منذ أن اكتشف النفط في الجزيرة العربية، تحولت تلك الثروة لتدمير المنطقة، بسبب تبعية السلطة السعودية، للتاج البريطاني والبيت الأبيض، فكانت كل أدوارها خبيثة، وهي التي أسهمت في الخراب الحالي لدول المنطقة، بل أن مساهمتها لدعم الوجود الإسرائيلي، مما لا يمكن نقاشه، فهي من البديهيات، لذا ليس غريبا أن يتنبه العالم، لهذا الكيان السرطاني (السعودية)، وأدواره الخطيرة على كل بلدان المنطقة.
نشر معهد هوفر الأمريكي، للدراسات السياسية والإستراتيجية، والمختص بشؤون الحرب والسلام، تقريرا تحت عنوان (السعودية تشكل اكبر تهديد في الشرق الأوسط)، وجاء في التقرير، انه على مدى العقد الماضي، برزت المملكة السعودية، باعتبارها القوة الأكثر جرأة في الشرق الأوسط، خصوصا مع سقوط نظام صدام، وزعزعة الاستقرار في العالم العربي (بالربيع العربي)، حيث اتخذت المملكة السعودية قرارا بالتدخل، وعلى نحو متزايد، في مصر والعراق وسوريا والبحرين واليمن، واستخدمت المال والعنف لتحقيق غاياتها، وتساءل التقرير عن دوافع السعودية، للتدخل في شؤون الدول الأخرى.
التقرير وجد الجواب الذي يطمئن له، وهو أن النظام الملكي السعودي، وعلى مدار 50 عاما، وهو يسعى للحفاظ على استقرار نظامه، فيكون الباعث للتدخل في شؤون الآخرين، كي يكون النظام السعودي ثابتا، وهو الوحيد المتفرد بالقوة والاستقرار في المنطقة، وهو تقريبا ما تحقق بعد الربيع العربي العاصف، الذي أنتج خراب ودمار، في بلدان كانت تنعم باستقرار سياسي واقتصادي، فإذا بها اليوم ساحة للاقتتال الذي لا ينتهي، مثل سوريا وليبيا واليمن.
لكن السعي للحفاظ على استقرار المملكة، لا يجيز أن تقوم بتدمير بلدان المنطقة، بل الأمر يظهر أنها أنانية مفرطة، وتصرف أقرب للجنون منه للتعقل، مما يدفعنا إلى البحث عن رأي أخر للجنوح السعودي الشرير، نحو تدمير المنطقة.
النظام السعودي مرتبط ارتباطا وثيقا، بالقوى العالمية المستبدة، مما يجعل منه عبد مطيع، ينفذ حرفيا ما يطلب منه، مما يجعله فاقد لأي قيم أو ثوابت، بل هو يسير بحسب ارادة أسياده، ويدلل على هذا، سلوك النظام السعودي، البعيد عن مصالح العرب والمسلمين.
إسرائيل هي المستفيد الأكبر من الجنون السعودي، فالسعودية ساهمت في تدمير سوريا، وسوريا كانت تعتبر العدو الأكثر رعبا للإسرائيليين، لارتباط سوريا بالجمهورية الإيرانية من جهة، ومع حزب الله من جهة أخرى، مما شكل مثلث رعب كبير للإسرائيليين، كان الدور السعودي عظيما في تفتيت وحدة هذا المثلث، عبر دعم الجماعات التكفيرية والإرهابية في سوريا.
لم يتوقف الدور السعودي الداعم لإسرائيل عند هذه النقطة، بل هو يدفع بالمنظومة العربية لمحاربة حزب الله، عبر استحصال قرار من الجامعة العربية، باعتبار حزب الله إرهابي، كي يتم ملاحقة مصالحه وقياداته، فانظر لحجم المعونة والخدمة التي تقدمها السعودية للإسرائيليين.
احساس السعودية بأنها مدعومة من الدول العظمى، وإنها لن يتم محاسبتها، مهما فعلت، جعلها تتمادى في ادوار الشر، وما حملتها الأخيرة على اليمن، منذ عام تقريبا، إلا دليل على هذا، فهي أمعنت بارتكاب جرائم حرب وحشية في اليمن، لكن لا احد يحاسبها، أليس عجيبا أن يفشل مجلس الأمن، في إصدار بيان يجرم ويشجب العدوان السعودي على اليمن، حتى بعد ارتكابها جرائم إنسانية، وسعيها لتدمير اليمن، عبر قصف جوي مركز منذ سنة.
سبب تلكؤ الإرادة الأممية، يعود لتحقق الرضا الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني، بما تفعله السعودية، لذلك هي تقوم بالتدخل ارضاء لأسيادها، وكي تتعاظم مكانتها في المنطقة.
شعوب العراق وسوريا واليمن والبحرين، قد عانت من العنف السعودي، وعلى مدار أكثر من عقد، فالإرهاب المدعوم سعوديا، كالنار في القش يصعب إطفائها، وهي تحرق ما تصل إليه، والمصيبة الأكبر أن لا توجد عدالة في العالم، تدافع عن هذه الشعوب، أمام وحش مجنون يحرق ما يصل إليه، هذا الوحش هو خليط من الجماعات الإرهابية والتكفيرية، زائدا النظام السعودية، الداعم والممول والمخطط لما يحصل.
نتائج تدخل السعودية في بلدان المنطقة، هو ظهور الجماعات التكفيرية، سابقا بعنوان القاعدة، وحاليا بعنوان داعش، مما يدلل على الارتباط الوثيق، بين الإرهاب والمملكة السعودية.
المتابع الاقتصادي للأحداث، يجد أن البلدان الغربية كسبت بشكل كبير، حيث أصبح سوق السلاح مفتوح، وحققت مبيعات غير مسبوقة، فالحرب أصبحت غير محدودة الجغرافيا، بل تشمل دولا عديدة، وهذا المكسب تحقق عبر دور سعودي واضح، مما يجعلها بعيدة عن أي مسائلة، مهما فعلت من جرائم.
السعودية تمثل رقم مهم للغرب، فهي المصدر الكبر للنفط، وهي المنفذ الأكثر تميزا للإرادة الغربية، وهي من تحرك سوق السلاح، وهي الداعم الأكبر لدولة إسرائيل، وهي سيف الغرب الموجه لإيران، لذا لا يمكن للغرب التنازل عن السعودية، مهما تنمرت، ومهما فعلت من جرائم.
لكن من يزرع الشر يحصده، ولن تطول أيام آل سعود، ما بين حدود المملكة الجنوبية والشمالية الملتهبة، وبين داخل محكوم بالقوة، فأيام عز آل سعود في نفاد.
اضف تعليق