إِنَّ بإمكان نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية ان يلعبَ دورًا اكثر فاعليّة في الحرب على الارهاب، سواء في العراق او في سوريا او في بقيّة المناطق السّاخنة، من خلال الضغط على الجماعات الارهابيّة لوقف اعمالها الاجراميّة، خاصة تلك الفصائل التي يعرف القاصي والدّاني انّها تأتمِر بأوامر الرّياض، مثل التنظيمَين اللّذين رفض مجلس الامن الدّولي ادراجهما في اللائحة السّوداء الأسبوع الماضي لأجل سواد عيون (آل سَعود) والحزب الوهابي، في محاولةٍ مِنْهُ لتوظيف ذلك في المقايضات السّياسية ومفاوضات السّلام المتعلّقة بالملفّ السّوري تحديداً.

وعلى الرّغم من انّ العالم أَجمع يعرف جيداً ان الرّياض والدّوحة وأنقرة مُنيَت بهزيمةٍ كاسحةٍ في سوريا عندما ظلّوا يُراهنون على الارهاب لتغيير النظام السّياسي في بلاد الشّام، من خلال دعم الارهابيّين بكلّ أسباب الاستمرار وتمكينهم بكلّ الوسائل والطّرق بما فيها تسهيل تجميعهم من مختلف دول العالم في تركيا وإرسالهم الى العراق وسوريا بعد تدريبهم وإعدادِهم، مع كلّ هذه الهزيمة المُخزية، الا ان الرّياض للآن ترفض الاعتراف بهذه الهزيمة لتبدي موقفاً مرناً في الحرب على الارهاب وتسهيل عمليّة السلام في سوريا! لانّ نظام القبيلة لا يريد اعترافاً بالمجّان، وانّما يُرِيدُ ان يقبض ثمناً قبل ان يعترف بالهزيمة، ويبدو لي ان الثّمن الذي يفكّر فيه هو على الأقل إِدراج مصير النّظام في سوريا في برنامج المفاوضات، إِدراج الامر على الأقل لحفظ ماء وجههِ الذي اراقتهُ دماء الابرياء والمدن المدمّرة، على إِعتبار ان النتيجة (الطبيعيّة) التي كان يتوقّعها (آل سَعود) من كلّ المليارات التي دفعوها في حرب الارهاب على سوريا هو إسقاط النظام لصالح الجماعات التكفيرية الارهابيّة، ولمّا لم يتحقّق شيءٌ من هذا بعد خمسة أعوام من الارهاب، لذلك تصرّ الرّياض من خلال عملائِها التّافهين والمفضوحين الذين يحضرون مفاوضات السّلام على إِدراج مصير النّظام السّياسي ليتسنّى لنظام القبيلة الاتّجار بمثل هذا النصّ وبالتالي تسويق (انتصاراً) من نوعٍ ما لتبرّر لعملائها إِطلاق دور إيجابي في الحرب على الارهاب.

أَجزم انّ مثل هذا (الانتصار) لم ولن يتحقّق للرياض وحليفاتها في الارهاب الدوحة وقطر، حتى اذا كان وهمياً وعلى الورق فقط، فبعد ان فشلت ورقة الارهاب على الارض في تغيير النّظام السّياسي على الرّغم من خطورتها، هل يُعقل ان تحقّق الرّياض هدفها بمفاوضاتٍ سياسيَّةٍ طرف فيها جماعات (ارهابيّة) فاشلة؟! انّهُ نوعٌ من السّراب الذي تظن الرّياض انّهُ ماءً!.

وانّ ما فضح نظام القبيلة الفاسد اكثر فاكثر، وكشفَ بشكلٍ واسعٍ تورطهُ بالارهاب [عقيدةً وتمويلاً واحتضاناً] هو قرار الكونغرس الأميركي القاضي بالكشف عن الصّفحات السريّة من تقرير هجمات ١١ أيلول عام ٢٠٠١ والذي سيُتيح الفرصة لاسَر الضّحايا بمقاضاة (ال سَعود) في المحاكم الأميركيّة، وما رافق هذا السّعي من حملةٍ إعلاميّةٍ وسياسيّةٍ وديبلوماسيّةٍ واسعةٍ تشنّها جهات ومؤسّسات عديدة في الولايات المتّحدة وتحديدا في العاصمة واشنطن ضدّ نظام القبيلة الفاسد والحزب الوهابي.

لذلك يبدو لي هذه المرّة ان الرّياض تسعى لمقايضة اي تعاون مع واشنطن وحليفاتها في الحرب على الارهاب بتهدئة الحملة ضدّها، اذا لم يكن بالامكان إلغاء فكرة التّشريع! لدرجة انّ الرّياض اقترحت دفع مبالغ طائلة جداً لأُسَر الضّحايا قبل ان يحرّكوا ضدّها اي ملف قضائي في المحاكم الأميركيّة لانّ مجرّد تحريك ملف واحد على الأقل سيفتح الباب واسعاً على مصراعَيه أَمام فضائح لها اوّل وليس لها آخِر ستنجرّ آثارها الى بقيّة دوَل العالم التي شهدت هجمات ارهابيّة من نوع هجمات نيويورك، فضلاً عن أُسر ضحايا الارهاب في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وغيرها من دول المنطقة التي اكتوت بنيران ارهاب (ال سَعود) الرّسمي منه كما هو الحال في سوريا واليمن والبحرين، وغير الرّسمي كما هو الحال في العراق اذ لازال نزيف الدّم والتّدمير مستمراً بسبب فتاوى التّكفير التي اصدرها ولايزال فقهاء التّكفير القابعين في الرّياض والدّوحة وغيرها من عواصم الارهاب الرّسمي، بالاضافة الى استمرار دفع العناصر الارهابيّة عبر الحدود من تركيا التي تحرّض على تجميعهِم من دول العالم وتدريبهِم وتمكينهِم وتزويدهِم بما يحتاجون لتنفيذ عمليّاتهم الارهابيّة في مختلف مدن العراق وخاصّة في العاصمة بغداد التي شهدت قبل عدّة ايّام سلسلة من الاعمال الارهابيّة طالت عدّة مناطق من العاصمة بغداد منها مدينة الصّدر النّازفة ومدينة الكاظميّة المقدّسة وغيرهما، راح ضحيّتها المئات من الشهداء الابرار والجرحى والمعوّقين.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق