تبنى شخصية الانسان في مراحله المبكرة من عمره والاسر هي المسؤولة عن التربية عن طريق تشكيل الشخصية، ولان الطفل سريع التأثر بالمحيط فينبغي ان الام هي او من يفتح عينه عليها حتى يكون التأثر بها دون غيرها لان خبرات الطفولة لا تمحى وصعبة التصحيح، وخطورة المربيات الاجنبيات تتمثل في...
اختلفت ادوار المرأة عما كانت عليه في ازمنة غابرة، فبعد ان كان اغلب النساء تناط بهن مسؤولية القيام بالأمور المنزلية وتربية الاطفال فقط، اليوم اصبحت الكثير منهن اضافة الى كونهن ربات منازل فهن يخرجن للعمل لمساعدة الزوج في تحصيل لقمة العيش للعائلة سيما مع تكاثر الطلبات وازديادها مع التعقيد الحاصل في مجمل تفصيلات الحياة.
انشغال النساء في المهن والوظائف سبب في صعوبة بقاءها وقت كبير في المنزل مما يقوض فرص مد الطفل بكل احتياجاته وبالتالي شرعنه الاتيان بمربيات اجنبيات بأجور بسيطة للقيام بمهمة التربية بدلاً عن الام الحقيقية، ومن البديهي ان البديل ليس كالأصيل ولن يسد نقصه مها حاول فلا طباع المربية ذات طباع الام ولا طريقة التربية ولا زرع الافكار فكل شيء مختلف وغير كامل او مشوه، ومن الاسباب التي بموجبها تقدم بعض الامهات على استئجار المربيات تثاقلهن عن القيام بواجبات الطفل من الاكل والشرب وغسيل الملابس بداعي التعب الذي تتركه ساعات العمل عليهن والحقيقة ان اغلبهن يقضين ساعات طوال التصفح عبر الانترنت او متابعة جديد الموضة او متابعة افلام ومسلسلات واضاعة الوقت في هذه الجزئيات يرافق ذلك ترك الطفل بيد مقدمة الخدمة او المربية، ويمثل التفاخر والتباهي والتقليد بوجود مربية للطفل اصبح موضة جديدة في اسرنا دون إدراك العواقب سبباً آخراً، هذه اهم الاسباب التي بموجبها يبرر بعض الامهات ان تأخذ المربيات ادوارهن في التربية مما يسهم في تكوين مشاكل سلوكية ومعرفية وتربوية وعقائدية عند الطفل الذي يمكن نسميه ضحية.
تبنى شخصية الانسان في مراحله المبكرة من عمره والاسر هي المسؤولة عن التربية عن طريق تشكيل الشخصية، ولان الطفل سريع التأثر بالمحيط فينبغي ان الام هي او من يفتح عينه عليها حتى يكون التأثر بها دون غيرها لان خبرات الطفولة لا تمحى وصعبة التصحيح، وخطورة المربيات الاجنبيات تتمثل في عدم التعامل بأسلوب علمي يعكس قيم مجتمعنا مع اغفال مصلحة العائلة وبهذا فأننا ندق ناقوس الخطر في عوائلنا لما تحمله هذه الظاهرة من مشكلات تنخر في كيان الأسرة وبالتالي احداث تغيير كبير في بنية المجتمع.
في دراسة اجريت في عدد من دول الخليج كشفت ان 59% من المربيات والخادمات الأجنبيات يقيمن علاقة عاطفية وجنسية مع الصبيان قبل الزواج، وجميعهن من أوساط يسودها الفقر والجهل والتخلف، وتأكد ذات الدراسة على ان الطفل الذي يبقى مع المربية لفترات اطول من بقاءه مع امه فأنه يكتسب قيم وعادات وثقافة المربية وهو ما يؤدي إلى تفشي العقائد الفاسدة والأفكار المنحرفة وتشيع الرذيلة والمفاهيم الخاطئة في التربية.
ثمة مشاكل تنتج من وجود المربيات في بيوتنا، اولها الاساليب التربوية الخاطئة التي يستخدمهن مع الاطفال لانهم لا يملكن خبرات تربوية ولم يحصلن على مستوى تعليمي يؤهلن الى التربية المستندة الى اسس علمية سليمة، فالتربية العاطفية المتمثلة بالتراخي والتساهل والتكتم على سلبياته الاطفال مما يؤدي الى تعودهم على سلوكيات خاطئة بدون قصد فهم لا يعون ان قيامهم بهذه السلوكيات يأثر سلباً على تنشئتهم، والاثار النفسية هي ثاني الاثار غير الايجابية للمربيات فقيام المربية بتوفير جميع متطلبات الطفل وتدليله يجعل من وجود الام غير مهم وغير مألوف والمشكلة ان الطفل يغرق في الشعور بالاغتراب في حال استبدلت المربية او تم انهاء عملها في منزلهم.
والاثر الثالث هو اثر اللغة فالمربيات اللواتي يحملهن لغة غير لغة البيت يعلمن الطفل لغتهن بقصد او من دون قصد، وان لم يقمن بتعليمهم لغتهن فهن قاصرات عن تنمية لغته الام وتطوريها وبالتالي يعاني الطفل من ضعف اللغة وهذه مشكلة يواجهها حينما يدخل المدرسة، ففي دراسة لمعهد مختص في شؤون الاسرة اشارة الى إن "25% من الأطفال العينة في المراحل الأولى يقلدون لهجة او لغة المربيات، وان قرابة 40% منهم لغتهم لكنة أجنبية وسوف تأثر ثقافة الطفل تبعا لتأثير لغته بثقافة المربية الأجنبية مما يعوق التنشئة الاجتماعية للطفل وعدم ربطه بتراثه بسبب عدم امتلاكه للغة قومه التي تعتبر الناقل الرئيس للحضارة، واخيرا مشكلة العقيدة والقيم التي يتركها وجود المربيات في بيوتنا، فوجود مربيات يحملهن عقائد غير عقائدنا يعد مشكلة تربوية خطيره حيث تنطبع هذه العقائد والقيم على اطفالنا مما يترتب عليه ضعف او انخفاض في الجانب الديني فليس منطيقاً ان ننتظر من مربية مختلفة عنا دينياً وقيمياً ان إن تنشئ طفلا متمسكاً بأداء الشعائر الدينية أو ملتزماً بقيمنا الاسلامية التي هي احدى الهويات الرئيسة لمجتمعنا.
نظراً لوجود مشاكل في جلب المربيات الى البيوت نوصي بجملة توصيات ينبغي الالتفات اليها وهي:
لابد من استقدام مربيات مؤهلات لتنمية العادات والقيم التي تناسب بيئة الطفل، وان يكون باستطاعتهن الموازنة في التربية بمعنى تقديم الاحتياجات وعدم تهميش وجود الام بالنسبة للطفل، كما حري بنا ان نشدد على ضرورة ان تكون المربية حاملة لنفس عقائدنا كي لا ينهل ابناءنا من شرائع غير شرائعنا الاسلامية، وعلى الجهات الرسمية ان تنشئ مؤسسات تربوي مثل الحضانات ورياض الاطفال في مقار عمل الامهات او بالقرب منهن حتى يتمكن من وضع اطفالهن فيها للحصول على تربية سليمة على عكس تركهم مع المربيات أو الخادمات لوقت طويل، ويجب ان نستقدم مربيات حاملات للغة العربية ليقمن بتعليم اطفالنا اللغة العربية بدلاً من تعلمهم لغات لا تسمن ولا تغني من جوع.
في الختام قارئنا الكريم هذه المحاذير او التنبيهات اذا ما اخذت بنظر الاعتبار عند الاستعانة بمربيات فأننا نضمن تربية مبينة على اسس علمية ورصينة لا يشوبها غبار او يعتريها الخلل وبالمحصلة بناء انسان بسلوك قويم ومتزن.
اضف تعليق