ها هي الكهرباء تواصل غيبوبتها من غير أن تتحسن حالها قليلاً او تدغدغ أحلام العراقيين بأن تعاد اليها الحياة في غرفة الإنعاش، وهاهم العراقيون يتجرعون السم في صيف لاهب لايشبه في لهيبه أي صيف مضى بسبب موجة الحر العاتية، ليضاف الى قائمة همومهم اليومية همٌ آخر...
ها هي الكهرباء تواصل غيبوبتها من غير أن تتحسن حالها قليلاً او تدغدغ أحلام العراقيين بأن تعاد اليها الحياة في غرفة الإنعاش، وهاهم العراقيون يتجرعون السم في صيف لاهب لايشبه في لهيبه أي صيف مضى بسبب موجة الحر العاتية، ليضاف الى قائمة همومهم اليومية همٌ آخر.
الباعة الجوالون يعانون الأمرين وهم يعملون في مناطق مكشوفة بلا مسقفات.. المواطنون يسيرون على أقدامهم تحت أشعة الشمس الحارقة في مناطق تتطلب ذلك بسبب الازدحام او غلق بعض الطرق او عدم السماح للسيارات بدخول بعض الشوارع.. السائقون يعملون تحت الحرارة نفسها.. وقبل أن تتعطل المدارس أدى تلاميذنا وطلبتنا امتحاناتهم النهائية تحت وطأة الحر ومن غير أن تتوفر في القاعات الامتحانية مراوح او مبردات ! وسيؤدي المكملون منهم امتحانات الدور الثاني تحت الظروف نفسها ومن غير أن يسأل أي مسؤول في وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي كيف لايتبخر العلم من رؤوس اولئك التلاميذ والطلبة بفعل الحرارة الشديدة في قاعات الامتحان، لاسيما إذا سبقها قطع جزء من الطريق الى المدرسة او الجامعة ليضطر الطلبة الى قطع المسافة المتبقية سيراً على الأقدام ؟!
شرائح كثيرة تتعرض للهلاك التدريجي بسبب موجة الحر القاسية.. وفي مقدمتهم الموظفون الذين يعملون على مدى أشهر الصيف التي في تزايد.. نعم أولئك الذين يضطرون للعمل تحت أشد الظروف القاتلة من غير أن تصل أناتهم وآهاتهم الى المسؤولين الكبار الذين قد لايتصورون حجم المعاناة التي يلاقيها الموظف وهو يعمل في ظل غياب الكهرباء او أمام مروحة فقط لاتجلب له سوى الهواء الحار إذا جاءت الكهرباء وحرم من العمل أمام جهاز تبريد لأن المولد الخاص بدائرته لايسد الحاجة المطلوبة من الطاقة الكهربائية، فيكون توزيعها بين غرف الموظفين ومكاتبهم غير عادل تماماً. الأمر الذي يجعل الموظف يلعن وجوده في هذا البلد الذي لايتوفر فيه أبسط حق من حقوق الإنسان، مما يشعره بالإذلال المستمر.
وعليه، وبما إن الكهرباء في العراق لاأمل في شفائها، ولعدم توفر مولدات كافية في كل دائرة لتوفير حاجتها من الكهرباء بما يغطي جميع مكاتب موظفيها وبعدالة عكس ما يحدث الآن في ظل مولدات تعجز عن تشغيل كل أجهزة التبريد الخاصة بكل دائرة، ولضمان حماية الموظف من حرارة الطريق في بعض أيام الأسبوع إذا لم يكن كلها، نقترح على مجلس الوزراء، تقليص أيام دوام الموظفين الى يومين او ثلاثة أيام في الاسبوع، ليكون الدوام بموجب نظام وجبات تتناوب على الدوام لكي لايتوقف العمل في دوائر الدولة، وهو مقترح يحافظ قليلاً على صحة الموظف من خلال حمايته من الحر في بعض أيام الاسبوع في الأقل، ولاشك في أن الحماية من الحر سبيل لوقاية الموظف من الإصابة بالأمراض، وبذلك نضمن إنتاجية نوعية أفضل مما يحصل حين يواجه الموظف الحر القاتل يومياً فتضعف مقاومته شيئاً فشيئاً او يصاب بمرض لايستطيع الشفاء منه.
إن الدوام اليومي في ظل ظروف مناخية غير طبيعية وفوق طاقة تحمل الإنسان يضعف قدرة الموظف على العطاء والإنتاج وبذلك تخسر الدولة طاقة بشرية يمكن الحفاظ عليها بتقديم بعض التنازلات.
ترى، أنجد التفاتة الى مقترحنا هذا ؟ أم نلمس إصراراً على أن يبقى الموظفون يعملون قسراً في غرف الساونا الدائمية والإجبارية في دوائرهم ظناً من المسؤول أن الموظف آلة او قطعة حديد وليس بشراً، لكن حتى الآلة قد تعطل وتعطب بفعل الحرارة، والحديد يفل من كثرة الطرق عليه ؟! فكيف لايتهدد البشر بعطل او عطب او لايفلون؟!.
اضف تعليق