تظهر عدة علامات على مصابي مرض الكذب القهري عبرها نتمكن من الحكم على كون الاصابة مؤكدة، ومن اهم هذه الاعراض انهم يتحدثون عن ذواتهم وانجازاتهم وبطولاتهم وشجاعتهم وعلاقاتهم بالآخرين سيما اصحاب الشهرة والشأن بصورة مستمر فلا يخلو حديث يثار بوجودهم من هذه الاستعراضات الفارغة التي يرمون عبرها لفت انتباه الاخرين...
مع حقيقة لا يوجد إرث غني مثل الصدق التي يقولها شكسبير نحن البشر نختار الكذب احياناً، جميعنا نكذب وهذه حقيقة لا يمكن انكارها مطلقاً، فقد نختار ان نكذب باردتنا احياناً او قد نجبر على الكذب وفي الحالتين اننا نكذب لكن هناك فرق بين الكذب العرضي والكذب المرضي، فماهو الكذب المرضي (القهري)، وماهي مسبباته؟، وكيف يمكن ان يحد منه او نتعامل معه؟
يعرف علم النفس الكذب القهري بأنه داء نفسي مزمن يدفع صاحبه إلى اختلاق بعض القصص و يبالغ بشدة في وصف الأحداث التي تدور حوله، ويكون الهدف الأول من هذا الكذب هو إشباع رغباته النفسية وعادة ما تكون القصص التي يختلقها مبنية على وقائع حقيقية، وقد يكون المريض على علم بأنه يكذب، أو يعتقد أنه يقول الحقيقة، وفي بعض الحالات المرضية تكون تلك الحقيقة مجرد كذبة ولكن مع التكرار أصبحت حقيقة في نظر صاحبها، وفي هذه الحالة يكون المريض واقعاً تحت تأثير الذاكرة الكاذبة.
ما علامات التي تظهر على مرضى الكذب القهري؟
تظهر عدة علامات على مصابي مرض الكذب القهري عبرها نتمكن من الحكم على كون الاصابة مؤكدة، ومن اهم هذه الاعراض انهم يتحدثون عن ذواتهم وانجازاتهم وبطولاتهم وشجاعتهم وعلاقاتهم بالآخرين سيما اصحاب الشهرة والشأن بصورة مستمر فلا يخلو حديث يثار بوجودهم من هذه الاستعراضات الفارغة التي يرمون عبرها لفت انتباه الاخرين لهم واعطاءهم مكانة وتقدير عال.
وفي حالات اخرى يصورون انفسهم للناس على انهم ضحايا لظلم الاخرين وأن معاناتهم لم يمر بها أحدًا قبلهم ولا يستطيع أحد حل تلك المعاناة كما أنهم يبالغون في العديد من الأمور بشدة ولا يقبلون نصائح أحد والسبب في ذلك أنه لا يريدون الخروج من قوقعة الوهم التي حبسوا انفسهم فيها.
يشير بعض النفسيين إلى أن مرضى الكذب القهري لا يستطيعون السيطرة على ولعهم بالكذب، ويشعرون بالراحة عندما يؤثرون الكذب على الحقيقة، كما أنهم يكذبون في الأمور المهمة والأمور غير المهمة على حدٍ سواء، ولا يملكون دوافع خفية خلف كذبهم، كما أن المصابين بالكذب القهري يواجهون صعوبة بالغة في قول الحقيقة، حتى بعد أن ينكشف أمرهم، فبعضهم يبرر كذبته بأنه لم يكن يعرف، والبعض الآخر يواجه كذبته بالجدال.
المقلق ان اؤلئك المصابين بالكذب القهري يمتلكون ذكاء عال يمكنهم من التحدث بطريقة تدل على انهم صادقين ومقنعين فهم يعرفون كيف يكذبون بشكل يجذب من حولهم ولفت انتباههم بل ويجعلونهم يصدقون ما يقولون ويقومون بمتابعة ردات فعلهم وتعابير وجوههم لم يظهر عليها ما يشير الى انهم يكذبون نتيجة الخبرة التي يمتلكونها بسبب الاعتياد على هذه العادة السلوكية السيئة.
لماذا يكذب الانسان؟
يكذب الانسان احيانا لينجو بنفسه من عقاب سيوجه ضده وربما جميعنا مارسنا هذا النوع من الكذب، اذ انه حين يتأخر عن وقت الدوام الرسمي سيتحجج بزحمة السير او قطع الطريق بصورة مفاجئة، او اننا نكذب احيانا لنحقق اهداف معينة ليست نظيفة، والمثال لها المجاملات والتملق الذي يحدث في نطاق الوظائف والاشغال العامة لغرض ان يكون المتملق الكاذب ذو حضوة لدى المدير على حساب كرامته وعزة نفسه التي يوغلها في التراب حين يقوم بهذه السلوكية المشينة ذات السمعة السيئة والتي تبعد ابن ادم عن ادميته.
كيف نتعامل مع الفرد المصاب باضطراب الكذب القهري؟
حين يصبح الكذب عادة سلوكية للانسان لابد من مواجهته بطريقة ذكية وهذه المواجهة ستساعده على التخلص ولو جزئياً مما هو فيه، يتم ذلك عبر تفهم الدوافع التي جعلت هذا الفرد مصاب بالكذب وعدم تجريحه سيما بوجود جمع من الناس لكي لا يتحول الى مقاتلاً للدفاع عما قاله وبالتالي لا يكف عن سلوكيته بل ويصر عليها، وممكن ان ينفع العلاج السلوكي في تخليص المصاب من دائه عبر تغير قناعته بما يقوم به واقناعه بأن هذه السلوكية تحط من قيمته وتجعل الناس ينفرون منه ومن الافضل ان يكون الانسان صادقاً حتى ولو لم يبلغ مبلغه غير السوي، بهاتين الطريقتين يمكن ان نحد هذا الداء.
اضف تعليق