المعرض الدولي للكتاب والنشر في الرباط بمشاركة 737 عارضا من 51 دولة ونحو 120 ألف عنوان كتاب سجل تراجعا في الإقبال على الكتب وذلك بسبب تزامن فترة إقامة المعرض مع امتحانات نهاية السنة الدراسية وتراجع القدرة الشرائية للمغاربة في ظل وصول معدلات التضخم إلى مستويات قياسية في الأشهر الماضية...
أطلق المغرب الدورة الثامنة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط بمشاركة 737 عارضا من 51 دولة وحضور شخصيات حكومية وهيئات رسمية ودبلوماسية.
وبدأ المعرض في استقبال الزائرين في فاتح يونيو حزيران الحالي واستمر حتى الحادي عشر من يونيو حزيران مقدما لهم نحو 120 ألف عنوان كتاب في مختلف فروع الثقافة والفنون والعلوم.
وتحل مقاطعة كيبيك الكندية "ضيفا استثنائيا" على المعرض بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وكندا.
وقالت ميريام باكيت كوتيه مديرة مكتب كيبيك في الرباط إن 32 دار نشر عضوا في الجمعية الوطنية لناشري ستمثل كيبيك في المعرض.
وشارك في فعاليات وأنشطة المعرض نحو 661 كاتبا ومفكرا وشاعرا محليا وأجنبيا مع الإبقاء على جناح خاص بالثقافة والآداب الأفريقية التي حلت ضيف شرف الدورة السابقة.
ومن بين الأسماء المشاركة من المغرب عبدالإله بلقزيز ونور الدين العوفي ومحمد برادة وحسن نجمي وعبداللطيف اللعبي وعبدالقادر الشاوي وسعيد يقطين ومحمد بنيس.
كما شاركت أسماء بارزة من العراق ومصر ولبنان والسنغال وتركيا وكذلك الكاتب النيجيري الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1986 وول سوينكا.
وقال وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد إن المعرض يشهد إقبالا من الجمهور عاما بعد عام، في دليل على العلاقة الوثيقة بين القارئ والمعرض والشغف الدائم بالكتاب الورقي رغم التقدم التكنولوجي وتطور وسائط النشر.
وكان المعرض الذي انطلق لأول مرة عام 1987 يقام سنويا في مدينة الدار البيضاء قبل أن ينتقل في الدورة السابقة إلى العاصمة الرباط.
ولاقى نقل تنظيم المعرض الدولي للكتاب والنشر من الدار البيضاء إلى الرباط بصفة نهائية استحسان عدد كبير من العارضين والجمهور على حد سواء، غير أنهم سجلوا تراجعا في الإقبال على الكتب بالنسبة لهذه الدورة وذلك بسبب تزامن فترة إقامة المعرض مع امتحانات نهاية السنة الدراسية وتراجع القدرة الشرائية للمغاربة في ظل وصول معدلات التضخم إلى مستويات قياسية في الأشهر القليلة الماضية.
وقال بنعود محمد ربيع وهو مدير دار نشر مغربية ومستشار اتحاد الناشرين المغاربة لرويترز "شاركت عدة مرات في معرض الدار البيضاء، وشاركت في الدورة السابعة والعشرين للمعرض بالرباط، وهذه الدورة".
وأضاف أنه لاحظ أن "الإقبال متوسط هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية، بسبب أنه تزامن مع الامتحانات الإشهادية (البكالوريا والامتحانات الجامعية)".
وأردف أن "التنظيم محكم خاصة من ناحية النظافة والأمن وإقبال العارضين من خارج المغرب وحضور دور نشر عربية وأفريقية وأوروبية"، مشيرا إلى أن "الكتب التي تلاقي إقبالا أكبر هي الكتب الأكاديمية وكتب الطفل".
التضخم يلقي بظلاله
من جهته، قال العارض المغربي محمد البحبوح الذي شارك لأكثر من 12 مرة في دورات سابقة لمعرض الكتاب الدولي بالمغرب إن "نقل المعرض إلى مدينة الرباط قيمة مضافة، كان لا بد من القطيعة مع معرض الدار البيضاء الذي كان يغرق سنة بعد أخرى في العشوائية والفوضى".
وأضاف لرويترز "هنالك تراجع في الحضور بالمقارنة بالدورة السابقة بسبب تزامن فترة المعرض مع امتحانات آخر السنة، وبسبب الإكراهات المادية للمغاربة، فهذه سنة الغلاء والتضخم، وتلقي بظلالها على إقبال المغاربة على الكتب وتنعكس على القدرة الشرائية للباحثين".
وسجل التضخم في المغرب مستويات لم يسبق لها مثيل في الأشهر القليلة الماضية. وبلغ في نهاية فبراير شباط على سبيل المثال 10.1 بالمئة.
ورفع البنك المركزي سعر الفائدة ثلاث مرات منذ سبتمبر أيلول من العام الماضي إلى مارس آذار في مسعى لاحتواء التضخم.
من ناحيتها، قالت فاطمة أوعمي وهي معلمة لغة فرنسية بإحدى المدارس الخاصة بضواحي الرباط لرويترز "في الحقيقة ننتظر مثل هذه المناسبات لاقتناء الكتب النادرة التي لا نجدها دائما في المكتبات، لكن للأسف الأسعار غالية وليست في المتناول".
وقال موظف عرف نفسه باسم أحمد وهو يرافق طفليه "جئت مع أطفالي لأشتري لهم كتبا لعلي أحببهم في القراءة".
وأضاف "ربما أسعار الكتب عادية لكن ما مررنا به من غلاء الأسعار قبل شهر رمضان وخلاله وبعده، ونحن مقبلون على عيد الأضحى يجعل ميزانيتي محدودة، مما اضطرني إلى أن أبرم معهما اتفاقا مسبقا ألا نتجاوز ميزانية محددة لاقتناء كتيبات".
غير أن إحصائيات وزارة الثقافة المغربية أظهرت أن المعرض استقبل خلال الأيام الأربعة الأولى من هذه الدورة 62 ألف زائر، بزيادة ثمانية بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من دورة العام الماضي.
ولم يتسن الاتصال بمسؤولين عن المعرض للتعليق على تراجع الإقبال على شراء الكتب وفقا لما ذكره عدد من العارضين.
إقبال على الكتب الإنجليزية
أعلنت الحكومة المغربية في الأسبوعين الماضيين قرارا لتعميم تدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة الإعدادية اعتبارا من العام الدراسي المقبل، في خطوة تهدف إلى تعزيز تواجد اللغة الإنجليزية في التعليم المغربي بعد أن هيمنت الفرنسية على التعليم الأكاديمي في البلاد لعقود.
وسجل عارضون إقبالا متزايدا على الكتب الإنجليزية في هذه الدورة، خاصة الأكاديمية منها وكتب الأطفال.
وقال العارض المغربي عثمان العراقي وهو مؤسس موقع إلكتروني متخصص في الكتب الإنجليزية "هناك إقبال متزايد على الكتب الإنجليزية، كنت دائما أراهن على الكتب باللغة الإنجليزية، بالرغم من بعض الآراء التي تقول إن المغاربة متشبثون بالثقافة الفرنسية".
وأضاف لرويترز أن "تنظيم المعرض بالرباط أفضل من الدار البيضاء بجميع المقاييس، إلا أن تنظيمه وقت الامتحانات تسبب في قلة الإقبال عليه".
وقال العارض هيثم جمعة من مصر "آتي إلى معرض الكتاب في المغرب منذ أن كان في الدار البيضاء، كان الإقبال فيها أكثر ربما لأن عدد سكانها أكبر من الرباط".
وتابع "عموما هناك إقبال جيد على كتب الأطفال سواء الطبيعيين أو ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تشتغل دار النشر عندنا على كتب لهذه الفئة من الأطفال".
وأبدى عبد الرحمن خلف مدير الحقوق والتسويق في دار نشر سعودية إعجابه بالمعرض وتنظيمه، وقال لرويترز "المعرض فيه إقبال جيد وملاحظتي أن المغاربة ليسوا قراء عاديين بل قراء نوعيين".
وأضاف "لدينا كتب في الفلسفة والتاريخ والأدب وعلم النفس وعلم الاجتماع، والقارئ المغربي يتمعن ويسأل وهذا دليل على الوعي".
وأشار إلى أن "المعرض مبشر بالخير ويشجعنا على الاستمرارية والمشاركة في قادم الأيام".
دور الجوائز في ازدهار الكتاب والقراءة
بدورهم اعتبر كتاب ومثقفون عرب مساء يوم الجمعة بالرباط أن الجوائز الأدبية تروج للكتاب وترفع من نسبة القراءة وتدفع بالعمل الثقافي عموما إلى الأمام.
وقال الناقد والكاتب العراقي-التركي الجنسية عبد الله إبراهيم في ندوة خصصت لموضوع (أثر الجوائز في صناعة الكتاب وتعزيز القراءة في الوطن العربي) نظمت على هامش الدورة 28 للمعرض الدولي للكتاب والنشر المقامة حاليا بالرباط إن "الجوائز الأدبية تنشط القراءة وفعل الثقافة بالدرجة نفسها التي يقوم بها الإعلام الثقافي".
وأضاف أن الجوائز "بصرف النظر عن جوانبها المادية والمعنوية تقوم بتصفية وغربلة الأعمال الأدبية.. وتدفع بهذه الأخيرة إلى واجهة الاهتمام بالعمل الثقافي".
وأعطى مثالا بالجائزة العالمية للرواية العربية المدعومة من مؤسسة جائزة بوكر في لندن التي "تقوم بحراك كبير في المجتمع الثقافي العربي".
وقال إن "الابتهاج بالفوز بالجائزة لا يشمل الكاتب أو المفكر فقط "بل حتى البلاد تبتهج وتفرح".
غير أنه عاب على "جوائزنا العربية" أنها ذات تأثير قصير، فبينما نوبل مثلا "تلفت الانتباه إلى الكاتب وتمنحه مكانة أبدية خالدة في المجتمعات" فإن الجوائز العربية "ينتهي مفعولها بانتهاء الموسم".
ومن هنا يدعو عبد الله إبراهيم إلى "عدم اقتصار الجوائز العربية على المكافأة المادية "بل يجب أن تندرج في تيار القومية.. ويدخل العمل المتوج إلى الجامعات والأكاديميات".
ومن جهته قال الكاتب والباحث السعودي عبدالعزيز سبيل "الذين يتابعون الجوائز هم من القراء أساسا، وليس من الكتاب".
وأضاف السبيل الذي هو أيضا الأمين العام لهيئة جائزة الملك فيصل العالمية في مداخلته إن "الذي يفوز بالجائزة هو العمل الأدبي والفكري، وليس الشخص".
وقال إن من إيجابيات الجوائز هو تحفيز دور النشر، التي تصبح صارمة "فبمجرد فوز إحدى كتبها بالجوائز، تحرص على ألا تطبع العمل الأدبي إلا إذا كان جديرا" مؤكدا أن الجوائز "تساهم في زيادة النشر والمقروئية".
وركز الباحث في الفلسفة وعلم الآثار سعيد بن فايز السعيد على جانب الترجمة "الأساسي لأي حضارة وتقدم" وشدد على دور الجوائز في تحفيزها (الترجمة) وازدهارها.
وقال إن "الترجمة أصبحت خيارا استراتيجيا لمواكبة التطور العلمي ولحماية اللغة العربية".
وأضاف أن إحداث فروع للترجمة في جوائز أدبية عربية عالمية، كجائزة الشيخ زايد، وجائزة رفاعة الطهطاوي بمصر وغيرها "تشترك في قضية واحدة وهي تطوير الترجمة" متجاوزة كونها "مجرد مكافأة مالية، بل هي جسر ممتد للتواصل الثقافي والترجمة في العالم العربي".
ولفت الشاعر والروائي والكاتب المغربي حسن نجمي إلى "الحاجة لجائزة عربية كبيرة في الشعر الحديث".
وقال نجمي الذي يشغل منصب أمين عام جائزة أركانة العالمية المقدمة سنويا من بيت الشعر في المغرب إن هذه الأخيرة غير كافية، بالنظر لحجم الجوائز الهائلة التي تمنح للسرد العربي.
وأشار إلى أنه "بعيدا عن نظرية المؤامرة.. فإن الجوائز ليست دائما مستقلة وذات مصداقية" لأن بعض "النصوص الضعيفة فازت بجوائز كبيرة".
أدار الندوة الشاعر والباحث مراد القادري، رئيس بيت الشعر في المغرب.
ترجمة خلاقة
كما دعا مثقفون مغاربة وعرب في الرباط إلى جعل الترجمة "خلاقة" قريبة من لغة المتلقي وثقافته وألا تكون مجرد نقل "بأمانة" لنص أو خطاب ما.
وقال الروائي المغربي محمد شيكر في ندوة عن "الترجمة والتأويل" على هامش الدورة الثامنة والعشرين لمعرض الكتاب والنشر الدولي بالرباط "الترجمة ليس مجرد نقل لنص أو خطاب أو مدونة ما.. من لغة إلى أخرى، كما أنها ليست مجرد تراوح بين لغتين".
ومضى بالقول "كل ترجمة خلاقة إنما هي عملية استضافة للنص الذي يترجم إلى لغة أخرى".
وأضاف أن الترجمة الخلاقة "هي الترجمة التي تجعل النص قريبا من لغة المتلقي، ولكن كما هو بغيريته وغرابته".
واعتبر شيكر أن "الترجمة الخلاقة هي الترجمة التي تزيح المترجم نفسه وتزيح القارئ الذي يتلقى الترجمة عن هويتهما وثقافتهما،وتجعلهما قريبين من النص في لغته الأصلية وفي ثقافته".
كما قال الشاعر والمترجم الفلسطيني سامر أبو هواش خلال الندوة التي عقدت ليل الاثنين إن "النص المترجم متقن لدرجة... لا يعرف بأنه نص مترجم، وبذلك تحقق الغاية والمراد إذ تعاود إنتاج النص كأنك تكتبه لأول مرة".
كما تحدث عن رأي الجاحظ، أحد كبار الأدباء في العصر العباسي، في الترجمة في كتاب (الحيوان) حيث اعتبر من الاستحالة ترجمة الشعر العربي "بسبب إعجازه" في الأوزان والقوافي، فنقله إلى لغة أخرى "يفقده إعجازه".
كما تحدث عن المترجم الإنجليزي وليام تيندال الذي أعدمته الكنيسة عام 1536 بسبب ترجمته الكتاب المقدس إلى الإنجليزية و"بسبب كلمة ‘الهرطقة‘ الكلمة الفضفاضة التي علق الآلاف بسببها على الصليب، والتي توازي كلمة الكفر بالترجمة وتجعل منهما جريمة واحدة".
وأضاف "إشكالات نقل الكلمات كبيرة لأن كل كلمة في لغتها الأصلية لها ذاكرة مثقلة بالمعاني والرموز والمرجعيات الفكرية، وحين ننتقل من نص إلى لغة أخرى تفرض هذه الإشكالات على المترجم بأن يكون مؤولا".
إشكالية الترجمة
وتناول الناقد المغربي عبد اللطيف محفوظ الدلالة والقيمة فيما يخص الألفاظ داخل لغة ما وقال إن "الترجمة تصير إشكالية في بعض الحالات بالنسبة للغات أخرى لا تمتلك نفس الروح ونفس الشكل".
وضرب مثلا بكلمة "الخوف" في اللغة العربية ومرادفاتها مثل "هاب التي لا نستعملها إلا إذا كنا إزاء ذات اعتبارية سامية إنسانية، وخشي وتوجس وغيرها".
كما أعطى أمثلة من ترجمات مختلفة لنصوص الأديبين اللبنانيين ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران "فحتى وإن تُرجم المعنى بطريقة مختلفة عما أنتجه صاحب النص، وأفقد النص الأصلي بعض المعاني... لكن قد يضيف إلى النص المنقول معاني أخرى أكثر عمقا واتساعا".
وقال الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن المختص في التراث العربي الإسلامي إن الترجمة هي مدخل للإبداع وعاب على التراث الإسلامي الفلسفي "أنه ظل متحجرا ويكرر ما أنتجه أرسطو واليونانيون".
وتابع أنه حتى "الفلاسفة العرب الذين يترجمون لفلاسفة الحداثة، هناك اتفاق بينهما أن الترجمة إبداع وتحرر".
أدار الندوة الأكاديمي والباحث المغربي المختص في اللسانيات محمد الحيرش.
الفضاء في الرواية المغربية
قال كتاب وباحثون مغاربة إن الفضاء (المكان) الواقعي والمتخيل في الرواية المغربية، يجعل منها رواية لها خصوصياتها، تعكس الثقافة المغربية بكل مستوياتها.
وقال الناقد والكاتب المغربي عبدالرحمان غانمي في لقاء أدبي يوم السبت حول (رواية الفضاء المغربي) على هامش الدورة 28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب المنتظم حاليا بالرباط "يجب أن نؤكد على فضاءات متخيلة وواقعية في الرواية المغربية".
وأضاف "هل السارد يستحضر تلك المدينة انطلاقا من واقعها، أو من تخيلها السردي، كأن يتجه السارد إلى واقعها وأماكنها المعروفة، أو أن يتخذ منها متخيلا سرديا".
وأعطى أمثلة بروايات الكاتب المغربي عبدالكريم غلاب، الذي ركز على مدن معروفة في المغرب كفاس، والقاص المغربي محمد زفزاف الذي أبرز في أعماله فضاءات معينة في مدينة الدار البيضاء.
كما تحدث غانمي عن "مسألة الهامش في الرواية المغربية" وأعطى مثالا بالروائي والناقد المغربي محمد برادة الذي تناول في رواياته مدنا كطنجة والرباط والقاهرة وباريس لكنها في الحقيقة فضاءات مركزية تحيل على فضاءات هامشية داخل هذه المدن المعروفة.
وقال إن "الهامش حاضر بقوة حتى وان تحدث عن مدن مركزية، فهي هوامش داخل المركز.. وهو نوع من الإحالة على توترات وخلفيات اجتماعية، وثقافة مغربية بكل أشكالها وتلويناتها".
وأضاف أن عددا من السراد يعيشون "نوعا من القلق في الفضاء الذين ينتمون إليه" ويبرزون هذا القلق بشكل أو بآخر "في فضاءات رواياتهم".
ومن جهته، قال الناقد والباحث والروائي المغربي سعيد يقطين "المدينة بدأت تأخذ سمة مختلفة في الإنتاج الروائي المغربي".
وأضاف "بدأ الفضاء الروائي يتجاوز المدن الكبرى كالدار البيضاء والرباط و فاس ومراكش.. إلى هوامش هذه المدن".
وأشار إلى أنه "عندما يهتم الكاتب بخصوصية الفضاء المغربي، يمكن الحديث آنذاك عن رواية مغربية".
وقال إنه أحيانا بعض الروايات "لم تجد التفاعل الكافي مع القراء المغاربة بسبب أن هؤلاء لا يجدون فيها الخصوصية المغربية، على عكس بعض المسلسلات المغربية التي قدمت فضاء مغربيا بلباسه وبيئته وتقاليده، مما جعل الجمهور يتفاعل معها".
واعتبر أن السبب في ذلك أن "رواياتنا يكتبها مثقفون لهم عوالم تحكمهم، من ايديولوجيات وانتماءات سياسية وثقافية مختلفة".
ودعا إلى "رواية مغربية تقدم لنا المغرب في مختلف تجلياته".
ومن جهته، اعتبر الأكاديمي والباحث المغربي عبدالرحمان تمارة أن كل "فضاء في النص الإبداعي هو مجرد علامة، ومجرد إشارة رمزية وليس جغرافية حقيقية".
واستشهد بمقولة المفكر والكاتب الأمريكي من أصل فلسطيني إدوارد سعيد "لكل فضاء جغرافي عبقريته الخاصة".
وقال "حينما نتحدث عن فضاء في رواية ما، نتحدث عن فضاء نابع من خصوصية وثقافة معينة".
وأضاف "في الرواية لا نقدم واقعا ما، ولكن رؤيتنا لهذا الواقع".
أدار هذا اللقاء الأدبي الكاتب والناقد أحمد بوحسن الذي ختم بقوله إن "الرواية المغربية تهتم بالإنسان ومشاكله".
وأشار إلى أن للرواية العالمية الآن توجها جديدا هو "علاقة الرواية بالأرض والطبيعة والبيئة.. في ظل الخراب والدمار الذي يتهدد المدن".
اضف تعليق