سيناريو مرعب ومقلق ذلك الذي يفكر به عديد المصريين الناقمين من تركيا، والرافضين لطريقة تعاطيها مع ملف الأزمات التي ضربت بلاد النيل منذ العام 2011. الصحف المصرية نقلت بعض التعليقات والمقالات عن كتاب ومحليين عن خطط تركيا لها مايثبت بعض التصورات بشأنها تتعلق بمحاولات لإختراق الجبهة المصرية من محاور عدة وبطرق مبتكرة تتصل جميعها بالعلاقة مع الإخوان المسلمين والحركات الدينية المتطرفة العاملة في مصر، أو في الجوار وخاصة الليبي المشتعل الذي يهدد الأمن القومي لمصر حيث لم تخف القاهرة ماينتابها من قلق بشأنه، وتشير في الغالب الى رغبة في معالجته عن طريق الحوار، أو حتى التلويح بدعم عسكري للجيش الوطني الليبي والبرلمان القريب من الجنرال خليفة حفتر الذي قاتل قوات فجر ليبيا وبعض التنظيمات كأنصار الشريعة وداعش طرابلس التي خطفت عديد العمال المصريين المسيحيين في ليبيا وتهدد بقتلهم وتعدهم أسرى صليبيين.
المخطط المفترض يتضمن قيام تركيا بتجهيز آلاف المقاتلين الإسلاميين في الأراضي الليبية للقيام بعمل عسكري كبير وتنفيذه على الأراضي المصرية بالإستيلاء على مدن ومواقع عسكرية ومنشآت حيوية في سيناريو قريب للذي حصل في الموصل شمال العراق خاصة بعد عجز المشروع الإخواني عن الصمود في وجه الجيش وقوة الجنرال السيسي والقطاعات الشعبية الرافضة لعودة حكمهم المتشدد، حيث لم يتبق لتركيا سوى تجريب الطرق الأخرى وهي عديدة ولعل أخطرها سيناريو تجهيز المقاتلين والدفع بهم الى الأراضي المصرية في عملية خاطفة تتطلب الحذر والتيقظ من الجيش المصري لمنع تلك المجموعات من التوغل وتحقيق مكاسب.
بالتأكيد فإن هذا السيناريو معد ليس لمصر وحسب بل لبلدان كالجزائر واليمن وتونس ودول في الخليج كالمملكة السعودية والأردن وكما حصل في العراق وسوريا. بمعنى آخر فإن مصر لاتواجه الخطر لوحدها بل هي جزء من خارطة مستهدفة، وربما تطلب ذلك إسقاط أركان الدولة الكافرة والفاسدة كما يسميها (سيد قطب) منظر الإخوان الأكبر، ولايتم ذلك الهدم إلا بتفكيك كيان الجيش والشرطة ومؤسسة الدولة التقليدية.
مصر في خطر داهم، وهي تحتاج الى التشاور والتحالف مع قوى دولية وإقليمية خاصة وإن السيناريو المفترض هو سيناريو لاتمتلك خيوطه تركيا لوحدها ومعها قطر، بل هي تلبية لرغبة أمريكية إسرائيلية لتفكيك المنظومة الأمنية والعسكرية لمصر وسوريا والعراق.
اضف تعليق