تمنح الاجازة الزوجية الزوجين فرصة استعادة الحسابات وتفجر في داخلهم طاقات لم يكتشفها من قبل كما ان الإجازة تحد من مظاهر السلوك السلبي، لاجتماع الزوجين دائماً في مكان واحد أوقاتاً طويلة وهذا الأمر يولد مشاعر الملل والرغبة في الهروب منه ومن الشريك...

منطقياً بعد ان يشبع الانسان اي حاجة من حاجاته يبدأ في النظر اليها وكأنها امر طبيعي بل ويفضل في احيان كثيرة الابتعاد عن ذلك الاشباع المفرط والعودة ثانية، لذا يفضل الكثير من الازواج الواعين في منح انفسهم اجازة لمدة معينة تقضي بأبتعادهم عن بعضهم البعض لاستعادة حالة الشغف والاشتياق لبعضهم وهو ما يعطي لحياتهم حيوية وفعالية وتجدد.

انا شخصياً من اؤلئك المؤمنين بكونها فرصة ذهبية للطرفين لإنعاش الحياة الزوجية، والخروج عن الروتين اليومي وغرس اللهفة والاشتياق في نفوسهم وهذا هو الجانب العقلاني من التفكير، اما الجانب العطفي فيرى انها ليس ضرورية او انها دعوة للهجران ومحاولات لابعاد العوائل عن بعضها والشعور بكون البقاء معاً ليس مهماً ويمكن مغادرته وهذا ليس منطقي بالمرة.

في هذا السياق يؤكد استاذ الطب النفسي الدكتور جاسم المرزوقي على اهمية التمتع بالاجازة الزوجية بقوله" تمنح الاجازة الزوجية الزوجين فرصة استعادة الحسابات وتفجر في داخلهم طاقات لم يكتشفها من قبل كما ان الإجازة تحد من مظاهر السلوك السلبي، لاجتماع الزوجين دائماً في مكان واحد أوقاتاً طويلة وهذا الأمر يولد مشاعر الملل والرغبة في الهروب منه ومن الشريك".

يقول احدهم حين سأل عما اذا كان مؤيد للاجازة الزوجية ام لا عندما تأكدت من جدوى الفكرة نصحت زوجتي بها وعلى الرغم من اعتراضها في بادئ الأمر إلا أنني أقنعتها أن هذه الأيام من شأنها أن تساعد على تنقية الجوّ بيننا، وتحفز مشاعر الحب والحنين من جديد، وفعلاً جربنا الامر وكان له مردودات ايجابية كبيرة على حياتنا بصورة عامة.

على الضفة الاخرى

ومع ايجابيات الاجازة في الحياة الزوجية ولمس فوائدها الكبيرة غير ان البعض يرفضها رفضاً قاطعاً ويراها صيحة من صيحات هذا الزمن التي ليس لها اثر سيما بين حديثي الولادة، اذ يتسائلون اذا كان المتزوجين لاشهر او لسنوات قليلة بدأ الملل يدب في علاقتهم فما حالهم بعد سنوات طويلة؟، ولعل في التسائل شيئاً من المنطقية.

اشكال الاجازة الزوجية 

على الزوجين اختيار الكيفية التي تكون عليها الاجازة الزوجية، فقد يفضل الزوج السفر مع اصدقاءه القدامى الذي انشغل عنهم لسنوات بفعل الالتزامات الحياتية وبالتالي يرى في الامر فرصة موفقة ليشحن نفسه مع المقربين منه بالطاقة الايجابية عبر هذه السفرة التي يجب ان تكون متوسطة الوقت وفي الوقت المناسب للعائلة من حيث الالتزام الوظيفي وغير ذلك.

بينما تفضل الزوجة قضاء وقت الاجازة في منزل ابويها مع اخوتها واخواتها لاستعادة الذكريات التي تجمعها بهم وممارسة بعض الهوايات والسلوكيات التي كانوا يقومن بها في الماض وبالتالي تعيد لنفسها البهجة والراحة والتجدد قبل ان تعود ثانية الى منزلها وعائلتها.

العدالة في الفكرة

الاساس في الافادة من هذه الفكرة هو تطبيقها بعدالة بين طرفي العلاقة وليس لاحد افضلية على احد سيما مع كون المجتمع الشرقي يعطي الافضلية للرجل ولانعرف لماذا هذه الافضلية، معللين ذلك الى كون المرأءة هي محور المنزل وغيابها عنه يعني تعرضه الى التدهور والارتباك لكن ذلك مبرراً بالمرة فهي بحاجة الى الاجازة للأفادة من عائدات هذه الفسحة الزمنية التي تعيد الامور الى نصابها وتعيد للحياة بهجتها وتجددها كما كأنها بداية الحياة الزوجية.

في الخلاصة ايها القارئ الكريم تفيد الاجازة في الزواج في التجديد واعادة الانجذاب وتقوية العلاقة بعد ان اصابها عوامل الزمن، لكن يجب ان تكون وفق اسس علمية مدروسة ومخطط لها بعيداً عن التقليد غير المجدي.

اضف تعليق