في الأعياد تعمل الأسر على تجهيز الاحتفالات والتجمعات العائلية، ولا شك أن وجود الأطفال في هذه المناسبات يضيف لها البهجة والسعادة. ومع اجتماع الأطفال ولعبهم بشغف وحماس، قد تتعرض الأطفال لإصابات مثل الكسور والجروح، فكيف التعامل معها؟ وكيف نقلل خطر تعرض الأطفال لها؟...
في الأعياد تعمل الأسر على تجهيز الاحتفالات والتجمعات العائلية، ولا شك أن وجود الأطفال في هذه المناسبات يضيف لها البهجة والسعادة. ومع اجتماع الأطفال ولعبهم بشغف وحماس، قد تتعرض الأطفال لإصابات مثل الكسور والجروح، فكيف التعامل معها؟ وكيف نقلل خطر تعرض الأطفال لها؟
إن الاصابات بالكسور عند الأطفال تزداد بفترات الأعياد والمناسبات الاجتماعية المختلفة، وكذلك بفترة العطل المدرسية، لارتباط ذلك بقضاء الوقت بالأماكن الترفيهية والمتنزهات وأماكن الألعاب المختلفة.
الكسر هو عبارة عن انفصال في استمرارية النسيج العظمي، وعادة ما يكون ناتج عن إصابة أو قوة خارجية، أما الكسور غير الناتجة عن إصابة فهي كسور مرضية، تستدعي المزيد من الاهتمام من حيث معرفة المرض المؤدي للكسر.
الكسور عند الأطفال
أشار الدكتور أبو طربوش إلى أن الكسور عند الأطفال تختلف عنها عند الكبار، فعموما معظم هذه الأنواع من الكسور قابلة للعلاج دون تداخل جراحي، بينما البالغون والشباب كسورهم احتمالية أن تتطلب جراحة أكبر.
وتابع بأن كسور وإصابات الأطفال غالبا ما تكون مرتبطة بكثرة الحركة، كالسقوط، وعدم الانتباه وعدم الحيطة والحذر.
كيف نتجنبها؟
لتجنب الإصابة بالكسور حسب ما ذكر الدكتور أبو طربوش، فإنه يجب بداية تجنب الإصابة بالسقوط، ويكون ذلك من حيث الانتباه والأخذ بوسائل السلامة العامة مع الحيطة والحذر، مثل الحرص على عدم وجود عوائق قد تؤدي لتعثر الطفل، أو وجود أرضية زلقة أو مبللة. وعدم اللعب على سطح المنزل، أو على شرفة دون وجود حماية.
ودعا الأهل لمراقبة الأبناء أثناء اللعب واللهو، وعدم ترك الأطفال لوحدهم، بل مرافقتهم وجعلهم تحت أعينهم.
الإصابات الأكثر شيوعا
أن أكثر إصابات الأطفال شيوعا هي الكسور غير المزاحة أو قليلة الإزاحة، وعادة ما تكون في نهاية عظمة الكعبرة عند الرسغ، أو حول منطقة المرفق أي الكوع، بالإضافة لكسور الساق.
التعامل مع الإصابة حال حدوثها علاج الكسر أو أي إصابة عادة يبدأ من موقع الإصابة، حيث يتم تقديم الإسعافات الأولية للمصاب، ومن ثم نقله إلى أي مركز طبي أو مستشفى.
ونوه إلى أنه من الممكن التنبؤ أو الشك بوجود الكسر فورا بعد الإصابة، وذلك عن طريق شكوى المريض وفحصه، حيث يشكو المريض من ألم شديد، تورم، عدم المقدرة على استخدام الطرف المصاب، تشوه أحيانا بالطرف، مع إحساس بالطقطقة أو خشخشة الكسر.
ونبه إلى ضرورة تثبيت الطرف المصاب مع عدم التحريك عند الإصابة، ووضع كمادات باردة، والتوجه للطبيب بعدها أو طلب الإسعاف. بحسب ما نشره موقع "الجزيرة نت".
نمط غامض يظهر في مستقبل الأطفال
يمكن أن يكون كسر العظام في الطفولة علامة تحذير من مخاطر الكسر وهشاشة العظام في المستقبل. ويعد تاريخ الكسور السابقة أحد أقوى عوامل التنبؤ بالكسور المستقبلية، إلا أن الإرشادات الحالية المستخدمة لتحديد مخاطر الإصابة بهشاشة العظام تتجاهل كسور الأطفال.
في تاريخ الكسور لدى مجموعة من الأشخاص في منتصف العمر الذين هم جزء من دراسة دنيدن، مشروع شامل استمر لمدة خمسة عقود. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين كسروا عظمة أكثر من مرة في طفولتهم لديهم أكثر من ضعف احتمالات كسر العظام كشخص بالغ. في النساء، أدى ذلك أيضا إلى انخفاض كثافة العظام في الورك في سن 45.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن الأطفال الذين يعانون من الكسور يميلون إلى العيش في أسر فقيرة، ولديهم مستويات عالية من التمارين الرياضية القوية، أو يعانون من زيادة الوزن أو لديهم مؤشر كتلة جسم مرتفع، ونقص فيتامين د، وانخفاض مدخول الكالسيوم، وقد يتعرضون للإيذاء الجسدي. والأطفال الذين يتعرضون للكسر بشكل متكرر قد يكون لديهم أيضا هياكل عظمية هشة بشكل خاص، وقد يكونون "معرضين للحوادث"، أو قد تحدث كسور عظامهم أثناء ممارسة الرياضة أو النشاط البدني.
لكن السؤال المهم هو ما إذا كان الأطفال الذين يكسرون العظام يعانون من انخفاض مؤقت في قوة العظام أثناء النمو السريع، أو إذا استمر ضعف العظام حتى مرحلة البلوغ. وجميع الأشخاص الذين درسناهم هم جزء من دراسة دنيدن الفريدة، التي تتبعت تطور ألف طفل ولدوا في سلوكيات دنيدن بين أبريل 1972 ومارس 1973.
وتم تقييم أعضاء الدراسة مرارا وتكرارا كل بضع سنوات منذ ذلك الحين، في مجموعة واسعة من الموضوعات بما في ذلك سلوكيات المخاطرة، والمشاركة الرياضية، والإيذاء الجسدي، وحرمان الأطفال والبالغين، من بين أمور أخرى.
وخضعوا أيضا مرارا وتكرارا لمقابلات وجها لوجه للاستفسار عن الإصابات، بما في ذلك الكسور منذ أن كانوا أطفالا. وهذا يعني أنه يمكننا مقارنة تاريخ الكسور الطبية في منتصف العمر مع ذكرياتهم من الطفولة.
والأهم من ذلك، نظرا لأن دراسة دنيدن تجمع أيضا معلومات شاملة حول العوامل الأخرى التي قد تفسر سبب إصابة بعض الأطفال بكسور متكررة، يمكننا تضمين هذه الجوانب في تحليلاتنا.
وكان كل من الأولاد والبنات الذين عانوا من أكثر من كسر واحد في سن الطفولة أكثر عرضة للكسر أكثر من ضعف احتمال تعرضهم للكسر.
وبين الإناث، ارتبطت كسور الطفولة بانخفاض كثافة المعادن في العظام في الورك في وقت لاحق من الحياة، ولكن هذا لم يكن هو الحال بين الذكور.
وسعت العديد من الدراسات الأخرى إلى تحديد ما إذا كان الأطفال الذين أصيبوا بكسر واحد أثناء الطفولة يعانون من هشاشة في الهيكل العظمي تستمر حتى مرحلة البلوغ.
ولم يكن الخطر المستمر مرتبطا بعوامل سلوكية أخرى، مثل السلوك المحفوف بالمخاطر، أو التركيبة السكانية، أو السمنة، أو إساءة معاملة الأطفال، أو المشاركة الرياضية.
وعلى الرغم من أننا لا نعرف الآليات الدقيقة لهذا الخطر المتزايد للكسر في مرحلة البلوغ، يمكن استخدام النتائج لرفع مستوى الوعي للأشخاص الأكثر عرضة للخطر. بحسب ما نشره موقع RT Arabic"".
كم من الوقت يستغرق التئام الكسور؟
عند مناقشة التئام الكسور والوقت المستغرق للشفاء، يجب ملاحظة موضع كسر العظم وما إذا كان الكسر مفتوحا (أي أن العظم المكسور يخترق الجلد ويترك جرحًا مفتوحًا) أو مغلقًا، أو إذا حدثت إزاحة للعظام بعيدًا أم بزاوية أو مجرد تشققات بسيطة في العظام، بحسب ما ورد في تقرير نشره موقع "Injury Medicine".
بشكل عام، كلما زادت الطاقة اللازمة لكسر العظم، زاد الضرر الذي يلحق بالعظام والأنسجة الرخوة، وبالتالي لإمداد الجسم بالدم، وفي حين أن بعض الكسور يمكن علاجها باستخدام قالب أو دعامة أو جبيرة، فإن البعض الآخر يتطلب جراحة لإصلاح الكسر بالشرائح أو البراغي (المسامير).
ويكون الشفاء لكل شخص بشكل مختلف عندما يتعلق الأمر بالكسور، وتؤثر عوامل مثل نوع الكسر ومستوى الرعاية المقدمة وعمر الشخص، الذي يعاني من الكسر، على المدة الإجمالية للشفاء، بالإضافة إلى عوامل مهمة أخرى مثل التغذية والصحة العامة وحالة التدخين.
ويقول علماء إيزلي كلينك، وهو مركز متخصص في طب الإصابات وعلاج كسور العظام بولاية ساوث كارولينا الأميركية، إن هناك تقنيات طبية حديثة مستخدمة حاليًا لعلاج كسور العظام، مثل الأشعة السينية والأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي للمساعدة على تشخيص الكسور بدقة. ويؤكدون أنه يجب السعي للحصول على علاج فوري لأي كسر لتقليل مخاطر حدوث مضاعفات طويلة الأجل أو إعاقة.
مدة التعافي
يمكن أن تختلف أوقات التئام الكسور بشكل كبير اعتمادًا على شدة الكسر ونوعه. لكن تلتئم معظم الكسور، في المتوسط، في غضون 6-8 أسابيع.
ويمكن أن تستغرق الكسور بسبب الإجهاد والتي تكون عبارة عن تشققات بسيطة عدة أشهر للشفاء، في حين أن الكسور الشديدة، مثل تلك الناجمة عن الصدمات العنيفة، مثل حادث سيارة أو السقوط من ارتفاع كبير، يمكن أن تتطلب تدخلًا جراحيًا وتتطلب مزيدًا من الوقت للشفاء.
التغذية المناسبة
إن فهم أن أوقات الشفاء تختلف باختلاف الشخص وأن الكسر أمر بالغ الأهمية، ويؤكد الخبراء على أهمية التغذية الجيدة والمناسبة لصحة العظام والتئام الكسور.
ويمكن أن يساعد تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والمعادن الأخرى الضرورية لصحة العظام في تعزيز الشفاء الصحي. ويمكن أن تساعد التمارين الرياضية، حسب إرشادات الطبيب المعالج، أيضًا في تحسين الدورة الدموية حول موقع الكسر وتساعد في الشفاء.
3 مراحل لالتئام الكسور
يوضح أطباء إيزلي كلينك أن العظام المكسورة تلتئم على ثلاث مراحل، كما يلي:
1. المرحلة الالتهابية
تبدأ المرحلة الالتهابية في وقت الإصابة وتستمر حوالي أسبوع إلى أسبوعين، ويشكل النزيف حول الكسر ورمًا دمويًا أو جلطة عند نهايات العظام.
ويتسبب تلف الأنسجة في موت الخلايا ويتم تنظيف هذا الحطام الخلوي عن طريق الاستجابة الالتهابية، بعدئذ تتشكل الجلطة الدموية في شبكة بروتينية، حيث يبدأ العظم في "الترابط".
2. مرحلة الإصلاح
تستمر هذه المرحلة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وتتضمن إصلاحًا فعليًا للأنسجة وتشكيل خلايا حية جديدة من العظام والغضاريف والأنسجة الليفية في موقع الكسر، وبالتالي، يتكون نسيج مطاطي يعرف باسم " دُشبُذ الكسر"، وهو عبارة عن تكوين مؤقت يحل محل الورم الدموي ويكون مرئيًا في الأشعة السينية بعد 2-3 أسابيع من الإصابة.
3. مرحلة إعادة البناء
تحدث هذه المرحلة عندما يتم استبدال دُشبُذ الكسر بعظم قوي ومنظم. تستمر عملية إعادة النمذجة لعدة أشهر بعد توقف الكسر عن الألم ويبدو أنه يلتئم بالأشعة السينية.
التغذية السليمة تساعد في التئام الكسور
يقدم الخبراء النصائح التالية للمساعدة في التئام كسور العظام بشكل أسرع:
1. اتباع تعليمات الطبيب
بادئ ذي بدء، يجب استشارة الطبيب المعالج في كافة التفاصيل واتباع تعليماته بدقة تامة، وقد تتطلب بعض الكسور نشاطًا مشتركًا مبكرًا لتسريع التئام الكسور. في حالات أخرى، يجب تثبيت المنطقة المكسورة وعدم السماح بتحميل وزن الجسم عليها.
ويجب الانتباه إلى أن استخدام العضلات في الطرف المصاب يمكن أن يُحسن تدفق الدم ويقلل من التورم ويُسرع توصيل المغذيات للأنسجة التالفة، بالإضافة إلى الحد من تيبس وضمور العضلات، لكنه لا يكون مناسبًا وصحيحًا بالنسبة لجميع حالات كسور العظام.
2. التغذية الجيدة
يعد تناول نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا، يحتوي على البروتينات والفيتامينات C وD وK ضروريًا لشفاء العظام، كما أن المعادن الأساسية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور والزنك ضرورية أيضًا لتكوين العظام والشفاء.
3. التوقف عن التدخين
إذا كان المصاب مدخنًا، فربما يكون هذا هو الوقت المثالي للإقلاع عن التدخين، إن الإقلاع عن التدخين مفيدًا للصحة العامة وسيساعد في التئام الكسور. يقلل التدخين من تدفق الدم في الشعيرات الدموية الدقيقة، وهو أمر ضروري للشفاء من الكسور.
4. توخي الحذر بشأن الأدوية
يجب تجنب تناول جرعات عالية من العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين. يمكن أن تتداخل هذه الأدوية مع المراحل المبكرة من التئام الكسور. وفقًا ما نشره موقع "العربية".
مكملات «د» لا تمنع الكسور لدى الأطفال
وجدت تجربة سريرية كبرى أجرتها جامعة كوين ماري في لندن ومدرسة هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة، أن مكملات فيتامين «د» لا تزيد من قوة العظام أو تمنع كسور العظام لدى الأطفال الذين يعانون نقص الفيتامين.
ووفقاً للباحثين، تتحدى النتائج التصورات السائدة على نطاق واسع فيما يتعلق بتأثيرات فيتامين د على صحة العظام.
ويعاني نحو ثلث الأطفال من كسر واحد على الأقل قبل سن 18 عاماً في جميع أنحاء العالم. وهذه مشكلة صحية عالمية كبرى، حيث يمكن أن تؤدي الكسور في مرحلة الطفولة إلى سنوات من الإعاقة، لذا اجتذبت إمكانية استخدام مكملات فيتامين د لتحسين قوة العظام اهتماماً متزايداً في السنوات الأخيرة، بناء على دور فيتامين «د» في تعزيز تمعدن العظام، ومع ذلك، فإن التجارب السريرية المصممة لاختبار ما إذا كانت مكملات «فيتامين» يمكن أن تمنع كسور العظام لدى الأطفال لم يتم إجراؤها من قبل.
وعلى مدار 3 سنوات، تلقى 8851 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و13 عاماً يعيشون في منغوليا جرعة أسبوعية من مكملات فيتامين «د» عن طريق الفم.
وكان 95.5% من المشاركين يعانون نقص الفيتامين في الأساس ولديهم كسور، وكانت مكملات الدراسة فعالة للغاية في تعزيز مستويات الفيتامين إلى المعدل الطبيعي، ومع ذلك، لم يكن لها أي تأثير في خطر الكسور أو على قوة العظام، وتم قياسها في مجموعة فرعية مكونة من 1438 مشاركاً باستخدام الموجات فوق الصوتية الكمية، والنتائج التي توصلوا إليها لها صلة فقط بالأطفال الذين يعانون انخفاض مستوى فيتامين «د» والذين لم يصابوا بمضاعفات في العظام. ولا ينبغي تجاهل أهمية تناول الفيتامين الكافي للوقاية من الكساح، وتوصي إرشادات حكومة المملكة المتحدة بتناول 400 وحدة دولية من فيتامين د يومياً، حيث يبقى «د» مهماً للجسم. بحسب صحيفة "الخليج".
اضف تعليق