القارة العجوز لم تعد قادرة على التركيز، هي غير قادرة على التحكم بأعصابها، هي أشبه بالمبتل العاري من ثيابه، أو هي متزلج إنقطعت به السبل على سفوح جبال بعيدة، ويكاد يموت من شدة البرد، أوربا اليوم تصحو على وقع تفجيرات صادمة في مطار بروكسل وفي محطة للمترو، وسقط العديد من الضحايا والجرحى، وقد أغلقت السلطات البلجيكية عديد المطارات ومحطات القطارات، وطلبت الى السكان البقاء في بيوتهم، ورفعت حالة التأهب الى الدرجة الرابعة، ونشرت آلاف الجنود، بينما قررت باريس إرسال 1600 جندي الى الحدود التي لاتبعد عن باريس مسيرة ساعة في السيارة حيث يتواجد مئات آلاف المسلمين في بلجيكا وفي فرنسا، ومنهم مئات توجهوا الى العراق وسوريا للقتال مع القاعدة وداعش، واليوم هم يعودون ليمارسوا القتل والتفجير في عواصم أوربا.
قرر الأوربيون أن يتيحوا الفرصة للمتطرفين الإسلاميين من الجاليات العربية والإسلامية المقيمة في القارة ليغادروا الى مناطق النزاع في الشرق الأوسط ليتم التخلص منهم في معارك التنظيم ضد السلطات في البلدين العربيين، وفاتهم أن هؤلاء يمكن أن يعودوا ولابد أن يعودوا بعد إنتهاء مهامهم، أو إصابتهم بالإحباط واليأس وبالتالي ستميل مشاعرهم الى تطرف أكثر حدة عندما يعودون الى بلدانهم التي هاجروا منها الى مايسمونه أرض الجهاد، ويقومون بأعمال عدائية ظهرت صورها البشعة في عديد المدن الأوربية خاصة الفرنسية منها والبلجيكية ما أدى الى ردات فعل عنيفة في الداخل الأوربي، وتصاعد حمى الرفض لوجود المهاجرين العرب والمسلمين الذين أخذوا يتقاطرون بطريقة مثيرة للقلق من خلال الأراضي التركية خصوصا حتى وصل عددهم في ألمانيا وحدها الى مليون مهاجر.
الأصوات المنددة بالمهاجرين وبحضورهم وبالسلطات الألمانية كانت واضحة في نوع التصويت الذي حصلت عليه ميركل في آخر إنتخابات شهدتها ألمانيا حيث تراجع حزب المستشارة الألمانية إثر حملة منظمة من الجمعيات والأحزاب التي تعارض الهجرة والتي كانت سببا في تغيير ميول الناخبين، حيث يرى العديد من الناشطين الألمان إن ميركل تتحمل المسؤولية فقد جعلت البلاد مساحة مفتوحة للمهاجرين والوافدين من بلدان الشرق الأوسط وآسيا وبعض بلدان أفريقيا التي تعاني من الحروب والمشاكل الإقتصادية والبيئية.
الجاليات الإسلامية أصبحت اليوم عالما خطرا على أوربا، وصارت التجمعات التي تضمهم أماكن لتفريخ الإرهابيين وتهدد بحرق القارة العتيقة، فالعديد من الدعاة الدينيين تحولوا الى عناصر أكثر وحشية ورغبة في التدمير نتيجة للمعلومات والمعارف المحرفة من التاريخ الديني للمسلمين التي تدرس لهم سواء في بعض البلدان العربية والإسلامية، أو في المراكز الإسلامية التي تنشط هناك، وبالتالي فليس مستبعدا أن تشتعل أوربا بنيران التطرف المسيحي الرافض للمسلمين، وأن تتحرك الجماعات الدينية المناوئة، أو تلك التي تحمل أجندة تعارض وجود المسلمين، ولابد من تحرك تقوم به الجاليات الإسلامية والعربية في أوربا لوقف عمل وحراك هؤلاء المجانين وإلا فإن المسلمين سيذهبون وقودا لحرب صليبية قادمة.
اضف تعليق