إتهام قيادة التحالف العربي السعودي الحوثيين بإستهداف مكة المكرمة خطأ جسيم لأنه يعني أن السعودية هزمت في مواجهة التمرد الحوثي، وتريد تأليب السنة في العالم، وتأجيج حرب كونية طائفية، في حين إن الحوثيين ليسوا حمقى الى هذه الدرجة، وقد إستهدفوا مطار الملك عبد العزيز في جدة التي لاتفصلها عن مكة سوى ساعة بالسيارة وهي غرب المملكة.

الخطأ الجسيم الثاني هو ماوقع فيه ثامر السبهان وزير الدولة لشؤون الخليج في حكومة المملكة الذي زار بيروت وإلتقى بقيادات سنية ومسيحية تحضيرا لإنتخاب العماد ميشال عون رئيسا للبنان في جلسة الإثنين المقبل، وتصريحه غير الموفق بأنه جاء الى لبنان للقاء الشخصيات الوطنية، ولن يلتقي بالأحزاب الإرهابية في إشارة الى حزب الله الذي لولا موافقة زعيمه حسن نصر الله لما تحقق التوافق على منصب الرئاسة، وهو نفسه الذي أعلن تأييده لتولي الشيخ سعد الحريري رئاسة الوزارة، وكأن السبهان جاء ليستعدي حزب الله وحلفاءه ليتم تخريب الصفقة.

خسائر المملكة في اليمن كبيرة وما أنفقته جعلها تقصر مع شعبها، وقد ساهمت في تأليب الصراع اليمني أكثر مما ساعدت في نصرة طرف على آخر لأن الجرائم المروعة التي قامت بها الطائرات الحربية ضد المدنيين كانت غير مسبوقة، وقد دفعت المنظمات الدولية والدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الى توجيه اللوم للرياض، وهو مادفع قيادة التحالف الى الإعتراف بالمسؤولية عن جريمة تدمير قاعة العزاء في صنعاء.

لكن الخسائر المتوقعة في حال إستجابة العالم الإسلامي السني لتسريبات الإعلام السعودي، وتصريحات القادة الخليجيين بمسؤولية الحوثيين عن توجيه صاروخ بالستي بإتجاه مكة المكرمة ستكون أضعاف ماخسرته المملكة وحلفاؤها في اليمن وغير اليمن، فالعالم الإسلامي يغلي ويشتعل بسبب السياسات الطائفية لحكومات ومنظمات جعلت المسلمين حطبا لنار ستأتي على الجميع، بل ولن تكون المملكة بمنأى عنها هذا إذا لم تكن هي موقع الحريق القادم، وبدلا من الإستعداء فإن المملكة ليست بعاجزة عن توفير ضمانات ملائمة للحل السلمي بالتنسيق مع حلفائها العرب والغربيين، وعلى رأسهم الأمريكيين لوضع أسس أكثر عقلانية للأزمة بالتشاور مع الموفد الأممي إسماعيل ولد الشيخ الذي خبر الأمر، وعرف الكثير من أسرار البيت اليمني.

بينما نجد إن المبعوث السعودي الى لبنان وبدلا من تهدئة الأمور نحو الحل فكأنه منزعج من إتفاق القيادات السنية مع الشيعية على المرشح المسيحي الماروني العماد عون لمنصب الرئاسة الذي ظل شاغرا لفترة طويلة، وبرغم كل التفاهمات التي حصلت بين الشيخ سعد الحريري والقوى المسيحية والسنية، ورضا حزب الله وحركة أمل عن نوع التوافق الحاصل في سبيل إيجاد حل للمشكلة اللبنانية، فتصريحه أنه لن يلتقي الأحزاب الإرهابية حسب وصفه غامزا في قناة حزب الله بعيد عن الحكمة لأن الحزب هو اللاعب الأكبر والأكثر قدرة على الإمساك بخيوط اللعبة في هذا البلد الصغير والجميل، وفوق ذلك فإن زعامة الحزب منحت الجميع الضوء الأخضر ليمضوا الى جلسة إنتخاب الرئيس.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق