منتدى حوار بغداد الذي عقده المعهد العراقي لحوار الفكر بالتعاون مع مجلس النواب وجامعة بغداد لمدة يومين تحت عنوان (خيارات ما بعد الانتصار)، بمشاركة اقليمية ومساهمة شخصيات سياسية واكاديمية واعلامية وثقافية.. جاء مميزا شكلا ومضمونا وتنظيما، لكنه وللأسف كان مخيبا للآمال بالنسبة للنتائج لأنه نسخة من مؤتمرات سابقة كانت في قرارتها حبرا على ورق.
فلماذا تفشل مؤتمراتنا؟ ولماذا لا تحقق الاهداف المرجوة من وراء انعقادها؟ ولماذا لا يعول المواطن عليها ولا تثير انتباهه في موعد انعقادها او انفضاضها؟.
اسئلة تثار كلما انعقد مؤتمر.. اين كان المؤتمر السابق وما هي نتائجه حتى يعقدوا منتدى او مؤتمرا آخر.. وما جدوى الخطابات اذا كانت نفسها لا تتغير منذ اكثر من ثلاثة عشر عام، وما جدوى المؤتمرات اذا كانت البلاد على كف دولاب ماء يوم في الواطي اكثر من ثلث البلد والاقليم خارج سيطرة الدولة، ويوم آخر في العالي بعد سنتين نبحث في خيارات ما بعد الانتصار والبلد محرر والاقليم داخل حظيرة الدولة؛ فهل اتعظنا من درس السنين الماضية عموما وهل فهمنا درس السنتين الماضيتين خصوصا؟؟.
مع اجماع المراقبين والكتاب والمحللين على ان المنتدى نسخة مماثلة لمؤتمرات سابقة، فإنها قد تنحصر في كونه:
1. كرنفال اعلامي وبحثي للخطابة والنقاش.
2. توصياته ذات سقف عالي بعيد عن الواقع؛ مكررة وغير قابلة للتنفيذ او التطبيق.
3. غابت عنه لجان فعالة لتنفيذ توصياته عبر البرلمان وتشريع القوانين او بالتعاون مع السلطة التنفيذية.
لذا فاننا ندق ناقوس الخطر لان القائمين على الامر يسيرون على نفس النهج السابق ولا يقبلون بالتغيير ولا يؤمنون بمنطق ان لكل زمان دولة ورجال، بل يريدون ان يعيدوا تكرار انفسهم عبر صناديق الاقتراع او حتى بجني ثمار نصر لم يحققوه.
ان المستقبل قد يكون افضل لو تمت مناقشة خيارات ما بعد داعش في الظل وبعيدا عن وسائل الاعلام، قد يكون افضل لو وجهنا الحديث الى بعضنا البعض بشكل مباشر وليس عبر منابر المؤتمرات، المستقبل سيكون افضل لو توقفنا عن ارسال رسائل طمأنة الى الخارج ووجهناها الى المواطن في الداخل.
ان الحاضر سيكون أفضل لو انبثقت لجان مشتركة من كافة القوى السياسية والشخصيات الوطنية لتوحيد توصيات المنتدى مع مشروع التسوية التاريخية وكافة الاوراق المطروحة الاخرى للخروج بمشروع وطني موحد لمرحلة ما بعد داعش هدفه النهوض بالبلد لا استمرار اوضاعه على ما هي عليه.
اضف تعليق