لضمان استقرار العلاقة الطيبة بين الام والزوجة وضع الحدود والقواعد الاساسية وتنفيذها بحزم وبشكل متكرر سيمنع من خوض المعارك، اذ يؤدي التعامل بحدود وبلطف واحترام ومن دون الدخول في المناقشات الاستفزازية بحيث لا تصبح كل مرة تلتقي فيها مجرد فرصة أخرى للتعبير عن الغضب والعداء...

الزواج هو شريعة الله التي اراد منها ادامة النسل الانساني واستمرار البشرية، ويهدف الى تحقيق اهداف اخرى للانسان منها اشباع حاجة الجنس الغريزية لتحقيق التوزان النفسي، ومن هذه الاهداف ينطلق الانسان باحثاً عن شريك حياته التي توصله الى تلك الاهداف، غير ان المشكلة التي تطفو الى السطح بعد الزواج هي الاختلاف في الرؤى والنظرة الى الكثير من التفصيلات الحياتية بين الام والزوجة فتبدأ المشكلات.

لدى الكثير من الامهات شعور ان الزوجة تسرق ابنها وهذا الشعور يدفعن الى محاولة الابقاء عليه وعدم فسح المجال للزوجة بالتحكم فيه كما يعتقدن، وهذا ما يجعل الامهات يشعرن ان كل سلوك يقوم به الزوج لزوجته هو انصياع لها وهذا هو اساس الكثير من المشكلات، بينما الحقيقة ان الزوج يمارس حق رعاية عائلته التي لها الحق في ذلك، فالتقصير بحق العائلة منقصة بحق الرجل، فلابد من الموازنة بين الام والزوجة تحاشياً لاستمرار الخلافات.

إدارة العلاقة بين الأم والزوجة ومحاولة التوفيق بينهما قضية معقدة تواجه أغلب الرجال المتزوجين، وموقفك كشخص هو الأقرب إلى امراءتين لا يتفقان على احقية من اكثر من الاخرى هو الذي يتسيد هذا الخلاف، وهو ما يجعل الحياة الزوجية أصعب مما يجب أن تكون عليه، لذا يجب ان يكون الزوج على قدر عالي من المسؤولية والفهم لادارة هذا الشد والجذب والخروج بحلول مرضية للطرفين.

في هذا السياق تقول المختصة النفسية الدكتورة (أبيجيل برينر) لموقع (سيكولوجي توداي) "يجب تقبل حقيقة أن الحياة ليست مثالية وكذلك الأشخاص الذين يشكلون عالمك، فبعض الناس يتوقعون أن كل شيء سيعمل بسلاسة، ولا يتقبلون حقيقة أن كل من يحبونهم قد لا يحبون بعضهم بعضا، فلا تتوقع أن تكون رحلة سهلة، ومهما حدث من مشاكل لا تعتقد أبدا أنك ارتكبت خطأ بالزواج من زوجتك الحالية، ولا تظن كذلك أن البقاء دون زواج سيقيك المشكلات".

كيف يدير الزوج هذا الصراع؟

لادارة صراع الام مع الزوجة ينبغي على الزوج القيام بما يلي:

التخطيط قبل الزواج بمعنى انك اذا كنت تنوي الزواج في بيت الاهل وانت تعرف شخصية امك وتعرف تماماً ما الذي تحبه وما الذي تكرهه عليك ان تختار الشريكة بما يناسب طبيعة امك لتكسب بها والدتك وليصبحا صديقتين منذ البداية، وهذا افضل من الاختيار العشوائي الذي ليس فيه توافق وقد تنذر العلاقة بينهم بشر مما يعقد الموضوع ويهدد العوائل بإنفراط عقدها.

ومن المهم لضمان استقرار العلاقة الطيبة بين الام والزوجة وضع الحدود والقواعد الاساسية وتنفيذها بحزم وبشكل متكرر سيمنع من خوض المعارك، اذ يؤدي التعامل بحدود وبلطف واحترام ومن دون الدخول في المناقشات الاستفزازية بحيث لا تصبح كل مرة تلتقي فيها مجرد فرصة أخرى للتعبير عن الغضب والعداء، وهنا ستسير الامور بسلاسة ومن دون مشكلات.

ومن الجيد تخصيص وقت للوالدة لرعايتها والاهتمام بها والجلوس معها والاستماع لما تقوله وهو ما يخفف من رغبتها في احكام السيطرة عليك وذلك يتحقق ان شعرت الوالدة ان ابنها يمسك العصى من المنتصف ولا يهملها، فمن الجيد ان تصطحبها لزيارة مكان ترفيهي او مطعم او زيارة مرقد مقدس، ومن ثم تعطي لزوجتك وقتها وتحقق لها ما يمكن تحقيقه من طلبتها وبذلك ضمنت الهدوء والسكينة.

كما يجب على الزوج توضيح الامور لزوجته ومنها ضرورة الاهتمام بالام وتفضيلها في مواقف معينة لئلا تنكسر نفسياً، وشرح الواجبات التي ينغي القيام بها لصالح الام، وغلق باب التدخل من الزوجة فيما يخص ما يقدم الولد لامه مع مراعاة عدم اهمال الزوجة وتوفير ممكن توفيره من حقوق لها.

وعلى الولد ان لا يشجع على الشكوى من قبل امه وزوجته، وحين تشتكي احداهما من سلوك لم يعجبها من الاخرى لا تبادر للتحدث مع الاخرى مع محاولة امتصاص الغضب ويمكنك الاستماع إليهما للتنفيس، لكن لا تجعل ذلك عادة لان ذلك سيجعلهم يشكون كثيرا وهو ما يرهق المشتكى اليه، وبهذه الامور يمكن للزوج ان يدير العلاقة بين امه وزوجته ويمنعها من التدهور.

اضف تعليق