أَوَّلاً؛ انّ قانون تجريم (حزب البعث) الذي شرّعهُ أمس مجلس النوّاب في العراق ضروري جداً، من وجهتَين؛
الاولى؛ لتثبيت البُعد الدّستوري لمبدأ تجريم الكيانات الفاسدة المرفوضة الوارد في المادة [(٧) اولاً] والتي نصّت على ما يلي [يحظر كلّ كيانٍ او نهجٍ يتبنّى العنصريّة او الارهاب او التّكفير أو التّطهير الطائفي، او يُحرّض أو يُمهّد أو يُمجّد او يُروّج أو يُبرّر لهُ، وبخاصَّةٍ البعث الصدّامي في العراق ورموزهِ، وتحت أيِّ مسمّىً كان، ولا يجوزُ ان يكونَ ذلك ضمن التعدديّة السياسيّة في العراق، ويُنظَّم ذَلِكَ بقانونٍ] فكان لابدَّ من تشريع القانون كاستجابةٍ طبيعيَّةٍ للدّستور ونصوصهُ وروحهُ في آن، والا لظلّ الفراغ القانوني بهذا الشأن وارداً ما لم يشرَّع هذا القانون.
طبعاً، بغضّ النّظر عمّا يُقال من انّ تشريع قانون التجريم هذا جَاءَ ضمن صفقةٍ سياسيَّةٍ توصَّل اليها السياسيّون لتمريرِ إلغاءات لقوانين أُخرى لا تقلّ اهمّيّةً عن هذا القانون!.
بمعنى آخر انّ التشريع صدرَ في حيّز المُحاصصة سيئة الصيت، وفي إطار التّراضي ولُعبة الاتّجار السّياسي الرّخيصة!.
كذلك بغضّ النّظر عن التّوظيف السّياسي الذي سارعت اليهِ بعض الاطراف لأغراضٍ انتخابيّةٍ او للتّغطيةِ على أزماتهم التي يعيشونها مع الشّارع بسبب انعدام ثقة الاخير بهم او للهرب الى الامام في ظلّ تورطهم بالفساد وفشلهم في ادارة الدّولة وبناء البديل السّياسي الجديد، او لالهاء الشّارع بالمنجزات الوهميّة وهو المنهج الذي يتفنّنون به عادةً! كلّما اقترب موسم الانتخابات!.
كذلك بغضّ النّظر عن التّوقيت!.
الثّانية؛ لتذكير الشّعب العراقي الذي لاقى الامرَّين من نظام الطّاغية الذّليل صدّام حسين وحزبهِ الفاسد، بالجرائم التي ارتكبها هذا الكيان على مدى (٣٥) سنة، مارس فيها كلّ انواع الجرائِم وأَبشعها!.
فالتّشريعُ بحدِّ ذاتهِ جرسُ انذارٍ وتحذيرٍ لهم من أجلِ ان لا ينسوا او يغفلوا فتُعاد الكرَّة من جديد بأسماء ومسمّيات أُخرى.
قد لا يحتاجُ جيلنا الى من يذكّرهُ بتلك الجرائم البشِعة فلقد عشناها بتفاصيلها ورأيناها بأُمِّ أعيننا، رأينا إذابة اجساد الضّحايا بأحواض التّيزاب ومطاردتهم في مختلف دول العالم لتصفيتهم والأنفال وحلبچة والمقابر الجماعيّة وعمليّات التّهجير الجماعيّة وقرارات إسقاط الجنسيّة والحروب العبثيّة وقتل العلماء والمراجع والفقهاء وغيرها المئات بل الآلاف من تلك الجرائم!.
قد لا يحتاجُ جيلنا الى تذكرة! ولكنَّ الأجيال الجديدة التي لم تعش التّجربة وانّما سمعت عنها بشكلٍ مُقتضب! ولذلك تكاد ان تنساها! هذه الاجيال بحاجةٍ ماسَّةٍ الى من يُذكّرها يوميّاً من أَجل ان تكون منتبهة دائماً فلا يخدعها بمعسولِ القولِ احدٌ ويقولُ انَّ عهد الطّاغية كان أفضل من حالِنا اليوم! وانَّ مُنجزات [الحزب والثّورة] التي كانت هبةً من السّماء للعراقيين لم يعودوا يرونها أَبداً منذُ التغيير! أو انّ كرامة العراق وهيبتهُ ذهبت ادراج الرِّيَاح يَوْمَ ان سَقَطَ القائد الضّرورة! والصّنم في ساحة الفردوس!.
انّ تشريع التّجريم بمثابة التّحذير المستمرّ للعراقييّن الذين ابتلوا بآفةِ النّسيان رُبما لطيب قلوبهِم ولذلك يتكرّر عندهُم التاريخ حتى القريب مِنْهُ بكلِّ تفاصيلهِ البشِعة المؤلمة والمُملّة للأَسف الشّديد.
ولذلك يسهُل عندهم صناعة المستبدّ، وتسهُل عندهم عمليّات الاستنساخ للمعاناة والآلام!.
سيُحقّق التّشريع بنفسهِ توارُثاً مطلوباً للتّجربة بكلّ آلامها جيلاً بعد جيلٍ! وسيحقّق تنشيطاً ذاتيّاً للذّاكرة!.
كما انّ التّشريع، من جانبٍ آخر، تحذيرٌ للسّاسة والزّعماء الذين يتناوبون على السّلطة وبكلِّ مستوياتها، فعلى اعتبارهِم جزءٌ لا يتجزّء من هذا الشّعب فانّهم كذلك ينسون بسُرعةٍ ولذلك تراهم يتقمّصون شخصيّة الجلّاد بسُرعةٍ فائقةٍ، والا بالله عليكم مَن كان يتصوّر انّ ضحايا صدّام يتقمّصون شخصيّتهُ عندما يصِلون الى الحكْمِ؟ لدرجةٍ انّ بعضهُم استعارَ مِنْهُ حتّى الكثير من العبارات والمصطلحات والحركات والسّكنات التي كان يكرّرها الطّاغية الذّليل مثل عبارة [بعد ما ننطيها].
لقد اقترحتُ يوم أَن أَخرجوا الطّاغية الذّليل من البالوعة التي كان يختبئ بها كالجُرذِ المرعوب، ان توضعَ صورتهُ القبيحة التي انتشرت وقتها في العالم في مكاتبِ المسؤولين وخلف طاولات السياسيّين ليكونَ مصير مَن يطغى ويتجبّر ويقول {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ} شاخصاً وحاضراً أمامَ أَعينهِم دائماً، فلربما يتعلّمُ الانسانُ فيستقيمَ سلوكهُ كلّما وقعت عيناهُ على مصير الطّاغوت.
ولذلك نُلاحظ انّ كلّ شعوب العالم قديمها وحديثها تسعى في مناهجِها التعليميّة والتربويّة تكرار المقارنة بين عهدَين، عهدٌ قديمٌ وآخرَ جديدٌ، الاوّل سيّء والثّاني أفضلَ مِنْهُ، كما ورد ذلك في كلّ قصص القرآن الكريم التي تتحدّث عن تجارب الأُمم والشّعوب والأقوام، اذ نُلاحظ انّها تذكر ما قبلَ وما بعدَ المراحل المفصليّة التي تنتقل بها الأُمم من مرحلةٍ لأُخرى، فالمقارنة مُهِمَّةٌ جداً في خلق الوعي، فنقرأ مثلاً في قصّة نبيّ الله موسى عليهِ السّلام {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} وكذلك في قصّة الاسلام والبعثة النبويّة الشّريفة قولهُ تعالى {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} وقولهُ تعالى {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} وهكذا.
ولقد حرصت سيّدة نساء العالمين فاطمة الزّهراء (ع) إِجراء المقارنة بين ما قبلَ وما بعدَ البعثة النبويّة الشَّريفة في خطبتِها المشهورة لذاتِ الغرضِ، فقالت (ع) {وكُنتُم على شَفا حُفْرَةٍ من النّار، مُذقةَ الشّاربِ ونهزةَ الطّامعِ وقبسةَ العجلانِ وموطئَ الأقدامِ، تشربونَ الطّرق وتقتاتونَ الورَق، أَذِلَّةً خاسئينَ {تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ} فأنقذكُمُ الله تباركَ وتعالى بمحمدٍ (ص) بعدَ الُّلتيّا والّتي، وبعد أن مُنِيَ بِبُهَمِ الرِّجالِ وذُؤبانِ العَربِ ومرَدةِ أَهْلِ الْكِتَابِ}.
كما توظّف شعوب الارض الفنّ بأرقى اشكالهِ وألوانهِ في الشّوارع والأماكن العامّة والمباني الاساسيّة للتّذكير بعهدَين.
وكلّ ذلك لتنشيط ذاكرة النّاس.
واذا صادفَ ان أَصبح الحاضرُ أَسوء من الماضي، فهذا لا يبرِّر لنا تمجيدَنا بالماضي او الحنين اليهِ اذا كان أَسوداً بكلّ المقاييس، فليس الخطأ في التغيير وانّما الخطأ كلّ الخطأ في طريقة تعامل الخلَف مع عمليّة التغيير والانقلاب التي تشهدها البلاد!.
في هذه الحالة، فبدلاً من الحنينِ الى الماضي الذي لن يعود، ينبغي المثابرة لاصلاحِ الحاضر من أجلِ مستقبلٍ أفضل!.
السّؤال هنا هو؛
هل يكفي التجريم للقضاءِ على الجريمةِ؟ وهل يكفي التّشريع للقضاءِ على هذا النّوع من التّنظيمات والعقائدِ الفاسدة؟!.
أَبداً، فالتجريمُ والحظر بالقوانين فقط لن يغيّر من الواقع شيئاً، وهذا ما أثبتتهُ التّجارب القديمة والحديثة، فمِن التّجارب الحديثة مثلاً، حزب الدّعوة الاسلاميّة والحزب الشّيوعي، فعلى الرّغم من كلّ قرارات التّجريم والحظر وعمليّات القتل والذّبح والاعتقال والمطاردة وغير ذلك الا انَّ الحِزبَين لازالا موجودَين ويمارسان نشاطهما السّياسي والحزبي على أَكمَلِ وجهٍ.
لقد تعاقبت على حُكم العراق منذ تأسيس الحزب الشّيوعي العراقي قبل أَكثر من (٧٠) عاماً ولحدّ الآن أنظمة سياسيّة مُختلفة حدّ التّناقض، وكلّها تقريباً جرَّمت الحزب وحظرتهُ من ممارسة ايّ نشاطٍ حزبيٍّ بقوانين وقرارات وغير ذلك، ومع كلّ هذا فقد ذهبت الأنظمة وبقي الحزب الى الآن.
تجرِبتان أخريَتان تخصّان الاحزاب الكرديّة في الجارتَين إِيران وتركيا، فمنذ إِنتصار الثورة الاسلامية وإقامة نظام الجمهورية الاسلامية قبل (٣٧) عاماً والاعلام الإيراني الرّسمي يكرّر عبارة (حزبَ مُنحَلَّ ديموكرات) وترجمتها (الحزب الديمقراطي المنحلّ!) في إشارة الى الحزب الديمقراطي الكردستاني المعارض! الا انّهُ لازال ينشط في كردستان إِيران وعلى مختلف الاصعدة!.
كذا الحال في تُركيا التي فعلت المستحيل للقضاء على حزبِ العمّال الكردي الا انّهُ لازال ينشط بشكلٍ واسعٍ في كردستان وعلى مختلف الاصعِدةِ لدرجةٍ انّهُ يهدّد بتقويض النّظام السّياسي!.
ولا دخل هنا بصحّة او خطأ الحزب ومبادئهِ وعقائدهِ وأسُسهِ، ولا علاقة بفسادِ او سلامةِ كلّ ذلك، فالتجارب التي ذكرناها وغيرها الكثير فيها من الاحزاب ذات العقيدة السّليمة وأُخرى ذات العقيدة الفاسدة، عِلماً بانَّ سلامة وفساد أَيّة عقيدة حزبيّة او حركيّة أَمرٌ يختلف عليه النّاس كثيراً جداً، فما أراهُ عقيدةً حزبيّةً سليمةً يراهُ غيري عقيدةً حزبيّةً فاسدةً، والعكس هُوَ الصّحيح، فما أراه فاسداً يراهُ غيري سليماً!.
امّا تاريخيّاً فاعتقد انّ من أَبرز النّماذج على هذا الصّعيد هي عقيدة الخوارج، التي ابتُليَ بها أَميرُ المؤمنين علي بن أَبي طالبٍ (ع) وهي المسمّاة بعقيدة التّكفير، فلقد قال (ع) لمّا قتل الخوارج فقيلَ لهُ: يا أميرَ المؤمنين، هَلكَ القومُ بأجمعِهِم، فقالَ: {كَلاَّ وَالله، إِنَّهُمْ نُطَفٌ فِي أَصْلاَبِ الرِّجَالِ، وَقَرَارَاتِ النِّسَاءِ، كُلَّمَا نَجَمَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قُطِعَ، حَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ لُصُوصاً سَلاَّبِينَ}.
رُبما يسأَلُ سائلٌ ويقول؛ أولَم يقضي تجريم النّازيّة عليها؟ فلماذا لا ينطبق الشيء نَفْسَهُ على (حزب البعث) مثلاً؟!.
الجواب؛ إِنَّ النّازيّة حاصرها العالم كلّهُ فانتهت، مع التحفظ على جوهر الكلمة، ولو كانَ أَحدٌ قد تبنّاها لجدّدت نفسها بعدَ حينٍ، وانّما ظلّت عقيدة التّكفير تُجدّد نفسها لوجود من يتبنّاها بين فترةٍ وأُخرى الى ان ورِثناها اليوم بأسوأ اشكالِها والمتمثّل بالارهاب الذي يتغذّى عليها من خلال عقيدة الحزب الوهابي التكفيري وفقهاء بلاط (آل سَعود).
فمثلاً؛ هنا في الولايات المتّحدة الاميركيّة يُسأل من يتقدّم للحصول على الجنسيّة ما اذا كان قد إِنتمى أَو تعاون أَو حتّى تعاطفَ مع النازيّة في يومٍ من الأيّام حتّى اذا كان عمرهُ (١٨) عاماً!.
وفي كندا أُقيلَ مسؤولٌ كبيرٌ عندما نُشرت لهُ صورةٌ في الاعلامِ تعودُ لايّامِ صباه (أَربعينيّات القرن الماضي) وهو يقف على الرّصيف يتفرّج على تظاهرةٍ مرَّت من أَمامهِ مؤيّدةً للنّازية من دونِ أَن يبدي أَي شَيْءٍ يدلُّ على إِستنكارهِ لها أَو إِمتعاضهِ منها!.
لقد تعاونَ كلّ العالم للقضاءِ على النّازيّة، فلم يعد اليوم أَحدٌ يجرُؤ على الإفصاحِ عن او حتّى الإشارةِ الى تأييدها مثلاً او التّرويج لها او ذكرَها بِخَيْرٍ، خاصةً وأنّها مُتَّهمةٌ بجرائمَ حربٍ إِرتكبتها ضدّ ضحاياها ومِنهم اليهود الذين لازالوا يعتبرون انَّ تأييد النازيّة ولو بشقِّ كلمةٍ تعبيرٌ عن معاداة السّاميّة وهي جريمةٌ يُعاقب عليها القانون في كلّ دول العالم الحرّ والمتحضّر.
امّا البعث فلا يُمكن القضاء عليهِ بمجرّد تشريع قانون في مجلس النوّاب وقد تقمّص البديل عن نظامهِ البائد، بمن فيه (الدّيني) قِيمَهُ وشخصيّتهُ وأخلاقيّاتهُ بقدرٍ أَو بآخر؟!.
كيف سنقضي عليهِ ونصفُ الدّولةِ يُعشعشُ فيها أَيتامهُ بعدَ أَن غيّروا جلدَهم ولونَهم وزيَّهم، ليخرجوا من الباب ويعودونَ اليها من الشّبّاك؟!.
كما انّهُ لا يُمكن القضاء عليهِ وحوالي نصفُ العراقيّين يحنّون الى عهدهِ أَو على الأقل لا يَرَوْنَ فِيهِ ضَيْراً، وأَقصُد بهِم السُّنّة وأيتام الطّاغية الذّليل والكُرد وغيرُهم.
كما انّهُ لا يُمْكِنُ القضاءُ عليه وشبابنا يَستشهِدونَ في الجارةِ سوريا، وبذرائِعَ شتّى، دفاعاً عن نِظامٍ الحزبُ الحاكمُ فِيهِ يحملُ نفس الاسم!.
كما انّهُ لا يُمْكِنُ القضاءُ عليهِ وجُلُّ جيران العراق يتبنَّونَهُ ويستضيفون قياداتهُ ورموزهُ، ناهيكَ عن الإقليم!.
ولا ننسى انّ للحزبِ تنظيماتٌ في أَكثر من بلدٍ عربيٍّ منها لبنان والأردن والسّودان وغيرها!.
هذه الحقائق تُشيرُ الى انّ تجربتنا مع تجريم وحظر (البعث) تختلف عن تجربة العالم مع تجريم وحظر (النّازيّة) اختلافاً جوهريّاً ولذلك لا تجوز المقارنة!.
ولا أُخفي قولي هُنا انّهُ من المعيبِ حقاً أَنّنا وبعد (١٤) عامٍ من التغيير لازلنا نعتبر انّ أيتام الطّاغية يشكّلونَ خطراً على العمليّة السّياسيّة وعلى النّظام الدّيمقراطي، فَلَو كان البديلُ قد نجحَ في بناءِ دولةٍ حديثةٍ وعصريَّةٍ أَساسها المواطنة والحقوق والواجبات والعدل والانصاف وتكافؤ الفُرص وسيادة القانون، هل كنّا سنحسُّ بوجودِ أيتامِ الطّاغية الذليل؟!.
انّ ايّ مجتمعٍ لا يَحِنُّ الى الماضي الّا اذا كانَ الحاضرُ أسوأ مِنْهُ! فتأَمّل!.
تأسيساً على ذلك فانَّ الذي أُريدُ قولهُ هو أَنّنا لا ينبغي لنا انْ نُقارنَ حالَنا بحالِ تجاربَ أُخرى من دونِ أَن نأخذَ بنظرِ الاعتبار خصوصيّاتنا وواقعنا وغيرَ ذلك!.
اضف تعليق