاملا لوضعه المالي وأدائه وممارسات إدارة المخاطر الخاصة به...
أدى انهيار بنوك سيجنتشر بنك Signature، وسيلكون فالي بنك SVB، وسيلفرجيت Silvergate، الصديقة لقطاع للعملات المشفرة، خلال الأسابيع الماضية، إلى إعادة الحديث حول معايير وأدوات تقييم أداء وكفاءة البنوك.
ويعد فحص كفاءة وأداء البنك تقييما شاملا لوضعه المالي وأدائه وممارسات إدارة المخاطر الخاصة به. ويندرج هذا الاختبار ضمن مسؤولية المنظمين المصرفيين أو المدققين المستقلين الذين يعمدون إلى إجرائه بين الحين والآخر، بهدف تقييم قدرة المصرف المعني على مجاراة الظروف الاقتصادية القاسية والمخاطر المحتملة، بما في ذلك مخاطر الإقراض والسوق والسيولة والتمويل.
وفي رحلة هذا الاختبار المصرفي، يتم فحص بيانات المصرف المالية من الميزانية العمومية إلى بيانات الدخل وبيانات التدفق النقدي وصولًا إلى أساليب إدارة المخاطر. ويعد هذا الفحص مهمًا، بل وضروريًا، إذ أنه يمكّن المنظمين كما أصحاب المصلحة من تقيين نسبة الاستقرار المالي في المصرف وفعاليته التشغيلية.
بإتمام هذا الفحص، يمكن اتخاذ التدابير السريعة بهدف الحد من المخاطر، أو المساعدة في رصد مخاطر محتملة ونقاط ضعف قد تؤثر على أداء البنك نفسه. هذا ويساعد الفحص الصحي للبنك في دعم استقرار القطاع المالي والحفاظ على ثقة الجمهور والأفراد.
ومع غياب الرقابة المالية والتنظيمية لهذه المؤسسات والمصارف في بعض الدول، قد تميل هذه الأخيرة إلى الانخراط والمشاركة في ممارسات محفوفة بالمخاطر من دون القواعد والضوابط التنظيمية الملائمة. فما هي إذًا المقاييس الأساسية لتقييم صحة البنك؟ إليك أهمها فيما يلي:
1- القيمة الاقتصادية للأسهم (EVE)
القيمة الاقتصادية للأسهم، هو مقياس للقيمة طويلة الأجل لأسهم رأس مال مؤسسة مالية معينة، مع الأخذ في عين الاعتبار القيمة الحالية لأصولها والتزاماتها. تشير القيمة الاقتصادية للأسهم إلى قيمة أسهم رأس المال المتبقية بعيد تصفية جميع الأصول والوفاء بالالتزامات وجميع المستحقات.
غالبًا ما يستخدم هذا المقياس وبشكل متكرر في حساب مخاطر أسعار الفائدة في الدفتر المصرفي. تشير قيمة هذا المقياس السلبية إلى أن البنك بحاجة إلى مزيد من الأموال للوفاء بالتزاماته المترتبة عليه، نظرًا لتجاوز هذه الالتزامات قيمة الأصول الموجودة. وانطلاقًا من هذا الرقم السلبي والتحليل المنطقي، يمكن القول بأن الاستقرار المالي للبنك في دائرة الخطر. لذلك، لا بد للبنك تبني حلول تصحيحية لرفع القيمة الاقتصادية للأسهم وخفض مخاطر أسعار الفائدة.
2- صافي هامش الفائدة (NIM)
صافي هامش الفائدة، هو الرقم الذي يشير إلى الفرق بين إيرادات فوائد البنك ومصروفاتها. يوضح صافي هامش الفائدة قدرة البنك على جني الأموال من أصوله كالقروض والرهون العقارية وغيرها، في إطار لتكاليف مصادر تمويله كالودائع والاقتراض وغيرها. وكلما ارتفع صافي هامش الفائدة كلما كان البنك أكثر ربحية. فهو يجني دخلًا أكبر مما ينفقه على الفوائد، والعكس صحيح.
3- نسبة الكفاءة
نسبة الكفاءة هي النسبة التي تستخدم عادة في البنوك، لحساب العائد كنسبة مئوية (المصاريف/ الإيرادات). قد تمثل نسبة الكفاءة العالية إنذارًا للبنك، إذ قد يواجه صعوبة في جني الأموال والإبقاء على قدرته التنافسية في السوق. إذا تجاوزت هذه النسبة الـ60% فهذا يدل على امتلاك المصرف هيكل عالي التكلفة، الأمر الذي قد يؤدي إذًا إلى خفض الربحية. لذلك، على المصرف اتخاذ التدابير اللازمة والسريعة لرفع مستوى أدائه، من خلال تبسيط عملياته أو خفض التكاليف المتعلقة بالنفقات العامة، أو حتى تعزيز قدرته على جني الإيرادات.
4- عائد الأصول (RoA)
يعمد عائد الأصول إلى قياس نسبة نجاح البنك في تحقيق الأرباح من أصوله. فكلما ارتفع عائد الأصول، أي أكثر من 1%، فهذا دليل على أن البنك يجني عائدًا جيدًا على أصوله وبل هو فعال في كسب الأرباح وفقا لموقع انفستوبيديا.
5- العائد على رأس المال (RoE)
يعمد العائد على رأس المال إلى قياس نسبة ربحية المصرف نظرًا إلى أسهم المساهمين. وكلما ارتفع هذا المؤشر كلما اتضح أن أداء البنك جيد.
عديدة هي المقاييس المتوفرة لفحص صحة البنك وأدائه في السوق التنافسية. ولكل مقياس معادلته الخاصة لاحتساب نسبته، وبالتالي تحليله، للحصول على صورة واضحة للبنك ومكنوناته.
اضف تعليق